نقيب الأطباء يوضح سبب قرار عدم الاعتراف بشهادة «الدراسات العليا للطفولة» وإلغاءه (تفاصيل)    سعر اليورو اليوم الجمعة 7-6-2024 أمام الجنيه فى البنوك المصرية    وزير المالية: التأمين الصحي الشامل يجذب القطاع الخاص ويشجع التنافسية    وزير النقل يعقد سلسلة لقاءات على هامش اجتماع تجمع دول البريكس في روسيا    الأمم المتحدة تعتزم إدراج إسرائيل في "قائمة العار"    صباح الكورة.. تفاصيل إصابة إمام عاشور وأرقام تاريخية لمنتخب مصر.. حسم جدل الأندية المشاركة إفريقيا وبديل صلاح في ليفربول    ضياء السيد: حسام حسن غير طريقة لعب منتخب مصر لرغبته في إشراك كل النجوم    9 دول إسلامية خالفت السعودية في رؤية هلال ذي الحجة    صحة الوادي الجديد تشن حملات في مركز الفرافرة وتحرر محاضر للمخالفين    رئيس بعثة الحج: انتهاء تفويج الحجاج من القاهرة إلى المدينة المنورة    السيطرة على حريق «محل أدوات منزلية» بالشرقية (تفاصيل)    إطلالة جريئة ل حلا شيحة في «زفاف جميلة عوض».. وأحمد سعد: «عاملين بلاوي» (صور)    القاهرة الإخبارية: بلينكن يسعى خلال زيارته لإسرائيل للتوصل لاتفاق تهدئة بغزة    زيلينسكي: الحرب الروسية ضد أوكرانيا تمثل نقطة تحول في تاريخ أوروبا    مبادرة كلنا واحد توجه قافلة إنسانية وطبية للبحيرة    هشام آمنة: تنفيذ 5130 مشروعا ضمن برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر    محافظ أسوان: طرح كميات من الخراف والعجول البلدية بأسعار مناسبة بمقر الإرشاد الزراعي    التعليم العالي: إدراج 15 جامعة مصرية في تصنيف QS العالمي لعام 2025    ذا جارديان: "حزب العمال البريطانى" قد يعلن قريبا الاعتراف بدولة فلسطينية    خلاف داخل الناتو بشأن تسمية مشروع دعم جديد لأوكرانيا    إصابة 7 أشخاص إثر انقلاب ميكروباص بالطريق الدائري بالقليوبية    تعليم البحر الأحمر تنهي استعداداتها لامتحانات الثانوية العامة    الموقع الرسمي ل نتيجة الشهادة الإعدادية محافظة القليوبية 2024 الترم الثاني (تظهر خلال ساعات)    ماكرون يرحب بزيلينسكي في قصر الإليزيه    المتحدة للخدمات الإعلامية تعلن تضامنها الكامل مع الإعلامية قصواء الخلالي    واشنطن تطالب إسرائيل بالشفافية عقب غارة على مدرسة الأونروا    خالد جلال ناعيًا محمد لبيب: ترك أثرًا طيبًا    سلوى عثمان تكشف مواقف تعرضت لها مع عادل إمام    تعرف على فضل صيام التسعة أيام الأوائل من ذي الحجة    صيام العشر الأول من ذي الحجة 2024.. حكمها وفضلها والأعمال المستحبة بها    قافلة طبية مجانية بقرى النهضة وعائشة في الوادي الجديد    رئيس «الرقابة والاعتماد»: معايير الجودة تؤسس لنظام صحي تقل فيه الأخطاء الطبية    مداهمات واقتحامات ليلية من الاحتلال الإسرائيلي لمختلف مناطق الضفة الغربية    توقعات الأبراج اليوم الجمعة 7 يونيو 2024.. ترقيه جديدة ل«الحمل» و«السرطان»يستقبل مولودًا جديدًا    مرسى جميل عزيز l ملك الحروف .. و موسيقار الكلمات    خبراء عسكريون: الجمهورية الجديدة حاربت الإرهاب فكريًا وعسكريًا ونجحت فى مشروعات التنمية الشاملة    الإسكان: تم وجارٍ تنفيذ 11 مشروعًا لمياه الشرب وصرف صحى الحضر لخدمة أهالى محافظة مطروح    صباحك أوروبي.. قانون جديد في بريميرليج.. تدعيمات برشلونة.. ورسالة الخليفي    ارتفاع حجم التجارة الخارجية للصين بواقع 6.3% في أول 5 أشهر من 2024    منتخب السودان يتصدر مجموعة تصفيات كأس العالم على حساب السنغال    الأخضر بكامِ ؟.. سعر الدولار أمام الجنيه المصري في تعاملات اليوم الجمعة 7 يونيو 2024    تفشي سلالة من إنفلونزا الطيور في مزرعة دواجن خامسة بأستراليا    افتتاح المهرجان الختامي لفرق الأقاليم ال46 بمسرح السامر بالعجوزة غدًا    مفاجأة.. دولة عربية تعلن إجازة عيد الأضحى يومين فقط    الأوقاف تفتتح 25 مساجد.. اليوم الجمعة    رغم الفوز.. نبيل الحلفاوي ينتقد مبارة مصر وبوركينا فاسو .. ماذا قال؟    الصيادلة: الدواء المصري حتى بعد الزيادة الأرخص في العالم    ما قانونية المكالمات الهاتفية لشركات التسويق العقاري؟ خبير يجيب (فيديو)    أمين الفتوى: إعداد الزوجة للطعام فضل منها وليس واجبا    «صلاة الجمعة».. مواقيت الصلاة اليوم في محافظات مصر    مجلس الزمالك يلبي طلب الطفل الفلسطيني خليل سامح    عيد الأضحى 2024| أحكام الأضحية في 17 سؤال    ساتر لجميع جسدها.. الإفتاء توضح الزي الشرعي للمرأة أثناء الحج    غانا تعاقب مالي في الوقت القاتل بتصفيات كأس العالم 2026    حظ عاثر للأهلي.. إصابة ثنائي دولي في ساعات    إبراهيم حسن: الحكم تحامل على المنتخب واطمئنان اللاعبين سبب تراجع المستوى    في عيد تأسيسها الأول.. الأنبا مرقس يكرس إيبارشية القوصية لقلب يسوع الأقدس    بمكون سحري وفي دقيقة واحدة .. طريقة تنظيف الممبار استعدادًا ل عيد الأضحى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. الأحمدى أبو النور: مصر تحتاج لرئيس بمواصفات يوسف الصديق
نشر في أكتوبر يوم 11 - 09 - 2011

مصر بحاجة إلى رئيس بمواصفات يوسف الصديق عليه السلام، يكون أمينا على خزائنها.. حفيظا وعليما، مؤهلا لأن يحكم نفسه قبل أن يحكم غيره.. هكذا يرى د. الأحمدى أبو النور وزير الأوقاف الأسبق الذى أكد فى حواره مع «أكتوبر» أن إرادة الله جنبت مصر أثناء ثورة يناير الوقوع فى براثن الفتنة والاقتتال الداخلى بأن جعل يد الجيش حانية على الشعب حين خرج ينادى «حرية.. عدالة اجتماعية»..
وقال أبو النور إن الرئيس السابق حسنى مبارك ليس كبيرا على الحساب والمحاكمة ولكن لا يجوز التشفى فيه لأن الإسلام لا يعرف ذلك، ودعا الفصائل الإسلامية المختلفة إلى التوحد تحت راية الإسلام، وطالب شباب الثورة بنبذ القضايا الخلافية فى الوقت الحاضر والسعى فقط إلى الإنجاز والإنتاج من أجل النهوض بمصر.
وفى سياق الحوار التالى كشف وزير الأوقاف الأسبق الأحمدى أبو النور أن الأزمات المتكررة بين المسلمين والمسيحيين تقف وراءها آياد خفية وخارجية.. وأزاح الستار عن العديد من الأمور التى تثير الجدل فى الساحة المصرية الآن دينيا وسياسيا..
*كيف تقيم ما وصلنا إليه منذ قيام الثورة؟
**بعد مرور تسعة أشهر على قيام الثورة مازلنا فى طريقنا نحو تحقيق أهداف الثورة.. فنحن نعتبر أن ما حدث هو آية من آيات الله وتصريف إلهى للصورة المثلى التى وجدنا عليها مصر شعبا وجيشا وآمالا وأهدافا لم يختلف عليها اثنان من حرية وعدالة اجتماعية وديمقراطية- والتى نعبرعنها إسلاميا بمبدأ الشورى- وكما نعلم أن هذه المطالب لم يختلف عليها اثنان فى مصر.. الكل يؤمن بوجوب ترسيخ الحرية من حرية الرأى وحرية الفرد بأدبياته وحرية المواطن بكافة حقوقه، تلك الحرية التى تعنى أن تعرف أيضا حقوق الآخرين لأن الحرية المطلقة لا تعرفها الإنسانية. أما الحرية التى تقدر حرية الآخرين وتعترف لهم بكافة حقوقهم فهى الحرية التى يمكن أن تزرع لتنبت وتثمر ونرى آثارها سواء على مستوى الفرد أو على مستوى المجتمع أو على مستوى الإنسانية. فميزة الإنسان المسلم أنه من خلال ما يقرأه فى الكتاب والسنة يعتبر أن الإنسانية كلها أسرة
حماية الله لمصر/U/
*وكيف ترى واقع الثورات الجارية الآن فى عدد من الدول العربية؟
**الثورات فى العالم خاصة فى الآونة الحاضرة تقوم بين فريقين فريق مؤيد للنظام وفريق معارض له والمعتاد أن يحترب الناس فكل يرى نفسه أنه الأحق وفى هذه الحالة يكون الفيصل هو المعارك.. لكن الله عز وجل شاء لمصر ألا يكون أمرها هو الأمر العادى، وإنما يخرق لها العادة لأنه سبحانه وتعالى شاء أن يكون هناك قتال بين القوى المختلفة فى مصر ومن هنا كانت يد الجيش حانية وكان فكر الجيش فكرا راعيا وكان النظر يرصد عن كثب ويدرس بسرعة ويتأنى معا كل الاحتمالات فيترجح عنده أن يكون مع الشعب أو مع الشباب الذين نهضوا لينادوا «حرية عدالة اجتماعية».. فأى جيش يعارض، كما كان من الممكن ألا يكون ما كان وأن نكون مثل سوريا أو ليبيا أو اليمن لكن شاء الله بآياته أن يكون شباب مصر نموذجا للعالم، كما شهد بذلك أوباما وكبار الرجال المفكرين وخبراء الاقتصاد والتربية والسياسة فى كل العالم أن شباب مصر يستحقون التقدير والإعزاز. وعبر الجيش عن هذا بموقفه لأنه يعيش هذه الأمانى.. فكان للشباب تقديره فى قلوبنا وأصبح للجيش والمجلس الأعلى للقوات المسلحة التقدير والإعزاز فى نفوسنا وفى عقولنا وتعانق هذا مع ذاك.
فما رأيناه بعد ذلك هو تعبير عن الذين كانوا يؤيدون من صحيح قلوبهم أن يظل الفساد والاستبداد وأن يظل العقل محجورا عليه وأن تظل الطاقة حبيسة أماكنها وأن يظل الشباب حيث هو لا مطامح ولا آمال ولا شىء يذكر.
والذين هرعوا للقضاء على الثورة هم الذين كانوا متمتعين بخيرات هذا الشعب وما كانوا يريدون أن يكون للشعب نصيب فيها فترجموا عن بغيهم وكانوا يظنون أن الليل يظل أبدا دون أن يلمع فجرا أو تشرق شمس لكن شاء الله أن تشرق شمس الحرية وأن يعبر الناس على جسر الحرية حيث يحقق آمال الناس فى مصر وفى غير مصر... فعندما يعلن أوباما رئيس أكبر دولة فى العالم أن شباب مصر يحق له أن يعطى درس الثورة لشباب العالم ووجب على أمريكا أن ترسل شبابها إلى مصر ليستكشفوا كيف استطاع شباب مصر أن يستفيد من التقنية ومن وسائل الاتصال الحديث ليعبر دون أن يمكن قوة البغى أن تتعقبه أو تحبط عمله... وكما ترون فإن وثيقة المدينة «دستور المدينة» كان يعلنها بأن الناس كلهم أخوة وكل من يسكن المدينة عليه واجبات وله حقوق وكلنا متكاملون، وما نحلم به الآن ألا يتوزع الجهد وألا يظن كل طيف أنه صاحب الثورة، بل يجب أن يعلموا أن الثورة هى الشعب كله. وهذا الأمر هو الذى ينجح الثورة والثورة فى الوحدة خاصة إذا كان الهدف كبيرا والعالم كله يحاربنا فى الوقت الذى يظهر فيه تأييده لنا.
دعوة إلى الشباب /U/
*وبما تدعو الشباب الآن بعد نجاح ثورتهم؟
**يجب على كل فصيل أن يقدم لمصر الآن ما يلبى حاجتها ويعوض ما فقدته خلال الثورة ويبنى ويضاعف العمل والإنتاج.
وأنا مريت باليابان فى الثمانينات 24 ساعة فقط وأهم ما لفت نظرى أن العاملين بالمصانع كانوا يتبرعون بساعة من العمل زيادة بدون أجر فكل مصنع يريد أن يتفوق على الآخر ووجدت أيضا مدى حرص الدولة على وقت الناس.
والذى أقوله أن على شبابنا فى هذه الفترة الفاصلة أن يدع ما نختلف فيه الآن ويسعى إلى إنجاز ما نتفق عليه الآن ويكون الشعار» من الذى ينتج أكثر؟» «ومن الذى ينجح فى لم شمل المجتمع؟» «ومن الذى يبتكر ما يفيد فى هذه المرحلة؟»
وأنا أعتقد أن ما يقدمه كل فصيل للمجتمع فى هذه الفترة يكون أساس اختيار المجالس النيابية المرتقبة.
*إذا.. بم تفسر ما يحدث بين الحين والآخر من أزمات بين المسلمين وإخوانهم المسيحيين؟
**أمر مفتعل وفيه اشتراك وأياد خفية من خارج البيئة المصرية التى يحب الناس فيها بعضهم البعض.. وأنا أذكر أننى عندما عينت كان ذلك فى سوهاج عام 1957 مدرسا فى المعهد الدينى الثانوى وصادف أننى وزميل لى أردنا أن نسكن معا فوقع اختيارنا على شقة فى عمارة صاحبها مسيحى وبمجرد معرفتهم بأننا أزهريون رحبوا بنا ترحيبا غير عادى.. وكان زميلى يدرس اللغة الفرنسية ويبحث عن شخص يدرس له الفرنسية ويقويه فدله صاحب المنزل على رجل الكنيسة وأنه بروفيسير فى الفرنساوى وبالفعل ذهب صديقى إلى الرجل فاشترط عليه أن يدرس له تفسير أبو السعود وللعلم هذا التفسيير كله بلاغة ومنطق ونحو وليس باليسير فهذا يعكس مدى الحب بين المسلمين والأقباط.
دينية أم مدنية؟!/U/
*ما رأيك فى الجدل المثار حاليا حول شكل الدولة؟.. وهل هى دينية أم مدنية؟
**لابد أن نعرف معنى كلمة «مدنية» وما المقصود منها، وهل تقصد دولة مدنية بالمفهوم الغربى الذى يعتبر أن الدولة المدنية.. لا دينية وتفصل الدين عن الدولة؟ بالطبع لا نقصد هذا، لأن الدولة المدنية هى التى لا تعطى للدين فرصة ليحكم فى الوقت الذى ترى الناس فى الميراث محكومين بالشريعة الإسلامية وفى الزواج وفى علاقات الجوار وكثير من تعاملاتنا.. فكيف أقول مدنية بإطلاق؟.. لكننى أقول مدنية بمرجعية إسلامية.
فأنا أقصد بالمدنية ألا تكون بمفهومها لدى الغرب الذى يعتبر البابا فيها أو الحاكم نفسه هو الإله فى الأرض.. نحن ليس عندنا ذلك، فالإسلام لا يعرف الدولة الدينية بمعنى البشر الذى يتقمص لسطان الإله نحن لا نعرفه، إنما لدينا مبدأ «وأمرهم شورى بينهم» وقرآننا يقول «يأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم».. وإطاعة أولى الأمر إذا كانوا يطيعون الله ورسوله ولدينا مبدأ يقول «لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق».
ودعنى أذكر لك أن المليونية التى سارت من التحرير إلى العباسية والتى كلف فيها بعض البطجية بالضرب.. فلو أن هؤلاء البلطجية لديهم تصور أن هذا الضرب سيحدث عنه إيذاء أو قتل أو جرح أو عاهة مستديمة لراجعوا أنفسهم ولما استمعوا إلى من يأمرهم بهذا الأمر، لأنه كما ذكرت لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق.. مهما أغرى هذا المخلوق الشباب بالمال أو بغيره فلا يجوز لإنسان أن يعتدى على غيره سواء فى نفسه أو عرضه أو ماله ولو أن شبابنا طبقوا هذا الأمر لما حدث أى خلل، فهذا المبدأ غائب تماما عن المصريين.
فالدولة المدنية لدينا نحن المسلمين لا تعرف سلطان الله فى الأرض متقمصا فى شخص الحاكم، كما تعرف أن الحاكم بشر وهو مأمور بأوامر الله.. وأول خليفة قال: أطيعونى ما أطلعت الله ورسوله فإن عصيت فلا طاعة لى عليكم.. وكل خليفة وكل رئيس هكذا، فالأمة الإسلامية لا تعرف لإنسان قداسة ولا سلطانا، إنما الحاكم أو الرئيس أو المالك بشر يحكم بأمر الله.
رئيس بمواصفات الصديق/U/
*ما أهم المواصفات التى يجب توافرها فى الرئيس القادم؟
**يفضل أن يكون الرئيس القادم ذا تقوى وضمير وصاحب خلق وعلم مثل سيدنا يوسف عليه السلام «إنى حفيظ عليم» وقال أيضا إجعلنى على خزائن الأرض» فكان أستاذا فى التخطيط والاقتصاد والاستثمار والتنمية الزراعية والإدارة.
وقال تعالى «وآتيناه حكما» والتى تعنى حكم المرء نفسه وهواه فإذا حكم المرء نفسه يكون مؤهلا لأن يحكم غيره لذلك تبدت له الفتنة فى أغلى ما يمكن ونجح فى اختراقها ولم يضعف.
*وهل من بين المرشحين على مقعد الرئاسة من ترى فيه يوسف عليه السلام؟
**«معلهش» شايف مش شايف أنا أقول إننا نريد إنسانا يكون صورة من يوسف عليه السلام..
فمصر ولادة وليال
من الزمان حبالا مثقلات
يلدن كل عجيبا
فلا تدرى ماذا يحدث غدا..
*بعد أن ضجت الساحة بالعديد من التيارات الإسلامية ومنها المتشددة والمتنازعة والمتفرقة.. كيف ترى هذا المزيج ومدى خطورته؟
**الأفضل لهذه الفصائل الوحدة.. تسألنى بماذا؟.. أقول لك بالإسلام فجميعهم ينتسبون للإسلام الذى يقول «فإن تنازعتم فى شىء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر».. فهذه الفصائل كلها ليست العبرة فيها بالكم، فالنبى صلى الله عليه وسلم قال «يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها قالوا أمن قلة نحن يا رسول الله.. قال أنتم يؤمنذ كثير ولكن كغثاء السيل».
فيجب عليهم الوحدة والبحث عما يعمق قدرها فى قلوب الناس والبحث عما تخدم به مصر فى هذه الفترة الحرجة والتخلق بالأخلاق التى يجب أن تكون منهجنا وهى التضحية ونكران الذات والإيثار.
فنحن اليوم نريد أن تقيم المصالح الإسلامية الدليل على أن المنهجية عملية عند كل فصيل لمس الناس فيها خيرا كثيرا وقال تعالى «وفى ذلك فليتنافس المتنافسون».
وأنا أدعو هذه الفصائل لأن تتنافس فى أيها يحسن تقديم الخدمات للمجتمع وهذا لن يتم إلا بالتعاون على البر والتقوى، فمصر فى حاجة إلى أن تلمس الخدمات من هذه الفصائل. فلابد أن نبحث كيف ننهض برسالة الإسلام وكيف أساند من ينهض بها؟
*وكيف ترى دور الأزهر فى لم شمل هذه الفصائل تحت رايته؟
**أرى دور الأزهر عظيما فلم أر دور الأزهر أنصع منهجا ولا أرعى لصالح الناس ولا أحرص على وحدة الناس منه فى هذه الأيام.. فهذا عصر الأزهر الذهبى، ففى حقيقة الأمر ودون مبالغة فأنا أغبط الإمام الأكبر د.أحمد الطيب على أنه موضع قبول من الناس جميعا، ومن تلك الفصائل سواء كانت إسلامية أو علمانية. فقيمة الأزهر أنه يدرس الوسطية الإسلامية نظريا وعمليا ويستطيع أن يؤثر بها فى المجتمع..فالأزهر الآن وقد تحرر من ضغوط كثيرة يمكن أن يكون منه خير كبير ونحن سعداء بكل الخطوات التى يسلكها، فهناك العديد من المسائل التى نجح فيها الأزهر وأخرى متفائلين من نجاحه فيها، وذلك بعد تخلصه من الضغوط التى كانت ممارسة عليه، فقد كانت مظلة الماضى على كل مؤسسات الدولة جميعها، وبالتالى فالفرصة ذهبية أمام الأزهر وأهم شىء وجود التقدير من الجميع سواء على مستوى القيادة أو القاعدة.
وزارة بلا ضغوط!/U/
*وما هى الضغوط التى لامسها د.الأحمدى عندما كان وزيرا للأوقاف فى النظام السابق؟
**والله الضغوط التى لامستها لم تكن من الرئاسة مباشرة، وإنما كانت من خارج الرئاسة بمعنى أن الرئاسة ما طلبت منى شيئا وحتى نكون أمناء أذكر أن أول لقاء بالرئيس السابق كان بعد حلف اليمين فى يوليو 1984 فقال: «هذا الرجل أحب أسمع له وأنا اعتبر أن وزارة الأوقاف وزارة إنتاج وليست وزارة خدمات» وكانت هذه أول مرة يقال فيها هذا الكلام وقال «لو نجح الإمام فى أن يجعل الناس لديها صدق أو أمانة ويرتفع عن العنف وعن الانشقاق الموجود بين الناس وعن الخيانة والرشوة وكل هذه الصفات فسوف يتقدم الإنتاج».. ثم التفت إلىّ وقال لى أنا أريد منك أن ينجح الإمام فى أن يحبب الناس فى دينهم.. فقال الوزراء الموجودون فى هذه الأثناء وكان منهم عبدالهادى قنديل وعاطف عبيد ومصطفى السعيد الذى قال «طب نبادل يا سيادة الريس». فقال له «خلاص إحنا وزعنا يا مصطفى» وضحكنا.
ففى الفترة التى قضيتها فى وزارة الأوقاف لم يطلب أحد منى شيئا يخالف ضميرى وأنا أذكر المساجد التى كان يتواجد بها الرئيس السابق فكنت أترك الإمام الذى أثق فى أنه يؤدى كما لو كنت أنا د.عبدالصبور شاهين حين كان الرئيس يصلى الجمعة فى جامع عمرو بن العاص فتمسكت بأن يخطب الدكتور عبد الصبور الجمعة فتحدث عن الزكاة وأثناء خروجنا قال الرئيس لصلاح حامد وزير المالية آنذاك «شوفولنا الكلام اللى اتكلم فيه د.عبدالصبور ده» وكيف تنفذونه.
أما من كان يحاول أن يمارس ضغوطه علينا فهؤلاء الذين كانوا يريدون أخذ الأوقاف فنظرة الناس على أنه مال سائب كانت مشكلة وما أكثرها مع المحافظين الذين كانوا يسعون إلى امتلاك أراضى ومنشآت الوزارة.
مشروع الأئمة/U/
*ما هو المشروع الذى سعى د. الأحمدى إلى تحقيقه ووجد النظام السابق عقبة فى طريقه؟
**لم يكن الأمر كذلك.. إنما كان هناك منهج أريد تطبيقه فلم يتم لأسباب أخرى منها أحداث الأمن المركزى وكنا فى ذلك اليوم سنفتتح مشروع الأئمة فى كليات اللغات والترجمة بجامعة الأزهر، وكان الاتفاق مع عميد الكلية بأن ينشأ برنامج للأئمة مكون من لغتين لكل مجموعة يجمع الإمام بين لغة التخاطب «لغة الشارع» ولغة الحضارة حتى يخاطب الناس وأن يرجع إلى أساتذة الشريعة ثم اللغة العربية حتى يكون فقيها وعالما «ومجيدا» للغة العربية بحيث لا يخطئ فى رفع الفاعل ونصب المفعول ثم إلى كلية أصول الدين حتى يعرف تخريج الحديث ويعرف المصادر، وفى النهاية وبعد أن ينتهى منه هؤلاء الأساتذة يحلق بكلية الدعوة ليرى القضايا التى لم تدرس وقت أن كان طالبا وبهذا يصبح إماما للداخل والخارج.. فهذا هو المشروع الذى كنت أطمح فى تحقيقه.. فلم يكن الهدف القضاء على مشروع فعلته لكن هكذا كان.
*إذا فأنت تعيد الإمام إلى المصدر الأساسى ليتعلم؟
**نعم.. بل إننى كان لدى مشروع آخر وهو فى ذلك الأمر مع الشيخ جاد الحق على جاد الحق لأن هؤلاء الأئمة تلامذه أساتذة الجامعة وعندما يرجع الإشراف لهم على التلميذ «الإمام» يستطيع أن يحسن توجيهه بل يستطيع أن يعمل حظرا للقضايا الطارئة، وبالتالى نحن نستهدف من هذا تجديد الدعوة وتطوير الخطاب الدينى ويحضر مع الأستاذ الندوات والمؤتمرات الجماهيرية، وبالتالى يتطور الأمر.. ولذلك فإن سبب جمود الأسلوب فى الوقت الراهن أن من يقوم بالتفتيش علىّ كإمام زميلى الذى يسبقنى بعامين وفى ظل وجود المجاملات وعدم حصول المفتش على ثقافة جديدة ومنهجية جديدة يجعل المستوى متقاربا فلا يكون هناك نقدا علمى بناء. كما أن الكلفة ليست مرفوعة بين السنتين فرق «رول» لكن الآخر أستاذه.. كل هذا الكلام لم يجد طريقة للتحقيق لكن دون قصد.
أحداث مسجد النور/U/
*فضيلتك شاهد على ضم مسجد النور بالعباسية إلى وزارة الأوقاف.. فما رأيك فيما يحدث حاليا من جانب الشيخ حافظ سلامة؟
**ما يتعلق بالمساجد فى مصر مسئولية وزارة الأوقاف وإشراف الوزارة على كل مساجد مصر أمر قانونى شأنه شأن إشراف وزارة التربية والتعليم على المدارس وإشراف وزارة الصحة على المستشفيات. أما الأنشطة الأخرى فتتبع الجمعية.. فهل يمكن أن تكون هناك مدرسة لا تخضع لإشراف وزارة التربية والتعليم؟ لا يوجد ، فالوزارة تشرف على المناهج والقائمين على العمل فما الذى أدرانى أن المناهج التى تدرس صحيحة وليست ضد الدولة.
*أثناء ضم المسجد والذى تم فى فترة توليكم للوزارة.. هل كان الشيخ حافظ فى الصورة؟
**الشيخ حافظ سلامة كان يقوم بجمع التبرعات من أهل الخير لكن الدولة أخذت منه هذه التبرعات وقامت هى ببناء المسجد.. فجمعية الهداية هى التى مولت والدولة هى التى أسست وأنشأت والفصل فى هذه المسألة للقانون، لكن فيما يتعلق بالمسجد فهو تحت إشراف وزارة الأوقاف وعندما يكون هناك شد وجذب تتمسك الوزارة بأن تكون هى المشرفة أما عندما تكون هناك طمئنينة نجدها تغض الطرف والمثال على ذلك ما يحدث مع مساجد الجمعية الشرعية، فالعملية كلها تتمثل فى أن تكون الوزارة مطمئنة لمن يخطب فى هذه المساجد والأهم فى الموضوع ألا يخرج الخطيب عن الخط ويتحدث بالحكمة والموعظة الحسنة وألا يكون المسجد مجالا لمهاترات أو دعاية انتخابية أو مجالا لتصفية الحسابات فالمساجد لله.
وأنا دائما كنت أقول إن الإمام لا يذهب إلى أمن الدولة بل أنا المسئول عنه لأننى الأقدر على إقناعه فإن كان على صواب أقول له إنك على صواب وإن كان على خطأ أنقل له ذلك وأذكر أنه كان هناك كاتب فى جريدة الأخبار اسمه عبد السلام داوود كتب فى مقال له أنه كان فى رأس البر وشكا من طول الخطبة فأرسلت للإمام وأول ما تحدثت إليه سألته ما هى سنة الخطبة والصلاة؟ قال قصر الخطب وطول الصلاة فقلت له إذا لماذا تخالف السنة؟
المراجعات الفقهية/U/
*فضيلتكم كنت مشرفا على المراجعات الفقهية مع المعتقلين من التيارات الدينية بالسجون إبان توليكم الوزارة فهل كانت النتائج إيجابية؟
**كنت أشارك فى المشاورات الحية مع أعضاء الجماعات الإسلامية وجماعات التكفير والهجرة وكنا نلتقى بهم وندرس فكرهم قبل اللقاء فكنت أدرس الفكر ثم أتحدث معهم وأدعهم يسألون أو كنت أتعمد ذكر شىء وترك شىء آخر حتى تكون لديهم فرصة للسؤال والمناقشة.
وكنت أحرص على أن يكون الرد من الكتاب سواء كان من تفسير ابن كثير أو شرح البخارى أو صحيح مسلم ونعيش الموضوع سلميا بحيث لا نترك شيئا لنتحدث عنه وأذكر أن هذا الأسلوب أفاد كثيرا.
*وبالرغم من ذلك نلحظ الآن تشددا فى الفكر؟
**حقيقة.. أنا كنت معهم إلى ما قبل 1984 وخلال هذه الفترة نجحنا مع الكثيرين وكنت أعمل حسابى ألا أخسر معركتى مع أى أحد بمعنى أننى كنت أتحمل منه تطاولا فى الكلام واحتدام النقاش لأننى كنت أقدر أنه لا يتحاور معى بل كان يبلغ رسالة بأنه قال للدكتور الأحمدى كذا وكذا وأنه ناقش وتمسك بما قال حتى تسمعه الفصائل وتراه وكنت اتحمل، لكن بعد ذلك بدأوا يفيئون إلى دين الحق بمعنى أنه يأتى للاعتذار ويراجع موقفه وأحيانا يكون الحوار مع شخص واحد وأحيانا مع أكثر من ثلاثة. وأنا أذكر أننى تحدثت إلى الصف الثانى لقتلة الشيخ الذهبى وزير الأوقاف الأسبق وكنا نصبر عليهم وفى مرة من المرات طلب منى عن طريق أمن الدولة أن أناقشهم فى الإجماع لأنهم ينكرون الإجماع فبحثت عن أحدث ما كتب فى الإجماع.. ثم توصلت إلى فكرة وهى إحضار الأسئلة التى يريدون الاستفسار عنها حول الموضوع لأننى لا أريد أن يتشعب الأمر.
وبالفعل أرسلوا لى ثمانى صفحات بمعدل كل سطر سؤال وتم اللقاء فى ديوان عام وزارة الداخلية وأول كلامهم سألونى هل لقاءاتك معنا هى السبب فى حصولك على عضوية مجلس الشورى؟ فضحكت وقلت لهم هل كل من تحاور معكم أصبح عضوا بالمجلس قالوا لا.. وبالفعل تم الحوار واستغرق الجزء الأول فقط من الأسئلة حوالى ساعتين توصلنا خلالهما إلى وجود صور من الإجماع يمكن أن نتفق فيها مثل إجماع أهل مصر أو الحنابلة أو المدينة المنورة.
الشاهد أن هؤلاء الناس دارسون للأمور بعناية ولم ألتق بأحد منهم بعد عام 1984 ولا أستطيع تحليل الأمر الذى تتحدث فيه.
*هل أشفقت على الرئيس المخلوع.. وما يحدث معه الآن؟
**أن تفاجأ بما لم تكن تتوقع.. يغير ذلك مشاعرك.. لأنه مهما يكن لم نتوقع شيئا. وأنا واحد من الناس من خلال حديثه معى أحسبه كان صادقا فعندما يقول إن وزارة الأوقاف هى وزارة إنتاج وليست وزارة خدمات.. فماذا تريد منه أكثر من هذا لكن عندما تفاجأ اليوم بما لم تكن تتوقع.. وعلى كل حال كل ما نقتضيه هو المحاكمة العادلة فكون هذه المحاكمة ينتج عنها براءته أو إدانته فهذا أمر لا يهمنا فى قليل ولا فى كثير فلا تهمنا الإدانة ولكننا نسعى إلى العدالة والقضاء هو المسئول.
أما أن تقول إننا نتشفى فيه فأقول لك ليس فى الإسلام هذا الأمر.
*ماذا لو تم ترشيح د. الأحمدى أبو النور وزيرا للأوقاف فى المرحلة الحالية؟
**إذا كنت لم أفكر فيها من قبل فهل أفكر فيها الآن، إنما أسعد بمن يليها ويكون موفقا بل أسأل الله له التوفيق والسداد.. فأنا لست أرى نفسى مؤهلا فى هذه السن إنما أرى غيرى من الشباب أنسب خاصة وأننى تعديت الثمانين وبلغتها مما قد حول السمع إلى ترجمان. أنظر أن تكون سعيدا بنجاح الرسالة وبنجاح الوزارة مع غيرك هذا أكبر والأب منا يحب أن يرى ابنه فى أعلى المراكز وكل هؤلاء أبنائى وبنجاحهم يكتب النجاح لى.. فنحن الآن معافون من كثير من الرسميات حيث كنا نجوب كافة أنحاء الجمهورية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة