توفى الأحد الماضى الفنان الكبير عمر الحريرى عن عمر يناهز86 عاما، بعد صراع قصير مع المرض، وأثار خبر وفاته حزن جمهوره وزملائه الفنانين الذين أجمعوا على أنه لم يكن فقط فنانا قديرا وممثلا موهوبا أدى مئات الشخصيات والأدوار الناجحة، ولكنه كان أيضا على المستوى الانسانى، شخصية طيبة ومحبوبة للغاية. وتقول الفنانة لبنى عبد العزيز التى شاركته بطولة العديد من الأفلام الجميلة، كما شاركته بطولته آخر مسرحياته للكبار «سكر هانم»:» كان عمر الحريرى رحمه الله فنانا جميلا وهادئا جدا فى طباعه ، ولديه موهبة فنية كبيرة، وكانت تربطنا علاقة صداقة قوية للغاية ، فقد كان دائم السؤال عنى ، وأول المشجعين لى للعودة للشاشة مرة اخرى ، واشتركنا معا فى كثير من الاعمال، آخرها مسرحية «سكر هانم» ، واخيرا لا?يسعنى سوى ان اقول سنفتقده كثيرا». ويقول نقيب الممثلين «اشرف عبد الغفور» :الفنان عمر الحريرى رحمه الله كان نموذجًا مشرفًا للفنان المحترف ذى الاخلاق العالية، فقد كان يعشقه الجميع من شده آخلاقة وتعامله بأدب مع من حولة، هذا بالاضافة بالطبع الى حرفيته الشديدة فى التمثيل، والدليل على ذلك نجاح جميع الاعمال الذى شارك بها فنحن لا ننسى ايا منها ، فهو كان لديه القدرة على تقديم جميع الادوار بأنواعها وبحرفية شديدة.. اما الفنان «احمد رزق» فيؤكد ذلك قائلا: للأسف الشديد لم اشترك معه إلا فى عمل واحد وهو مسرحية «سكر هانم» ولكنه كان يتعامل بحب مع كل من حوله ويحترم الصغير قبل الكبير، تعلمت منه الكثير من خلال لقائنا فقد كان لا يدخر اى نصيحة او معلومة بل كان يقف بجوارنا للنهوض بالعمل ككل ، وأعتقد اننا سنفتقد هذا النموذج فى الايام المقبلة لانه نموذج نادر فنيا واخلاقيا... وتقول الفنانة «داليا مصطفى»: اشتركت معه فى مسلسل «البنات» وكنت اقوم بدور ابنته وبالفعل كنا نشعر كذلك انا ومنة شلبى وداليا البحيرى فقد كان كالأب داخل الكواليس وخارجها ، كنا نشعر ذلك فى معاملته لنا وتوجيهاته، فهو بالفعل فنان مميز رحمه الله سنفتقده كثيرا.. يذكر أن آخر مشاركات الفنان الراحل كانت مسرحية «حديقة الأذكياء» على مسرح الطفل، كما شارك فى دراما رمضان الماضى فى مسلسل «سمارة» أمام الفنانة غادة عبد الرازق. الفنان الكبير درس فى المعهد العالى للتمثيل العربى وتخرج فى نفس دفعة الممثل شكرى سرحان عام 1947، غير أن البداية الفنية للحريرى كانت من خلال عمله بالمسرح القومى الذى قدم فيه عدة مسرحيات ناجحة ثم عمل فى عدة مسارح وقدمه للجمهور الفنان الراحل يوسف وهبى فى مسرحياته. وشهد عام 1950 أول لقاء بين عمر الحريرى وكاميرات السينما حين ظهر فى أول أفلامه «الافوكاتو مديحة» أمام مديحة يسرى ويوسف وهبى. ويمتلك الحريرى فى رصيده العامر 180 فيلما، من أشهرهم «الآنسة حنفى» مع إسماعيل ياسين وماجدة، و«الوسادة الخالية» مع عبد الحليم حافظ ولبنى عبد العزيز، و«سكر هانم» مع كمال الشناوى، وعبد المنعم إبراهيم، وعبد الفتاح القصرى. وبخلاف ذلك، اشترك الفنان الراحل فى 85 مسلسلًا تليفزيونياً، ما بين الدينى والدرامى، وكذلك فى فوازير رمضان مع الفنانة شريهان، إلى جانب 32 مسرحية من أشهرها «شاهد ما شافش حاجة» و«الواد سيد الشغال» أمام النجم عادل إمام. وعلى المستوى الإنسانى، فقد تزوج الحريرى ثلاث مرات حيث تزوج الحريرى وهو فى سن المراهقة من السيدة أمال السلحدار وكان هذا الزواج بناء على طلب والده وقد أثمر هذا الزواج عن بنت واحدة هى نيفين.. والطريف فى هذه الزيجة أن زوجته كانت تغار عليه بشدة لدرجة انه طلقها مرتين ثم عاد لها وظلت على ذمته حتى توفيت وبرغم أن زواجهما لم يكن نتيجة قصة حب إلا أن الحريرى حزن كثيرا لوفاتها وبسبب ذلك اضرب عن الزواج عده سنوات حتى التقى بالسيدة نادية سلطان فى إحدى الحفلات العامة. وقد حكى بنفسه عن هذه الزيجة قبل وفاته قائلا «التقيت بنادية فى إحدى الحفلات فقد كانت رحمها الله سيدة مجتمع من الدرجة الأولى ويشهد الجميع برقيها وثقافتها ودارت بيننا مناقشات ولقاءات عديدة ووجدتها متميزة ومختلفة عن الأخريات فتزوجنا وأنجبت منها ابنتى الثانية (ميريت) ولا يمكن أن أنسى السنوات الجميلة التى قضيتها معها حتى بدأت أيضاً الخلافات بنفس الشكل الذى عانيته فى الزيجة الأولى ووصلت العلاقة لطريق مسدود فاتفقنا على الانفصال بهدوء ودفعنى هذا لعدم التفكير فى خوض التجربة والتفرغ لفنى فقط». أما الزيجة الثالثة والأخيرة فى حياته فكانت من الفنانة المغربية رشيدة رحمونى التى تزوجها فى بداية التسعينات ويقول هو عن هذه الزيجة حضرت رشيدة لمصر مثل كل الفنانات العربيات اللاتى حضرن للبحث عن فرصة للتواجد والانطلاق كمطربة وممثلة وتعرفت عليها فى إحدى المسلسلات وبادرت هى بالاقتراب منى ونجحت فى اختراقى وبعد فترة من التعارف شعرت أننى لا?أستطيع الابتعاد عنها وتم الزواج. وأضاف: ورغم فارق السن الذى تجاوز 35 عاما إلا أننى لم أشعر بأى أحاسيس مؤلمة ولم تشعرنى هى بهذا) وفى عام 1997 أنجبت له رشيدة ابنته الثالثة بيريهان ورغم انه كان قد تخطى السبعين من عمره إلا?أن فرحته كانت لا توصف حيث كان يلعب معها مثل الأطفال وكان يضحك دائما عندما يحكى أنها اصغر من عمر أحفاده . وفى عام 2008 أصيب عمر الحريرى بذبحة صدرية تم نقله على إثرها إلى مستشفى دار الفؤاد وقام فريق الأطباء المعالج له بتركيب دعامتين له بالقلب ورغم مرضه إلا انه كان يصر على العمل حيث شارك فى العديد من الأعمال السينمائية والتليفزيونية حيث قدم مع هانى رمزى فيلم الرجل الغامض بسلامته. كما شارك العام الماضى فى مسلسل شيخ العرب همام، كما شارك فى تقديم مسرحية «سكر هانم» مع الفنانة لبنى عبد العزيز واحمد السعدنى واحمد رزق. والطريف أن الفنان الراحل كان يستعد ليحكى مذكراته على شاشة التليفزيون المصرى وتقاضى شيكا مقابل ذلك ولكن قامت ثوره 25 يناير ولم يتمكن من صرف الشيك كما تم إيقاف تسجيل الحلقات ...وبالرغم من ذلك فإن سعادته كانت لا توصف بالثورة حيث كان يقول «الثورة كانت مطلوبة لإحداث التغيير الذى كان ينشده المصريون منذ سنوات وبالفعل تحقق الحلم وقام الشعب بثورة سلمية عظيمة ولكن هناك العديد من التحديات يجب أن نواجهها خاصة مشكلة غياب الأمن فى الشارع ووزارة الداخلية عليها مسئولية كبيرة ويجب أن تتخطى مشاكلها بسرعة وتنسجم مع المواطن والشارع لعودة الأمان والاستقرار وهى أولى خطوات نجاح الثورة».