ليس هناك أسوأ من الاتهام الشائن الذى ادّعاه «طلعت زكريا» على ثوار التحرير إلا الافلام السخيفة التى قام ببطولتها من «قصة الحى الشعبى» و «حاحا وتفاحة» و«طباخ الرئيس» وصولاً إلى فيلمه المعروض فى فصل الصيف «الفيل فى المنديل سعيد حركات» الذى كتبه طلعت زكريا بنفسه وأخرجه «أحمد البدرى»! لا جديد لدينا فى سلسلة هذه الأفلام «ماركة السبكى» التى لا تحترم عقل الجمهور ولا ذوقه، والتى تقّدم الخلطة الشهيرة: ضحكة وقصة وأغنية شعبية و«حسن حسنى».. «لو كان فاضى»، ولأنه لم يكن فاضياً فقد انفرد «طلعت زكريا» بكل شئ فى واحدة من أسخف حواديت الأفلام، والتى لا تفهم منها هل هى مُحاكاة ساخرة لأفلام المخابرات ومسْلسلاتها الشهيرة مثل «رأفت الهجان» و «دموع فى عيون وقحة»؟ أو أنها حلقة جديدة فى سلسلة الشخصيات «البسيطة» التى تمارس الاستظراف السمج ثقيل الظل؟ من خلال سيناريو بدائى، تظهر شخصية «سعيد حركات» تاجر الفواكه شبه الأبله الذى يعشق مسلسلات المخابرات، والذى يذهب بنفسه إلى الجهاز القومى ليعرض أن يكون جاسوساً لديهم، وعليك أن تحتمل هذه السخافة لتقع فى سخافة أكبر عندما يجد فى الجهاز «محسن ممتاز» الذى ظهر فى «رأفت الهجان» وبنفس الشخصية التى لعبها «يوسف شعبان» ، فإذا عدت إلى حارة السعيد حركات. طاردتك سخافات ظهور منافس لتاجر الفواكه الأبله تتمثل فى الطفلة «مفاخر» «منة عرفة التى ابتذلتها أفلام السبكى حتى النخاع»، وشقيقتها الخرساء (معالى) (ريم البارودى) التى لن يكتشف «حركات» أنها لا تتكلم إلا فى يوم الفرح، ثم عليك بعد ذلك أن تبتلع مغامرة ركيكة بموافقة جهاز المخابرات لشغل الموساد ببلاهة «حركات» بينما يقوم رجل المخابرات «عمرو» (رامى وحيد) بانتزاع شريحة الكترونية عن مفاعل نووى إسرائيلى جديد !! تتواصل مغامرات «حركات» حتى إسرائيل حيث يبيع للصهاينة فواكه مُسممة، ثم يعود إلى الوطن منتصراً، وعلى إيقاعات زفة شعبية يتولاها «بعرور» واهل الحارة، تهتف «سعيد حركات»: «تحيا جمهورية مصر العربية»، ويضرب تعظيم سلام لشهداء الثورة فى مصالحة ساذجة أضيفت بالقطع تكفيراً عن اتهامات شائنة لا يمكن الصفح عنها، كما حُذف من الفيلم مشهد يقول فيه «حركات» إنه لا يحب الرئيس مبارك فينفجر جهاز كشف الكذب تأكيداً على أن طباخ الرئيس بيحب الرئيس! مشكلة «طلعت زكريا» الممثل أنه يريد أن يكون بطلاً فى أفلام هزيلة لا تحتاج بالتأكيد إلى لمساته كمؤلف، ومشكلة «طلعت زكريا» الشخصية العامة بدأ يتكلم فى السياسة فى الوقت الذى بدأ فيه الرئيس المخلوع الحديث فى الفن، وفى نفس الوقت كان المصريون قد قرروا التخلص من الاثنين لأنهم لم يجدوا فارقاً بين «طلعت حركات» و«سعيد?زكريا».