على مدار أكثر من 120 عاماً ظلت حديقة الحيوان بالجيزة مقصداً لملايين المصرين الذين يجدون فيها متعتهم الوحيدة خلال الأعياد والمناسبات والعطلات الأسبوعية. وقد شهدت الحديقة خلال السنوات الأخيرة عدة تطورات سواء على مستوى الاهتمام بأنواع وأجناس الحيوانات التى تضمها الحديقة أو على مستوى راحة الزوار وزيادة استمتاعهم وهم يتجولون بين أقفاص الحيوانات والطيور والزواحف بمختلف أشكالها. «أكتوبر» قامت بجولة فى حديقة الحيوانات بالجيزة.. والتقت مع المسئولين عن إدارتها.. للوقوف على آخر التطورات فى أكبر حديقة للحيوان فى مصر والشرق الأوسط.. بدأت حديقة الحيوان كحديقة نباتية تحوى مجموعة من أندر النباتات من شتى بقاع الأرض حيث اتجهت الحكومة آنذاك لإنشاء حدائق الحيوان على غرار حدائق الحيوان العالمية على مساحة 50 فداناً اقتطعت من أرض سراى الجيزة وتم افتتاحها عام 1891 فى عهد الخديو توفيق «1878 - 1892» بعد جلب مجموعة كبيرة من الثدييات والطيور والزواحف النادرة. وفى عام 1938 أضيفت للحديقة أرض حدائق الأورمان القبلية وأصبحت بمساحتها الحالية 85 فداناً والحديقة لها خمسة أبواب لاستقبال الجمهور وتضم عدة أماكن أثرية أهمها جبلاية القلعة والشمعدان والكوبرى المعلق الذى بناه المهندس المشهور ايفل وبعض البوابات الاثرية الخاصة بسراى الخديو. تقول فاطمة تمام رئيس الإدارة المركزية لحدائق الحيوان: أن حديقة الحيوان بالجيزة تُعد من أجمل حدائق الحيوان فى العالم وأغناها بما تحتويه من مختلف اجناس الحيوانات والنبات جعلها الخديو اسماعيل تحفة فى عالم البساتين وجلب إليها النباتات النادرة من كافة بقاع العالم وجمل طرقاتها بالزلط الملون بأشكال هندسية وحفر فيها الجدران والأنهار والبحيرات وأقام عليها القناطر الجميلة وشيد فيها الجبلايات وزرع حولها الكثير من نباتات الصبار والصخور وتم تطوير الحديقة من خلال تطوير طرق عرض الحيوانات وعمل اماكن عرض جديدة بالإضافة إلى شراء حيوانات جديدة مثل الزراف وغيرها وتبادل الحيوانات مع دول العالم بالاضافة إلى اقامة أعمال لرفاهية الحيوانات. وشهدت القاهرة فى عهد محمد على أول عرض مكشوف للأسود حيث وضع عدد من هذه الأسود فى حفرة كبيرة أمام قلعة القاهرة فى المكان الذى أقيمت فيه دار الدفتر خان القديمة وكان المواطنون يتفرجون على هذه الأسود فى أعلى الحفرة ويلقون إليها بالغذاء من اللحوم وقد اشتهرت هذه الحفرة باسم «مسبعة القلعة». وقد عرفت مصر حدائق الحيوان منذ أيام الفراعنة حيث كان الملوك والافراد يخرجون لصيد الحيوانات والطيور وكانوا يحتفظون بها فى قصورهم للعرض والزينة. تضيف د. فاطمة تمام: أنه تم شراء حيوانات جديدة رغم فشل كل المحاولات فى الاعوام السابقة لشراء أى نوع من الحيوانات البرية بالرغم من إجراء عمليات الطرح ولكن لأسباب كثيرة كانت دائماً تنتهى بالتوقف وهذا العام حظيت الادارة بكثير من التوفيق والمساندة والعمل الجاد من قبل رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للخدمات البيطرية وكلل الله جهوده وجهد الإدارة بالحصول على تلك الانواع واهمها ثلاث زرافات واثنان ايلاند واثنان كودو كبير وجذو أبيض اللحية. وأشارت إلى أنه تم الاتفاق على مشروع تبادل الحيوانات والطيور الجديدة وتم إبرام بدل مع أحد المربين لعدد «18 راكون» وتم إدخال طيور الزينة والتى كانت غير مسموح بتداولها نظراً للاجراءات المعمول بها لمنع إنتشار انفلونزا الطيور ونجحت الادارة فى الحصول على طيور متنوعة اهمها 4 فزان ذهبى، 2 فزان أصفر ذهبى، 2 فزان منغولى، 4 دجاج أوروبى أبيض، 2 دجاج أوروبى أسود. ملاهٍ للحيوانات ومن أهم ماقامت به الإدارة هى اعمال لرفاهية الحيوانات من خلال تكوين مجموعات للشمبانزى بواسطة الخبيرة هبلدا تريز وتم عمل بحيرة وحيد القرن فى وسط الجورة لتوفير بيئة من الطمى للحيوان بالاضافة إلى أنه تم عمل توسيعات رأسية فى أكشاك الضباع مع إضافة اجزاء من الاشجار وفروع الاشجار وتم تدريب الفيل الأفريقى على الحركة فى المكان ا لخارجى بدون استخدام قيد وتم ادخال الرمل فى ارضيات الافيال للمحافظة على سلامة اقدامهم وتم تركيب جسر واطارات بأكشاك الدببة وتم تركيب ارجومات فى جبلاية القرود والشمبانزى والنسانيس وتم تغير اسقف عرض مثلث النسانيس وعمل صنابير مياه شرب اوتوماتيكية للشمبانزى. وتشير د. منى صادق رئيس قسم مركز المعلومات والتكنولوجيا الحديثة بأنه تم ادخال طرق جديدة لاطعام الحيوانات مثل مكعبات الفاكهة المثلجة والعصائر المجمدة وأنواع فاكهة جديدة وتم تزويد أكشاك المكاكات بوسائل الترفيه والتسلية من أخشاب وأرجوحات وادخال اصناف جديدة والفاكهة والخضروات إلى تغذية الببغاوات والنجاح فى تشجيع طائر أبو فرن على بناء الاعشاش من الطمى وكذلك تشجيع طائر البجع الابيض على عمل اعشاش فى الموسم وتم بنجاح انتاج 17 فقسا طبيعيا للبجع الابيض. المتحف الحيوانى وتضيف: بعد توقف دام أربعة عشر عاما قام رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للخدمات البيطرية ببذل جهد كبير لبدء استكمال الاعمال المتبقية بالمتحف الحيوانى والذى أسندت اعماله للقوات المسلحة والتى تم فيها الانتهاء من أعمال التكييف والكهرباء وتركيب كوبرى لعبور الممر المائى امام المتحف والانتهاء من استزراع وعمل الممرات خارج المتحف. وتم بيع جلود الحيوانات والبيض وريش النعام والطاووس والإميو فقد تم بيع 309 من بيض نعام درجة أولى و 51 درجة ثانية وتم بيع 48 بيضة إميو و 130 ريش نعام و 1508 ريش طاووس وتم بيع 85 نوعاً مختلفا من جلود الحيوانات البرية. وقامت الإدارة بتنفيذ وتصميم مكان لعرض الزراف وتم التنفيذ بأيدى الفنيين بورش الحديقة وتم جلب من جنوب إفريقيا بوجا ايلاند وكورد كبير وجنو أبيض اللحية وتم إنشاء بيت انسان الغابة الجديد ويشمل مبايت داخلية وعرضا خارجياً مزوداً بكافة أدوات الاثراء البيئى للحيوان مع وجود عرضين منفصلين للحيوان وتم عرض جديد لحيوان الراكون وتنوير عرض بيت الضباع وعرض جديد لللتماسيح وتطوير عرض الكنغو الأحمر بإنشاء بيت جديد وعمل توسيع فى العرض وعمل ديكورات خارجية باستخدام الخامات الطبيعية المتوافرة فى الحديقة وبهذه التطورات أصبحت حديقة الحيوان مكاناً مثالياً لزيادة وعى الجماهير بالحياة البرية المصرية والتطوير الذى يتم من أجل جذب الجمهور وزيادة اريادات الحديقة بالإضافة إلى تشجيع دراسة علم الحيوان وإبراز الحياة البرية المصرية نباتية وحيوانية كمصدر هام للثروات الطبيعية وكما تساهم حديقة الحيوان فى حماية عدد كبير من الحيوانات المهددة بالانقراض اهمها الكبش لاروى والماعز الجبلى والغزال المصرى وأبو حراب السوواى والجنوبى من فصيلة المها وطائر أبو منجل والصقور بأنواعها والعقبان والبشاروش. وتضيف د. فاطمة تمام: من اصداف حديقة الحيوان عمل برامج توعية بمركز الوعى البيئى بغرض الحفاظ على البيئة والحياة البرية والشرح العلمى من المتخصصين والوسائل السمعية والبصرية وتقديم الخدمة العلمية التخصصية من خلال مكتبة الحديقة والمتحف الحيوانى وحماية الحيوانات المصرية المهددة بالانقراض والعمل على اكثارها وتحسين وسائل الاعاشة من تغذية وعلاج وتحصينات للحيوانات البرية ومواكبة الاحداث ما وصل اليه العالم المتقدم فى مجال حدائق الحيوان بمعرفة اخصائيها وكوادرها الموردية وتشجيع الابحاث العلمية والحديقة تضم معملا به احدث الاجهزة العلمية البحثية التشجيعية ومزوداً بالكوادر العلمية والفنية.