اشتعل الوسط الفنى بأكملة لمؤازرة الفنان عادل إمام بعد أن أصدرت المحكمة قراراً بتأييد حبسه لمدة ثلاثة أشهر، على خلفية اتهامه بازدراء الدين الإسلامى والسخرية، من الرموز الإسلامية فى أعماله السينمائية والمسرحية ولقد اتفق كبار النجوم على الدفاع عن حرية التعبير والتصدى لمثل هذه الاتهامات والتى قد تتكرر اذا تم السكوت عنها.ولكن جاءت تصريحات الفنانة نجلاء فتحى مخيبة لآمال بعض نجوم الوسط الفنى والتى أشارت فيها إلى أن أفلام عادل إمام كانت «فسادًا» للشعب المصري، وأنه كان لسان النظام البائد، وأن موقفه وقت الثورة المصرية كان مخزيًّا. مما ادى إلى تعالى اصوات الفنانين لتوحيد وجهات النظر وعقد الندوات لدعم الفنان عادل إمام وحماية حرية الابداع . ولقد وصف الفنان عمرو محمود يس قضية عادل إمام بالعبث مؤكدا ان مصر من اكثر الدول المتدينة واتهام النجم عادل إمام بازدراء الدين الإسلامى وتكفيره كارثةٌ للفن ولحرية الفكر والإبداع ولمطالب الثورة التى من بينها الحرية لتكون اولى ثمار الثورة تقييد حرية الابداع والرجوع للخلف وكأنها ثورة لم تكن، واضاف أنه لابد من التصدى لهذا الأمر لأن الفن أصبح فى خطر على يد هؤلاء الأشخاص، وأكد ان عادل إمام فنان صاحب تاريخ وهو على القمة منذ سنوات وسيظل، كما ان افلامه اذا جاز التعميم كانت تهاجم الفساد فى البلد سواء كان فساداً حكومياً أو فساد اصحاب السلطة أو المتأسلمين الذين يستغلون الدين لتحقيق اهداف اخرى من خلال مظهر دينى كأفلام النوم فى العسل، وطيور الظلام، والارهابى بالاضافة إلى افلام اخرى عالجت قضايا مهمة مثل الارهاب أو الفتنة الطائفية كفيلم الارهابى وفيلم حسن ومرقص. وتقول الفنانة عزة بلبع إنه عندما قامت الثورة حلم الشعب بالرقى والحرية واللحاق بالعصر، ولكن للاسف الشعب المصرى يعود الآن إلى مائة عام إلى الخلف.. إلى ما بعد ثورة 1919، واضافت ان عادل إمام فنان له تاريخ ولا نستطيع ان ننسى له فيلم اللعب مع الكبار وحتى لا يطير الدخان أو الغول فكلها افلام كانت عن المواطن الغلبان وضد الفساد أو فيلم الارهابى الذى أدان فيه قتل الابرياء باسم الدين ولقد عانى الشعب بالفعل فى هذه الفترة من الارهاب وقتل الابرياء من التيارات التى تسمى نفسها دينية. ويقول كريم كوجاك إن الفنان عادل إمام فنان له تاريخ كبير وتعجب من محاكمته بأثر رجعى على افلام من التسعينيات وقال إنه من الاساس يرفض وجود قيود على حرية الفكر والابداع. واوضح ان افلامه ليس بها تطاول على المقدسات الاسلامية أو على لفظ الجلالة أو المبادئ والقيم الاسلامية الأصيلة. واشار إلى ان افلام عادل إمام ابتعدت عن هذا كل البعد ولم نجد فيها ازدراء للاديان ولا يعرف على اى اساس تم رفع الدعوى. واكد ان عادل إمام القى الضوء على فئة معينة متطرفة من الناس ولم يقم بتشويه صورة الاسلام فهو فى الاصل فنان مسلم. واكد الفنان سامح الصريطى وكيل نقابة المهن التمثيلية أنه لا تعليق على أحكام القضاء المصرى لأنه يثق فى القضاء وهذه ليست الدرجة النهائية فى الحكم واشار إلى ان الفن لا حدود له وحرية الرأى والابداع مكفولة للجميع، واوضح إنه ضد الارهاب الفكرى واللجوء للقضاء لتحجيم حرية الابداع. واشار إلى ان مواجهه الابداع تكون بالنقد وليس مكانها ساحات المحاكم واكد انها ليست القضية الاولى من نوعها ولن تكون الاخيرة ومن المتوقع تكرارها كما دافع الصريطى عن عادل إمام وقال إنه لم يشوه صورة الاسلام فى اى فيلم من افلامه بل عرض قضية الارهاب وانتقد الارهابى الذى يرتدى عباءة الدين والاسلام برىء من الارهاب. وحول مستقبل الفن وحرية الابداع الفتره القادمة قال الفنان محمد صبحى إنه فى حالة قلق حول مستقبل حرية التعبير والإبداع فى الفن، مؤكدا ان رفع الدعوى والحكم على القضية يشكل اعتداء على حرية الفكر كما أنه ليس من المنطقى الحكم بأثر رجعى على افلام تعدى عمرها السنوات العشر، وقال ان ما يحدث ما هو الا من اشخاص متطرفين وليس ممثلين للتيارات الاسلامية، وناشد صبحى القائمين على الاعمال الفنية مراعاة ضميرهم والالتزام بالقيم والاخلاق للنهوض بالمجتمع وليس بداعى الخوف من الرقابة أو النقد . واكد الفنان محمود ياسين ان عادل إمام فنان كبير وقيمة كبيرة قضى عمره كله فى سبيل الفن الهادف وله تاريخ طويل وجمهور عريض داخل وخارج مصر سيرفض بالتأكيد محاسبته من قبل القضاء واشار إلى ان الفترة القادمة تدعو للقلق على حرية الفكر والابداع مستغربا من محاسبة الفنان عادل إمام على أعمال مضى عليها عشرات السنين واوضح انه رافض لما يحدث وأكد على مساندتة لعادل امام. أما الفنان أحمد بدير فقال إنه لا يستطيع أحد التشكيك فى نزاهة القضاء أو الاعتراض على احكامه ولكن كيف يحاكم فنان على اعمال مضى عليها كل هذه السنوات ولماذا يحاسب الآن عليها بأثر رجعى؟ وكيف يتم عرض افلام بها ازدراء للاديان كما يدعون دون اعتراض من الرقابة أو النقاد أو الجمهور؟ واكد بدير ان جميع أفلام عادل إمام عرضت على أجهزة الرقابة الفنية فى حينها وحظيت بموافقتها، وبالتالى فمن العجيب أن يواجه هذا الحكم بعد تقديمها منذ سنوات .