«البيئة» تعلن استكمال فعاليات المرحلة الثانية من مسابقة «صحتنا من صحة كوكبنا»    الأسهم الأوروبية تختتم أسبوعاً سلبياً رغم صعودها في تعاملات الجمعة    مدير المشروعات بمبادرة «ابدأ»: يجب تغيير الصورة الذهنية عن التعليم الفني بمصر    فورين بوليسي: إسرائيل فشلت في استعادة الردع وهزيمة حماس بعيدة المنال    مقتل 11 شخصا على الأقل وإصابة 26 آخرين في قصف مخيمات لاجئين في الكونغو    عاجل.. يهود يحرقون العلم الإسرائيلي ويهددون بالتصعيد ضد نتنياهو لهذا السبب.. ماذا يحدث في تل أبيب    ردا على بيان الاهلي.. الكومي يكشف تفاصيل ما سوف يحدث في أزمة الشيبي والشحات    سبب رفض الكثير من المدربين فكرة تدريب البايرن    مكتبة مصر الجديدة للطفل تحتفل بأعياد الربيع غدا السبت    ابنة نجيب محفوظ: الاحتفاء بوالدي بعد سنوات من وفاته أفضل رد على منتقديه    سوسن بدر: لو في عمل معجبنيش بتعلم منه، وسعيدة بتكريمي بمهرجان بردية    الاتحاد يحبط ريمونتادا بلدية المحلة ويفوز عليه في الدوري    ريال مدريد يتحرك لضم موهبة جديدة من أمريكا الجنوبية    محافظ أسوان يتابع جهود السيطرة على حريق اندلع في بعض أشجار النخيل بقرية الصعايدة بإدفو    العناية الإلهية تنقذ شابا انقلبت سيارته في ترعة يالغربية (صور)    البنك المركزي المصري يصدر قواعدا جديدة لتملك رؤوس أموال البنوك وعمليات الإندماج والاستحواذ    برشلونة يوافق على انتقال مهاجمه إلى ريال بيتيس    «المركزي للتعمير» ينفذ محور الخارجة/ سوهاج بطول 142 كم    فيلم السرب.. أحمد السقا يوجه الشكر لسائق دبابة أنقذه من الموت: كان زماني بلوبيف    تخصيص 8 مكاتب لتلقي شكاوى المواطنين بالمنشآت الصحية في الوادي الجديد    الروس والأمريكان في قاعدة عسكرية واحدة .. النيجر على صفيح ساخن    بالإنفوجراف.. 8 تكليفات رئاسية ترسم خريطة مستقبل العمل في مصر    ضبط ربع طن فسيخ فاسد في دمياط    تشيع جثمان عروس كفر الشيخ ضحية انقلاب سيارة الزفاف    أمين القبائل العربية: تأسيس الاتحاد جاء في توقيت مناسب    طليعة المهن    إعفاء 25% لطلاب دراسات عليا عين شمس ذوي الهمم من المصروفات الدراسية    آصف ملحم: الهجمات السيبرانية الروسية تجاه ألمانيا مستمرة .. فيديو    باتمان يظهر في معرض أبو ظبي للكتاب .. شاهد    دعاء يوم الجمعة عند الغروب.. استغل اليوم من أوله لآخره في الطاعات    بالصور| انطلاق 10 قوافل دعوية    علاء نبيل: لا صحة لإقامة دورات الرخصة C وهذا موعد الرخصة A    حسن بخيت يكتب عن : يا رواد مواقع التواصل الإجتماعي .. كفوا عن مهاجمة العلماء ولا تكونوا كالذباب .. " أليس منكم رجل رشيد "    مُنع من الكلام.. أحمد رزق يجري عملية جراحية في "الفك"    موعد بدء امتحانات الصف الخامس الابتدائي آخر العام 2024 محافظة القليوبية    تنفيذ إزالة فورية لتعدٍّ بالبناء المخالف بمركز ومدينة الإسماعيلية    المفتي: تهنئة شركاء الوطن في أعيادهم ومناسباتهم من قبيل السلام والمحبة    حبس 9 أشخاص على ذمة التحقيقات في مشاجرة بالمولوتوف بين عائلتين ب قنا    الصحة: تكثيف الرقابة على أماكن تصنيع وعرض وبيع الأسماك المملحة والمدخنة    انتظروا الشخصية دي قريبًا.. محمد لطفي يشارك صورة من كواليس أحد أعماله    محافظ الغربية يهنئ البابا تواضروس بعيد القيامة    في اليوم العالمي وعيد الصحافة.."الصحفيين العرب" يطالب بتحرير الصحافة والإعلام من البيروقراطية    المنتدى الاقتصادي العالمي يُروج عبر منصاته الرقمية لبرنامج «نُوَفّي» وجهود مصر في التحول للطاقة المتجددة    الشكاوى الحكومية: التعامُل مع 2679 شكوى تضرر من وزن الخبز وارتفاع الأسعار    بواسطة إبراهيم سعيد.. أفشة يكشف لأول مرة تفاصيل أزمته مع كولر    خطيب المسجد الحرام: العبادة لا تسقط عن أحد من العبيد في دار التكليف مهما بلغت منزلته    الاستعدادات النهائية لتشغيل محطة جامعة الدول بالخط الثالث للمترو    المقاومة الفلسطينية تقصف تجمعا لجنود الاحتلال بمحور نتساريم    بقير: أجانب أبها دون المستوى.. والمشاكل الإدارية عصفت بنا    بيان عاجل من المصدرين الأتراك بشأن الخسارة الناجمة عن تعليق التجارة مع إسرائيل    دليل السلامة الغذائية.. كيف تحدد جودة الفسيخ والرنجة؟    ضبط 2000 لتر سولار قبل بيعها بالسوق السوداء في الغربية    التعليم العالي: مشروع الجينوم يهدف إلى رسم خريطة جينية مرجعية للشعب المصري    إصابة 6 سيدات في حادث انقلاب "تروسيكل" بالطريق الزراعي ب بني سويف    «الإفتاء» تحذر من التحدث في أمور الطب بغير علم: إفساد في الأرض    إصابة 6 أشخاص في مشاجرة بسوهاج    الفلسطينيون في الضفة الغربية يتعرضون لحملة مداهمات شرسة وهجوم المستوطنين    الغدة الدرقية بين النشاط والخمول، ندوة تثقيفية في مكتبة مصر الجديدة غدا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جبهة الإنقاذ.. فتنة المعارضة المصرية
نشر في أكتوبر يوم 13 - 01 - 2013

كنا نأمل أن تتمدد لكن الحقيقة التى يجب أن نعترف بها أن خريطة الديموقراطية فى مصر تنكمش بسبب الممارسة الخاطئة للمعارضة، وهذا ليس فى صالح جنين الديموقراطية الذى يكاد يتشكل الآن.
بعد الإعلان الدستورى تكتل قادة المعارضة للتيار الإسلامى فى جبهة أطلقوا عليها جبهة الإنقاذ، وقلنا لتكن هذه الخطوة -العرجاء- هى الأولى لتشكيل قطب معارض يمكن أن يعدل ولو جزئيا كفتى الميزان لكن فجأة أصاب العطب الجبهة وطغت المصالح الضيقة على مصلحة الوطن لتتحول الجبهة إلى فتنة للمعارضة ويحتاج الإنقاذ إلى ما.. ومن ينقذه..
ما هو مستقبل الجبهة، وما هو مستقبل المعارضة؟!
هذا ما تجيب عنه السطور التالية.
أبو العز الحريرى عضو مجلس الشعب السابق يطالب جبهة الإنقاذ بالإسراع فى اختيار مرشحيها، بحيث يكون بكل محافظة لجان سياسية معتمدة من الأحزاب المشاركة فى الجبهة، مشيرا إلى أن ذلك سيقلل من أية نزاعات محلية، ويجعل أداءها منضبطا، وفى نفس الوقت يحد من أية خلافات تنشأ عند تكوين القوائم وترتيب الترشيحات على أن يتم الاتفاق على تشكيل رؤوس القوائم لاستيعاب كل الأحزاب المشاركة، بهدف وجود قائمة موحدة لمقاعد الفردى والقائمة.
مضيفا لكى يحدث هذا التنسيق يجب أن تكون العناصر المختارة قيادات رسمية فى المحافظات لمنع ادعاءات أشخاص ينتحلون تكوينات تحت مسمى جبهة الإنقاذ، وأن تعلن الجبهة مسبقا عن ممثليها فى كل المحافظات على مستوى الجمهورية.
وطالب الحريرى الجبهة بإصدار برنامجها الانتخابى والذى يكون ملزما لكل مرشحيها ومؤيديها وأن تعلن الجبهة موقفها من الدستور فى بيان تصاغ به اعتراضاتها وإضافاتها التى تريدها لمشروع الدستور البديل الذى ستقدمه للشعب المصرى.
ويأسف أبو العز الحريرى لعدم وجود مناخ ديمقراطى ودستورى وقانونى، مؤكدا أنه بدونه لن يكون هناك مجلس نواب يعبر عن الأمة بشكل صحيح.
فتنة
ويرى د. جمال زهران القيادى بالجبهة الوطنية للتغيير الشعبى أن جبهة الإنقاذ تواجه «فتنة» سياسية مصدره إليها من التيارات الدينية بهدف تفكيكها، لأن الجبهة تمثل لهم ذعرا وخوفا.
ويضيف أن هناك طاقة نور ممثلة فى الجبهة لإعادة التوازن إلى الحياة السياسية، والحصول على أغلبية مقاعد مجلس النواب القادم، ولكن الجبهة تواجه تحديا من الداخل وهو كيفية خلق التوازن والاتفاق على قوائم موحدة على مستوى الجمهورية، وأن يكون هناك تنسيق بين أحزاب الجبهة، وإعطاء الأولوية للأحزاب التى لها وزن سياسى وشعبى فى الدوائر الانتخابية.
كما تواجه الجبهة تحديا آخر هو كيفية خلق إطار فكرى متماسك يقرب المسافات بين كل الأحزاب على اختلاف توجهاتها لتأكيد اتفاقها على برنامج ثورة يناير وفى مقدمته الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، وتأسيس النظام الديمقراطى الشعبى.
مضيفا أن المطلوب من جبهة الإنقاذ هو الاتفاق على برنامج انتخابى وقوائم واضحة وأجندة وطنية للعمل المشترك فى المستقبل.
ويرى زهران أنه بالرغم من وجود عوائق فإن الجبهة مصرة على خوض المعركة الانتخابية وتحقيق نسبة 70% على الأقل فى نتيجة الانتخابات البرلمانية فى مواجهة التيارات الدينية والتى لن تحصل إلا على 30% كحد أقصى- على حد قوله.
ويوضح المهندس أحمد بهاء الدين شعبان الأمين العام للحزب الاشتراكى المصرى أن هناك مجموعة من التحديات تواجه جبهة الإنقاذ حتى تحقق النجاح المنشود فى الجولة الانتخابية القادمة، أولها التحدى فى الحفاظ على وحدتها وتماسك مكوناتها أمام المحاولات التى تسعى إليها التيارات الدينية لاختراقها، وحتى الآن لم تنجح هذه المحاولات لكنها لم تتوقف، متمثلة فى جذب عناصر أو أحزاب منتمية للجبهة بهدف خلخلة وحدتها وشق صفوفها، إلا أن الجبهة صامدة فى صد الهجمات، وبفضل الله لم ينشق عليها أفراد أو أحزاب أو حركات سياسية من ضمن تكوينها.
مضيفا: تواجه الجبهة تحديا مهما يتمثل فى كيفية نجاح الخطاب الموجه إلى قطاعات الشعب المصرى لإقناعهم ببرنامجها وحث الشعب المصرى على الخروج يوم الانتخابات للتصويت بمنتهى الحرية وبلا ضغوط أو مزايدات لصالحها.
ويتطلب ذلك حركة دائبة وسط الجماهير وتواصل مستمر مع قطاعات الشعب، مشددا على أن الجبهة تواجه تحديا آخر هو كيفية الوصول إلى المواقع التى تسيطر عليها تيارات الإسلام السياسى خاصة المناطق الفقيرة والعشوائيات فى محافظات الصعيد، والتى ترتفع فيها نسبة الأمية، وهذه المواقع حققت فيها التيارات الدينية وجودا كبيرا على عكس المناطق الحضرية التى تزداد بها شعبية جبهة الإنقاذ.
كما أن الجبهة مطالبة بتحريك (حزب الكنبة) وهم الأغلبية الصامتة من الشعب المصرى لحثهم على ممارسة العمل السياسى، وهذه الكتلة المرجحة للنجاح دفعتها تطورات المواقف المتصاعدة إلى مغادرة موقعها أمام شاشات التليفزيون والنزول إلى الشارع لأول مرة فى تاريخها أمام قصر الاتحادية.
ويؤكد شعبان أن الأغلبية الصامتة سيكون لها دور حاسم فى تقرير مصير الانتخابات القادمة، ومن ثم يتغير مصير مصر كلها، فإذا نجحت جبهة الإنقاذ فى الوصول إلى هذه الأغلبية فإن نجاحها سيتعاظم بالتأكيد.
وأشار إلى الجبهة المطالبة بالتواصل مع الشباب فهم عماد الثورة ووقودها، وهم المحرك الأساسى لكل تطوراتها وهم الذين سيقومون بالدور الأساسى فى الحشد للجبهة ومساندة مرشحيها، وحماية صناديق الانتخابات من التلاعب.
كما تطرق إلى دور المنظمات الحقوقية المحلية والدولية، وقال: سيكون لها دور فاعل لضمان نزاهة الانتخابات، وقطع الطرق على أى محاولة للعبث فى نتائجها.
وطالب شعبان بإعادة الاعتبار لقضاة مصر حتى يقبلوا الإشراف القضائى على الانتخابات، محذرًا من أنه بدون هذا الإشراف ستظل الانتخابات مطعونا على نزاهتها، متمنيًا أن تتم الانتخابات فى سلام حتى نعبر بمصر إلى المرحلة القادمة لنحقق الاستقرار والتقدم للشعب المصرى.
الدوائر الانتخابية
ويرى المهندس محمود ياسر رمضان رئيس حزب الأحرار أن أكبر تحد يواجه جبهة الإنقاذ هو وجود 46 قائمة للدوائر الانتخابية، والمطلوب نجاح عضوين عن كل قائمة أى 92 عضوا فقط، وهذا العدد لا يرضى الأحزاب المنضمة للجبهة، وبذلك عليهم خوض الانتخابات على المقاعد الفردية والتى تمثل ثلث مقاعد البرلمان، وهذا ضرورى لإمكانية الحصول على أكبر نسبة من المقاعد، كما يجب أن تكون رؤوس القوائم ممثلة لجميع الأحزاب المشاركة، وبالنسبة لآخر القوائم فيمكن أن يكون بها أعضاء ينتمون للأحزاب يتم إعدادهم لخوض الانتخابات المحلية القادمة حتى يكتسبوا شعبية ويعرفهم الناس، مشيرًا إلى أن الشارع السياسى يضم التيارات الدينية والمدنية، والحسم سيكون لمن له الغلبة فى حُسن التنظيم والتمويل، لأن الانتخابات تحتاج إلى تمويل كبير لخوض الانتخابات على مستوى 56 ألف لجنة انتخابية على مستوى الجمهورية، ويتطلب ذلك وجود مندوبين لكل لجنة. واحد داخل اللجنة والآخر خارج اللجنة، ويشدد رمضان على أن حزب الأحرار باعتباره من أعرق الأحزاب المدنية مستعد للتعاون والمشاركة مع جبهة الإنقاذ ويؤيد خطواتها ويتمنى لها النجاح لتحقيق التوازن الديمقراطى الذى تستحقه مصر.
ويؤكد د. سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية أن الشارع المصرى هو الفيصل فى تحديد من يختار من مرشحيه، مطالبًا كل الفرقاء بما فيهم جبهة الإنقاذ أن يتقدموا ببرامج فعالة اقتصادية واجتماعية لحل الأزمات التى تمر بها البلاد، مشيرًا إلى حمدين صباحى الذى يمتلك كاريزما، ود. البرادعى لديه فكر متميز، أما د. مرسى رئيس الجمهورية فيواجه ظروفا صعبة أمام انشقاق القوى السياسية، والفرصة مواتية أمامه لجمع كل المصريين، بأن يحدث التوازن ما بين انتمائه الحزبى وانتمائه الوطنى، خاصة أن الرئيس د. مرسى استطاع خلال فترة قصيرة جذب عدد غير محدود من المؤيدين له من خارج التيار الإسلامى.
أما د. محمد البرادعى فإنه شخصية دولية محترمة وهو وكيل مؤسسى حزب الدستور وهو أحد مؤسسى جبهة الإنقاذ، وبالرغم من ذلك لم يستغل الفرصة التى أتيحت له بعد ثورة يناير لزيادة شعبيته فرفض الانتماء لأى حزب، ثم اختفى فجأة بعد الثورة مما سمح للبعض بالتربص بالثورة.
ويشير د. سعيد المصرى أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة إلى ضرورة التعرف على شخصيات جبهة الإنقاذ بعد زوال نظام مبارك، ويعتقد أن البرادعى والرئيس مرسى فقدا تأييد الجمهور.
ويلوم على حمدين صباحى ارتداءه لعباءة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وطالبه بأن يدرك أننا فى عصر ديمقراطى جديد يتيح العمل السياسى الحر دون قيود،ودون أية نظريات جامدة أدت دورها فى فترة سابقة، وكان لها إيجابيات وسلبيات، واصبحت فى ذمة التاريخ وتساءل هل التجربة الناصرية يمكن تكرارها فى هذا الوقت.. أم تحتاج إلى تطوير، مشيراً إلى أن البعض يرى انها لا تصلح بالمرة فى هذه الظروف، وهذه وجهة نظر ربما يؤيدها البعض، ويختلف معها آخرون، والمهم البحث عن برامج اجتماعية واقتصادية لإعادة بناء البلاد بعد ارهاصات ثورة يناير..وسلبيات المرحلة الحالية التى تعيشها البلاد اليوم، والتجربة السياسية الحالية يمكن ان يستفيد منها الجميع.. وهناك قوى سياسية سيختفى نجمها، وقوى سياسية أخرى ستظهر على الساحة، والمحك الرئيسى لكل القوى الوطنية ما تقدمه من أفكار وبرامج للنهوض بالشعب المصرى وإخراجه من كبوتة، وحسن استغلال الموارد البشرية والاقتصادية لتحقيق تقدم مجتمعى، كما يحدث فى سائر بلاد العالم النامى والمتقدم.
شباب الثورة
ويقول أحمد بلال القيادى باتحاد الشباب الاشتراكى إن عماد جبهة الإنقاذ هم من شباب ثورة يناير، وهناك من ركب موجة الثورة لتحقيق مآرب سياسية وحزبية سرعان ما تنكشف أمام وعى وذكاء الشعب المصرى.مطالباً الرئيس محمد مرسى بأن يوازن ما بين انتمائه للإخوان والانتماء للوطن وأن يناقش ويفاوض كافة القوى الوطنية والسياسية، وقد زج البعض بالرئيس بقصد أو بغير قصد فى معارك الإخوان السياسية، وعلى كل المخلصين من الإخوان وباقى فرقاء الوطن أن يتكاتفوا مع الرئيس مرسى للاهتمام بالوضع الاقتصادى ويتساءل بلال عن مشروع النهضة الذى تقدمت به الحكومة.. وعلى حكومة قنديل أن تسعى قدماً لتحقيق الوعود الرئاسية بحسن استخدام الموارد المتاحة، والابتعاد عن المهاترات السياسية وأن تطلب الاستعانة بقوى الشعب على اختلاف توجهاتها لتحقيق مشروع النهضة، وذلك لأن الجميع فى سفينة واحدة.. والنجاح سينقذ سفينة الوطن ويرسو بها إلى بر الأمان.
ويقول الكاتب والمحلل السياسي د.عبد المنعم سعيد إن أمام جبهة الإنقاذ فرصة لتحقيق التفوق فى الشارع المصرى بشرط ان يكون لهما قوة تنظيمية ومالية وهذا ما يتفوق فيه الإسلاميون، وبذلك فإن المعارضة ممثلة فى جبهة الإنقاذ مطالبة بتحقيق التنظيم والوحدة، خاصة أن الظروف فى صالح الجبهة.. فالوضع الاقتصادى صعب، وهناك تخوف من الجبهة الإسلامية، وهذا التخوف يمكن أن يدفع جبهة الإنقاذ لتحقيق التوازن وصولاً إلى التفوق.. ومن الصعب تحقيق هذا الأمل فى هذه المرحلة.
وتقول جورجيت قلينى عضو مجلس الشعب السابق أن الجبهة قادرة على إحداث توازن مع الإسلاميين، بشرط أن تكون معبرة عن الشارع بدرجة كبيرة، وان يكون لديها القدرة على التفاعل مع شباب الثورة بدرجة أشمل تتجاوز الموجودين بالائتلافات والاتحادات النخبوية، والالتحام بحزب الكنبة، وهى الكتلة القادرة على الحسم فى أى وقت وتناشد قلينى الجبهة بالبعد عن الخلافات الداخلية، والعمل على حلها حتى لا تؤثر على مصداقيتها وعلىذلك يجب أن تكون كلمة الجبهة واحدة أمام الجماهير، وأن يتوحد الخطاب السياسى.
وأضافت على الجبهة الاستفادة من تجربة الاستفتاء على الدستور فلا بد من توافر الأمن ووجود قاض على كل صندوق قبل انتخابات البرلمان القادمة وعلى الجبهة أن تقدم ذوى الخبرات لخوض المعركة الانتخابية، وإذا كان قرار العزل السياسى لكوادر الحزب الوطنى، فهذا غير مجد، فرؤوس العائلات خاصة بالريف قادرة على الدفع بعناصر جديدة يكون لديها تأييد قبلى وعائلى، ويستطيعوا تحقيق نتائج جيدة.كما يجب على الجبهة أن تحدد أهدافها بالالتحام بالقبليات والكتل الانتخابية حتى تحظى بتأييدها. وعلى الجبهة أن تدرك ذلك، والتعاون مع مناصرى الحزب الوطنى المنحل ليس عيباً، وقد بادر الإخوان بالتفاوض مع هؤلاء تحت نظرية ( اللى تغلب به إلعب به).. والجميع يسعى لتحقيق مكاسب.. أما المبادئ التى يتشدق بها البعض فإنما يقدمونها للدعاية الإعلاميه فقط..والواقع يقول شيئا آخر.
ويؤكد د. منير فخرى عبد النور وزير الساحة السابق أنه على الرغم من التجاوزات والتزوير ومخالفة القانون لقواعد العملية الانتخابية ومنع بعض الناخبين من الادلاء بأصواتهم فى بعض الدوائر الانتخابية وخصوصاً وجه قبلى مع وجود بعض رؤساء اللجان غير القانونيين فى اللجان الانتخابية الا أن نسبة التصويت ب (لا) كانت 37% والتى تعد انتصارا للإرادة الشعبية وكذب التيار الإسلامى الذى يدعى بأنه ذو أغلبية فى الشارع وهذا غير صحيح.
وأضاف عبد النور أنه ليس هناك أى تراجع من جبهة الإنقاذ سواء قبل أو بعد الانتخابات. وقال نحن موقفنا واضح من الإعلان الدستورى غير الشرعى وأيضا الجمعية التأسيسية غير الشرعية أو الاستفتاء على الدستور وأكد أن جبهة الإنقاذ ستعمل بكل قوة خلال الأيام القادمة على إسقاط هذا الدستور غير الشرعى الذى يمثل فصيلا بعينه من خلال وضع نصوصه القانونية ويخطئ من يقول إن جبهة الإنقاذ تتراجع لأن هناك بعض المغرضين من التيارات الأخرى التى تحاول من وقت لآخر بث هذا الرأى فى الشارع الهدف منه إثارة الرأى العام وإبعاده عن القضايا المهمة. وعن سؤال حول كيف نصنع معارضة قوية تؤثر فى الشارع؟ قال عبد النور: مطلوب التنسيق بين القوى الوطنية لصالح مصر على عكس تيار الإسلام السياسى لأننا نؤمن بالتنظيم والتواجد وتقارب الفكر كل ذلك يؤدى إلى التوافق فى الشارع لأن هناك بعض المشكلات المتراكمة التى يجب حلها من خلال طرح سياسات جديدة لأداء متميز يؤثر فى الشارع يكون له قاعدة عامة يؤدى فى النهاية إلى الصواب والخطأ.
وأضافت ابتسام حبيب عضومجلس الشعب السابق أنه يجب تحالف الأحزاب الصغيرة مع الأحزاب الكبيرة ذى الأرضية المؤثرة فى الشارع المصرى من خلال الاندماج الصحى وتقارب وجهات النظر فى القضايا السياسية. والمشكلات الشائكة التى تكاد تسبب مشكلة فى الشارع المصرى وأضافت حبيب يأتى ذلك من خلال المعارضة القوية والموضوعية التى يكون عندها مبدأ واضح وصريح لن تتراجع عنه بمعنى أنه يصب فى الصالح العام بهدف المنافسة الشريفة بدون تفرقة أو تعددية منكسرة تؤدى فى النهاية إلى هشهشة الأحزاب.
فيما ترى حبيب أن سبب تراجع جبهة الإنقاذ فى بعض قراراتها فى الآونة الأخيرة ترجع لفقدان الثقة وعدم وجود خطط بناءة تصب فى الصالح العام مع وجود عدم توافق بين هذه الجبهة التى يمثلها قيادات عامة ذو فكر متقدم. وأضافت لكن للأسف فقدان التخطيط والتصريحات الرنانة غير الواضحة المفتقدة للصواب أدت إلى تراجع شعبيتها لدى المواطن لأن كل واحد من هؤلاء يتحدث عن نفسه ويتجه إلى مصالحه الشخصية بصرف النظر عن المصلحة العامة، بينما الأهداف العامة تؤثر فى جلب كوادر شبابية جديدة ذات فكر واسع الأفق لأن الشعب المصرى بعد ثورة 25 يناير 2011 أصبح لديه وعى فكرى متقدم فهم هؤلاء شباب الفيس بوك أصحاب الثورة.
وأكدت أن أندماج الفرد فى المجموعة يؤدى إلى الصواب فإذا عمل كل فريق على حدة تكون النهاية غير سعيدة لأنها تؤدى إلى الانقسام فروح الجماعة أفضل من روح الفرد.
جبهة الفتن والمؤامرات
فيما انتقد مجدى حسين رئيس حزب العمل ما تقوم به جبهة الإنقاذ حيث اتهمها بإثارة الفتن وتهييج الرأى العام ومحاولة إسقاط الشرعية والاعتراض غير المفهوم لكل ما يؤدى إلى استقرار البلاد والشحن الإعلامى المغرض بهدف المظاهرات فى الميادين العامة لتوقف المصالح العامة، وأضاف انقلاب الشعب ضد الرئيس ليس الهدف منه المصلحة العامة، ولكن هدفه المصلحة الخاصة بصرف النظر عما يحدث لاقتصاد البلاد وهؤلاء ليس لديهم فكر أو تصور واضح وحقيقى جاد يعتمد على الأيدولوجية لأن الأحزاب تعرف من خلال صدقها مع نفسها مع الشارع ولكن هؤلاء بلا مواصفات تؤهلهم إلى قيادة حكيمة فهم ليسوا جادين فى معالجة القضايا.. بل إنهم أصحاب شعارات رنانة.
فيما أشار د. أيمن نور مؤسس حزب غد الثورة إلى أن المعارضة الحقيقة هى التى تصنع مواقفها مع الجماهير من خلال تنفيذ الأقوال لأفعال تخدم المصلحة الوطنية.
وأضاف أن المعارضة يجب أن تتخلى عن مصالحها وتدافع عن مكانتها وتقنع الجماهير بأهدافها لأن الجماهير هى شريان الأحزاب.
وأكد أن جبهة الإنقاذ التى نحن جزء منها تتفق معها وقد لا تتفق معها فى بعض مواقفها وليس معنى هذا أننا غير متفقين بمعنى أننا لسنا فردا واحدا ولكن كل ناله فكره الذى يصب فى النهاية إلى هدف واحد.
وأكد أن المشاركة فى الحوار دائما تكون موضوعية سهل تطبيقها مع الواقع وأعتقد أن جبهة الإنقاذ الوطنى كان لها مواقف كثيرة فى القضايا السياسية ولها مبراراتها وأيضا كان لدينا موقف آخر هو الأقرب فى لحظة الأزمة.
وقال إن المصداقية فى كل شىء هى العامل الوحيد الذى يصل بدون لف أو دوران إلى نبض الشارع.
عبد الغفار شكر رئيس حزب التحالف الاشتراكى يقول إن المعارضة القوية هى التى تصنع نفسها من خلال مواقفها السياسية واندماجها فى الشارع وخير مثال على ذلك وقوف معظم التيارات الليبرالية فى مواجهة التيارات الإسلامية أثناء الإعلان الدستورى والجمعية التأسيسية والاستفتاء على الدستور.
وأضاف أنه يجب على أحزاب المعارضة طرح برامج واضحة لحل مشكلات المجتمع المصرى والإعلان عن رؤية سياسية واضحة لأهدافها لأنه من الملاحظ فى الأونة الأخيرة أن هناك تضارباً فى بعض الآراء، مما أدى إلى حيرة المواطن وفقدان الثقة فى تلك المعارضة. وقال إنه يجب على جميع الأحزاب أن تتخذ طرقاً وأساليب سهلة ومفهومة للوصول إلى عقول المواطنين بمختلف ثقافاتهم لكسب مؤيدين جدد وحثهم على المشاركة فى الانتخابات سواء رئاسية أوبرلمانية.
وأضاف يجب أن تكون هناك تعددية حزبية لإجراء انتخابات حرة نزيهة لتحقيق نتائج حقيقية فى الانتخابات بعيدة عن التزوير.
وأشار محمد سامى رئيس حزب الكرامة أن الأحزاب السياسية ظهر دورها بقوة بعد ثورة يناير 2011 فى توجيه الناس حيث عانت ظروفاً قاسية لدى قيامها فى عهد النظام السابق الذى كان يكمم المعارضة.
وأضاف ونحن نحاول من وقت لآخر إنشاء أحزاب جديدة حتى تكون قوة ضاربة فى العمل السياسى.
مؤكدا أن تحالف المعارضة سيؤدى إلى قوة ضاربة فى وجه الحزب الحاكم ودعا سامى إلى محاولة اجتذاب أكبر عدد ممكن من المنتمين لتلك الأحزاب حتى يمكن توفير التمويل والبرامج اللازمة لخوض أى انتخابات.
مؤكداً أن ذلك لن يتحقق إلا من خلال رسم خريطة تنظيمية لكوادر شبابية جادة يكون لها حضور فى الشارع بثقل، كما تفعل جبهة الإنقاذ الوطنى حتى نستطيع خلق قيادة حكيمة تقود بأغلبية ساحقة المرحلة القادمة مع عمل ائتلافات كبيرة للأحزاب بالتوازن مع الحزب الحاكم والموالين له.
وأكد أنه فى الدول الديمقراطية الكبيرة لابد من وجود أكثر من ثلاثة أو أربعة أحزاب على الأقل حتى تكون مؤثرة فى الرأى العام، لكن مصر يوجد بها أكثر من 70 حزبا ماهو حقيقى وما هو ورقى وما هو مؤثر وما هو غير مؤثر على الجانب الآخر.
أكد الدكتور حمدى حسن القيادى بحزب الحرية والعدالة أنه يجب أن تكون هناك معارضة موضوعية وليس معارضة من أجل المعارضة بمعنى يكون لها خطط واضحة المعالم تهدف إلى خدمة المجتمع فإذا كانت قرارات الحكومة فى صالح الشعب فإنها تؤيدها بشكل موضوعى وإذا كانت القرارات ضد مصالح الشعب فإنها تقف أمامها بشكل موضوعى.
وقال حسن إن بعض المعارضين الآن هم بقايا النظام السابق المعروف عنهم الاستبداد والطغيان ومصادرة الرأى الآخر وأصبحت سلوكياتهم مضادة لأى رأى آخر فهى ليست معارضة حقيقية ولكنها معارضة من أجل المعارضة.
وقال إنه مازال أمامنا الوقت لنتمكن من التقارب كقوىسياسية وفى رأيى فإن صندوق الانتخابات هو الحكم لحسم أى معركة انتخابية فإذا انتخب الناس تيارا بعينه وحقق مطالبه فسيعيد انتخابه مرة أخرى وإذا حدث العكس فسيبحثون عن تيار جديد يحقق مطالبهم.
وأكد أن الأغلبية الحقيقية هى التى تقوم بحل مشاكل الجماهير وإدارة البلاد بحكمة وريادة لصالح الشعب لأن الشعب المصرى بعد ثورة يناير أصبح واعياً، مؤكداً رفض حزبه الإساءة للآخرين لأن الاختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.