كتبت : أحمد عبد السلام ... سألت نفسى من أكون، أأنا الليل والسكون أم أنا نهار ملبد بالغيوم، أأنا خندق ضيق أم سماءُ شاسعة أم تخوم، أأنا نهرُ بالخير يجرى ويدوم أم أنا يابس مشئووم، أأنا نبتة أرز لا تشبع أم شجرة زيتون، أأنا عينُ واحدة ترى نصف الحقائق أم عيون، أأنا حر كعصفور لا يملكه أحد أم أسير يقبع فى السجون، أأنا حلم لا حدود له أم شجون، أأنا صوت للعقل أم جنون، أأنا طفل يلهو ويلعب فى الكروم أم أنا كهلاً مهموم. أأنا قيثارة أم قانون، أأنا عود أم أوكارديون، أأنا لحية وجلباب أم بنطلون، أأنا نجم ساطع أم نيزك سقط فى مكان غير معلوم، أأنا عادل أم ظلوم، أأنا فن أم علوم، أأنا ريف أم حضر أم أنا ابن كون لا حدود له ولا جوازات سفر ولا تأشيرة أو رسوم. أأنا ندى الصبح فى الفجر، أم أنا حر الظهيرة الملعون، أأننا كما أريد أنا أم أنا كما يريدون، أأنا بالإخلاص أحيا أم أخون، أأنا صوت يرتفع أم سكون، أأنا تواضع أم كبر فرعون، أأنا عنوان أم متون، أأنا فضاء واسع أم مكان مزحوم، أأنا سعيد أم مكلوم. أأنا السعادة أم الهموم، أأنا للموت دائم الذكرى أم أرهقنى الجرى خلف حياة لا أمان لها ... لا زمان لها .. لا مكان لها .. ولا سكون، أأنا ... أأنا ... أأنا .... مازلت اسأل نفسى عن صفاتى متمنياً إدراك نفسى ومحدداً شكل حياتى، وكم من حائراً يسأل نفسه كل يوم،أأنا أنا، أم أنا حالة من الشتات، يا نفسى اركعى لمليك كونٍ، يهدء لك بالك وتنعمين بالثبات، فما الحياة إلا حالة من موت وممات،وما العمر إلا لحظات معدودة ... ترجمت بالخطا على أنها سنوات .