مع انشغال العالم العربى بما يحدث من تداعيات الربيع العربى واشتعال الأزمة فى سوريا تنشغل كل من أمريكا وإسرائيل باصطياد البرنامج النووى الإيرانى وفائض النفط الخليجى بحجة التأمين من الخطر الإيرانى بينما السيناريو الأخطر فيما ستقدم عليه إسرائيل لاستكمال الحرائق فى منطقة الشرق الأوسط ظنا منها أنه الحل من هروب إقامة دولة فلسطينية وفق التعهدات الدولية والتواريخ التى أمطرنا بها رؤساء الولاياتالمتحدةالامريكية – لكن الأخطر أيضا هو توريط اسرائيل لواشنطن فى صراع بمنطقة الخليج العربى وربما لا يكون ذلك مع نهاية المرحلة الأولى للرئيس باراك أوباما وإنما فى مراحل لاحقة. وعليه بات مطلوبا أكثر من أى وقت مضى عقد لقاء قمة عربى ينظر فى أمن المنطقة وتداعيات الربيع العربى لأن الخطر والفوضى ستعم المنطقة بشكل يصعب السيطرة عليه لسنوات يضيع خلالها الأخضر واليابس. وكذلك بات مطلوبا حوار عربى إقليمى لا يحتمل التباطؤ لمناقشة كل شىء وبصراحة وأتصور أن ما يسمى بمجموعة الاتصال الرباعية التى تبحث عن حل لسوريا يمكن أن تلعب هذا الدور فى الحوار الإقليمى العربى, لأن مؤشرات الخطر كامنة فى الأفق وبدأت بحرب نفسية تحت بند مناورات عسكرية فى الخليج العربى وتخويف العرب مما أطلقوا عليه العدو الإيرانى, وبادرت وسائل الإعلام الغربية بالطلقة الأولى لهذه الحرب حيث تحدثت عن الأسطول الحربى الضخم المتواجد فى منطقة الخليج فى خطوة استباقية قبل أن تنفذ إسرائيل هجومها على المنشآت النووية الإيرانية، فى الوقت الذى ركزت فيه صحف أخرى على تطورات قضية الفيلم المسيء للإسلام على الصعيد الداخلى والخارجي. وألقت صحيفة «ديلى تليجراف» البريطانية الضوء فى عناوينها العريضة على الملف الإيرانى والتحركات الأمريكية والبريطانية فى مضيق هرمز كخطوة تحضيرية للمخطط الإسرائيلى بتوجيه ضربة عسكرية استباقية لإيران، وذلك للحيلولة دون تمكن الجمهورية الإسلامية من الحصول على القنبلة النووية التى يُعتقد أنها فى المراحل الأخيرة لصناعتها. وأشارت الصحيفة إلى الأسطول الحربى الضخم الذى يحتوى على مدمرات وبارجات وحاملات طائرات بالإضافة إلى غواصات هجومية متواجدة حاليا فى الخليج فى خطوة تهدف لردع النظام الإيرانى من تنفيذ تهديداته بإغلاق مضيق هرمز أمام الملاحة وما يترتب على ذلك من قطع لإمدادات النفط التى تمر عبر هذا المضيق إلى العالم. ونسبته حوالى 35 % من النفط العالمى قادما من الدول الخليجية الساحلية، بالإضافة إلى الغاز الطبيعى وخطوط التجارة الحيوية، الأمر الذى سيؤدى إلى وقوع أزمة عالمية فى حال تم إغلاق هذا المضيق لأى سبب من الأسباب وكان مصدر عسكرى خليجى قد أوضح أن 25 دولة بقيادة الولاياتالمتحدة الأميركية ستشارك فى المناورات البحرية بمياه الخليج العربى وتستغرق 12 يوما. وذكر المصدر أن المناورات ستشهد تدريبات على حماية الملاحة فى مضيق هرمز بالخليج العربي، وذلك على خلفية أعمال عدائية يقوم بها عدو مفترض، ولا تخفى القيادات العسكريه الغربية أن المقصود بالأمر هو إيران. وخصصت كل من بريطانيا والسعودية والإمارات العربية المتحدة تشكيلات بحرية كبيرة للمشاركة فى المناورات، وستنفذ بعض العمليات بمشاركة قيادات الناتو، طبقا للمصدر. وقالت المصادر إن إيران ستجرى هى الأخرى مناورات عسكرية وصفت بأنها الأضخم فى تاريخ الجمهورية الإسلامية، لإظهار استعدادها للدفاع عن منشاتها النوويه ضد التهديد باستهدافها بغارات جويه. يذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو قد حذر من أن إيران ستكون على شفا امتلاك قدرة صنع قنبلة نووية فى فترة تتراوح بين ستة وسبعة أشهر مما يعزز مطالبته لأوباما بوضع «خط أحمر واضح» لطهران. وطلب أوباما من نتنياهو وقف أى هجوم إسرائيلى على المواقع النووية الإيرانية لإعطاء العقوبات والدبلوماسية وقتا لكى تعمل.