كتب : هادى البدراوى ... دخلت الهند وأذربيجان على خط الاتهامات المتبادلة بين اسرائيل وايران، إذ بعد وقت قصير من اتهام ايران لجارتها اذربيجان بالتعاون مع جهاز الاستخبارات الإسرائيلى (الموساد) وتسهيل اغتيال علماء نوويين ايرانيين خلال السنوات الماضية، اتهمت مصادر أمنية إسرائيلية الهند بإخفاء الأدلة التى تؤكد وقوف إيران وراء الاعتداء الذى استهدف السفارة الإسرائيلية فى نيودلهى خشية المساس بالعلاقات القائمة بين البلدين. ونقل راديو «صوت إسرائيل» عن هذه المصادر الأمنية قولها إن الهند تفضل فرض التعتيم على سير التحقيق لتفادى حدوث أية مواجهة علنية مع ايران. وأشارت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية إلى أن طبيعة التقارير التى نشرتها الصحافة الهندية تغيرت بعد أيام قليلة من التفجيرات، ففى البداية تم نشر تقارير تتحدث عن سير التحقيقات التى تقوم بها أجهزة الأمن الهندية ولكن بعد ذلك توقف نشر التقارير حول الموضوع بشكل كامل، إضافة إلى أن وزيرى الداخلية والخارجية الهنديين امتنعا عن توجيه أصابع الاتهام إلى أية جهة وتحميلها مسئولية التفجيرات. يأتى هذا فى الوقت الذى تتهم فيه إيران جارتها أذربيجان بالتحالف مع إسرائيل ضدها، حيث نقلت مؤخرا وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن وزارة الخارجية الإيرانية قولها إن بعض الإرهابيين الذين لهم علاقة باغتيال علماء نوويين إيرانيين توجهوا إلى اذربيجان حيث تم تسهيل سفرهم إلى تل أبيب. الاتهام الايرانى لأذربيجان دعّمه ما كشفته صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن أن أذربيجان تحتفظ على أراضيها بقاعدة متقدمة لجهاز الموساد لا تبعد سوى مسافة عدة ساعات من إيران ويعمل فيها العشرات من عملاء الموساد فى جو من الهدوء والطمأنينة وذلك باستخدام وسائل متطورة من أجهزة التنصت. وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل أنشأت فى أذربيجان خطا لإنتاج الطائرات بدون طيار لتصبح أذربيجان بديلا لتركيا فى صادرات إسرائيل العسكرية. ونقلت يديعوت أحرونوت عن صحيفة «تايمز» البريطانية مقابلة أجرتها الصحيفة مع شخص عرّف نفسه بأنه عميل لجهاز الموساد الإسرائيلى فى دولة أذربيجان ويعرف باسم (شمعون) والذى قال إن التواجد الاستخباراتى الاسرائيلى فى أذربيجان مهم جدا وله نتائج واضحة وملموسة وإن إسرائيل زادت من وجودها هناك منذ العام الماضى ليساعد ذلك إسرائيل فى التجسس على إيران. وفى السياق ذاته نقلت الصحيفه حوارا مع أرستو أورويلو، المسئول السابق فى وزارة الدفاع الأذربيجانية الذى أوضح أن عملاء الموساد أقل بكثير من عناصر الاستخبارات الإيرانية الموجودة فى بلاده، ولكنهم يعملون بشكل أكثر كفاءة ودهاء. وأضاف أوريلو أن الجيش فى أذربيجان يعمل فى تزامن كامل مع أنظمة الدفاع الإسرائيلية والأمريكية، وأكد بأنه فى حال وقوع هجوم جوى ضد إيران أو أن أطلقت إيران صواريخ من أراضيها فإن نظام الإنذار فى مدينة (جيبالا) سيكون الأول الذى سيكتشف هذا الإطلاق ووقتها ستعلم إسرائيل وأصدقاؤها فى الغرب. كما رصد تقرير صدر عن موقع الأخبار الإسرائيلى «واللا» أن التحالف بين إسرائيل واذربيجان بدأ عام 1993 عندما تولى «إلهام علييف» رئاسة الدولة الأذرية، حيث بدأ فى التعاون الاقتصادى والعسكرى مع إسرائيل وشجعه على ذلك علاقات التعاون التى كانت قائمة بين تركيا وإسرائيل فى ذلك الوقت، ولكن بعد أن ساءت العلاقات التركية - الإسرائيلية كانت أذربيجان قطعت أشواطا بعيدة فى التعاون السياسى والاقتصادى والعسكرى ولم تجد أية مصلحة فى التراجع عن هذا التعاون. وأضاف التقرير أن وجود طائفة يهودية فى العاصمة الأذرية باكو ساهم بشكل كبير فى تعزيز العلاقات والوجود الإسرائيلى هناك وبالتالى التعزيز الأمنى والاستخباراتى بين البلدين.