هل تتخذ بريطانيا خطوات فعلية نحو الانسحاب من الاتحاد الأوروبى؟ سؤال رددته العديد من الصحف البريطانية والأوروبية عقب المقال الذى نشره رئيس الوزراء البريطانى « ديفيد كاميرون» فى صحيفة « صنداى تليجراف» والذى كشف فيه عن تفكيره فى إجراء استفتاء حول علاقة بلاده بالاتحاد الأوروبى فى الوقت المناسب، حيث أكد فى مقاله أنه يريد للناخبين أن يختاروا، لكنه عاد وقال إن إجراء استفتاء فورى ليس الغرض حاليا، مؤكدا أن إجراء استفتاء بسرعة لا يصب فى مصلحة البلد، قائلا إنه ستكون هناك تطورات لاحقة فى الاتحاد الأوروبى، وقد تكون هناك إمكانية للبقاء فى السوق الأوروبية المشتركة والبقاء خارج (أوروبا اتحادية) حسب تعبير رئيس الوزراء البريطانى، وفى سياق مقاله قال كاميرون إن هناك حاجة للبدء فى مناقشة الجوانب التى ترغب بريطانيا فى الحفاظ عليها فى علاقتها بالاتحاد الأوروبى، وتلك التى ترغب بالخروج منها، ويأتى تلميح كاميرون بإمكانية إجراء استفتاء عقب تعرضه لضغوط متزايدة من حزبه « المحافظين» لإجراء استفتاء حول العلاقة مع الاتحاد الأوروبى، حيث وقع قرابة 100 نائب محافظ فى البرلمان البريطانى الأسبوع الماضى عريضة سياسية طالبت كاميرون بإعداد مشروع قانون يسمح بتنظيم استفتاء شعبى بهدف تحديد مستقبل بريطانيا داخل الاتحاد الأوروبى بعد الانتخابات العامة المقررة عام 2014. يتزامن ذلك مع استطلاع جديد للرأى أظهر أن أكثر من ثلثى الناخبين البريطانيين يريدون إجراء استفتاء حول عضوية بلادهم فى الاتحاد الأوروبى قبل نقل أى سلطات إضافية من برلمانهم إلى بروكسل، ووجد الاستطلاع الذى أجرته صحيفة « صنداى تليجراف» أن 68% من الناخبين البريطانيين يرغبون فى إجراء الاستفتاء قبل خسارة بلادهم للمزيد من سيادتها لصالح بروكسل، فى حين عارض 13% منهم هذه الخطوة، وفى سياق تحليله لهذا المقال قال «باتريك هينيسى» محرر الشئون السياسية بصحيفة «صنداى تليجراف» إن كاميرون يريد أن يقول إن بريطانيا تواجه خطر الإغراق بتشريعات وقوانين الاتحاد الأوروبى، بالإضافة إلى البيروقراطية التى يرغب أصلا فى التخلص منها، ويضيف أنه يكشف بوضوح للمرة الأولى أن تلك التغييرات ستحتاج إلى دعم يكون نابعا من صميم قلوب البريطانيين. يذكر أن هذه هى المرة الأولى التى يلمح فيها كاميرون لإمكانية إجراء استفتاء، إذ كان يعلن دائما أن بلاده لا تسعى للخروج من الاتحاد الأوروبى رغم الأزمة المالية التى تجتاح الأسواق الأوروبية، وكان يشدد على أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى لا يصب فى مصالحها الوطنية.