رغم بعض الأقاويل بأن وصوله إلى قصر الإليزيه لم يكن بفضل قدراته الشخصية بقدر ما كان بسبب أخطاء منافسيه، فإن التاريخ سيذكر لفرانسوا أولاند أنه استطاع فى انتخابات الرئاسة الفرنسية لعام 2012 إعادة الاشتراكيين إلى السلطة بعد غياب دام 17 عاما. وقد فتح الطريق نحو الإليزيه أمام أولاند (58 عاما)، عندما أطاحت فضيحة الاعتداء الجنسى بطموح دومينيك ستراوس- المدير العام السابق لصندوق النقد الدولى- الذى كانت استطلاعات الرأى تفيد بأنه أفضل المرشحين الاشتراكيين للرئاسة. أما الرئيس السابق نيكولا ساركوزى فقد مهد لأولاند الطريق إلى الإليزيه بفشله فى إدارة الأزمة الاقتصادية التى تمر بها فرنسا، بالإضافة إلى الصورة التى لصقت به كرئيس للأثرياء وكذلك أسلوبه المتغطرس وميله للاستعراض وحياة البذخ. وعلى النقيض من ساركوزى، جاء المرشح الاشتراكى فرانسوا أولاند صاحب الشخصية الهادئة والمتواضعة، فاستطاع أن يجذب الناخبين إليه رغم افتقاره للكاريزما والخبرة الحكومية إذ لم يشغل أى منصب وزارى خلال مشواره السياسى الذى بدأه فى عام 1979 بانضمامه للحزب الاشتراكى والذى تولى رئاسته عام 1997 ثم تخلى عن المنصب نهاية 2008. كما ارتكز برنامج أولاند الانتخابى على الأخطاء التى ارتكبها ساركوزى، وتعهد بخفض العجز العام للموازنة، ومواجهة البطالة وإعادة سن التقاعد إلى 60 عاما بدلا من 62، وفرض ضريبة بنسبة 75% على الأغنياء الذين تتخطى دخولهم المليون يورو وكذلك مواجهة سياسة التقشف التى تقودها ألمانيا فى اوروبا من خلال توجيه منطقة اليورو نحو النمو. وعلى الرغم من أن أولاند يسير حتى الآن بخطى ثابتة نحو تحقيق وعوده، فإن شهر العسل الذى يعقب الانتخابات الرئاسية الفرنسية انتهى أسرع مما تخيله الرئيس الاشتراكى، إذ تراجعت شعبيته بشكل حاد منذ شهر يونيو الماضى بسبب الأزمة الاقتصادية. وأظهر استطلاع للرأى نشرته صحيفة «لو جورنال دو ديمانش» تراجع التأييد للرئيس الفرنسى بأربع نقاط مئوية لتنخفض إلى 37% فى شهر ديسمبر 2012.