أكد السفير الفلسطينى فى القاهرة د. بركات الفرا أن مصر ستظل القلب النابض للأمة العربية، مشيدًا بجهودها على مدار التاريخ لحل القضية الفلسطينية، لافتًا إلى أن جهاز المخابرات المصرية لعب دورًا كبيرًا فى حسم صفقة تبادل الأسرى الأخيرة مع إسرائيل، وتطرق إلى وجود أطراف خارجية خصوصًا إيران تسعى إلى توسيع الانقسام بين فتح وحماس، كما تحدث عن عدد من القضايا المهمة مثل تهريب السلاح من غزة إلى مصر عبر الأنفاق ؛ فضلاً عن تأثير وقف تصدير الغاز المصرى إلى إسرائيل، بالإضافة إلى عدد من القضايا المهمة المتعلقة بالصراعات السياسية فى الشرق الأوسط.. وإلى نص الحوار:* ماهى الرسالة التى توجهها لجهاز المخابرات المصرية بعد نجاح صفقة الأسرى مع إسرائيل ؟ **?أوجه رسالة شكر لأعضاء جهاز المخابرات المصرية ورئيسه اللواء موافى لما بذلوه لحل مشكلة الأسرى، والعمل على حل موضوع الأسرى ومعاناتهم هو تعزيز لأواصر الأخوة بين مصر وفلسطين، ونثق تماماً بأن المخابرات المصرية جاهزة دائماً لحل مشاكل الفلسطينيين ونتمنى منهم الكثيرخاصةً الفترة القادمة « فمصر هى مركز العالم العربى ومازالت تلعب دورا استراتيجياً بحل القضية الفلسطينية وإعادة المصالحة بين فتح وحماس. * هل لإيران وسوريا وقطر وحزب الله دور فى زيادة الانقسام الفلسطينى، وما حقيقة علاقة حماس بهذه الدول؟ ** إيران لها دور بارز فى عدم المصالحة بين فتح وحماس وتلعب دورا سلبيا فى القضية الفلسطينية من أجل مصلحتها الخاصة وهى دولة معروفة بسخائها الشديد بضخ الأموال للوصول لما تريد الحصول عليه، على مستوى العالم، وحزب الله يتبع إيران فهو ممول كبير لحركة حماس، كفصيل فلسطينى يدعم التوجيهات الإيرانية على حساب الفصائل الفلسطينية الأخرى، أما بالنسبة لقطر وسوريا فإنهما من الدول الشقيقة وليس لدى أية معلومات مؤكدة عما يذكر فى وسائل الإعلام بأن قطر على علاقة وثيقة مع إسرائيل أو لها مصلحة كبيرة بالانقسام بين فتح وحماس، كما أن سوريا كانت تمثل طرفاً مهماً فى نشر التهدئة فى غزة لكن حماس رفضت هذه التهدئة.وعن حقيقة علاقة حماس بهذه الدول فأنا «لا أستطيع أن أتحدث عن حماس فى أى شىء فالعلاقة المشوشة التى تربطها بحركة فتح واضحة للعالم العربى»، لكن حماس تعلم ان ماتقوم به من تعميق للخلاف الفلسطينى يصب لمصلحة إسرائيل، ولكنها حماس واقعة تحت تأثير إيران التى تمولهما ب30 مليون دولار شهريا وتلعب دورا سلبيا مما يزيد الهوة مع فتح.* ما دور القيادة الفلسطينية فى منع تهريب السلاح إلى غزة ولماذا لم يظهر موقف حاسم لوقف عمليات التهريب لحماية الأمن القومى المصرى؟ ** فتح والسلطة الفلسطينية تحاولان معاً باستمرار فى غلق الأنفاق المفتوحة ما بين الحدود المصرية وغزة، لأنها تؤثر سلباً على الاقتصاد الفلسطينى عامة والاقتصاد فى غزة خاصة لأنه كما تمرر هذه الأنفاق السلع الغذائية، فهى أيضاً تمرر أشياء ضارة كالسلاح والمخدرات والمواد البترولية المهربة التى تضر بالاقتصاد المصرى أيضاُ ونحن نرفض هذا تماماً، هذا إلى جانب عمليات التسلل التى تحدث عن طريق الأنفاق، وحوادث سرقة السيارات بين مصر وغزة، والسلطة تحاول منذ فترة طويلة إقناع الطرفين المصرى والفلسطينى بأن يحمى كل طرف الجانب الخاص به فمصرعليها أن تبذل جهدا أكثر لحماية الجانب الخاص بها، وهذا لا يعنى اننا نؤكد ما تزعمه إسرائيل عن مصر، لأن السلطات المصرية تبذل جهوداً على حدودها نعملها جيدا، كما نرى أن على حماس حماية الجانب الآخر لغزة، ولكن نستبعد هذا من حماس، كما أن هذه الأنفاق لم تكن وحدها التى تمثل خطراً اقتصاديا على غزة بل هناك ستة معابر يسيطر عليها جيش الاحتلال الإسرائيلى وهما « ( كارنى، أيريز، صوفا، ناحال عوز، كيرم شالوم، كيسوفيم)، وهى معابر تشكل عائقاً كبيراً أمام الشعب الفلسطينى، وتفرض إسرائيل من خلالها المزيد من القيود برفع أسعار البضائع والغاز الوارد إلى غزة نتيجة لزيادة تكاليف النقل التى تقوم بمعظمها شاحنات إسرائيلية. * كيف ترى خطة الانقسام التى نفذها شارون 2005؟ ** هذه الخطة أطلق عليها «خطة فك الارتباط أحادى الجانب الإسرائيلية»، كان غرضها الأساسى رمى كل الحمل وكل المسئولية على عاتق السلطات المصرية وليس على عاتق حماس أو إسرائيل، وهذا يدخل فى إطار مخطط إسرائيل لتدمير القدس مما أدى إلى وصول المستوى الاقتصادى لسكان القدس، إلى تحت خط الفقر، ومنذ ذلك الحين وإسرائيل تمارس على أبناء قطاع غزة جميع وسائل الضغط لتضيق الخناق عليهم اقتصادياً ومعيشياً لكى تمارس حماس ضغوطاتها على السلطات المصرية. * هل أثر قرار منع تصدير الغاز لإسرائيل على محطات الوقود فى الضفة الغربية وقطاع غزة؟ ** الفلسطينيون لم ولن يتأثروا بإلغاء صفقة الغاز بين مصر وإسرائيل بل العكس تماماً فالموقف المصرى موقف وطنى للغاية رفع الروح المعنوية للشعب الفلسطينى فى الضفة والقطاع، إلا اننى لا أنكر المشاكل الاقتصادية والمعاناة التى يعانيها الشعب الفلسطينى داخل قطاع غزة فهناك مشكلة ارتفاع أسعار الغاز، كما يعانى أهل غزة من الانقطاع المتكرر للكهرباء بسبب حدوث نقص للوقود بمحطة الإمداد الوحيدة بقطاع غزة التى كان يتم إمدادها من مصر وقوتها تصل إلى 13 ميجا وكان قد تم زيادتها إلى 22 ميجا وكان يخطط لها لتصل إلى 50 ميجا، وهى تحت سيطرة إسرائيل الآن. قانون النكبة * ما رأيك فى قانون النكبة العنصرى الذى أصدرته إسرائيل العام الماضى؟ ** الفلسطينيون سيظلون يحيون ذكرى النكبة المؤلمة التى مرت بهم ولن يوقفهم هذا القانون من ممارسة حرياتهم. ولا يوجد هناك امبراطورية صمدت على مدار التاريخ فكما ذهبت أكبر إمبراطوريات العالم كالفرس والروم التى قضت عليها الفتوحات الإسلامية وكما غابت الشمس عن الإمبراطورية البريطانية والاتحاد السوفيتى الذى تفكك بعد أن كان أكبر قوى عظمى على مستوى العالم، فإسرائيل أجدها إمبراطورية العصر فهى الدولة المستعمرة الوحيدة بالعالم والفلسطينيون أصبحوا هم الشعب المحتل الوحيد، وأتنبأ بنهاية الامبراطورية الإسرائيلية الأيام القادمة، فهناك بشائر لهذا بظهور المشاكل الداخلية العنصرية التى يمارسها اليهود على أنفسهم بين يهود الشرق السفارديم ويهود الغرب الاشكنازييم، والمظاهرات الاحتجاجية التى تطالب دائما بوجود العدالة الاجتماعية داخل إسرائيل. والتيارات اليسارية المساندة للقضية الفلسطينية ومناهضة للاحتلال الإسرائيلى وعمليات التهويد على القدس الآن لجماعة ناطورى كارتا اليهودية الدينية ومنظمة السلام الآن، فأنا أشجع وبشدة وجود مثل هذه المنظمات بجانب الفلسطينيين ومساندتهم بالخارج، للاعتراف بها كدولة حرة ونحن نعتبرهم جزء من الشعب الفلسطينى. * بماذا تفسر إصرار حماس على استقلال غزة ورفع علمها الخاص بالمنظمة بعيداً عن العلم الفلسطينى؟ ** نحن نشجب ما تقوم به حماس مع العلم أنه لا يوجد أعلام تعلق غير العلم الفلسطينى وكل من يعتقد أن غزة يمكن أن تصبح إمارة مستقلة فهو تفكير عقيم لأن غزة مساحتها لا تتعدى 360 كيلو متراً مربعاً ويصعب أن تصبح دولة أو إمارة، كما أن تعداد إسرائيل يصل إلى 9ملايين تقريبا نصفهم من عرب إسرائيل أما الفلسطينيون فيصل تعدادهم إلى 12 مليون نسمة تقريباً، وحماس جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطينى. زيارة المفتى * ما ردك عما قيل بمصرعن زيارة المفتى د. على جمعة للقدس وانه يعتبر تطبيعا مع إسرائيل ؟ ** زيارة المفتى تعتبر نصرة للشعب الفلسطينى ورفضا غير مباشر لعملية التهويد الصهيونية التى تتم الآن داخل القدس، وأنا أرحب بجميع الطوائف الدينية مسيحية وإسلامية لزيارة القدس لرفع الروح المعنوية للفلسطينيين.