طبعا أنا لايهمنى أن أسرد على القارئ حدوتة فيلم عائلة زيزيزى , لكن المهم أن أذكر القارئ العزيز ببعض التفاصيل التى تخدم ما أريد ان أقوله للقارئ الذى لايعرف حقيقة قطن النيل الذى كان مفخرة المصريين لسنوات طوال وهو المحصول الرئيسى بدلا من الكانتالوب والفراولة المهجنة أو الخيار الذى أصبح طول القتاية. هل أنت متأكد أنك نائم على مرتبة من القطن المصرى الذى مثل ريش النعام، لا ياسيدى أنت تنام على شوية خرق بالية وهلاهيل ملمومة من الزبالة ووبقايا قصاقيص من المصانع الملابس الجاهزة. تقل لى ازاى؟ أقولك.. المرحوم فؤاد المهندس وأنا من أشد المعجبين به كان فى فيلم عائلة زيزى الكوميدية وكل من فيها له شطحاته.. زيزى تريد أن تصير ممثلة وواحمد رمزى دون جوان فاشل. وفؤاد مخترع مثابر لماكينة يدخل فيها القطن من ناحية فيخرج قماش من الناحية الأخرى.. إلى أن استطاع ذلك فى نهاية الفيلم. اما المخترع المصرى الحدق الذى اخترع ماكينة تدخل فيها الهلاهيل والخرق البالية وبقايا القصاقيص تدخل من ناحية وتخرج من الناحية الأخرى قطن والله قطن، وسيادتك تذهب تشترى قنطار القطن بمبلغ وقدره سواء لجهاز بنتك أو حتى لنفسك على سبيل التجديد والنومه المريحة لكن بعد شهر أو حتى شهرين تجد نفسم نائم على شوال طوب أو حصى وكأنك ياأبو زيد ما غزيت. هذه حقيقة القطن الموجود فى السوق ويباع للمصريين ليناموا عليه والذين اعتادوا أن يناموا على المراتب القطنية.. أما القطن، القطن يا عزيزى القارئ (السكارتو. والجيزة والأشمونى) وأجود أنواع القطن الحقيقى فهو! ما يصدر للخارج أو تأخذه المصانع لتحويله لغزل ثم قماش هذا ما كان يحدث فى مصر الآن.. أما مرتبتك العزيزة التى تريح عليها جنبك أيضا أصابها الغش التجارى.. طبعا التاجر مش حيقولك أن هذا قطن مدور ومضاف إليه يعنى شويه قطن طبيعى.. لأنه أصلا انت مالك ومال هذه التفاصيل، لا انت متخصص ولا أنت فاهم ولا علامة زمانك.. وأنصحك نصيحة لوجه الله ان كان لديك مرتبة وارثها عن جدتك فهى القطن المصرى الحقيقى وأى منجد مخلص حيقولك هذا الكلام.. ومجرد أنك حتحاول تجددها وتنجدها حتنام مرة اخرى على قطن طبيعى وناعم ومثل ريش النعام وهنيئا لك. أما القطن المصرى ذو الجودة العالية فهو يصدر للخارج إما قطنا وإما غزلا ونحن لم نعد نراه، لأنه أصبح من المستحيلات أن يستطيع أن يشتريه خلق الله من المصريين لأن القنطار قد يصل الى ثلاثة آلاف جنيه، تذهب الى المحلج سرا لتشتريه لأنه لايخرج الا لعلية القوم ويكون لونه ليس أبيض ناصعا إنما لون يميل الى اللون البيج الغامق ويكون به بذرة سوداء تتخلله وهذا هو القطن الطبيعى اللى لو عندك مرتبه منه أنت سأحسدك على نومتك المريحة الهنية.. أما عموم المصريين فينامون الآن على الخرق البالية وبقايا القماش الذى ترميه سيادتك فى الزبالة ويجمع ثم يذهب به الى الماكينة وبمعالجته تخرج قطن وسبحان القدير. ما الذى حدث يا مصر. القطن المصرى الذى كنا نفخر به بين دول العالم. ونتباهى بأننا بلد القطن، الذهب الأبيض. والفلاح المصرى الذى كان يؤجل كل مشروعاته الى ما بعد جنى محصول القطن،شبكة العروس وبناء البيت ووزواج الأولاد كله بعد القطن الذى كان الخير لمن يزرعه، الآن الفلاح يتقاعس عن زراعة القطن لأنه لايحقق للفلاح الثروة التى كان ينتظرها فى السابق. ولا يأتى بتعبه ., وبعد أن كان يفرح به الفلاح المصرى، كأهم محصول (ويغنى للقطن ويقول له نورت يا قطن النيل يا حلاة عليك يا جميل) أصبح يفضل زراعة البرسيم ولا الفول ولا حتى الكنتالوب والفراولة، ولهذا اصبح القطن غالى السعر بل خيالى.. يعنى انت تريد أن تزوج بنتك بقنطارين قطن بستة آلاف جنيه هذا لو حتى استطعت تحصل عليه لأنه اصبح من الممنوعات، وهذه هى مأساة من المآسى التى حدثت لبدنا مصر خلال الثلاثين سنة الماضية. والتدهور الذى أصاب الزراعة المصرية.. ياناس مصر بلد زراعى.. آراضينا خصبة والماء كان متوفرا، لكن السياسة الزراعية والقائمين عليها أفسدوا كل شئ كما لو كان مقصودا أن يخسر المصريون كل مميزاتهم، مصر بلد القطن الجيد الذى كانت تفخر به بين كل الأمم. أما القطن الصناعى من الماكينة التى تدخل لها الخرق البالية فتخرج قطنا بعد فترة ليست قصيرة تجد نفسك نائم على كيس طوب يوجع جسمك وجنبيك ويؤرقك ولا تعرف عليها النوم الذى عرفه أجدادنا الذين عرفوا النوم على القطن الطبيعى.. لأن مصر طبيعة جوها الحار نجد أنه من الصعوبة النوم على الأسفنج مثل الأجانب الذين معتادون على النوم على الأسفنج لطبيعة جوهم البارد، لأنه يصهد على الجسم والمصرى الحدق يتحايل على الغلاء ويتحايل على عيشته وعلى فقره فاخترع ماكينه تطلع قطن.. والحكاية اتقلبت بدلا من وضع القطن كى تحصل على قماش لا ده أنت تضع خرق بالية تخرج لك قطن، والأستاذ فؤاد المهندس علشان يخترع ماكينة يدخل لها قطن حقيقى فتخرج قماش فى خطوة واحدة دون ان يمر بمرحلة الغزل تعب وغلب وكان جدير بالاحترام والأعجاب حتى ان ذلك ساهم فى زواجه من بنت حلوة أصبحت شريكة حياته رغم أنه لخمة وخايب ولايستطيع أن يتحدث معها كلمتين اثنين على بعض.. الآن.. الماكينة بتطلع قطن.. قطن صناعى يا بلد القطن.