كانت مدرسة المشايخ المدرسة التقليدية لأداء القصائد والموشحات وارتجالات المواويل الدينية الخاصة بالمدايح النبوية التى أقبل عليها عدد من قراء القرآن الكريم ممن اكتسبوا من قراءتهم للقرآن الكريم مزايا كبيرة فى مجال تشبيع الألحان وتعديل الأوزان وتفخيم الألفاظ وإقامة الإعراب إلى آخر الشروط التى يجب أن تتوافر فى الصييت كما وصفه ابن مسجع وهذه الصفات كفيلة بأن تجعل الناس أكثر استجابة لهم وأكثر ترديدا لقصائدتهم وموشحاتهم وابتهالتهم ومدائحهم ومنهم. المشايخ الفشنى، محمد عمران، مرسى الحريرى، درويش الحريرى، على محمود، محمد الشنتورى، نصر الدين طوبار، سيد النقشبندى، إبراهيم الفران، إبراهيم الإسكندرانى، محمد الطوخى، محمد الفيومى، محمد عبد الهادى، ممدوح عبد الجليل، محمد الهلباوى، سعيد حافظ، يس التهامى. وكان كثير منهم من قراء القرآن الكريم فلما استملح الناس أصواتهم فى القراءة أخذوا ينشدون القصائد والموشحات وقد صقل القرآن الكريم مواهب كثيرة ومهد لهم الطريق للنجومية والشهرة فكانوا يحيون الموالد فى المناسبات الدينية بالإنشاد وتلاوة القرآن والابتهال وكثير من المطربين بدأوا حياتهم العملية بالإنشاد والابتهالات ومدح الرسول صلى الله عليه وسلم منهم: ? الشيخ محمد عبد الرحيم المسلوب صاحب الدور الشهير «العفو يا سيد الملاح» ودور «فى مجلس الأنس الهنى». ولد عام 1793 فى مدينة قنا وتوفى 1928. ? الشيخ سلامة حجازى عمل مؤذنا بمسجد الأباصيرى وكان يتلو القرآن فى البيوت(الراتب) وأصبح نجما للمسرح الغنائى فى مصر وتوفى 1917(135 عاما). ? محمد عثمان إبن الشيخ عثمان حسن المدرس بجامع السلطان أبو العلا، حفظ القرآن وهو صغير وكان يقلد المنشدين فى الأذكار ثم أصبح ملحنا صاحب لون خاص وتوفى 1900. ? الشيخ أبو العلا محمد حفظ القرآن وجوّده وهو صغير ثم أصبح من عمداء الغناء العربى خاصة فى مجال القصائد الغنائية وتوفى 1927. ? الشيخ سيد درويش التحق بكتاّب حسن حلاوة بكوم الدكة بالإسكندرية وحفظ بعض أجزاء القرآن الكريم، ولما عمل بالغناء حوله إلى سلاح فى وجه الحاكم الظالم والاحتلال الإنجليزى، وكان واحدا من رواد التنوير فى مصر بأغنياته الاجتماعية ومسرحه المتكامل. ? محمد القصبجى حفظ القرآن ولم يبلغ سن التاسعة والتحق بالأزهر الشريف فى سن السادسة عشرة حيث درس التوحيد وعلوم الدين وتخرج فى مدرسة عبد العزيز الأولية للمعلمين وعمل موظفا فى نفس الوقت ملحنا فكان يرتدى الزى الأزهرى فى الصباح والبدلة والطربوش فى الليل. ? الشيخ زكريا أحمد كان والده ملاحظا فى الجامع الأزهر ميالا لقراءة القرآن فألحقه بأحد المكاتب الأزهر وكان لقارئ شهير هو الشيخ عبد المطلب، بدأ حياته الفنية منشدا فى بطانة شيوخ القراء والمنشدين أمثال الشيخ موسى والشيخ حموده الكبير والشيخ على محمود. كما كان يحيى الليالى الدينية بمفرده وهو فى الخامسة عشرة من عمره ثم اتجه إلى مجالس الشيخ درويش الحريرى فحفظ منه الموشحات والابتهالات الدينية. ثم بدأ فى تلحين هذا اللون مثل «برضاك ياخالقى» لأم كلثوم و«حىَّ أرض الحجاز» للشيخ على محمود. ? أم كلثوم دخلت كتاب الشيخ عبد العزيز حسن بالقرية لتحفظ القرآن. وبدأت بقراءته وغناء القصائد والموشحات الدينية فى أفراح البلده والقرى المجاوره، قرأت القرآن فى فيلمها «سلاّمه» وعرض لأول مرة فى أبريل 1945. أصبحت أعظم من تغنى بالعربية من مطربات العرب منذ العصر الجاهلى إلى القرن العشرين وهو عصر أم كلثوم. عوملت فى فرنسا معاملة رؤساء الدول وفى كل البلاد التى زارتها أيضا. ? محمد عبد الوهاب كان والده إمام جامع سيدى الشعرانى بحى باب الشعرية بالقاهرة وتلقى العلم فى كتاب الحى، وحفظ بعض أجزاء القرآن الكريم واستهوته التسابيح والأذكار التى كانت تعقدها الطرق الصوفية وازداد شغفه بمشايخ الغناء سلامة حجازى وعلى محمود وصالح عبد الحى. ? محمد فوزى كان والده المزارع يغنى التواشيح والأغانى الصوفية فى مولد السيد البدوى بطنطا وأحب هذا الغناء وأصبح مغنيا فى الموالد والأفراح هناك قبل أن يصبح نجما. ? رياض السنباطى قصائده الغنائية لها طابع روحانى ودينى، التزم فيها بقالب التجويد القرآنى. فالبداية من مقام غالبا هو «الراست» أو «البياتى»أو «راحة الأرواح» ويتصاعد النغم من مقامات قريبة إلى أن يعود فى النهاية إلى حيث بدأ. ? سيد مكاوى بدأ حياته قارئا «راتب» للقرآن فى البيوت ثم اعتمدته الإذاعة مطربا لأعمال التراث.