هل فعلاً سيحدث ما كان يحلم به كل شاب وهو يفكر فى الالتحاق بكلية الشرطة.. هل من الممكن أن نجد ضابط بلا وساطة أو محسوبية.. الدفعة التى بدأت كلية الشرطة فى قبولها خلال هذه الأيام وهى أول دفعة بعد الثورة يحلم كل من تقدم خلالها أن يصبح ضابطاً بعدما أعلنت وزارة الداخلية أنه لا وساطة بعد اليوم وأن القبول سيكون وفقاً لمبادئ ثورة 25 يناير المنادية بالعدل والمساواة وليس ذلك فقط ولكن حسبما أشار اللواء دكتور عماد حسين مساعد وزير الداخلية رئيس أكاديمية الشرطة أن الكلبة لأول مرة منذ سنوات طويلة ستفتح أبوابها لأبناء النوبة وسيناء والوادى الجديد ومطروح مؤكداً أن هناك عهداً جديداً بدأ فى تاريخ كلية الشرطة والأكاديمية كلها، ولعل أبرز معالمه استضافتها لمحاكمة الرئيس المخلوع ونجليه ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى وكبار مساعديه.. ومضيفاً لتفاصيل أخرى كثيرة تتعلق بنفس السياق سطرتها أكتوبر فى سطور الحوار التالى: *ما هى تأثيرات ثورة 25 يناير على إجراءات القبول بكلية الشرطة ومناهج الدراسة فيها؟! **ثورة 25 يناير أحيت مجموعة من المبادئ والقيم والمثل فى مقدمتها العدالة والمساواة والقضاء على الفساد وحرية الرأى وديمقراطية الحكم، وفى نفس الوقت كان لها توجهات لأجهزة الشرطة للتأكيد على حُسن المعاملة وحقوق الإنسان وحماية حريته وإعمال الحفاظ على الأمن دون المساس بكرامة المواطن، كما كان لها انعكاس حقيقى وواضح لسياسة وإجراءات القبول بالكلية وأيضاً فى سياسة التدريب وتنمية مهارات الضباط من خلال جذرى فى مناهج الدراسة ومناهج التدريب والتعليم. وعن شروط وإجراءات القبول حرصت الوزارة بناء على تعليمات منصور العيسوى وزير الداخلية على تحقيق المساواة والعدالة بين جميع الطلبة المتقدمين بالكلية دون تفرقة بينهم لأسباب حزبية أو عقائدية أو طبقية من أجل أن ينال الجميع حقه. كما اكتفت الكلية هذا العام بالدرجة الثالثة فقط فى الطبقات الاجتماعية والمطلوب معلومات جنائية عنها دون الرابعة وبالتالى فإن الطالب يتقدم بالمعلومات لأقاربه حتى الدرجة الثالثة وهو الخال والخالة والعم والعمة.. وأزواجهم وزوجاتهم دون أن تمتد إلى أبنائهم، وبالتالى أصبحت هذه المعلومات توفر الكثير من الجهد على الطلبة وأولياء أمورهم والأجهزة الأمنية المكلفة بالتحرى عنهم. هذا بالإضافة إلى الاستمرار فى تطوير نظم استقبال رغبات الطلبة من خلال شبكة المعلومات الدولية التى تتيح الفرصة للطلبة للتقدم فى أى وقت ومن أى مكان وتضمن تعرف الطالب على نظام الدراسة ومرافق الكلية، وبالتالى ترغب الطلبة فى التقدم للكلية، وأهم ملامح المفاضلة أن الطلبة الحاصلين على تفوق رياضى أو شهادات أو كفاءة أو مهارة فى استخدام الحاسب الآلى فلهم الأولوية فى القبول بالكلية والذى يتقدم بشهادات على مستوى الحاسب الآلى يكون له الأولوية وكنا قد أعلنا عن أن أبناء سيناء ومطروح لهم حق الإقامة فى الأكاديمية طوال فترة تقديم الطلبات واجتياز الاختبارات ولم يتقدم أحد لذلك لأن من مزايا نظام الحاسب الآلى أن الطالب يعرف توقيت اختباره. وهذه التيسيرات أثمرت عن أن كلية الشرطة تلقت أكبر عدد من الراغبين للالتحاق بها من تاريخ إنشائها منذ عام 1996 وحتى الآن، فعدد الطلبة الذين أبدوا رغبتهم فى الالتحاق بالكلية من خلال التجول فى موقع الكلية وصل إلى 24 ألفا و500 طالب ومن قام بتحديد موعد ودخول اللجان 19 ألف طالب حتى الآن، أما الذين وصلوا إلى الهيئة قرابة 5 آلاف طالب ومازالت اللجان تعمل حتى الآن. والحكمة من إتاحة الفرصة لهذا العدد الكبير هو أن تتاح فرصة أكبر لأعضاء لجنة الاختبار فى مناقشة وتقييم كل هذه الأعداد من الطلاب المستوفين للشروط، وبالتالى تم منح لجنة الهيئة قرابة 3 أسابيع وقد تزيد خاصة أن توجهات السيد وزير الداخلية أن تعمل فى إطار من العدالة والمساواة للجميع دون تفرقة أو تحيز وأتوقع أن يعمل لكشف الهيئة قرابة 6 آلاف طالب، ومن المقرر وحتى الآن أن تقبل الكلية ما يقرب من ألف طالب وبعد العرض على وزير الداخلية سنصل إلى العدد الذى يستوفى الشروط وسيتم تقرير العدد النهائى الذى يستوفى الشروط ويتم قبوله ورقم الألف طالب مرتبط باحتياجات وزارة الداخلية خلال هذه الفترة من خلال خطة العمل بها. *هل ما زالت الوساطة والمحسوبية تحكم عملية القبول بكلية الشرطة؟ **لا وساطة ولا محسوبية فى القبول لكلية الشرطة بل هناك قواعد موضوعية للاختيار من بين أبنائنا الراغبين فى الالتحاق بكلية الشرطة ولعل أهم معايير الاختيار الموضوعية هى الدرجات الاعتبارية الموزعة على 4 عناصر رئيسية وهى المستوى العلمى والذى أدرج له 300 درجة اعتبارية بحيث يحصل الطالب على 6 درجات اعتبارية فى كل 1% يحصل عليه بعد ال 50% وبالتالى يفضل من يحصل على مجموع أكبر فى الثانوية العامة عن زميله الذى يحصل على مجموع أقل. ولا شك أن هذه المعايير تتسم بالموضوعية والحيدة دون أى تحيز، طالما أن الطلبة استوفوا شروط القبول واجتياز الاجتبارات المقررة فى هذا الشأن فلا يوجد تفرقة بين الطلبة أو المواطنين. *ما هى خطة التطوير والتدريب التى تقوم الأكاديمية بتنفيذها؟ **اعتمدت خطة التطوير على محورين رئيسيين.. الأول استهداف وتطوير العملية التعليمية والتدريبية والسلوكية للطلبة والضباط تطويراً جذرياً يعتمد على تقدير حقوق المواطنين وحرياتهم وعدم المساس بكرامتهم وحُسن معاملتهم أثناء مباشرة أجهزة الشرطة لدورها سواء فى مجال منع الجريمة أو فى مجال ضبط مرتكبى الجرائم وبالتالى أضيف للمناهج التعليمية عدد من المواد منها مواد تتصل بسلوكيات المهنة وآدابها والاتصال الجماهيرى وتطوير مواد العلاقات العامة والإنسانية وجميع المواد ذات العلاقة بأداء الشرطة لدورها مثل معاينة مسرح الجريمة بحيث يتم التركيز على الأسلوب الأمثل لمعاملة ضباط الشرطة لأطراف الحدث مثل الجانى والمجنى عليه والجمهور. أما المحور الثانى فيعتمد على توظيف التكنولوجيا ووسائل الاتصال والمعلومات فى أداء العملية التعليمية والتدريبية حيث تقوم الكلية حالياً باستكمال مشروع استخدام تكنولوجيا الحاسب الآلى فى التعليم والتدريب للمواد الشرطية وقد تم تطوير العلوم الشرطية للسنة الأولى والثانية بالتنسيق مع المعهد القومى للاتصالات والمجلس الأعلى للجامعات بحيث يتم تدريسها للطلبة باستخدام التعليم الإلكترونى وهو النظام الذى يتيح الفرصة للطالب لقراءة المادة العلمية ومتابعة عمليات التحصيل والفهم من خلال نماذج وأفلام وبعض الرسوم التوضيحية التى تيسر عليه عمليات الفهم والتحصيل، كذلك تتيح له الفرصة عقد اختبارات ذاتية للتأكد من قدراته على التحصيل فضلاً عن إمكانية الاتصال بأعضاء هيئة التعليم والتدريب أثناء حصص الاستذكار والدخول إلى مكتبات الأكاديمية للاطلاع على ما بها من مؤلفات وموسوعات وبالتالى تتحقق للطالب درجة أعلى من الثقافة والمعرفة، هذا فضلاً عن سعى الكلية حالياً للحصول على شهادة ICDL التى تتيح للطالب الاستخدام التكنولوجى عقب تخرجه فى تقديم الخدمات الأمنية للجماهير. *أين الشرطة النسائية.. وهل تم تأجيل إجراءات قبول عناصرها؟ **هذا العام أعلنت الأكاديمية عن حاجتها للعنصر النسائى من الضباط فى قطاع «التمريض» الذى يمثل احتياجا رئيساً لمستشفيات الشرطة ويتحدد التخصص سنوياً من خلال الإدارة العامة للتنظيم والإدارة والتى تقوم بتحديد الاختصاصات المطلوبة لوزارة الداخلية من تخصصات مختلفة وكذلك العنصر النسائى وسيتم قبول 20 دارسة من خريجى التمريض من العنصر النسائى، وكنا نطمع فى أكثر من ذلك لكنه تم التأجيل. *ما هو الدور الذى تقوم به الأكاديمية فى مجال تدريب غير المصريين؟ **هناك دور ريادى لأكاديمية الشرطة فى تدريب الكوادر الشرطية الأفريقية وكوادر الشرطة فى دول الكومنولث والدول المستقلة حديثاً من خلال مركزين يتبعان مركز بحوث الشرطة الأول وهو المركز الأفريقى لبحوث ودراسات منع الجريمة الذى أنشأ عام 1986 وبلغ عدد المتدربين به من الدول الأفريقية حتى الآن أكثر من 5 آلاف و500 متدرب من 49 دولة أفريقية، أما المركز الثانى فيطلق عليه مراكز الدراسات الأمنية والتدريب لدول الكومنولث والدول المستقلة حديثاً والذى تم إنشاؤه فى بداية التسعينات وبلغ عدد المتدربين حتى الآن ما يفوق 7 آلاف متدرب من العناصر المختلفة ويتم النشاط التدريبى بالتعاون مع وزارة الخارجية التى أنشأت صناديق تمول هذا النشاط ونسعى لاتساع عدد المتدربين سنوياً. *كيف أثرت محاكمة مبارك والعادلى على الأكاديمية وماذا أضافت لها؟ **هذه المحاكمة إضافة حقيقية للأكاديمية فمجرد أن تتم بين جدرانها تعد إعلاءٍ لقيمة العدل والحق وهى قيم أساسية تسعى الأكاديمية لتأكيدها فى نفوس الطلاب والدارسين والمتدربين بها، لذا فإن ما تشهده هذه الأكاديمية من إجراءات لهذه المحاكمة يعد قيمة كبيرة ويضيف للأكاديمية ثقلاً خاصة وقد اختير هذا الموقع بعناية وتحقيقاً للاعتبارات الأمنية الواجب توفيرها فى هذا النوع من المحاكمات. *من المسئول عن تأمين قاعة المحكمة من داخل الأكاديمية وخارجها.. وهل يشترك ضباط الأكاديمية فى التأمين؟ **المسئول عن التأمين داخل الأكاديمية وخارجها وجميع أرض الأكاديمية وأسوارها من الخارج هى مدريرية أمن القاهرة وقطاع الأمن المركزى بالاشتراك مع القوات المسلحة وهناك تنسيق كامل بين جميع القوات بما يضمن مناخا آمنا يمكن هيئة المحكمة من القيام بدورها فى تحقيق العدالة.. أما فى وقت المحاكمة فإن نشاط الأكاديمية مستمر وتقوم بممارسة نشاطها التعليمى والاختبارات والكشوف فى إطار الخطط المعتمدة فى هذا الشأن. *بماذا تنصح الطلبة الجدد؟ **أؤكد لهم أولا على أن العدالة والمساواة سوف تكون هى الأساس الحقيقى فى القبول هذا العام وأنه لن تكون هناك وساطة أو محسوبية وأنصحهم بالصدق والأمانة، فالبعض أثناء طرح البيانات والمعلومات على إدارة الكلية يخفى بعضاً منها أو يجمل البعض الآخر وتصبح هذه المعلومات غير الدقيقة السبب فى عدم قبوله بالكلية، وأيضاً بالحرص على ممارسة الرياضة لأنها عنصر رئيسى فى المفاضلة وأدرج لها 40% من مجموع الدرجات الاعتبارية، وقد تلاحظ لنا أن عدد من أبنائنا الطلبة يعانى من السمنة نتيجة لاعتياده تناول الوجبات السريعة (الدليفرى) مبتعداً عن الوجبات الصحية التى تعتمد على الخضراوات والفاكهة الطازجة والطبيعية، لذلك لابد من العودة لتناول الوجبات الصحية والمنزلية الأسرية ذات الفوائد العالية. وأنبه أيضاً على أهمية التقدم التكنولوجى لأبنائنا الطلبة ضرورة مواكبته ولكن دون إفراط حتى لا تتأثر العظام وقوة الإبصار عندهم.