أسماء بنت يزيد بن السكن اشتهرت بالفصاحة والبيان والبلاغة وقوة المنطق حتى لقبت بخطيبة النساء، فكانت تسأل رسول الله فى كل شىء دون تردد أو خوف، بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يحيلها إلى عائشة حياءً لتوضح لها الأمور الخاصة بالنساء، وكانت السيدة عائشة تنظر إلى أسماء وتقول: نعم النساء نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء أن يسألن عن الدين ويتفقهن فيه. وقد نشأت أسماء فى أسرة مجاهدة قدمت أرواحها وأبناءها فداءً للإسلام وهو ما ظهر فى جهاد أسماء فى معركة اليرموك حين وقفت مع نساء المسلمين يقاتلن الروم، حيث يذكر أن أسماء قتلت يومئذ تسعة من الروم بعمود خيمتها، كما كان لها السبق فى رواية أحاديث مهمة حول فضل بعض آيات وسور القرآن. كما لم تنس أسماء العالمة الفقيهة الخطيبة أنوثتها، حيث اشتهر عنها أنها كانت خبيرة تجميل وهى التى جهزت وزينّت السيدة عائشة أم المؤمنين ليلة زفافها إلى النبى صلى الله عليه وسلم. وقد بشرها النبى - صلى الله عليه وسلم - بالجنة وأنزل فيها قرآنا، فقد طلقت أسماء ولم يكن للنساء عدة فأنزل الله عز وجل قوله تعالى:(والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء). وعاشت أسماء بن يزيد السكن حتى خلافة عبد الملك بن مروان واستقر بها المقام فى الشام حين راحت تعلم النساء تعاليم الإسلام وتروى أحاديث النبى صلى الله عليه وسلم وتجاهد فى سبيل الله بالسيف ومداواة الجرحى، كما فعلت فى اليرموك وتوفيت عام 69 ه ودفنت فى دمشق.