هموم الشباب ومشاكلهم لا حصر لها فى ظل متغيرات الواقع المصرى بعد ثورة 25 يناير.. البطالة وندرة فرص العمل من أصعب المعوقات التى تواجه الشباب فى ظل حالة الركود الاقتصادى والتجارى والسياحى والتى أدت إلى زيادة حالات الانحراف الأخلاقى الذى صحبه الإدمان والبلطجة والفوضى والعديد من السلبيات التى تحتاج لجهود مسئولى الدولة للتصدى لها للحفاظ على أبناء هذا الوطن.. فكيف يواجه رئيس المجلس القومى للشباب هذه المشاكل وماهى البرامج والخطط الطموحة التى تحتويها حقيبته للتصدى لهذه المخاطر؟! المهندس خالد عبد العزيز فى حوار خاص لأكتوبر: * ما هى أصعب المعوقات التى تواجه الشباب وفق المتغيرات الجديدة للمجتمع المصرى؟ ** بدون شك هموم الشباب ومشاكلهم تغيرت فى الواقع المصرى بعد الثورة.. الأمر الذى يتطلب معه التحرك نحو الشباب وحل مشاكلهم وليس انتظارهم حتى لاتزداد حالات الاحتقان واليأس بما يؤثرون سلبيا على المجتمع.. ولذلك فإن المجلس يسعى جاهدا إلى تغيير برامجه وآلياته لكى تتواكب مع متطلبات المرحلة الحالية ووجدنا أن الدور الحقيقى للمجلس يتلخص فى التصدى لثلاث مشاكل أصبحت مزمنة وعلاجها يحتاج لفترة ولكن علينا البدء من خلال خطط مستقبلية طموح بالتصدى لمشكلة البطالة ومحاولة القضاء على شبح الإدمان بجانب الاهتمام بالجانب الرياضى والثق?فى والإنتاجى. * وما هو دور المجلس فى توفير فرص العمل؟ ** هناك عدة برامج مستقبلية منها التنسيق مع القطاع الخاص لمعرفة متطلبات فرص العمل وهناك العديد من الشركات الاستثمارية وافقت على التعاون فى هذا المجال فى كل محافظات الجمهورية بخلق فرص عمل جادة مع متابعة المجلس فى تنفيذ هذا التعاون واستلام الشباب لوظائفهم التى غالبا ما تكون فى القطاعات الجاذبة للاستثمارات الوطنية والأجنبية بما يتيح فرصة العائد الاقتصادى للدولة.كما تم تنفيذ ملتقيات التوظيف للشباب بجميع المحافظات بدءاً بالقليوبية حيث شاركت 9 شركات مصرية كبيرة والتى وفرت أكثر من 3886 فرصة عمل حقيقية فى مجالات مختل?ة. وكان الملتقى الثانى بالإسكندرية بمشاركة عدد كبير من العاملين فى مجال السياحة والأمن والشركات الصناعية والتجارية. * فكرة توظيف الشباب فى شركات الأمن الخاص لم تلق الترحاب من البعض.. تعليقك؟! ** الجميع يعلم أن المنشآت الحيوية والبنوك والفنادق والشركات وأيضا المنشآت السكنية فى أمس الحاجة إلى حراسة وامن فى ظل الظروف الراهنة وهناك اكثر من 16 شركة أمن خاص وافقت على التعاون مع المجلس لتوفير فرص عمل جادة وإذا كان البعض يجد أنها تخدم فئة معينة فهذا أمر مغاير للواقع لأن هذه الشركات تحتاج لجميع التخصصات وتقوم بتدريبهم ومنحهم رواتب شهرية متميزة. * وماذا عن مبادرة (شغلنى شكرا)؟ ** تم تنفيذ هذه المبادرة بأرض المعارض بمشاركة العديد من الشركات والمؤسسات الاقتصادية لتوفير فرص عمل مختلفة. ولكن المجلس حرص أيضا على استكمال ملتقيات التوظيف بمحافظة المنوفية وأسيوط لتوفير فرص عمل تتراوح مابين 40 إلى 50 ألف فرصة عمل سنويا. * هل ينتهى دور المجلس عند حد توفير فرص العمل داخليا فقط؟ ** هناك تنسيق كامل مع العديد من الشركات التى تعمل فى مجال المقاولات على سبيل المثال التى تحتاج للعمالة المصرية بالخارج خاصة فى الدول التى تسعى إلى إعادة إعمارها مثل ليبيا والعراق.. وهناك أيضا فرص عديدة لتدريب المهنيين بالدول الأوروبية لتطوير أدائهم وإتاحة فرص عمل لهم بصورة أفضل. * هل الاقتراحات التى تقدم بها الدبلوماسيون المصريون العاملون فى أفريقيا تناسب الواقع الحالى للشباب؟ ** المجلس يفتح باب الحوار والمناقشة فى جميع الاتجاهات والتخصصات وأفريقيا هدف استراتيجى مهم نحاول دائما توطيد اواصر العلاقات الثقافية والسياسية معها وبالطبع الشباب من خلال تبادل الخبرات والمعسكرات والندوات الثقافية والفنية والرياضية. * هل يمكن أن يثمر هذا التعاون عن صورة مشروع إنتاجى ضخم يسهم فى توفير فرص عمل مع تكوين روابط اقتصادية مع هذه الدول؟ ** هذا الجانب يتطلب تعاون العديد من الجهات المعنية سواء بالصناعة أو الاقتصاد وبالطبع الاستثمار والمجلس لن يبخل عن المشاركة فى مثل هذه المشروعات ولكن يجب أولا أن يتغير الفكر الاستثمارى لتحقيق مثل هذا الطموح! * ملايين من الجنيهات انفقت على تطوير مراكز الشباب ولكن بدون نتيجة.. وفى تجربة واحدة لإحدى شركات إنتاج الملابس الرياضية نجحت فى تطوير مركز شباب عين شمس بدون أعباء مالية على المجلس أو الدولة.. فلماذا لا تتكرر هذه التجربة؟ ** أمامنا دراسة جادة من الشركة التى قامت بتطوير مركز شباب عين شمس لتنفيذ مشروع طموح بتطوير عدد كبير من المراكز فى العديد من المحافظات تشمل ملاعب نجيل صناعى للكرة الخماسية وتجهيز صالات الجمانزيوم بأحدث الأجهزة وتطوير وتحديث الصالات المغطاة، ولكن المجلس يدرس أولا كيفية تنفيذ هذا المشروع بعد الحصول على الموافقات اللازمة حتى لا يتهم المجلس بتنفيذ مشروع بالأمر المباشر أو عدم عمل مناقصة.. إلخ!! * المجلس دعا جميع مرشحى الرئاسة للتحاور مع الشباب فى ندوات مفتوحة.. ألا تخشى حدوث صدام من بعض التيارات التى تشارك فى هذه الندوات؟ ** حرصنا على تنفيذ لقاءات حوارية تجمع الشباب والفتيات من جميع الاعمار والتيارات والانتماءات الاجتماعية والثقافية والتعليمية ليتحاورا مع كبار الكتاب والمفكرين والمبدعين مثل فاروق جويدة وعصام سلطان وعمرو الشوبكى وضياء رشوان ود. مصطفى الفقى ود. على جمعة والفنان محمد صبحى.. كما حرصنا على ضرورة مشاركات الشباب فى حوارات مفتوحة وبدون قيود مع مرشحو الرئاسة خلال شهرى فبراير ومارس للتعرف على برامجهم الانتخابية وطموحاتهم وأهدافهم المستقبلية وكيفية مواجهة المشاكل المختلفة التى تمر بها مصر سواء على المستوى الاقتصادى او ا?اجتماعى وتم التنسيق لتأكيد حضور كل من الفريق أحمد شفيق ود. أيمن نور ود. حازم ابو إسماعيل وحمدين صباحى ود. محمد سليم العوا والمستشار مرتضى منصور والمستشار هشام البسطويسى والفريق مجدى حتاته ود. عبد الله الأشعل ود.عبد المنعم أبو الفتوح وعمرو موسى. * صرحتم منذ توليكم المهمة بأن شباب الثورة سوف يشارك فى الهيكلة الإدارية للمجلس؟ ** هناك اهتمام بالطبع بدور الشباب بل إن هناك مبادرة بعنوان (مصر.. سمعاكم) بالتعاون مع المجلس القومى لمصابى الثورة تهدف إلى تنفيذ عدة معسكرات بالمدن الشبابية يشارك فيها مصابو الثورة من خلال ورش عمل وبرامج ترفيهية وتثقيفية، وبالتأكيد هناك اهتمام للاستعانة ببعضهم داخل التشكيل الجديد للمجلس. * كيف تواجه شبح الإدمان بعد تفشى الظاهرة بصورة مخيفة؟ ** يسعى المجلس بالتعاون مع المؤسسات والهيئات الحكومية للبحث عن سبل التصدى لهذه الظاهرة المرعبة حيث انطلق المجلس نحو صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى بتوقيع بروتوكول لتحمل مسئولية المكافحة وتفعيل أوجه التكامل فى هذا الشأن من خلال تدريب العاملين فى مراكز الشباب على سبيل الوقاية والمكافحة وإعداد مسابقات تثقيفية وفنية للتوعية بشكل غير تقليدى، كما تم إصدار قرار بحظر التدخين فى جميع الهيئات الشبابية ومراكز التعليم المدنى والمنتديات الشبابية والاتحادات والجمعيات مع المراقبة المستمرة وفرض عقوبات على من يخالف هذا ?لقرار. * هل هناك أى تغير فى الهيكلة الإدارية الداخلية للمجلس؟ ** ليس هناك أى تغير، ولكن هناك اهتمام بالموظفين الذين يعملون بمكافآت وعددهم 13450 موظفا ليس لهم تأمينات أو كادر وظيفى ولذلك نحاول نقل هؤلاء العاملين إلى باب أول أجور طبقا لموازنة الدولة بحل مشاكلهم. * مصر تستضيف مهرجان السينما الأفريقى بالأقصر هل هناك دور للمجلس القومى للشباب فى هذا المجال؟ ** هناك تنسيق مع اللجنة المنظمة للمهرجان لاستضافة العاملين والفنيين سواء من مصر أو الدول المشاركة للإقامة فى بيوت الشباب النموذجية بالاقصر وعرض بعض الأفلام بقاعة العرض بجانب استضافة ضيوف المهرجان ولجان التحكيم وبعض الفنانين مثل خالد يوسف ومنى زكى وأحمد حلمى للمشاركة فى ندوات مع الشباب المتواجد ضمن برنامج قطار الشباب.. وتنفيذ بعض الأنشطة الثقافية الفنية وبرامج سياحية يشرف عليها المجلس. * ما هى خطة المجلس لتطوير مركز شباب الجزيرة وباقى مراكز الشباب؟ ** بداية تم تفويض مديريات الشباب فى اختصاصات الجهة الإدارية المركزية لكى يتسنى اتخاذ الإجراءات اللازمة فى أسرع وقت بما يتيح الفرصة لتطوير المراكز واتخاذ القرارات العاجلة بالمحافظات المختلفة أما ما يخص مركز شباب الجزيرة فهناك خطة استثمارية خاصة لتطويره والحصول على عائد سنوى ينفق على الأنشطة الشبابية. * أخيرا ماهى طموحات المهندس خالد عبد العزيز المسئول الأول عن الشباب؟ ** نشر الوعى الثقافى والرياضى والفنى والقضاء على الانحراف بجميع أشكاله وصفاته وهناك اقتراح بتخصيص جائزة مالية لن تقل عن 100 ألف جنيه للمبدعين فى المجال الأدبى والقصصى والقرآن بجانب تنظيم بطولات رياضية فى صورة دوريات خاصة بكل محافظة على حدة فى محاولة لإعادة الاتزان وتحجيم الفوضى الشبابية والرقى بأذهان أبنائنا «أمل المستقبل».