حذر الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية محمد صبيح من خطورة الفتنة التى تسعى إسرائيل لزرعها بين أبناء الشعب الفلسطينى وشقيقه المصرى بالترويج لمصطلح «الوطن البديل» فى سيناء مشدداً على تمسك الفلسطينى بأرضه وحرصه على الدفاع عنها حتى آخر قطرة فى دمه. واضاف صبيح فى حديثه ل «أكتوبر» أن الدور المصرى دوماً محل تقدير من الفلسطينيين إذ تظل مصر اللاعب الرئيسى فى القضية مشيداً بالوساطة الأخيرة لوقف العدوان الاسرائيلى على غزة ..كما تحدث صبيح عن المرحلة الراهنة التى تمثل تحدياً بالغاً للعرب إزاء التهديدات الاسرائيلية المدعومة بالحليف الاستراتيجى أمريكا. *كيف ترى الأجواء التى وصلت إليها غزة الآن؟ **قطاع غزة الآن يعيش مشاعر متضاربة ذات وجهين الأول مشرق والآخر محزن، فالشعب الفلسطينى دوماً شجاع وصامد يتعامل مع المعركة ببسالة ودون شكوى وهذا شىء أفخر به كفلسطينى والجانب الآخر هو الحزن والخوف الذى يجتاح هذا الشعب من العجز العربى غير القادر حتى الآن على رفع الحصار الإسرائيلى عن قطاع غزة وأن يبقى هذا الحصار بهذا الشكل فهذا أمر غير مقبول على الإطلاق، ومن أبرز مشاهد الصمود ما رأيناه فى منزل الشهيد القائد أحمد الجعبرى فقد أدهشتنا أمه بصمودها وصلابتها ودفعها لنا من أجل إكمال مسيرة النضال، كما شعرنا بهذا الصمود فى بيت شهداء عائلة الدروى التى فقدت (11) من أبنائها وتبقى واحد فقط، الأمر الذى يشعرنا أن المستقبل بخير رغم عمليات العدوان الإسرائيلى التى تجتاح غزة من البر والبحر، فضلاً لن تأييد أحمق من بعض الدول على رأسها أمريكا التى تواصل ترديد أسطوانة أن إسرائيل يجب أن تدافع عن نفسها، هذا المفهوم لابد أن يتغير وعلى الأمة العربية أن تقف بكل قدراتها أمام الإدارة الأمريكية التى تشجع على استمرار الاستيطان بالضفة الغربية والعدوان والإرهاب اليومى بها وتهويد القدس ومثله بالكنائس والمساجد. *بعد تصريحه بأن إسرائيل يجب أن تدافع عن نفسها؛ هل تعتبر الرئيس الأمريكى أوباما خطراً على القضية الفلسطينية ؟ ** لا أرى هذا فالخلل لدينا كعرب بأن الرئيس العربى يستطيع أن يفعل كل شىء وهذا لا يوجد بأمريكا فالوضع مختلف، فأمريكا يساهم بالحكم بها وبفاعلية الكونجرس وله وزن ثقيل، وهذا إلى جانب الاحتكارات المالية و اللوبى اليهودى الصهيونى، وبالمقابل لا يوجد لوبى عربى ولا يستعمل أوراقًا عربية ضاغطة لانتزاع الحقوق العربية المهددة. *كيف ترى مايتردد عن بناء وطن بديل للفلسطينيين فى سيناء؟ **الوطن البديل مصطلح غرضه إحداث بلبلة وفتنة بين الفلسطينيين والشعوب الأخرى وتشويه صورة المواطن الفلسطينى، فحزب الليكود الإسرائيلى تحدث عنه أكثر من مرة فى دول عربية مختلفة، أبرزها الأردن و لبنان، فإسرائيل تريد أن تشغل الأمة العربية فقط بوطن بديل فى سيناء الآن، على الرغم أنه لا يوجد فلسطينى واحد يقبل بأن يكون له وطن آخر غير فلسطين، وأرجو أن أصحح للجميع بأن مصر دولة كبيرة قوية، لم تمس حدودها منذ سبعة آلاف عام والشعب الفلسطينى قاتل من أجلها فى الماضى للحفاظ على أرض سيناء أثناء حرب1973. *كيف تستطيع إسرائيل اغتيال زعماء عناصر المقاومة الفلسطينية عن طريق الطائرات والتى كان آخرها أحمد الجعبرى؟ **إسرائيل لديها قدرات هائلة على التجسس مستغلة الخلل الأمنى فى فلسطين، كما أنها تمتلك قدرات تكنولوجية عالية للغاية من بينها تسعة أقمار صناعية بمقدورها تصوير الأرض على بعد 70 كيلو مترًا مربعًا كما لديها المقدرة على تسجيل مكالمات تليفونية بجميع الوطن العربى بتسجيل البصمات الصوتية ووضعها بأجهزة التنصت الخاصة بوحدات الجيش الإسرائيلى بالإضافة إلى تجنيد بعض الجواسيس. *هل سيتم الدعوة لقمة عربية طارئة؟ **لقد طالب الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن بعقد اجتماع قمة طارئ وعاجل لمناقشة الأوضاع المتردية بفلسطين والحرب على غزة، وقد أرسل الأمين العام لجامعة الدول العربية هذا الطلب لكل القيادات العربية، كما أشار معاليه إلى أن هناك ثلاثة وزراء خارجية طالبوا بأن يعقد المؤتمر عقب الحصول على موافقة 14 دولة ونحن بانتظار الردود و هناك قمتان الأولى تنموية عربية ستعقد بالرياض فى يناير القادم وقمة أخرى دولية فى الدوحة فى شهر مارس. *كيف ترون الوساطة المصرية لإتمام الهدنة بين حماس وإسرائيل؟ **الجميع يقدر الدور المصرى لوقف شلال الدم فى غزة وأعتقد أن مصر ستقف بحزم أمام حصار غزة والعدوان عليها والشعب المصرى لا يرضى بهذا الحصار ولا بهذا العدوان. *هل يمكن أن يتسبب العدوان الإسرائيلى على غزة فى نشوب حرب إقليمية؟ **لا أعتقد هذا الآن فإسرائيل وجميع الأطراف الإقليمية لا تريد حربا إقليمية، وبالتالى إسرائيل تتحرك فى إطار ضيق فى حدود الشعب الفلسطينى بناءً على طلب 80% من الشعب الإسرائيلى الذى يمتلك ثقافة عنصرية وأصابه بجنون القوى والعظمة بإمكانيات جيش الاحتلال الإسرائيلى الذى يمتلك أكبر ترسانة أسلحة وأكبر شبكة معلومات وأحدث المعدات الحربية وطائرات تساعدها بها التحالفات الدولية المعلنة للدفاع عن إسرائيل والدعم الأمريكى واضح لإسرائيل بالصواريخ التى تضرب بها قطاع غزة وهى صناعة أمريكية منها صاروخ الأرو وباترويت، إضافة إلى القبة الحديدية التى بنيت بصناعة أمريكية إسرائيلية.