منذ التحاقى بقناة النيل للأخبار عام 1998 وانا اعمل قارئة نشرة ومقدمة برامج هواء ومسجلة حتى اواخر عام 2007 ، حيث قررت ارتداء الحجاب فى شهر رمضان /اغسطس عام 2007 ولم يكن القرار سهلاً لمعرفتى مسبقاً بأنه لم تكن توجد آنذاك اى امكانية أو فرصة لظهورى بالحجاب فى ظل حكم النظام السابق حيث كان التضييق شديداً على من ترتدى الحجاب والرفض قاطعاً لظهورها على شاشة التلفزيون المصرى بالحجاب بغض النظر عن اى معايير مهنية ، ولكننى اتخذت قرارى بارتدائه أيا كانت التبعات أو النتائج وبالفعل لم ارغب فى العمل كمحررة أو معدة بالقناة بعد ارتدائى الحجاب وبالتالى اضُطررت آسفة لأخذ اجازة بدون مرتب من عملى بقناة النيل بداية من عام 2008 وبعد أسابيع قليلة تلقيت عرضاً من قناة العالم الإخبارية للعمل كمراسلة للقناة بالقاهرة مع تقديم برنامج أسبوعى على الهواء من إعدادى وتقديمى ، وشاركت فى تغطية احداث بارزة فى التاريخ المصرى كالثورة ومحاكمة مبارك ، وظللت بقناة العالم حتى بداية عام 2012 عندما قررت العودة الى قناة النيل للاخبار بعد الثورة على اعتبار ان الأوضاع بالتأكيد تغيرت ليتمكن كل مواطن من الحصول على حقوقه فى اطار من العدالة والمساواة والحرية ولكن للأسف فوجئت بأن الثورة ومبادئها وما نادت به لم تصل ماسبيرو بعد واصطدمت بأن أحداً من القيادات أو المسئولين لم يستطع اتخاذ قرار بظهورى على الشاشة بالحجاب وبالتالى ظللت شهوراً طويلة أحاول ولكن دون جدوى حتى تم الاعلان عن فوز د/ محمد مرسى برئاسة الجمهورية فتم أخيرا السماح لى بالظهور على شاشة النيل للأخبار فى برنامج صباح جديد فقط وليس قراءة النشرة ، ولكن بعد تولى صلاح عبد المقصود وزارة الاعلام ذهبت لمقابلته وشرحت له كافة الظروف وما تعرضت له منذ عودتى للعمل فقام بإعطاء أوامره بظهورى كأول قارئة نشرة على شاشة قناة النيل للأخبار وهو ما اسعدنى كثيراً واشعرنى بأننى فى النهاية وبعد معاناة وظلم طويل..استطعت الحصول على حقى القانونى والدستورى فى الظهور على الشاشة بالحجاب اعتقد ان قرار ظهور المذيعات المحجبات على الشاشة ستكون له نتائج ايجابية تتعلق باقتناع كل اعلامى واعلامية بأن معايير المهنية والكفاءة هى الاساس فى اى تقييم ، ولكن اعتقد ان قرار ارتداء اى مذيعة الحجاب يجب ان يكون نابعاً من اقتناع شخصى ويهدف الى ارضاء الله سبحانه وتعالى اولاً واخيراً وليس نتيجة قرار السماح بظهور المذيعات المحجبات على الشاشة اعتقد ان النظام السابق كان بالفعل لديه مخاوف مبالغ فيها من اى شئ يتعلق بالتدين شكلاً أو مضموناً وبالتالى كان الاقصاء والمنع هو السمة الغالبة للتعامل مع اى مظهر من مظاهر التدين فى كافة المؤسسات وعلى كل المستويات ( الإعلاميات - زوجات الدبلوماسيين - زوجات الملحقيين العسكريين - المضيفات الجويات ) واعتقد ان الامر كان يتعلق أيضاً وللأسف بأوامر مباشرة من زوجة الرئيس السابق سوزان مبارك لا اعتقد ان هناك اى اتجاه لاخونة الاعلام بدليل ان الزميلات غير المحجبات مازلن يمارسن عملهن بكل حرية دون اى قيود والموافقة على ظهور المحجبات كانت فقط رداً ورفعاً لظلم وإقصاء وقع على المذيعات المحجبات فى الفترة الماضية دون اى سبب أو سند قانونى أو مهنى كما ان المعارضين لسياسات الاخوان مازالوا يظهرون بكامل الحرية لإبداء الرأى والنقد للإخوان على شاشة التلفزيون المصرى وبالتالى اعتقد ان موضوع أخونة الاعلام هو أمر مبالغ فيه الى درجة كبيرة أنا لا أنتمى الى جماعة الاخوان المسلمين بأى شكل من الأشكال لا?من قريب ولا من بعيد واعتقد ان وزير الاعلام وحسب ما صرح به بعد توليه منصبه بأنه اصبح الان لا يمثل جماعة الاخوان فإن ما يهم هو عمله على تطوير منظومة الاعلام المصرى بشكل محايد لا يخدم اى توجه أو فصيل سياسى ولا يتبنى اى اراء شخصية وانما يهدف كذلك الى الارتقاء بالعاملين فى هذا المجال مهنياً واعلامياً وفى اطار من العدال والمساواة.