المركزي للمحاسبات: ملتزمون بأقصى درجات المهنية في نظر الحساب الختامي الموازنة    73 ألف طالب وطالبة بتعليم السويس يؤدون امتحان نهاية العام    اليوم، الحركة المدنية تناقش مخاوف تدشين اتحاد القبائل العربية    سحر فوزي رئيسا.. البرلمان يوافق على تشكيل المجلس القومي للطفولة والأمومة.. يتألف من 13 عضوا.. وهذه تفاصيل المواد المنظمة    بدء تنفيذ أعمال مبادرة "شجرها" بسكن مصر في العبور الجديدة    رئيس المركزي للمحاسبات: الجهاز يباشر دوره على أكمل وجه في نظر الحساب الختامي للموازنة    تراجع البصل والملوخية بسوق العبور اليوم الأربعاء    توريد 147 ألف طن قمح للشون والصوامع بكفر الشيخ    رئيس الجامعة الأمريكية في الإمارات يزور الأكاديمية العربية لبحث التعاون المشترك    فولكس فاجن ID.3 موديل 2024 الكهربائية تنطلق رسميًا    نواب ينتقدون «عدم الاستفادة من القروض»: «عيب مسؤول يكون تحت إيده مبالغ ولا يستغلها»    بنك مصر يحصد 5 جوائز من مجلة ذا يوربيان البريطانية لعام 2024    القوى السياسية تستنكر الجرائم الوحشية غزة    "سكاي نيوز": واشنطن أبلغت السلطة الفلسطينية بأنه سيتم إغلاق معبر رفح    روسيا تستأنف هجماتها على محطات وشبكات الطاقة بأوكرانيا    أحمد دياب يكشف موعد انتهاء الدوري وكيفية حسم الأندية المشاركة في البطولات الأفريقية    تحرير 129 محضرًا للمخالفين لقرار ترشيد استهلاك الكهرباء    السجن لمدة سنة لربة منزل لقتلها نجلة شقيق زوجها بقليوب    خلاف على الجيرة.. إصابة 3 أشخاص في مشاجرة بين عائلتين بالفيوم    ضبط قضايا اتجار في العملة ب12 مليون جنيه    في عيد الميلاد الزعيم.. إعادة عرض فيلم «زهايمر» في السينمات المصرية والخليجية    ياسمين عبد العزيز: «بنتي سندريلا وبترجع البيت الساعة 12»    عبير فؤاد تحذر مواليد 5 أبراج.. ماذا سيحدث لهم في شهر مايو؟    مهرجان المسرح العالمي يكشف أسماء لجنة تحكيم دورته الثالثة    الذكري ال 22 لرحيل أحمد مظهر فارس السينما .. أسرته تحيي ذكراه في مقابر العائلة    فرقة قصر ثقافة طنطا تفتح بوابة سحرية ل"تمارة" بطنطا    علي جمعة: الرضا والتسليم يدخل القلب على 3 مراحل    وزير النقل يترأس الجمعية العامة العادية للشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق    الصحة: فحص 13 مليون مواطن ضمن مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض المزمنة    "لابد من وقفة".. متحدث الزمالك يكشف مفاجأة كارثية بشأن إيقاف القيد    زعيم كوريا الشمالية يرسل رسالة تهنئة إلى بوتين    أتربة ورمال وتحذير للمواطنين.. الأرصاد: تقلبات جوية وارتفاع الحرارة لمدة 72 ساعة    مرصد الأزهر :السوشيال ميديا سلاح الدواعش والتنظيمات المتطرفة    صحة مطروح تطلق قافلة طبية مجانية بمنطقة وادى ماجد غرب مطروح اليوم    "تجميد اتفاقية السلام مع إسرائيل".. بين العدوان المباشر والتهديد الغير مباشر    إخماد حريق في شقة وسط الإسكندرية دون إصابات| صور    نتائج التحقيقات الأولية فى مقتل رجل أعمال كندى بالإسكندرية، وقرارات عاجلة من النيابة    مواد البناء: أكثر من 20 ألف جنيه تراجعًا بأسعار الحديد و200 جنيه للأسمنت    البورصة المصرية تستهل بارتفاع رأس المال السوقي 20 مليار جنيه    سيد معوض: الأهلي حقق مكاسب كثيرة من مباراة الاتحاد.. والعشري فاجئ كولر    شوبير يوجه الشكر لوزير الشباب والرياضة لهذا السبب| تفاصيل    "لم يسبق التعامل بها".. بيان من نادي الكرخ بشأن عقوبة صالح جمعة    تعرف على قيمة المكافآة الخاصة للاعبي الزمالك من أجل التتويج بكأس الكونفدرالية (خاص)    «قلت لها متفقناش على كده».. حسن الرداد يكشف الارتباط بين مشهد وفاة «أم محارب» ووالدته (فيديو)    اليوم العالمي للمتاحف، قطاع الفنون التشكيلة يعلن فتح أبواب متاحفه بالمجان    سها جندي: نحرص على تعزيز الانتماء في نفوس أبناء الوطن بالخارج    «الإفتاء» توضح الأعمال المستحبة في «ذي القعدة».. وفضل الأشهر الأحرم (فيديو)    بايدن: لا مكان لمعاداة السامية في الجامعات الأمريكية    «القاهرة الإخبارية»: إصابة شخصين في غارة إسرائيلية غرب رفح الفلسطينية    تقرير: مشرعون أمريكيون يعدون مشروع قانون لمعاقبة مسئولي المحكمة الجنائية الدولية    «النقل»: تصنيع وتوريد 55 قطارا للخط الأول للمترو بالتعاون مع شركة فرنسية    "المحظورات في الحج".. دليل لحجاج بيت الله الحرام في موسم الحج 2024    الصحة: تقديم الخدمات الطبية لأكثر من 900 ألف مواطن بمستشفيات الأمراض الصدرية    حكم حج للحامل والمرضع.. الإفتاء تجيب    لسبب غريب.. أم تلقي طفلها في نهر مليء بالتماسيح    "كفارة اليمين الغموس".. بين الكبيرة والتوبة الصادقة    «إنت مبقتش حاجة كبيرة».. رسالة نارية من مجدي طلبة ل محمد عبد المنعم    رئيس إنبي: نحن الأحق بالمشاركة في الكونفدرالية من المصري البورسعيدي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من ينقذ العشوائيات ؟
نشر في أكتوبر يوم 14 - 10 - 2012

تمثل المناطق العشوائية خطرا كبيرا على مستقبل مصر. إذ أنها تعد بيئة خصبة للإجرام والانحراف بكافة أشكاله.. وقد عانى سكان هذه المناطق من إهمال الحكومات المتعاقبة مما أدى إلى وصول عدد من المناطق العشوائية فى مصر إلى 1221 منطقة فى 24 محافظة، ويقطن بهذه العشوائيات نحو 15 مليون نسمة، وتمثل نسبة 24% من سكان مصر، و40% من سكان المناطق الحضرية، وتفاقمت المشكلة على نحو غير مسبوق فبلغت نحو 77% فى بنى مزار بالمنيا، و25% فى محافظة أسيوط، و362 منطقة بالدلتا.. «أكتوبر» تفتح هذا الملف الشائك مع نخبة من الخبراء..
فى البداية وحول خطورة هذه الظاهرة يؤكد د. أسامة كمال محافظ القاهرة أن القاهرة بها 111 منطقة عشوائية منها 24 منطقة غير آمنة، وتمثل خطورة على حياة القاطنين بها.
ويجب أن تتضافر الجهود للقضاء على مشاكل العشوائيات من خلال مشاركة مؤسسات المجتمع المدنى، وخاصة الشباب لتحديد جداول زمنية للمخطط الشامل لتطوير القاهرة على المدى البعيد.
وأضاف: نحتاج لمشروع لنهضة العشوائيات لأننا لن نستطيع العيش فى أمان إلا بعد تطوير هذه المناطق، وتوفير الحياة الكريمة لقاطنيها.
مؤكدا أن هناك رؤية جديدة لمواجهة عشوائية العمران تطرحها المحافظة للمناقشة واستطلاع الرأى، كما أن هناك خطة من 4 محاور لتطوير العشوائيات.
المحور الأول هو التعامل مع مناطق الخطورة الداهمة التى تهدد حياة المواطنين من خلال التنسيق مع وزارة الإسكان لتوفير مساكن جديدة، وتقوم المحافظة بإعادة تسكين المواطنين فى وحدات سكنية كاملة المرافق والخدمات.
أما المحور الثانى فهو التعامل مع العشوائيات الآمنة التى تنقصها المرافق والخدمات، حيث تعمل المحافظة على تطوير شبكات المرافق.
المحور الثالث: إعادة تأهيل المواطنين بالمناطق العشوائية، وإيجاد فرص عمل مناسبة لهم.
المحور الرابع: هو محاولة إغلاق باب الهجرة من المحافظات الأخرى إلى القاهرة، نظرا لأن غالبية المواطنين القاطنين فى العشوائيات جاءوا من محافظات أخرى.
ولحل هذه المشكلة ندرس إنشاء مراكز عمرانية إنتاجية فى مجالات الزراعة الحديثة والصناعات الصغيرة والمتوسطة والحرف اليدوية فى مواقع أخرى خارج الوادى والدلتا لاستقطاب الأجيال الشابة، وتنفيذ برامج تدريب وتأهيل القاعدة البشرية فى المناطق المهمشة والمحرومة للعمل فى مشروعات التنمية فى المجتمع الجديد وإحداث الهجرة العكسية فى اتجاه مواقع التنمية المستهدفة.
ويطالب محافظ القاهرة بإطلاق مبادرة لمواجهة عشوائيات العمران من خلال التطرق إلى أعماق المشكلة فلا يجب الاكتفاء بتوفير السكن والمرافق للمواطنين.. بل العمل على تجفيف منابع المشكلة.
ومن جانبه، يقول د.على عبدالرحمن محافظ الجيزة إنه يتعين على كل مؤسسات الدولة أن تتضافر لحل مشكلة العشوائيات، مشيرا إلى أن هذه المشكلة نشأت فى العالم مع قيام الثورة الصناعية فى أوروبا.
لذا فلابد من الاستفادة من تجارب الغير لمواجهة هذه الظاهرة، مؤكدا أن للمجتمع المدنى دورًا فى حل المشكلة.. وسن القوانين والتشريعات التى تعاقب من زاد من حجم العشوائيات، ولن نستطيع الوصول إلى ذلك إلا بعد ايجاد حياة كريمة لساكنى المناطق العشوائية.
ويرى المحافظ أنه يجب على الدولة والمجتمع المدنى التكاتف والتضافر وتبنى مبادرات تطوير المناطق العشوائية وإعداد الفرد ليكون منتجا من خلال البدء فى إقامة مدن سكنية جديدة لنقل سكان المناطق العشوائية، مع تأهيلهم للعمل الصناعى فى بعض المصانع وإقامة مصانع بالقرب من أماكن سكنهم.
النقل بالتدريج
من جهته، يرى د.أحمد أنيس أستاذ الإنشاءات بجامعة القاهرة والخبير العقارى أن ظهور العشوائيات بسبب فشل الحكومات المتعاقبة فى توفير السكن للمواطنين، مما دفعهم للبناء بأنفسهم بدون تخطيط فظهرت العشوائيات وهى أماكن بدون مرافق والقاهرة يحيط بها الكثير من المناطق العشوائية.
ومستوى الإسكان فى هذه المناطق دون المستوى الآدمى، وهو الخطر الحقيقى والعشوائيات تحتاج إلى إدخال مرافق كاملة لتحسين ظروف المعيشة، والحل الحقيقى لهذه المشكلة هو نقل السكان إلى مناطق أخرى بالتدريج، وإدخال مرافق لهذه المناطق يحتاج إلى خلق ظروف معيشية مناسبة.
أما أنصاف الحلول بإدخال المرافق فلن يحل المشكلة.. فمازالت الكثافة السكانية عالية، والمسافات بين المبانى دون الحد الأدنى للمعيشة المحترمة.
ويضرب د.أحمد أنيس مثلا لهذه العشوائيات بمنطقة ماسبيرو التى يرى ضرورة إزالتها سواء بإعادة البناء بنفس المنطقة على نفس الأرض أو نقل السكان إلى مناطق سكنية أخرى، ويمكن إعادة البناء بنقل شريحة من سكان هذه المبانى، وإعادة بنائها ثم إعادة السكان إليها مرة أخرى.
ويشير د. محمد عبدالباقى أستاذ التخطيط العمرانى بجامعة عين شمس ورئيس مركز الدراسات التخطيطية إلى أن زيادة معدلات الهجرة تزيد من مشكلة العشوائيات للبحث عن عمل خاصة فى المدن الكبرى مثل القاهرة والإسكندرية.
المشكلة هى البدء فى إزالة بعض المناطق مثل الدويقة وعشش الصفيح والكرتون وغيرها من المناطق غير القابلة للتطوير مثل عزبة الهجانة وهى من الناحية الاجتماعية غير آمنة.
مؤكداً أن الخبراء فى الثلاثين عاما الأخيرة يعملون بفكر الحكومة، ولم تتح الدولة للمجتمع المدنى والقطاع الخاص فرصة المشاركة أو المساهمة بالأفكار فى التعامل مع المناطق العشوائية، وهناك العديد من الجمعيات الأهلية لديها فكر متطور لكى تفعل المشاركة الشعبية والمجتمعية لإعادة البناء والارتقاء بالمناطق العشوائية، ولابد من التنوع فى تجارب محلية للتعامل مع العشوائيات، وذلك لم يحدث لأن الدولة مازالت مركزية فى قراراتها فى تعاملها مع العشوائيات.
المقارنة الظالمة
ويرى د. محمود شريف وزير التنمية المحلية الأسبق أنه لا تمكن المقارنة بين عشوائيات الريف ونظيرتها بالمدن، لأن الأخيرة بمناطق غير مخططة وضعيفة البنية الأساسية.. أما الريف فله طبيعة خاصة.. والعشوائيات هى مناطق نشأت فى غيبة القانون وبها الكثير من السلبيات مثل تجارة المخدرات، وانخفاض مستوى التنمية البشرية.. وتشكل خطورة على المجتمع لأن الخارجين عن القانون يلجئون إليها.
وتمكن إعادة تأهيل هذه المناطق بشق بعض الشوارع فيها ومدها بالبنية الأساسية من المياه والكهرباء وباقى الخدمات لتحويلها إلى مناطق تصلح للسكن، وهناك مناطق تصعب إعادة تأهيلها نظراً لعدم صلاحيتها للحياة الآدمية، ولا علاج لها إلا الإزالة.
ويؤكد سمير الصياد مدير عام مركز المعلومات بالقليوبية أن المحافظة بها 63 منطقة عشوائية موزعة على جميع مدن المحافظة، وقامت الحكومة بتحسين بعض المناطق منذ عام 1994، ولا يوجد بالقليوبية مناطق خطيرة، ومناطق القليوبية يمكن تطويرها برفع مستوى المعيشة بها، وفى الفترة الحالية لابد أن تهتم الحكومة بساكنى المناطق العشوائية وتمكنهم من العيش فى حياة كريمة مساواة مع سكان المدن.. حتى يتساوى المواطنون فى تقاسم الخدمات بالعدل، وعدم إغفال أحد من ميزانية الخدمات التى تقدمها الحكومة سنوياً.
وتقول تهانى البرتقالى رئيسة جمعية أحباء مصر إن المناطق العشوائية قنبلة موقوتة، وإن قاطنى هذه المناطق يشعرون بالغبن والظلم سواء من الناحية الاجتماعية أو الثقافية أو الاقتصادية، والحكومة حددت 5 أولويات، لذا يجب أن تكون مشكلة العشوئيات هى الأولوية الأولى، لأن وجود مواطنين يعيشون فى مناطق المقابر هو وصمة عار على جبين كل مصرى، ويجب أن يتم التنسيق بين الدولة والمجتمع المدنى لحل المشكلة، لأننا نعيش على سدس مساحة مصر ولا نستغل المساحات الشاسعة لحل مشكلة العشوائيات وبناء مجتمعات عمرانية جديدة تكون بمثابة نقطة تحول فى الأزمة.
وتقترح البرتقالى لحل مشكلة العشوائيات أن تفرض الدولة على الأغنياء الذين يبنون الأبراج العالية تخصيص نسبة من أبراجهم السكنية لصالح ساكنى العشوائيات على أن تقدم لهم بأسعار رمزية، وتطالب وزير الإسكان بالعمل على تكملة مشروع الظهير الصحراوى للقرى.
وأوضحت أن هناك 36 ألف جمعية أهلية فى مصر يجب أن تقوم بدورها فى حل المشكلة، ويجب تيسير القروض لحل مشكلة الإسكان.
وفى هذا الصدد تجب إعادة الحياة إلى مشروع الفنان محمد صبحى، وكذلك بنك الطعام الذى يرأسه نيازى سلام وهذه المشاريع الأهلية يجب تشجيعها، والإكثار منها فهى تساهم فى المشاكل الاجتماعية المستعصية فى بلادنا.
الهجرة من الريف
ويقول د. محمد سراج أستاذ العمارة والتخطيط بجامعة الأزهر إن الهجرة من الريف والزيادة السكانية وقوانين ونظم تمليك الوحدات السكنية من أهم أسباب انتشار العشوائيات، والمدن الكبرى لم يوضع لها مخططات هيكلية وتفصيلية، والحكومة تقاعست فى اتخاذ القرارات والإجراءات الجادة لوقف إنشاء العشوئيات.
كما أن من أهم أسباب تفاقم العشوائيات اتجاه الدولة إلى الاهتمام بتنمية الحضر وإهمال المناطق الريفية التى ينزح أبناؤها إلى الهجرة الداخلية للبحث عن حياة كريمة والتى لا يجدونها فى الغالب.
وأكدت دراسة للمركز المصرى لحقوق السكن أن هناك حاجة لتوفير 5 ملايين وحدة سكنية لاستيعاب الزيادة السكانية المتوقعة فى مصر حتى عام 2020، وتقدر التكلفة الإجمالية لهذه الوحدات بحوالى 17 مليار جنيه، وأشارت الدراسة إلى أن الدولة غير قادرة على تحقيق هذا؟ مما يؤدى إلى زيادة انتشار سكن العشوائيات وهى السبيل الوحيد أمام محدودى الدخل.
ويرى عباس عبد العزيز عضو مجلس الشعب السابق أن وزارة الإسكان نفسها تعانى من العشوائية، فهى لا تستطيع إمداد المرافق للمناطق المهمة، فكيف يتسنى لها وضع برامج لتطوير المناطق العشوائية؟ كما أن هناك تهميشًا للمناطق الفقيرة.
وتساءل أين دور رجال الأعمال والأغنياء فى المساهمة فى تطوير العشوائيات؟..
ويطرح د. إسماعيل مصطفى بكرى بالمعهد العالى للخدمة الاجتماعية بكفر صقر أن هناك حلاً لمشكلة العشوائيات يجعلها مشروعًا قوميًا يتم البدء فيه من خلال عدة خطوات.. أولاً تحديد المناطق العشوائية تحديداً كاملاً من حيث الطبيعة الطبوغرافية والمساحة واستغلال طاقات الشباب من خلال تكوين فرق عمل شبابية فى إطار خطة تنظيمية والاستفادة من طلاب الهندسة والكليات العملية والمعاهد الصناعية والخريجين العاطلين.. ثم مشاركة رجال الأعمال.. وتعاون الحكومة مع هذه الأطراف.. على أن يكون ذلك هو المشروع القومى خلال هذه الفترة.
ويطالب المهندس محمد عبد الظاهر أمين عام الإدارة المحلية بوزارة التنمية المحلية ألا تكون عملية تطوير المناطق العشوائية بنقل السكان فقط، بل يجب أن تحتوى على برامج للتشغيل، وهناك بعض القضايا المرتبطة بالعشوائيات مثل قضية أطفال الشوارع والهجرة من الريف، والعودة إلى القرية المنتجة، ولابد من تقديم مشروعات اقتصادية غير نمطية تعتمد على الخدمات والموارد البيئية، والعمل على نشر وتنمية الصناعات الحرفية والإنتاجية مثل صناعة النسيج والسجاد اليدوى والمنتجات الخشبية وغيرها من الحرف والصناعات والمحليات هى المسئولة عن التنمية، وتنفيذ خطة الرئيس محمد مرسى، لأن المحليات تقدم 70% من خدمات المواطنين.
وزير التنمية المحلية :
8.5 مليار جنيه لتطوير المناطق غير الآمنة
أكد اللواء أحمد زكى عابدين وزير التنمية المحلية ورئيس مجلس إدارة صندوق تطوير المناطق العشوائية أن اتساع رقعة المناطق العشوائية لاستمرار زيادة الهجرة من الريف للحضر للبحث عن فرص عمل، بالاضافة لزيادة عدد السكان مما أدى إلى امتداد المناطق العشوائية على حساب مسطح الاراضى الزراعية.. وانضم الريف إلى منظومة التخطيط العمرانى فى عام 2008.. والعشوائيات تحتل 80% من العمران المصرى على أقل تقدير.
وتم تقسيم المناطق العشوائية إلى قسمين الأول: المناطق غير المخططة والتى نشأت فى غيبة من التخطيط وذات مبان ومنشآت مقبولة.. والمناطق غير الآمنة التى يلجأ اليها غير القادرين على توفير المتطلبات الاساسية للسكن الملائم وقام الصندوق بمراعاة المعايير والالتزامات الدولية عند وضع معايير تصنيف المناطق غير الآمنة تبعاً لمعايير الخطورة أو عدم الأمان.
ويواصل اللواء أحمد زكى عابدين حديثه انه تم اعداد الخريطة القومية للمناطق غير الآمنة فى عام 2009.. واتضح أن إجمالى عدد هذه المناطق 404 مناطق.. وفى مايو عام 2011 ثم تحديث بيانات هذه الخريطة.. وتشمل 468/209 ألف وحدة سكنية تقع على مساحة 704/492 آلاف فدان.. وهناك اولوية لإزالة هذه المناطق العشوائية ذت الخطورة على أرواح المواطنين.
وتحدد الخطط القومية الالتزامات المالية والإطار الزمنى اللازم لتغييرها حتى عام 2020.. وتتكلف الخطة القومية لتطوير المناطق غير الآمنة نحو 8،5 مليار جنيه.
البهنسى : الحل فى عاصمة جديدة لمصر
يقول المهندس عبد الرحمن البهنسى إن الحل يأتى من خلال إنشاء عاصمة جديدة لمصر، ويتم اختيارها بعناية فائقة تستوفى معايير العواصم المتعارف عليها دوليا.. واختيار القاهرة الجديدة عاصمة جديدة لمصر لن يكون اختياراً موفقالأن القاهرة الجديدة لاتصلح كعاصمة من الناحية الاستراتيجية والعسكرية.
والعاصمة الجديدة مكانها الامتداد العمرانى لمدينة 6 أكتوبر فى الصحراء الغربية بالقرب من ممر التنمية الذى اعد دراسته د. فاروق الباز على أن تكون العاصمة الجديدة مكتملة المرافق والخدمات.. ويتم تخطيطها تخطيطا كاملاً.
وسيكون للعشوائيات حلان هما الانتقال إلى أماكن مخططة ومنظمة.. والانتقال من العاصمة القديمة فى الاماكن التى ستخلو بعد انتقال قاطنيها إلى العاصمة الجديدة.. وبذلك يتم تلاشى انفجار قنبلة العشوائيات حول العاصمة الجديدة.. والقاهرة القديمة قابلة للانفجار فى أية لحظة.. ومشاكلها مستعصية لوجود فروق شاسعة بين ساكنى العشوائيات والأحياء الراقية.
ويواصل د. عبد الرحمن البهنسى حديثه أن انشاء عاصمة جديدة يحتاج إلى قرار سياسى على أعلى مستوى.
الذوق: العشوائيات حزام ناسف للقاهرة
د. فتحى أحمد الذوق أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان قال إن القاهرة الكبرى يحيط بها حزام من المناطق العشوائية ويبلغ عددها حوالى 80 منطقة.. ويسكن بعشوائيات القاهرة 3.12 مليون نسمة بما يزيد على ربع سكان عشوائيات مصر.. وإقليم القاهرة الكبرى يستحوذ على 53,2 من سكان العشوائيات .. الذين يمثلون 38,8 من عدد السكان.. ومنطقة الدويقة هى الأبرز فى العشوائيات.. وفى شمال القاهرة الكبرى مناطق شبرا الخيمة وعين شمس، وفى الجنوب مناطق دار السلام والبساتين وحلوان.. وفى الشرق منشأة ناصر والدويقة.. وفى الوسط تمتد إلى مناطق الفسطاط واسطبل عنتر وحكر أبو دمة.
ومساحة العشوائيات تضاعفت باقليم القاهرة الكبرى 18 مرة منذ عام 1950 من 6,6 كم إلى 119،5كم عام 2006.. والكثافة بالاقليم 54,1 الف كم.. والكثافة السكانية بالقاهرة وحدها 38900 نسمة/كم.. وسكان القاهرة الكبرى يمثلون 48% من سكان الحضر.
وأوضح أن هذه المناطق تعانى من ارتفاع معدلات الخصوبة وانخفاض مستويات الدخل، وتدهور الظروف الاجتماعية وارتفاع معدلات البطالة والأمية.. والتسرب من التعليم.. وتدهورالأحوال الصحية ، والتفكك الاجتماعى ، فضلا عن انتشار الجريمة واشكال الانحراف الأخرى.
مشيراً إلى أن أبرز المناطق العشوائية بالقاهرة هى الدويقة بمنشية ناصر وبها اكبر بؤر التلوث ومساحتها 850 فدانًا، ويعيش بها 3,1 مليون نسمة وهم محرمون من الهواء النظيف والخدمات الأساسية، ويعيشون وسط القمامة وأسطبل عنتر وتقع بحى مصر القديمة، ومن سماتها الطرق الضيقة غير المرصوفة وعدم وجود صرف صحى، وتكمن الخطورة فى المنطقة أن مئات المنازل مهددة بأن تنهار الصخور من تحتها فتدمرها، حيث تتخلل مياه الصرف الصحى مساحة الحجر الجيرى التى تتكون منه صخور المنطقة وهناك تشققات وتصدعات فى هذه الصخور.
وهناك العديد من المناطق العشوائية الشهيرة مثل قلعة الكبش فى السيدة زينب.. وأرض عزيز عزت بامبابة وأرض مطار إمبابة.. ودار السلام بالبساتين.. وعزبة أبوحشيشة بجوار منطقة حدائق القبة.. وأولاد علام بحى الدقى، وكفر قنديل بالجيزة.
أهالى عشش الكافورى يستغيثون
فى جولة ميدانية ل «أكتوبر» فى منطقة عشش الكافورى طالب الأهالى المسئولين بإعطائهم تصريحات للمبانى، وتوصيل المرافق حتى يعيشوا حياة كريمة، وأكدوا أنهم يعانون منذ سنوات عديدة من إهمال الدولة فى كافة أمورهم الحياتية رغم أنهم يطالبون بالحد الأدنى من الحياة الآدمية، فهم يعيشون حياة مأساوية لاتتوافر بها الخدمات الاساسية وأولها الصرف الصحى، ورغم كل ذلك فهم متفائلون فى المستقبل بمعيشة افضل.
وأكد العديد من مواطنى عشش الكافورى ان الحى يصر على إزالة منازلهم، تقول وفاء فؤاد «ربة منزل» والتى تعانى هى وزوجها من المرض، إلى جانب عدم وجود دخل ثابت لهما ونعيش فى غرفة واحدة انا وأبنائى ولايوجد صرف صحى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.