مع أن الكل يعلم أن «إللى متغطى بأمريكا عريان» وأنها «ملهاش صاحب» كما يقول المثل الشعبى إلاّّّّّّّّّّّّّ أن بعض المرشحين المحتملين للرئاسة يحاولون الآن التمسح بماما أمريكا، والتقرب إليها سرا وعلانية، وعلى أمل الحصول على البركة أو الفوز بنظرة رضا من القطة البيضاء صاحبة الشعر الأصفر والعيون الزرقاء هيلارى كلينتون، وتقديم فروض الولاء والطاعة لأمريكا وإسرائيل للحصول على دعم الكونجرس والبنتاجون وال CIA. ولأن الصحافة معلومة فإن الفضل يرجع فى كتابة هذا التحقيق لفضيلة الشيخ الداعية بن الداعية حازم صلاح أبو إسماعيل والذى فتح شهية فريق تحقيقات أكتوبرللتنقيب عن علاقة بعض مرشحى الرئاسة بالولاياتالمتحدةالأمريكية، بعد تأكيد وكالة «أمريكا إن أربيك» فى موقعها على الأنترنت أن والدة الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل الراحلة د. نوال عبدالعزيز نور تحمل الجنسية الأمريكية، وأنها دخلت مصر قادمة من ألمانيا فى عام 2009بجواز سفر أمريكى رقم 500611589، بالإضافة إلى حصول شقيقته الصغرى حنان على الجنسية الأمريكية وجواز سفر أمريكى أيضا برقم 39429036. ولم تكن والدة الشيخ حازم أو شقيقته هما فقط اللتان تحملان جوازات سفر أمريكية بل أكد تقرير الوكالة أيضا أن شقيقه أحمد صلاح أبو إسماعيل يحمل الجنسية الأمريكية مع أبنائه السبعة، وإن كان هذا بالطبع لا يعوق الشيخ حازم عن الترشح للرئاسة. ومع أن الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل أكد فى إقرار ترشيحه أن أحدا من أفراد أسرته لا يحمل الجنسية الامريكية، وإن علاقة والدته بالأراضى الأمريكية كانت بغرض زيارة شقيقته الصغرى حنان المقيمة هناك مع زوجها د. محسن حمزة، وأولادها الأربعة وتأكيده أن جنسية أمه مصرية، أو كما قال: «فى حدود علمى».. رغم هذا النفى فإن الشيخ طارق يوسف إمام مسجد أولى الألباب بنيويورك قال على الشبكة العنكبوتية: إنه متأكد من حصول والدة الشيخ حازم على الجنسية الأمريكية لكونه كان وثيق الصلة بأسرة الشيخ حازم فردا فردا وأنه من تلاميذ والده الشيخ صلاح أبوإسماعيل. والغريب أن الشيخ طارق فجر مفاجأة من العيار الثقيل، وهى أن أسرة الشيخ حازم طلبت منه التراجع عن فكرة الترشيح إلا أنه لم يعر لها أى إهتمام. وفى تصريحات سمعها القاصى والدانى على قناة الحياة أكد د. محمد سليم العوا المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، أن والدة الشيخ حازم تحمل الجنسية الأمريكية، مما يعد عقبة حقيقية من دخول الشيخ حازم حلبة السباق نظرا لتعارض ذلك مع قانون الانتخابات المصرى الذى يشترط فى المرشح أن يكون من أبوين مصريين، وألاّيكون أحدهما أو كلاهما قد حصل على أى جنسية أجنبية. وإذا كان كل ما يربط الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل بأمريكا هو شقيقته وزوجها وأبناءها الذين يحملون الجنسية الامريكية بالإضافة إلى شقيقه أحمد الذى يحمل نفس الجنسية أيضا مع أبنائه السبعة.. وأن كل ما يربط الشيخ حازم نفسه بالسفارة هو سفره إلى أمريكا بجواز سفر مصرى مائة فى المائة، فإن الشيخ حازم يسعى حاليا من خلال تصريحاته الخروج من عباءة الولاياتالمتحدة، مطالبا الشباب فى جامعة القاهرة، وفى كل المؤتمرات والندوات بالسير على خطى إيران التى نجحت -من وجهة نظره- فى خلع تلك العباءة واعتمادها على نفسها فى الكساء والغذاء، متناسيا أن إيران استبدلت العباءة الأمريكية بالعباءة الروسية،وأنه لا توجد دولة فى العالم تعيش على مواردها، أو إمكاناتها الذاتية حتى لو كانت الولاياتالمتحدةالأمريكية. تكليفات الرئيس أما علاقة السيد عمرو موسى المرشح الأوفر حظا فى انتخابات الرئاسة بأمريكا فقد تخطت الممنوع والمسموح لكونه كان مندوب مصر الدائم لدى الأممالمتحدة فى مطلع التسعينيات، ثم وزيرا للخارجية المصرية فيما بعد، وبالتالى فإنه من خلال منصبه المهم فى تلك الفترة الخطيرة فقد قام بتكليف من الرئيس السابق مبارك بحمل رسائل سرية وعلنية إلى الرئيس الأب جورج بوش.. وذلك عندما قام صدام حسين فى 2أغسطس عام 1990 بغزو الكويت، وإصرار قوات التحالف على تأديب صدام، وفى تلك الأثناء التقى عمرو موسى بكل صانعى القرار فى أمريكا وعلى رأسهم أعضاء الكونجرس وصقور البنتاجون،وقيادات الCIA، حيث حمل عمرو موسى بتكليف من مبارك الملفات الشائكة على عاتقه خاصة فيما يتعلق بدور مصر فى حرب تحرير الكويت، وإسقاط الديون العسكرية. طبق من ذهب وللأمانة فقد اكتسب عمرو موسى شهرة واسعة عندما كان وزيرا للخارجية مما أثار حفيظة سوزان مبارك أو السيدة الأولى سابقا، حيث دفعت الرئيس السابق إلى الاستغناء عن خدمات موسى فى الخارجية فى مقابل دعمه ليتولى أمانة جامعة الدول العربية ليفقد موسى شعبيته التى كان يتغنى بها المطرب الشعبى شعبان عبد الرحيم. وفى مفاجأة من العيار الثقيل يؤكد الخبير الاستراتيجى اللواء حسام سويلم، أن عمرو موسى اجتمع مع سبعة من المرشحين المحتملين للرئاسة فى شقة وائل غنيم بالقاهرة، والذى يرتبط ارتباطا وثيقا بجاريد كوهين المشرف العام على شركة جوجل للبرمجيات فى دبى، وهى إحدى الشركات المملوكة للملياردير اليهودى جورج سورس الذى حمل على عاتقه الإطاحة بقادة الأنظمة العربية، وتفتيت الدول العربية إلى دويلات، وتنفيذ مخطط الشرق الاوسط الكبير الذى دعت إليه وزيرة الخارجية الأمريكية كوندليزا رايس. كما أن وائل غنيم الذى التقى به عمرو موسى،ومعه المرشحون السبعة لرئاسة مصر أحد أعضاء منظمة «j - c - g» المعروفة بمجموعة إدارة الأزمات الدولية المملوكة لعائلة روتشلد، وهى عائلة ماسونية صهيونية، تعمل لخدمة إسرائيل ولها علاقة وثيقة ومباشرة بالمخابرات العالمية وبالأخص الCIA والموساد، وتستعين فى تنفيذ مخططها بشخصيات يؤمنون بسياسة التوسع والاستيطان التى تنتهجها إسرائيل ومن أشهر أعضائها بالطبع ستانلى فيتشر محافظ البنك المركزى الإسرائيلى، وستيفن سولرز عضو الكونجرس السابق، وشلومو بن عامى وزير خارجية إسرائيل الأسبق وشيمون بريس رئيس إسرائيل الحالى، ومحمد البرادعى المرشح المنسحب من انتخابات الرئاسة. ويتابع اللواء حسام سويلم، كنت أربأ بالسيد عمرو موسى أن يبتعد عن تلك اللقاءات المشبوهة، والتى تسحب من رصيده لدى الرأى العام المصرى، الذى يرفض رفضا قاطعا أى مرشح له علاقة مباشرة أو غير مباشرة باللوبى اليهودى أو الكيان الصهيونى. أما المرشح الثالث الذى تربطه علاقة وثيقة بالولاياتالمتحدةالامريكية سواء سابقا أو حاليا فهو أيمن نور الذى ذاق مرارة الظلم من النظام السابق فى قضية التوكيلات المزورة.. حيث رفعت عنه الحصانة فى يوم واحد وفى جلسة طارئة لمجلس الشعب السابق، ودخل الرجل السجن راضيا مرضيا، واستسلم لقدره المحتوم داخل زنزانته فى مزرعة سجن طره أربع سنوات كاملة إلى أن قامت الثورة، وشموله بقرار العفو الرئاسى الذى أصدره المشير طنطاوى لتسقط عنه التهم السياسية والجنائية، وأصبح لنور الحق بعد طول غياب مباشرة حقوقه السياسية كاملة، حيث أعلن على الفور ترشحه للرئاسة على أمل المشاركة فى مولد سيدى الرئيس. ونظرا للعلاقة الوثيقة التى ربطت د.أيمن عبد العزيز نور بالإدارة الأمريكية فقد طلب الرئيس الأمريكى جورج بوش من الرئيس السابق مبارك مرارا وتكرارًا الإفراج عن أيمن نور تحت أى بند من البنود، إلا أن مبارك كان يرمى بالكرة فى ملعب القضاء، كما رفض مبارك كل طلبات الإدارة الأمريكية فى الخارجية والكونجرس،والبنتاجون والCIA. ولأن د. أيمن نور يدرك تماما أن مفاتيح لعبة السياسة والاقتصاد، والبعد والقرب، والمناورات والثورات والتأديب والتهذيب فى يد الولاياتالمتحدةالأمريكية، فقد قرر نور مغازلة الرئيس الأمريكى الحالى باراك أوباما عندما كان سيناتورا فى الكونجرس الأمريكى، حيث أرسل له قبل توليه سدة الحكم فى الولاياتالمتحدة خطابا يحمل معانى كثيرة، وعزف فيه على وتر الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وهى العصا التى كانت ومازالت تستخدمها امريكا للضغط على الأنظمة العربية الحاكمة قبل الثورة، وتحاول الآن فرضها على الإدارة الحاكمة فى مصر بعد الثورة لحاجة فى نفس يعقوب. ولأن د. أيمن نور ذاق مرارة الظلم فقد لعب المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية فى خطابه للرئيس أوباما على وتر الاضطهاد وانتهاكات حقوق الإنسان فقال بالنص فى الخطاب الذى وجهه لأوباما فى 2009: أنا أيمن نور إنسان فى مثل «سنك»، يحلم بالتغيير والإصلاح «مثلك»، أعمل فى مجال الصحافة والمحاماه، أسست المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، وهى أقدم وأول منظمة أهلية اهتمت برصد انتهاكات حقوق الإنسان فى مصر. ويتابع نور قائلاً لأوباما: دخلت الانتخابات الرئاسية فى 2005 تحت شعار «الأمل فى التغيير» وبعد إعلان النتيجة دخلت السجن فى يوم مولدى. ويضيف: سعادة السيناتور أوباما جريمتى الحقيقية ، وجريمة حزب الغد الليبرالى أننا أفسدنا معادلة قديمة ومستمرة يروج لها النظام والحزب الذى يحكم مصر منذ 1952 إلى الآن، وهى أنه -أى النظام- هو الخيار الوحيد فى مواجهة البديل الدينى المتمثل فى حركات الإسلام السياسى وفى مقدمتها الإخوان المسلمين. ويتابع د. أيمن نور فى خطابه إلى أوباما قائلا: لقد قدمنا فى انتخابات الرئاسة عام 2005 دليلا عمليا صادمًا يؤكد إمكانية نجاح حزب مدنى علمانى ليبرالى معارض فى أن يكون طرفا ثالثا بين الدولة الاستبدادية والحركة الإسلامية. ويؤكد قائلا: سعادة السيناتور أوباما.. أنا والجيل الذى أنتمى إليه فى مصر والمنطقة العربية، يرى فيك نموذجا موهوبا وموحيا لحلم الحرية والتغيير ويطمح أن يسمع منك الآن وغدا وفى المستقبل ما يفجر فى داخله أحلاما مشروعة بالحرية والعدالة والسلام.. إننى وأبناء جيلى لا نشاطرك المشاعر فقط، ولكن نشاطرك أيضا فيما ذهبت إليه فى حملتك الانتخابية فى شأن الانسحاب من العراق، وإقامة الدولة الفلسطينية، والحوار مع سوريا وإيران. وفى النهاية قال نور: سعادة السيناتور أوباما: نتوقع منك ان تقود العالم بأسره نحو التغيير والإصلاح.. ومن هنا فقد كان نتيجة خطاب د.أيمن نور للرئيس الأمريكى أوباما أن حدث التغيير، وظهرت معالم الشرق الأوسط الجديد الذى نادت به كونداليزا رايس فى عهد الرئيس الأمريكى السابق جورج دبليو بوش، ولكن ما وعد به باراك أوباما، وتمناه أيمن نور لم يحدث بعد، فلا أمريكا انسحبت من العراق، ولا قامت دولة فلسطين، ولا توقفت إسرائيل عن قتل الأطفال والنساء، ولا تحاورت أمريكا مع إيران وسوريا.. لسبب بسيط وهو أن أمريكا تبحث عن ديمقراطية تفصيل لتحقيق مصالحها فى المنطقة بعيدا عن مصالح الدول والشعوب. أما المرشح الرابع الذى يرتبط ارتباطا مباشرا بالمعهد الديمقراطى الأمريكى وشقيقه المعهد الجمهورى، واختهما الصغرى مؤسسة فريدوم هاوس فهو المحامى خالد على مدير المركز المصرى للحقوق الاقتصادية والاجتماعية الذى حمل على عاتقه حكاية الدفاع عن حقوق الإنسان بعد انضمامه لفريق العمل الذى ترأسه المحامى أحمد سيف الإسلام عبد الفتاح، والد الناشط السياسى علاء عبد الفتاح، والذى تم الإفراج عنه مؤخرا بعد مثوله أمام القضاء العسكرى بدعوى التحريض والمشاركة على حرق سيارات الشرطة واقتحام مبنى الإذاعة والتليفزيون فى أحداث ماسبيرو الأخيرة. ومن المعلوم أن مركز هشام مبارك لحقوق الإنسان الذى تم تأسيسه عام 1995 كان ومايزال ملتقى الأحبة لقيادات منظمات المجتمع المدنى ومنهم بالطبع المركز المصرى للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والذى أخذ من الحب جانبا فى قضية التمويل الأجنبى بعد اعتراف السفيرة الأمريكية مارجريت سكوبى السفيرة الأمريكية السابقة فى مصر بأنها وزعت على تلك المنظمات مايعادل 170 مليون دولار. وهى الاعترافات التى أثارت بلبلة فى الشارع المصرى، وسحبت من رصيد تلك المنظمات لدى الرأى العام. ولأن خالد على كان فى بداية حياته «محاميًا غير معروف» نظرًا لكونه ينتمى لأسرة فقيرة، كما قال هو عن نفسه فقد حمل على عاتقه الدفاع عن حقوق العمال والفقراء، والتواصل مع منظمات المجتمع المدنى المعنية بمثل هذه القضايا، والتى تجد هوى لدى صانع القرار الأمريكى، والتى على أساسها أيضا يتم تمويل تلك المنظمات العاملة فى مجالات حقوق الإنسان وحماية الأقليات وحقوق العمال فى العالم. وللتواصل مع قضايا العمال فقد شارك خالد على فى تأسيس اللجنة التنسيقية للحقوق والحريات النقابية والعمالية، وجبهة الدفاع عن متظاهرى مصر التى شكلت عام 2008 لدعم انتفاضة عمال المحلة، وإضراب حركة شباب 6 أبريل. والملاحظ أن خالد على المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية قد وجد ضالته وسط العمال ودعوته الدائمة للتظاهر والاعتصام، لحين الحصول على الحقوق، حيث دعا مؤخرًا العمال للتظاهر - كما أذاعت وسائل الإعلام بالصوت والصورة - فى ردها مجلس الدولة، كما دعا العمال والفلاحين للمشاركة فى كتابة الدستور فى الوقت الذى يطالب فيه المصريون بالاستعانة بفقهاء الدستور والقانون، حتى يخرج «كتاب الوطن» أو أبو القوانين سليما معافى من آلام الوضع والمخاض التى يمر بها الآن. وتعليقا على تواصل بعض المرشحين مع الإدارة الأمريكية يقول القانونى والخبير الدولى د. عبد الله الأشعل، لابد من إتاحة شراكة استراتيجية مع الإدارة الأمريكية تعتمد على المصالح المشتركة بعيدا عن سياسة التبعية والخنوع التى تميز بها أركان النظام السابق. لسبب بسيط وهو أن المصالح تتصالح، وإذا كانت لمصر مصالح مع أمريكا فإن لأمريكا مصالح مع مصر. وفى المقابل كما يقول د. الأشعل فإن أمريكا لن تمنح القيادة المصرية شيكا على بياض ولن تسمح لها بقيادة الدول العربية والوقوف فى وجه المنطقة ضد إسرئيل أو المصالح الأمريكية. وأن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان التى تتشدق بها ستكون بمثابة دخان فى الهواء إذا تعارضت مع المصالح الأمريكية والإسرائيلية. فأمريكا لن تسمح مثلا، وخاصة فى هذه الظروف بأن تقود مصر العالم العربى كما كان أيام عبد الناصر، وأن يتفوق الجيش المصرى العظيم- على الأقل فى السلاح على جيش إسرائيل، كما أنها لن تسمح بعودة النظام الاشتراكى وهيمنة الدولة على الاقتصاد، وبالتالى فلن تتخلى عن دعمها للنظام الرأسمالى فى مصر لتحقيق مصالحها الخاصة لأنها تعتبر مصر سوقا اقتصاديا كبيرا للمنتجات والبضائع الأمريكية والإسرائيلية. وأكد الأشعل أن أمريكا لن تسمح للرئيس القادم أن لا يتجاوز الخطوط الحمراء، لأنها ويمكنها بكل بساطة فرض قيود على تحركات هذا الرئيس أو ذاك وقيد يده حتى يثور عليه الشعب. السوق العربية المشتركة ولهذا يأمل د. الأشعل قيام السوق العربية المشتركة والوحدة الاقتصادية بين الدول العربية، وتوحيد العملة، وزيادة التبادل التجارى، وتحقيق الاكتفاء الذاتى من الموارد الغذائية، ومصادر الطاقة حتى لا تقع تلك الدول تحت طائلة العقوبات أو تحت سندان أمريكا ومطرقة الاتحاد الأوروبى. ويستبشر الأشعل خيرا فى الإخوان المسلمين وقدرتهم على تحقيق برنامج وطنى من شأنه معالجة الملفات الأمنية والاقتصادية، وقدرتهم على دفع عجلة الاقتصاد الذى توقف بعد الثورة، وسرعة محاسبة النظام السابق حتى تنهض مصر من كبوتها أو غفوتها التى طالت لأكثر من 30 عاما. المجتمع الدولى وفى ذات السياق يضيف كمال الهلباوى المتحدث الرسمى باسم إخوان أوروبا سابقا على أنه لا يمكن لأى رئيس دولة أن يتجاهل المجتمع الدولى، أو يعيش فى معزل عن القوى المهيمنة على العالم، وخاصة أمريكا. أما مصر فيجب أن تقتحم عالم الكبار، وأن تتعايش وبقوة مع تلك الدول نظرا لدورها التاريخى، وموقعها الاستراتيجى وانفتاحها على العالم سابقا ولاحقا. وعن مرشحى الرئاسة المحتملين يؤكد الهلباوى على أن البعض منهم يرى أن 99% من أوراق اللعبة فى يد الإدارة الأمريكية، وبالتالى يجب أن تقدم مصر فروض الطاعة والولاء لها دون جدال أو مناقشة، وهناك من يرى أنها شر أو خطر لابد الحذر منه والابتعاد عنه، وهناك فريق ثالث وهو الأصوب -من وجهة نظرى- من يرى أمريكا أنها دولة عظمى ويجب التعايش معها فى حدود المصالح المشتركة لأنه لا توجد دولة فى العالم تعيش بمعزل عن هذا العالم. ويضيف مصطفى ميزار عضو اللجنة العليا لحزب العدل أن معظم المرشحين لرئاسة الجمهورية لديهم علاقات قوية مع الإدارة الأمريكية وعلى سبيل المثال حازم أبوإسماعيل وملف الجنسية الأمريكية لوالدته فهل مثلا الإدارة الأمريكية غير قادرة على استخراج أوراق تثبت أو تنفى الجنسية الأمريكية لوالدة أبو إسماعيل. ويوضح مصطفى ميزار أن الإدارة الأمريكية هى القوة المهيمنة على العالم ولا نستطيع أن ننكر ذلك، فيمكنها خدمة مرشح بعينه وبصورة مختلفة وبطريقة غير مباشرة لأنها تعلم أنها غير مقبولة فى المجتمع المصرى نتيجة سياساتها المتميزة للكيان الصهيونى وأنها تستطيع أيضا تحريك الدوائر الإعلامية واللوبى الصهيونى لخدمة مرشح بعينه، أو تشويه صورة مرشح آخر، وهذا ما يحدث بطريقة مباشرة وغير مباشرة. الدرع الصاروخية ويضيف ميزار: يمكن أيضا للإدارة الأمريكية أن تضغط على دول الخليج بأوراق عديدة منها الدرع الصاروخية لحماية دول الخليج من الخطر الإيرانى مثلا، وذلك حتى تضمن ولاء دول الخليج لمرشح مصرى تختاره الإدارة الأمريكية، فالولاياتالمتحدةالأمريكية تتحكم الآن فى خيوط اللعبة السياسية فى مصر. ويقول مصطفى ميزار إن مصالح الوطن والمواطن يجب أن توضع فى الحسبان وليس من الصعب أن تكون هناك علاقة مصرية أمريكية يكون أساسها المصالح المتبادلة، ويجب على المسئولين فى مصر أن يضعوا مفاهيم جديدة للعلاقة مع إدارة أوباما قائمة علىعلاقة شراكة حقيقية، فمصر تمتلك ملفات يمكن أن تكون أوراق ضغط على الإدارة الأمريكية، فالعلاقات مع إيران ورقة ضغط وغيرها من الملفات، وكذلك الإدارة الأمريكية تمتلك ملفات هى الأخرى يمكن أن تشكل ورقة ضغط على مصر، ذلك من الطبيعى أن تكون هناك علاقة تبادلية يحقق كل طرف مصالحه دون الإضرار بمصالح الطرف الآخر، مشيرا إلى أن مصلحة المواطن المصرى يمكن أن تتحقق إذا كانت العلاقة مع الإدارة الأمريكية تسير فى هذا الاتجاه، ولكن يجب أولا أن يكون هناك مسئول يبحث عن المصلحة العامة وتكون هى الأولى من المصلحة الشخصية. منصب الرئيس ويضيف حسن ترك -رئيس حزب الاتحاد الديمقراطى- أن منصب رئيس الجمهورية فى مصر يجب أن يحترمه الجميع ويجب أن يكون له وضع يليق باسم مصر كدولة رائدة فى الشرق الأوسط، ويجب أن تكون العلاقة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية علاقة ندية وكفانا مصالح شخصية ومن يبحث عن مصالحه الشخصية يجب أن ينسحب فورا من سباق الرئاسة، لأنه لا يستطيع قيادة مصر فى المرحلة القادمة. ويشير ترك إلى أن مرشح الرئاسة حاليا إذا قام بالاستعانة بالإدارة الأمريكية حتى يفوز بمنصب الرئيس فى مصر فلن يستطيع وقتها أن يغلب المصالح العامة لمصر، لأن الإدارة حاليا بيد الشعب وليس بيد أمريكا ويقول ترك إن مصر تمتلك أدوات عديدة ولديها أوراق ضغط تمكنها من التعامل مع الإدارة الأمريكية بصورة مشرفة، مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدة لا يمكن أن تستغنى عن مصر خاصة أن مصر تمثل ثقلا فى منطقة الشرق الأوسط خاصة إذا اجتمعت الدول العربية على كلمة سواء وتفعيل السوق العربية المشتركة التى تأخرت أكثر من 50 عاما بسبب الحروب والصراعات وعدم إخلاص النوايا. علماء مصر ويضيف أن مصر تمتلك أكثر من 500 عالم على مستوى العالم وفى دول مختلفة ومنها الولاياتالمتحدةالأمريكية ولا يمكنها الاستغناء عنهم، وإذا أفسحنا المجال فى مصر لهذه العقول وبالجهد والعمل والتفكير السليم يمكن لمصر أن تتعامل مع الإدارة الأمريكية الند للند، والدليل أن الصين كانت منذ سنوات محدودة ولا وجود لها على الساحة الدولية، والآن هى أكبر اقتصاد فى العالم والإدارة الأمريكية تسعى إلى كسب ود الصين ولا يمكننا أن نستمر فى سياسة التابع للإدارة الأمريكية بعد ثورة 25 يناير، ونحتاج لرئيس يكون قادرًا على تحمل المسئولية، لأن مصر دولة كبيرة. ومن جانبه يضيف مجدى قرقر أمين عام حزب العمل، وعضو مجلس الشعب أن الإرادة المصرية الممثلة فى جميع طوائف الشعب لن تقبل بعد 25 يناير أن يسير الرئيس القادم فى ركاب الإدارة الأمريكية، أو أن يكون حليفاً للكيان الصهيونى داعياً الشعب المصرى إلى دفع عجلة الإنتاج، وإحياء روح العمل والتعاون، وتقديم مصلحة مصر العليا على المصالح الخاصة حتى تستقيم الأمور وتعود مصر كما كانت. سر خطير ومن جانبه يشير الخبير الاستراتيجى وجيه عفيفى مدير مركز الدراسات السياسية والاقتصادية والمرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية إلى أن مجموعة من الأسماء المطروحة فى قائمة مرشحى الرئاسة على علاقة وطيدة بالولاياتالمتحدةالأمريكية، وغيرها من الدول الأوروبية والخليجية. وكشف عفيفى عن سر خطير، وهو أنه تقدم ببلاغ إلى النائب العام يتهم فيه مجموعة من المرشحين الذين يتلقون دعما خارجياً لتنفيذ أجندات خاصة وأفكار غريبة على المجتمع المصرى، مما يهدد استقلال قرار الرئيس القادم لأنه ببساطة سيعمل لخدمة من يموله بعيدا عن المصالح العليا للوطن. أما عماد الدين عبد الغفور رئيس حزب النور السلفى فيؤكد أن نجاح أى مرشح رئاسى متعلق برضا وقبول الناخب المصرى، وصندوق الانتخابات، ومن هنا فإن العلاقة مع الإدارة الأمريكية أو الحصول على دعمها ليس مقياسا لنجاح المرشح. ويضيف عبد الغفور أن الرئيس القادم لمصر يجب أن يتعامل مع كافة دول العالم، شريطة أن تقوم هذه العلاقة على أساس الاحترام المتبادل سواء بالنسبة للولايات المتحدةالأمريكية أو كافة أعضاء المجتمع الدولى. ويوضح رئيس حزب النور أن مصر يمكنها التعامل مع كل دول العالم بصورة يرضى عنها المواطن المصرى، ويمكنها التخلى عن التبعية والهيمنة الأمريكية، مشيرا إلى أن دور مصر العربى والأفريقى والإسلامى والشرق أوسطى يمكنه تحقيق علاقة الاحترام المتبادل. ويعترف عماد عبد الغفور رئيس حزب النور من خلال تجربته لرئاسة حزب النور السبعة أشهر الماضية بأن مصر تحظى باحترام خاص فى كافة دول العالم الإسلامى والأفريقى ودول المشرق مثل الهند، بل وإن دور مصر يتخطى دور تركيا التى لايزال ملف انضمامها للاتحاد الأوروبى يمثل ورقة ضغط يمارسها الغرب ضدها وتظل مصر الدولة الرائدة والتى لا يمكن للإدارة الأمريكية بأى حال من الأحوال أن تتجاهلها لذلك يجب أن يتعامل الرئيس القادم مع كافة دول العالم ومن هذا المنطلق فأى مرشح رئاسى له كل الحرية فى اختيار أدوات الدعم لحملته الرئاسية ولكن فى النهاية الصندوق هو الفيصل كما قلت سابقا. بعيدا عن التبعية ويؤكد عبد الله حسن عضو الهيئة البرلمانية لحزب الحرية وعضو اللجنة التشريعية والدستورية بمجلس الشورى أن علاقة أى مرشح من مرشحى الرئاسة الحاليين بالإدارة الأمريكية فى العموم ليست فى صالحه، خاصة أن المواطن المصرى لديه نظرة للولايات المتحدةالأمريكية ليست إيجابية تلك النظرة كونها المواطن المصرى المثقف والبسيط على مدار عقود عديدة نتيجة سياسات الولاياتالمتحدةالأمريكية الخاطئة والمستفزة للمواطن المصرى والعربى بسبب تحيزها الكامل للكيان الصهيونى هذا بالإضافة إلى التجربة العملية التى وجدها المواطن المصرى أو الناخب فى العلاقة بين مصر والإدارة الأمريكية فترة حكم الرئيس السابق حسنى مبارك والتى لم يجن منها خيرا فكل التجارب مع الولاياتالمتحدةالأمريكية جعلت المواطن المصرى يرى الإدارة الأمريكية على أنها ليست صديقا إن لم تكن عدوا لذلك فإن المرشح الذى يُظهر ولاءه للولايات المتحدةالأمريكية بصورة واضحة ومعلنة سيتأثر سلباً فى سباق الرئاسة، مشيراً إلى أن الإدارة الأمريكية مهما قدمت من دعم لمرشحها بصورة مباشرة أو غيرها فلن يكون له نصيب فى الفوز إلا إذا جاء بإرادة مصرية خالصة. ويقول عبد الله: دعنا نترك الإدارة الأمريكية تضغط قدر استطاعتها وتلعب بأوراقها السياسية الإقليمية والدولية والداخلية لأن المواطن المصرى هو من سيختار رئيسه والمرشح القوى من يبتعد عن العباءة الأمريكية فهى لن تفيده بقدر ما تضره. تعليمات أمريكا ويضيف عبد الله حسن أن العلاقة بين مرشح الرئاسة أو الرئيس القادم مع كافة دول العالم وعلى وجه التحديد الإدارة الأمريكية يجب أن تكون متوازنة وعلى الرئيس القادم تحقيق المعادلة الصعبة بعيدا عن التبعية التى ذقنا مرارتها سنوات عديدة. ويوضح عبد الله حسن عضو الهيئة البرلمانية لحزب الحرية أن الضغوط والأزمات التى تعيشها مصر هذه الأيام ليست نتيجة أزمات اقتصادية أو حتى تحركات لعناصر من قوى النظام البائد، ولكنها نتيجة لضغوط تمارسها الولاياتالمتحدةالأمريكية وحلفاؤها بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وعلى سبيل المثال الأوامر أو التعليمات التى توجهها الولاياتالمتحدة لبعض دول الخليج بضرورة الضغط على مصر بطرق عديدة ومنها وقف تمويل احتياجات السوق المصرى سواء من البنزين أو السولار أو منتجات أخرى إلا بعد سداد أسعار الشحنات بالكامل وليس كما كان يحدث فترات الرضا الأمريكى قبل ثورة 25 يناير، مشيراً إلى أن مصر لو استطاعت تحمل الضغوط الاقتصادية لفترة قصيرة سوف تجبر العالم أجمع على احترامها وسوف تتعامل مع الجميع وفى المقدمة الولاياتالمتحدةالأمريكية بصورة متوازنة وخاصة أن الإدارة الأمريكية لا يمكنها تجاهل مصر، فمصر محور هام ورئيس فى منطقة الشرق الأوسط ويجب على الرئيس القادم الارتقاء بمكانة مصر الدولية لأن الأمة المصرية هى التى تفرض طريقة التعامل معها ولا يفرض عليها أية شروط أو إملاءات لأنها تمتلك مقومات الدول العظمى. غزل صريح وتأكيدًا للفكرة يرى نبيه الوحش المحامى أن عددا كبيرا من مرشحى الرئاسة يغازل الولاياتالمتحدةالأمريكية والكيان الصهيونى غزلا صريحًا وهناك تمويلات لدعم حملاتهم الانتخابية عن طريق يعض الدول العربية وبتعليمات من الإدارة الأمريكية وهذا يمثل خطورة على مصر الثورة، لكنى أرى أن شعب مصر لا يمكن أن يبدل نظام الرئيس المخلوع بنظام عميل آخر يعمل على محاصرة مصر وإخضاعها لأمريكا وإسرائيل والشعب يعى تماما أن هناك عددا كبيرا من المرشحين للرئاسة فى مصر على صلة وثيقة بقيادات أمريكا وإسرائيل. وأضاف أن هؤلاء يتسابقون للتقرب من أمريكا لكسب تأييدها بكل الطرق ظنا منها أن أمريكا صاحبة القرار فى اختيار رئيس مصر القادم وعلى اعتبار أن أمريكا تراقب بقوة الوضع فى مصر منذ فتح باب الترشح لمقعد رئيس الجمهورية. وأضاف الوحش أننى أشم رائحة صفقة بين الإخوان المسلمين وأمريكا بعد ترشح الشاطر وأن من قام بالوساطة فى هذه الصفقة «جون ماكين» صاحب المعهد الديمقراطى الجمهورى وظهر هذا عندما بعثت الولاياتالمتحدةالأمريكية برسالة حينما تدخلت فى قضية التمويل الأجنبى تقول فيها إنها قادرة على التدخل فى كل شئون مصر وقادرة على اختيار من تريد، مما جعل الكثير من المرشحين يهرولون على السفارة الأمريكية. وأضاف الوحش أننى سوف أعلن ترشحى لرئاسة مصر فى مؤتمر عام خلال الأيام القادمة لأننى لم أر مرشحًا يستطيع أن يقود مصر فى المرحلة القادمة بعيدا عن تدخلات الولاياتالمتحدةالأمريكية والكيان الصهيونى وأننى سوف أتقدم ببرنامج بعيدا عن مغازلة أمريكا.