هل ستفرض المبادرات التى خرجت مؤخرا من دمشقوإيران وتركيا حلولا سياسية لإنهاء الازمة السورية؟ وما مغزى هذه المبادرات التى خرجت فى أسبوع واحد؟، حيث ابتكر فاروق الشرع فكرة روسية قديمة وقدمها حديثا بتقليص صلاحيات الرئيس وتشكيل حكومة وحدة وطنية وبينما تدور مبادرة إيران فى نفس السياق، فى حين اقترحت تركيا تنحى الرئيس الأسد مع بداية عام 2013 وتسليم السلطة للائتلاف السورى الذى يعترف به حتى الآن 114 دولة لكن الطرح السياسى بات بعيدا فى ظل إصرار الجيش السورى والمعارضة على إسقاط الأسد ومجموعته وتقديمهم للمحاكمة – ورغم ذلك ينتظر أن تحدث مفاجآت خلال الأسابيع القادمة. حيث متوقع أن يجرى الأخضر الإبراهيمى مباحثات فى دمشق بعد مشاورات قام بها فى عواصم معنية بالأزمة وعرض الإبراهيمى على الأمين العام للجامعة العربية العديد من المواقف الغربية والعربية التى برزت مؤخرا إضافة الى مبادرة نائب الرئيس السورى فاروق الشرع والتى ربما تقترب من اتفاق جنيف الذى ينص صراحة على مرحلة انتقالية تدير الازمة وتقدم حلولا سياسية لإنهاء الحل العسكرى الذى دمر سوريا بالكامل وربما يكون الخيار الأقرب إلى التنفيذ هو أن يتولى الشرع صلاحيات الرئيس وفق المبادرة التركية التى طالبت بتنحى الأسد مع بداية العام الجديد لكن المعارضة السورية ترفض مجمل الحلول السياسية وتصر على الحل العسكرى إلى نهايته وتتمسك بإلقاء القبض على الرئيس ونظامه ومحاكمته بعد استشهاد أكثر من 150 ألف مواطن وترى المعارضة ان التاريخ لم يسجل انتصار حاكم قتل شعبه مهما كانت قوته وأن الثورة السورية سوف تحتفل بانتصارها خلال شهر مارس المقبل، أما الدول الغربية فموقفها بات يطرح تساؤلات حول إطالة أمد الأزمة لتحقيق أهداف معينة، كما تتحدث عن تنسيق بين كل الاطراف وبدون استثناء انطلاقا من وقوف العالم متفرجاً تاركاً الشعب السورى يواجه وحده آلة القتل والإجرام وتحدثت تقارير عن مصلحة روسياوالولاياتالمتحدة، ومن أجل عيون "اسرائيل" أن يتم تدمير سوريا كبلد ووطن ومؤسسات، وهو ما قام به نظام الإجرام بقيادة بشار. كما أن إطالة أمد الثورة السورية ستحقق المزيد من الدمار، وإضعاف البلاد لسنوات طويلة، لذا تبادلت الولاياتالمتحدةوروسيا الأدوار لإجهاض أى قرار فى الأممالمتحدة، ولتبرير عدم دعم الشعب السورى. وتشير التقارير إلى أن التدخل سيكون فقط فى اللحظات الأخيرة لمنع تحقيق انتصار شعبى على النظام، ولإبقاء الوضع فى موضع "المراوحة"، تماماً كما حدث فى البوسنة، ثم إيجاد مبررات للتدخل فى اللحظات الأخيرة وبعد وجود طرفين يكون المبرر والتدخل للفصل بين الطرفين. ومتوقع ان تتدخل واشنطن عبر وسائل مختلفة بعد مواقف قامت بها مؤخرا، منها إعلان الرئيس الأمريكى باراك أوباما، اعتراف الولاياتالمتحدة بالائتلاف الوطنى لقوى المعارضة والثورة ممثلا شرعيا للشعب السورى فى 11 ديسمبر الجارى، ثم اعتراف 114 دولة فى اجتماع «أصدقاء سوريا» بمراكش، بالائتلاف المعارض، ثم ما تضمنته صحيفة الديلى تلجراف من تقرير للمخابرات الأمريكية تقدر فيه نهاية رئيس العصابة الأسدية بثمانية إلى عشرة أسابيع فقط بعد النجاحات التى أحرزها الجيش الحر فى السابع من الشهر الجارى، وتلى ذلك تصريحات لروبرت فورد، السفير الأمريكى لدى سوريا"بأن أيام نظام الأسد فى الحكم باتت معدودة، خاصة مع تزايد وتيرة المعارك فى محيط العاصمة دمشق".