رغم اختيارنا لأبرز عشر شخصيات ذات تأثير على الأحداث السياسية على المستوى العالمى خلال العام الماضى ، إلا أن المغامر النمساوى فيليكس بومجارتنر (43 عاما)، قد فرض نفسه على قوائم أهم الشخصيات ذات التأثير فى العالم خلال 2012، وكان من الصعب تجاهل اسمه بعد أن نجح فى جذب أنظار العالم إليه بتسجيله رقما قياسيا جديدا فى القفز الحر بسرعة تجاوزت سرعة الصوت، ليسطر اسمه فى تاريخ الإنجازات البشرية. ففى منتصف شهر أكتوبر الماضى، صعد بومجارتنر إلى طبقة «الستراتوسفير» - إحدى طبقات الجو العليا- بواسطة كبسولة فضائية معلقة بمنطاد ضخم مزود بغاز الهيليوم، وبعد ساعتين ونصف الساعة من الصعود، قفز المغامر النمساوى بسرعة بلغت 1315 كيلو مترا فى الساعة تقريبا أى ما يعادل سرعة الصوت مرة وربع المرة، وهو ما يعادل أيضا سرعة طائرة نقل ركاب ثلاث مرات، مخترقا بذلك حاجز الصوت بعد عشر ثوان فقط من قفزه قبل أن يقوم بفتح مظلته الهوائية ويهبط على صحراء ولاية نيومكسيكو الأمريكية. ولم يكتف بومجارتنر بتحطيم الرقم القياسى للعقيد المتقاعد فى سلاح الجو الأميركى «جو كيتينجر» الذى قفز من ارتفاع 31 كيلو مترا من على متن طائرته الحربية عام 1960، إلا أنه حقق رقما آخر فى الوصول إلى ارتفاع 39 كيلومترا على متن منطاد هوائى. واستغرق بومجارتنر وفريق عمله «رد بول ستراتوس ميشن» المكون من مائة شخص من علماء فضاء ومهندسين وأطباء، خمس سنوات كاملة للتدريب والاستعداد لهذه القفزة التاريخية، وقد شملت التدريبات قفزتين من على ارتفاعات مختلفة الأولى من ارتفاع 21800 متر والثانية من ارتفاع 29600 متر. ويأمل بومجارتنر أن تساهم قفزته هذه فى الأبحاث الطبية بمجال الطيران وأن يستفيد بها رواد الفضاء. وللمغامر النمساوى بومجارتنر أرقام قياسية أخرى فى القفز من مسافات قصيرة، كأبراج بتروناس الشاهقة فى كوالالمبور، ومن أعلى تمثال السيد المسيح فى ريو دى جانيرو، وكان أول شخص يقفز بالمظلات عبر بحر المانش باستخدام أجنحة صنعت خصيصا له من ألياف الكربون.