مع أنها لم تتجاوز الخمسين.. إلا أنك عندما تراها تظنها فى السبعين.. مشوار عمرها طويل.. ويزداد طولا بسبب البؤس والألم.. والمعاناة التى عاشتها وتعيشها كل يوم.. وكل ليلة.. هى سيدة مصرية فقيرة من أسرة تعيش تحت خط الفقر.. تعيش فى إحدى قرى محافظة الدقهلية.. تزوجت منذ سنين طويلة.. خمسة وعشرون عاما هى عمر حياتها الزوجية.. تزوجته فقيرا مثلها عاشت معه على الحلوة والمُرة... وبسبب الفقر كان المُر أكثر بكثير.. كافحت معه خرجت مع الزوج لتكافح وتشقى منذ الخيوط الأولى للفجر وحتى غروب الشمس كانت ومازالت تؤمن بأن الحياة كفاح من أجل الأولاد التى كانت تتركهم فى رعاية أم زوجها.. مشت مشوارا طويلا من أجل الأسرة.. نعم كان مشوارا طويلا وكانت تجد السند والعون من الزوج.. ولكن الحياة عجيبة.. غريبة.. فقد سقط الزوج فجأة صريعا للمرض.. لم يشكو من قبل إلا فى الآونة السابقة على سقوطه.. كان يشكو من صداع وكثيرا ما واجهه باسبرين وشاى.. لم يفكر أن يذهب إلى الطبيب أو المستشفى فهو كان يعتبر ذلك ترفا لا يستطيع أن يعيشه، ولكنه اضطر واضطرت معه الزوجة عندما سقط أن تذهب به إلى المستشفى المركزى وبعد فحصه طلب الأطباء إجراء أشعة رنين مغناطيسى على المخ والتى أثبتت أنه أصيب بجلطة بالمخ أدت إلى شلل نصفى وعدم القدرة على الكلام.. أصبح لا حول له ولا قوة.. أصبح غير قادر على الحركة والعمل أو حتى الخروج من باب البيت ونام على الكنبة الوحيدة فى صالة البيت ينظر للزوجة وللأولاد فى أسى وهو غير مصدق ما حدث له وأصبحت الزوجة وحيدة تواجه المأساة وعليها أن توفر احتياجات ومصاريف الزوج المريض والأبناء الأربعة وبالإرادة والعزيمة حاولت أن تستكمل المشوار.. سنوات قليلة كانت تقوم بدور الأب والأم معا تحاملت على نفسها كثيرا إلا أنها بدأت تشعر بالمرض والوهن يسرى فى أوصالها، ورقدت هى الأخرى على فرشتها.. يوم وثانى.. وحاولت أن تقوم وتخرج وتواصل حياتها لتوفر لقمة العيش لأسرتها إلا أنها لم تستطع، بل إنها رقدت تتأوه من الآلام ماذ يفعل الأبناء؟ وهم لا حول لهم ولا قوة.. أكبرهم ابنة طالبة بكلية التجارة، وأصغرهم توأم بالمرحلة الابتدائية، قام بعض الأقارب بحملها إلى المستشفى وكان تشخيص الأطباء أنه مجرد آلام بسبب المجهود الذى تبذله لتوفير مصاريف الأسرة.. تم إعطاؤها بعض المسكنات أيام والحالة كما هى وآلامها أصبحت لا تطاق والجسد أصبح واهنا.. عاد بها الأهل إلى المستشفى وتم إجراء تحاليل ثم طلب الأطباء منهم حملها إلى المعهد القومى للأورام فهناك شك فى إصابتها بسرطان الغدد الليمفاوية والحالة تحتاج إلى تحاليل وأشعة أكثر تقدما وبالفعل جاءوا بها إلى القاهرة على أمل أن يكون التشخيص خاطئا، ولكن للأسف أكدت الفحوصات والتحاليل أنها مصابة بورم سرطانى بالغدد الليمفاوية وأنها فى حاجة إلى تلقى جلسات للعلاج الكيماوى والإشعاعى شهور طويلة وهى تعيش رحلة عذاب تضطر أن تسافر من قريتها إلى القاهرة أسبوعيا لتلقى العلاج وكانت تظن أن هذه هى النهاية وسوف يعالج المرض وتعيش فى سلام وترعى زوجها المريض وأولادها ولكنها لم تكن تدرى أن هذا المرض اللعين سيلازمها سنوات طويلة ويتسبب فى فقدانها للعين اليمنى بسبب تأثيره الرهيب على أجهزة جسدها الضعيف وأصبحت تعانى معاناة مريرة مع هذا المرض الفتاك.. أرسلت تطلب مساعدتها فهى لا تستطيع توفير علاج زوجها من الجلطة، كما أنها تحتاج مصاريف خاصة بعلاجها وانتقالها من قريتها إلى القاهرة والعكس كما أن أولادها فى حاجة إلى مصاريف كثيرة لاستكمال تعليمهم وتناشد أهل الخير مساعدتها ونحن نضم صوتنا لصوتها ونناشد أهل الخير وأصحاب القلوب الرحيمة مساعدتها من يرغب فليتصل بصفحة مواقف إنسانية.