من القاهرة نقلت تهنئة مصرية صادرة من القلب إلى الإخوة أبناء الشعب العمانى الشقيق حيث تحتفل سلطنة عمان فى الثامن عشر من نوفمبر كل سنة بالعيد الوطنى. وهذا العام يحل العيد الوطنى الحادى والاربعون الذى يتوج أهم مراحل التاريخ العمانى الحديث. فى هذا الاطار شاركت خلال زيارتى- والتى اختتمتها منذ أيام معدودة- الأشقاء فى السلطنة استعدادهم لاستقبال هذه المناسبة. وهناك لقيت كما اعتدت دائما مشاعر صادقة من المحبة والإخوة ترحيبا بكل مصرى أو قادم من مصر امتدادا للعلاقات الوثيقة التى تجمع بين شعبى البلدين منذ فجر التاريخ. وقبل ايام من حلول العيد الوطنى، شمل السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان برعايته افتتاح الفترة الخامسة لمجلس عُمان ، فى حصن الشموخ فى ولاية منح بمحافظة الداخلية ، وذلك فى بداية مرحلة تشهد فيها السلطنة مواصلة ترسيخ نهج الشورى والمشاركة والشراكة الوثيقة بين الحكومة والمجلس . وقد ألقى السلطان قابوس كلمة حدد فيها المبادئ الأساسية للسياسة الخارجية العمانية على الساحات الإقليمية والدولية، وكذلك المحاور الرئيسية على صعيد العمل الوطنى. استكمال بنيان الدولة العصرية لقد تضمنت الكلمة مجموعة من الحقائق والمنطلقات الأساسية جاء فى صدارتها: - سيتواصل العمل من اجل استكمال بنيان الدولة العصرية القائمة على أسس متينة تضمن لها استمرار تنمية الموارد الطبيعية والبشرية ونشر العلم والثقافة والمعرفة وتوفير الأمن والاستقرار وتوطيد قواعد العمل المؤسسى مما يؤدى الى مزيد من النماء والرخاء والعيش الكريم لكل المواطنين. - تجربة الشورى العمانية تم إقامة بنيانها وفقا لنهج متدرج على قواعد ثابتة ودعائم راسخة تضمن لها التطور الطبيعى الذى يلبى متطلبات كل مرحلة من مراحل العمل الوطنى وبما يستجيب لحاجات المجتمع ويواكب ضمن رؤية مستقبلية واعية وخطوات تنفيذية واعدة تطلعاته الى مزيد من الإسهام والمشاركة فى صنع القرارات المناسبة التى تخدم المصلحة العليا للوطن والمواطنين. التنمية الشاملة/U/ ? اما على الصعيد الاقتصادى فإن من أهم الجوانب التى استعرضها السلطان قابوس فى كلمته : - إن بناء الدولة العصرية قد اقتضى بذل جهود كبيرة فى مجال إنشاء البنية الأساسية التى هى عماد التنمية الشاملة وركيزتها الأولى وتوفير هذه البنية فى شتى ربوع السلطنة. - أتاح ذلك فرصة كبرى للتطور العمرانى فى مختلف المدن والقرى على امتداد الساحة العمانية ومهد لإقامة مشروعات اقتصادية وتجارية وصناعية عديدة ومنشآت تعليمية وثقافية وصحية واجتماعية متنوعة. انتخابات ديمقراطية اتسمت بالجدية وبالتنافس الشديد/U/ على ضوء كلمات السلطان قابوس فإن الحقيقة الجلية ان ممارسة الشورى تتوالى عبر خطوات متدرجة ومراحل متتالية تمثل كل منها مقدمة منطقية للمرحلة التى تتبعها. ولقد اتيحت لى خلال الزيارة متابعة انتخابات ديمقراطية اتسمت بالجدية وبالتنافس الشديد دارت اولا ما بين المترشحين لعضوية مجلس الشورى على مدار يوم حافل شهد اقبالا جماهيريا كبيرا على مراكز الاقتراع. ثم دارت رحى انتخابات اخرى استمرت خلال عدة جولات لإنتخاب رئيس المجلس ونائبيه فى ظل تصاعد وتيرة المنافسة الشريفة. وفى النهاية امتثل الجميع لحكم الديمقراطية فقد حسمت أوراق التصويت النتيجة.فالحكم والمرجع الوحيد هو صندوق الانتخابات.تماما مثلما ان الفائز الرئيسى هو الشعب العمانى الشقيق نتيجة هذه الممارسة الواعية. وقد فاز خالد بن هلال المعولى برئاسة مجلس الشورى من بين تسعة مترشحين بعد حصوله على 05 صوتا محققا الأغلبية المطلقة ، وذلك فى الجولة الثانية بفارق 7 اصوات فقط عن اقرب منافسيه، وبذلك يصبح المعولى سادس رئيس فى تاريخ المجلس، منذ تأسيس المجلس الاستشارى للدولة عام 2891، وهو حاصل على ماجستير العلوم فى إدارة الأنظمة والاستشارة من جامعة شيفيلد هالام بالمملكة المتحدة عام0002. كما فاز سالم بن على الكعبى ممثل ولاية محضة بمنصب النائب الأول للرئيس من بين 15 متنافسا وبرصيد 35 صوتا بفارق 4 أصوات عن عبدالله بن خليفة المجعلى ممثل ولاية مصيرة الذى فاز بمنصب النائب الثانى وذلك فى الجولة الثانية التى تواصلت فيها المنافسة بين أربعة مترشحين. وقد جرت انتخابات رئيس المجلس ونائبيه بمقر المجلس فى ظل مناخ ديمقراطى فعلي، واستمرت زهاء سبع ساعات متواصلة بدءا من التاسعة صباحا، ولم تحسم اى منها فى الجولة الاولى، مما يعنى ان المنافسة كانت شديدة بين المترشحين، كما كانت نتائج التصويت متقاربة جدا بين الاوائل على وجه التحديد حتى فى الجولة الاولى التى تساوى فيهاعدد الأصوات خلال عمليات الفرز الآلى خالد المعولى وسعد بهوان . نقلة نوعية فى مجلس الدولة/U/ - كما حدثت نقلة نوعية فى انتخابات نائبى رئيس مجلس الدولة وأعضاء مكتب المجلس التى تمت فى الجلسة العادية الإجرائية الأولى لدور الانعقاد السنوى، حيث تطلب الفوز الحصول على الأغلبية المطلقة أى أكثر من 24 صوتا لأن الحضور بلغ 28 عضوا. وبعد تنافس شريف وديمقراطى حصل الدكتور سعيد بن هلال البوسعيدى على 86 صوتا، فأصبح نائبا أول ، وبعد ثلاث جولات من التصويت تم انتخاب الشيخ خالد بن سلطان كنائب ثانٍ لرئيس مجلس الدولة بعد حصوله على 64 صوتا.