شهدت مصر في السنوات الأخيره طفرة كبيرة فى طرق الحفاظ على الحياة البرية، نباتات وحيوانات وكذلك الحشرات والزواحف والطيور حتى الأحجار ، وتصدرت مصر المرتبة الأولى هذا العام فى قائمة «سايتس» للدول المحافظة على الحياة البرية داخل وخارج محمياتها، فقد أصبحت المحميات المصرية الطبيعية الأم الحنون التى أصبح بإمكانها احتضان جميع الكائنات المعرضة للانقراض ونجح الكثير من الأبحاث التي تجرى عليها من حين لآخر للحفاظ عليها والعمل على تكاثرها ، على الرغم من كثرة جرائم الصيد الجائر والتجارة الجائرة غير المشروعة لهذه الكائنات وخاصةً بعد أحداث الثورة المصرية التى انتشرت بعدها الفوضى وساعدت على زحف أيادى خارقي القانون على الثروات المصرية.وفى هذا الصدد التقت مجلة أكتوبر بالدكتور راجى فخرى مدير عام الحياه البرية بحدائق الحيوان بالجيزه، حيث تحدث عن الحياة البرية بالمحميات الطبيعية المصرية وأهميتها والمشاكل التى تواجهها، وعلاقتها بإتفاقية «سايتس» الدولية الصادرة من أجل الحفاظ على الحياة البرية فى جميع دول العالم. ويقول دكتور راجى أن المحميات الطبيعيه بمصر تصل أعدادها إلى أكثر من 22 محميه تقوم على عدة قوانين للحفاظ على الحيوانات وجميع الكائنات التى بداخلها. وتحظر هذه القوانين صيد الإنسان للحيوانات التى بداخلها أو الاتجار بها، بهدف الحفاظ على التوازن البيئى. ويندرج تحت هذه المحميات أنواع عديده ، منها محميات لإجراء الابحاث العلميه، ومنها كملاجئ للطيور، ومنها كمنتزه ومزار قومى وسياحى. ومن أشهر الحيوانات والطيور والنباتات المصرية المهددة بالانقراض وتحميها تلك المحميات: «الغزال المصرى والماعز الجبلي، والنمر السينائى وطائر البشاروش، والورل الصحراوى والنيلي، والضب المصرى بأنواعه والترسه البحريه. ومن أشهر المحميات الطبيعيه فى مصر محمية رأس محمد وجبل علبه، والزرانيق بشمال سيناء، ومحمية العمير بطريق اسكندريه مطروح ومحمية جزر سالوجا التى تحتوى على أندرالنباتات المهدده بالانقراض، إلى جانب محميات المنزله والبرلس والبردويل للأراضى الرطبه والغابه المتحجره بالمعادى ومحمية الوادى الأسيوطى. وتعتبر محمية رأس محمد بجنوب سيناء من أهم المحميات المائيه البيئيه والبحريه فى مصر كما أنها تعتبر منتزهاً قومياً تحافظ على القروش، عروس البحر، الشعب المرجانيه، ونباتات المانجروف الذى يحافظ على عملية التعادل بمستوى ملوحة المياه و يتكاثر بداخلها أنواع معينه من الأسماك وحصان البحر المهدد بالانقراض. ومن أشهر المحميات الواقعه فى البحر الأحمر أيضاً محمية علبة التى تقع جبالها على الحدود المشتركة بين مصر والسودان وتحتضن العديد من النباتات النادرة، إلى جانب النباتات الطبية المصرية وغالبية أنواع الحيوانات والطيور والزواحف المهددة بالانقراض . وتتبعها منطقة الاحراش بشمال سيناء وتغطى هذه المحميه مجموعه كبيره من الأعشاب ، التى ينتشر بها نبات الكثبان الذى يعيش بمناطق الكسبان الرمليه هناك إلى جانب نباتات اخرى الأثل والكافور الذى يستخدم زيته كعلاج طبيعى لآلام العظام. ومن أشهر المحميات الرطبه محمية الزرانيق التى تقع داخل بحيرة البردويل، التى تقع بالقرب من العريش، وهى ملجأ ومنفذ رئيسى للطيورالمهاجره من أوروبا، وهناك معسكر يقام كل عام عن طريق هيئة الحياه البرية بمصر لعمل تعداد لهذه الطيور المهاجره. وتوجد بمنطقة المعادى أغرب المحميات الطبيعيه وهى محمية الغابات المتحجره وتزخربالسيقان وجذوع الأشجارالكثيفه المتحجره التى ترجع للعصر الأوليجوسينى ويتراوح سمكها 70 - 100متر يرجح جهاز شئون البيئه أن تكوين هذه الغابة المتحجرة راجعاً إلى العصور الجيولوجية السحيقة حيث حملت هذه الأشجار والجذوع عن طريق أحد أفرع نهر النيل القديم الذى القاها فى هذا المكان وتحجرت بعد ذلك . ومن المحميات التى تعد أهم مزار سياحى فى مصر محمية سانت كاترين فهى تعد تراثاً طبيعياً وثقافياً وعالمياً مهماً، ومأوى صحراوياً طبيعياً للعديد من الأحياء النباتية والحيوانية كالتيتل النوبى والغزال المصرى والوبر والنمر السينائى، كما يوجد 22 نوعاً من الزواحف مثل الثعبان والطريشة والضب والورل والحية وغيرها، ومن النباتات الحبك والقيصوم والزعتر والسكران وغيرها من النباتات الطبية والنباتات السامة. ومن أهم المحميات الأثريه والثقافيه فى مصر محمية الجلف الجديد التى تقع بمحافظة الوادى الكبير و تعتبر مزار سياحياً مهماً لاحتوائها على نقوش تعود إلى عصور ما قبل التاريخ إلى جانب آثار فرعونية. كما يوجد أيضاً وادى الحيتان بالفيوم داخل محمية وادى الريان ويرجع إلى حوالى 40 مليون عام، وهو متحف مفتوح يشمل مجموعه هائله من حفريات ترجع لهياكل حيتان متحجره بدائيه وأسنان سمك القرش وأصداف. وكل من هذه المحميات كما أشار الدكتور راجى فخرى يتبعها مركز وعى تثقيفى بيئى خاص بها يدخل به طلاب الجامعات، بالتنسيق مع الصندوق الدولى بإنشاء منافذ بريه وجويه لشرح أهمية الحياة البريه وكيفية تنفيذ الاتفاقايات الدوليه. ومن أخطر المشاكل التى تواجهها هذه المحميات حتى الآن، الصيد الجائر الذى يؤدى إلى انقراض الكثيرمن الحيوانات، ومن أكثر الحيوانات المصريه التى يمارس عليها هذا النوع من الصيد، حيوان الضب المصرى ويقول د.راجى إنه من الحيوانات التى تصطاد بمصر لدول الخليج الذين يأكلون لحمه كنوع من المنشطات يستخدم جلده للاحذيه والحقائب وكحيوان من حيوانات الزينه بأوروبا. وكذلك مشكلة الرعى الجائر الذى يمارس على النباتات و يؤدى إلى التصحر البيئى مما يؤدى إلى خلل بيئي، لأن هناك بعض الطيور والزواحف والحشرات تتغذى على هذه النباتات، فى إطار السلسله الغذائيه. كما تواجه مصر مشكلة الاتجار بالحيوانات والطيور والنباتات التى تحددها مصر بقانون 53 لوزارة الزراعه و قانون 9 لعام 2009 الخاص بوزارة البيئه الذى حدد قائمة الحيوانات الممنوع الاتجار بها وهى تتوافق مع اتفاقية «سايتس» الدوليه التى أعدت عام 1973 لتنظيم الاتجار بالأحياء الفطريه التى تواجه خطر الانقراض بسبب التجارة العالمية ، وتوقع عليها 175 دوله على رأسها مصر فهى عضو أساسى فى الأمانه الدائمه لتنفيذ اتفاقية «سايتس»، واحتلت هذا العام التصنيف الأول لتطبيق هذه الاتفاقيه وباقى الأتفاقيات الدوليه الخاصة بالحياه البرية. و للحد من هذه المشاكل قسمت اتفاقية «سايتس» انواع الحيوانات والنباتات البريه المهدده بالإنقراض إلى ثلاثة ملاحق، الملحق الأول ممنوع الاتجار فيه نهائياً ويدخل ضمن جهود التجارب التى تجرى فى المعامل الطبيه والعلميه. والملحق الثانى يصرح بالاتجار ببعض الحيوانات التى تكاثرت على ضوء العديد من الأبحاث التى تمت من أجلها، وتصبح غير مهدده بالانقراض ولا يصرح بالاتجار بها إلا بشهادات وتصاريح «سايتس». أما عن الملحق الثانى فيسمح فيه لدوله بعينها بالاتجار فى أنواع معينه من الحيوانات المتوافرة لديها متبوعه بتصريح من البلد المصدر. وأشار دكتور راجى إلى أن هذه الاتفاقيه ليست مختصه بالحياه البريه للحيوانات الحيه فقط بل هى تختص بالحيوانات الميته أيضاً المحنط منها أو حتى بعض أجزائها كالأظافر والأطراف وعاج الفيل ومشتقاتها.