واحد من مطربى الزمن الجميل، رفض أن تكون شهرته من خلال أغنيات «العرى كليب»، وكون فرقة لإحياء التراث الموسيقى الشرقى وأداء الموشحات وأغانى الإنشاد الدينى، ويعتبر شهر رمضان أنسب أوقات السنة التى يكون فيها المستمع العربى مستعدا لتذوق مثل هذه الأغنيات الجميلة..إنه المطرب صاحب الصوت المميز محمود درويش يحكى لنا قصة عشقه للطرب الأصيل من خلال هذا الحوار.. * من الذى اكتشف موهبتك الغنائية؟ ** تخرجت فى كلية الآداب قسم فلسفة بجامعة عين شمس، وأثناء دراستى كنت أشترك فى حفلات الجامعة، وذات يوم كانت هناك مسابقة للجامعات حضرها الشاعر حلمى أمين والموسيقار أحمد صدقى وكانا أول من اكتشف موهبتى، وشجعنى على احتراف الغناء، وبالفعل التحقت بفرقة الموسيقى العربية مع الفنان سليم سحاب ووقتها صنفونى فى «الغناء الفردى». * ومتى فكرت فى إنشاء فرقة موسيقية خاصة بك؟ ** عندما توالت الحفلات، فكرت فى إنشاء فرقة خاصة لإحياء التراث الغنائى القديم، وتقديم أصوات جديدة من خلال الفرقة التى أطلقت عليها اسم «كنوز» لأننا نقدم من خلال تلك الفرقة كنوز الغناء العربى، وتضم أكثر من 25 عازفا ومطربا من أبرع وأمهر العازفين والمطربين بهدف إعادة إحياء التراث الموسيقى العربى وتقديمه بشكل وصورة معاصرة، مع الحفاظ على المضمون وجوهر هذه الأعمال الفنية وتفكيرى فى تقديم الأصوات الجديدة كان بهدف ألا يعانى الشباب مثلما عانيت أنا فى بداية حياتى مع فرقة الموسيقى العربية، وأن أساعدهم على أن يظهروا موهبتهم. * تقول أنك عانيت فى بداية حياتك.. حدثنا عن تلك المعاناة؟ ** بعد جيل محمد الحلو ومحمد ثروت وأحمد إبراهيم لم نر مطربا يغنى بشكل حقيقى، وقد كنت من الجيل التالى لمحمد الحلو وكثيرا ما تم تهميشى، والدليل على ذلك أننا لم نشاهد بعد من ذكرتهم مطربين من فرقة الموسيقى العربية أصبحوا نجوما، والتليفزيون المصرى ساعد على ذلك لأنهم كانوا ينجمون المطربين العرب فقط!، وأذكر أنه عندما كانت تقام حفلات ليالى التليفزيون، كانوا يختارون لها أصواتا ليست على المستوى، ويتجاهلون نجوم فرقة الموسيقى العربية،وأتمنى بعد الثورة أن تتغير الأمور ونشاهد مطربين ممن ينتمون إلى الموسيقى العربية والأوبرا. * لماذا لم تفكر فى إصدار ألبوم أغانٍ؟ ** بالفعل لدى أغنيات أنتجتها لنفسى، وهى حوالى 10 أغانٍ ولكن الحالة التى كان يمر بها الغناء حالت دون ذلك، فبعد إنتاج هذه الأغانى فكرت فى إطلاق كليب لأغنية منفردة وذهبت إلى مخرج من أكبر مخرجى الكليبات وبدون ذكر أسماء، فوجئت بأنه يقول لى إنه لابد أن يظهر معى العديد من الفتيات العاريات يرقصن من حولى وعندما رفضت وقلت له كيف أظهر بهذا الشكل لأول مرة لجمهورى قال لى: «ياشيخ محمود هو انت منهم، خليك واقف فى الطابور!!».