فى إطار حالة الاحتقان التى تعيشها تل أبيب بسبب النكسة الدبلوماسية التى أعلنتها منظمة الأممالمتحدة للثقافة والعلوم «اليونسكو» أوائل الشهر الجارى بقبولها عضوية فلسطين، نشرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية رسما كاريكاتيريا يظهر فيه رئيس الوزراء الإسرائيلى «بنيامين نتنياهو» وهو يعطى أوامره لمجموعة من الطيارين العسكريين بقصف مكاتب اليونسكو فى الأراضى الفلسطينية وهم فى طريق عودتهم من عملية قصف منشآت نووية إيرانية، وهو ما وصفه مسئول قسم الشرق الأوسط فى منظمة اليونسكو «أريك بيليت» بالتحريض ضد المنظمة حيث استدعى السفير الإسرائيلى لدى المنظمة لتقديم احتجاج شديد اللهجة على الكاريكاتير معتبرا أن مثل هذه الرسومات من شأنها أن تهدد حياة موظفى المنظمة الدبلوماسيون وغير المسلحين والواجب حمايتهم، ورد السفير الإسرائيلى على هذا الاحتجاج بأن إسرائيل تتمتع بحرية الصحافة ولا يمكن للحكومة أن تسيطر على مضامين الرسومات الكاريكاتيرية، مضيفا: فلتسألوا أنفسكم ما هو الأمر الذى فعلتموه وأدى بصحيفة معتدلة وذات مسئولية دولية كبيرة أن تنشر رسما كاريكاتيريا كهذا، يمكن أن تكون المشكلة لديكم، فى حين ردت وزارة الخارجية الإسرائيلية بأن احتجاج اليونسكو ناتج عن سوء تفاهم إذ لم يستهدف الرسم المذكور المنظمة الدولية، بل رئيس الوزراء، وتعتبر هذه الواقعة جزءاً من أساليب الرد الإسرائيلى على حصول الفلسطينيين على العضوية الكاملة باليونسكو وهى الخطوة التى عارضتها الولاياتالمتحدة وإسرائيل باعتبارها جزءاً من جهود الفلسطينيين للحصول على اعتراف الأممالمتحدة بدولتهم. وما أن أُعلن قرار انضمام فلسطين إلى صفوف اليونسكو حتى أعلنت الخارجية الأمريكية رفضها القرار والتوقف عن دفع مساهمتها المالية بحرمان ميزانية المنظمة الدولية البالغة 600 مليون دولار من المساعدات المالية والتى تقدر ب 65 مليون دولار سنويا، حيث حرم القرار الأمريكى المنظمة من 22% من تمويل الولاياتالمتحدة لها بحجة أن القانون الأمريكى يمنع تمويل منظمات الأممالمتحدة التى تسمح بعضوية كاملة لمجموعات غير معترف بها عالمياً، مما اضطر منظمة اليونسكو على لسان المدير العام «ايرينابوكوفا» إعلان إيقاف مشاريعها وبرامجها بالكامل حتى نهاية العام الحالى بسبب العجز الذى تعانى منه والبالغ 65 مليون دولار فى ميزانية 2011 والذى سيصل لأكثر من 140 مليون بحلول 2012 بعد أن أوقفت الولايات الولايات المتحدة تمويلها للمنظمة، كما أثار القرار انتقادات حادة من قبل إسرائيل التى أعلنت أنها ترفض قرار قبول عضوية فلسطين وأنها ستعيد النظر فى تعاونها الحالى مع المنظمة الدولية ووقف تمويلها لليونسكو، وعلى الأرض فقد أطلقت العنان لمشاريع الاستيطان فى القدس والضفة وتجميد أموال الضرائب الفلسطينية.