أتذكر قصة سيدنا أيوب عليه السلام.. وأنا أشاهد وأتأمل المشهد السياسى المصرى الآن.. فرئيس مصر القادم... لابد أن يتحلى بصبر أيوب.. الذى ابتلاه الله بسلب النعمة وفقد المال والأهل والولد وهاجمته الأمراض المستعصية من كل اتجاه... فصبر على البلاء وحمد الله وأثنى عليه، وكلمة أيوب تعنى العبد شديد الأوب والأوب هو التسبيح لله... وفى سورة الأنبياء قال تعالى «وأيوب إذ نادى ربه أنى مسنى الضر وأنت أرحم الراحمين* فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وأتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين»... ونعود لرئيس مصر الذى سيواجه مشاكل لا طاقة لبشر بها.. فمصر مهلهلة مفككة فى حالة يرثى لها.. بعد سنوات عجاف مرت علينا من الديكتاتورية والقهر وضياع الحقوق ومشاكل متعددة فى كل مناحى الحياة.. وبالطبع ليست هناك عصا سحرية لعلاج هذه المشاكل... فعلى حاكم مصر القادم أن يكون صابراً ويتسع صدره لكل الشعب.. وعلى الشعب المصرى العظيم الذى ظهر معدنه فى الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية والتى أظهرت أنه شعب صاحب حضارة وتاريخ وأنه شعب واع وشعب حكيم وشعب لماح وأنه لا ينبهر بالشعارات البراقة ويعرف جيدا الغث من الثمين وإذا كانت اختيارات الشعب تدل على وعى كامل.. وهذا الشعب الذى يصنع الرئيس الآن عليه أن يتحلى بالصبر.. وعلى الرئيس القادم أن يحفز هذا الشعب العريق لتنطلق الطاقات والمعجزات ونعبر بمصر هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ شعبنا العظيم.. وعلينال أن ننظر للأمام.. ولا ننظر للخلف.. حتى لا نتأخر.. وعلينا ان نتذكر قصة سيدنا أيوب رئيسا وشعبا... وأن نصبر لأن الله خلق الدنيا فى ستة أيام ولم يخلقها فى يوم.. وكان الله فى عون الشعب والرئيس القادم.. ولكن بالصبر نعبر هذه المحنة بإذن الله. [email protected]