فى حوار للدكتور جمال جبريل لجريدة الوطن وهو عضو باللجنة التأسيسية للدستور أكد أن اللجنة ستنتهى من صياغة الدستور خلال اسبوعين وأضاف: «يجب قصر مجانية التعليم على مراحل التعليم الأولى وحتى المرحلة قبل الجامعية والمعنى فى بطن الشاعر وهنا نود أن نؤكد أن هذا الاتجاه هو بداية الترخيص بخصخصة التعليم فى مصر والقضاء على أحد منجزات ثورة 23 يوليو 1952حين أعلن الزعيم جمال عبد الناصر عن مجانية التعليم والتى جعلت أبناء مختلف الطبقات الكادحة من العمال وأبناء الفلاحين والبسطاء يدخلون مجال التعليم ويواصلون تعليمهم عن طريق هذه المجانية ليصلوا إلى أعلى قمم الشهادات الجمعية وحتى الدكتوراه.. ولم يكن غريبا على مصر حين يخرج وزيرها للتعليم فى القرن الماضى الدكتور طه حسين عميد الأدب العربى ليعلن ويقول إن التعليم فى مصر كالماء والهواء فحاجتنا إليه مستمرة وهو ما كان عبد الناصر يؤمن به والحقائق تدل على ذلك فأبناء الخمسينيات والستينيات أصبحوا الآن علماء مفكرين وأدباء ومثقفين ومخترعين وأساتذة وباحثين ونجوماً فى مختلف مجالات العلوم والطب والهندسة والفيزياء والآداب والأمثال لذلك كثيرة فاروق الباز ومجدى يعقوب وأحمد زويل ومصطفى السيد ومحمد غنيم ومحمد النشائى ومحمد أبو الغار وجمال الغيطانى وعبد الرحمن الأبنودى وسيد حجاب وغيرهم من الرموز الوطنية من ادباء وشعراء وعلماء وقضاة وكتاب. أما عن اتجاه اللجنة التأسيسية إلى إلغاء هذه المجانية فى المرحلة الجامعية فهذا النص إذا تم وضعه فى الدستور الجديد فيمثل انقلابا على مبادئ ثورة يوليو 1952 وترخيصاً بخصخصة التعليم وانقلاباً تاماً على ثورة المجتمع المصرى منذ الخمسينيات وحتى يومنا هذا لأن التعليم الجامعى سيصبح لأبناء القادرين ماديا فقط وسينتهى لدى أكثر من 90% من ابناء مختلف فئات الشعب المصرى وأبناء الطبقة المتوسطة والموظفين والعاملين فى الدولة والطبقات الكادحة وسيكون التعليم الجامعى حكرا على أبناء 5% أو 10% .. وهنا نسأل الدكتور جمال جبريل: ألا تدرك أن مجانية التعليم هى التى جاءت بعلماء مصر ومفكريها إلى معترك العلم والتكنولوجيا؟... ألم يخرج الشباب من أجل العدالة الاجتماعية والمساواة ليطبق على الجميع دون واسطة أو رشاوى أو علاقات ألم نلحظ أن مكتب التنسيق للقبول بالجامعات والذى يطبق بعدالة مطلقة مائة فى المائة دون مواربة أو مراعاة لأى شىء آخر هذا هو حلم الفقراء والبسطاء.. فلماذا تقضون على هذا الحلم؟!..