منذ أن تولى أحمد البرعى وزارة القوى العاملة أصبحت وزارة عاطلة عن أداء عملها الأساسى وهو فتح مجالات للعمل والتشغيل بالداخل والخارج، وعندما وقّع الوزير اتفاقية للحريات النقابية أصبحت وزارة الحريات النقابية ولا تهتم إلا بها وهى التى يترتب عليها تعددية نقابية فى وجود أكثر من نقابة عمالية فى مجال واحد مثل النقابة العقارية المستقلة ونقابة الفلاحين والاتحاد المستقل الذى كان يعمل د.البرعى مستشارا له، طبعا الهدف منه أن يكون اتحادا موازيا لاتحاد العمال الرسمى وما حدث منه جراء ذلك وفضيحتنا أمام العالم كله فى جنيف فى مؤتمرالعمل الدولى من تطاولهما وتشاجرهما أمام العالم تحت سمع وبصر البرعى كل ذلك نضعه فى كفة، أما ما حدث ويشكل كارثة حقيقية فهو قبول أوراق نقابة العاملين بالصحافة من قبل وزارة القوى العاملة وهدفها المبيت وهو إصدار تصاريح للعمل بالصحافة وتكون موازية لنقابة الصحفيين الوطنية وهو مالا نقبله على الإطلاق يا د. برعى فهل تريد أن يحدث فى الصحافة المصرية مثلما حدث مع اتحاد العمال الرسمى لأن الصحافة المصرية أبهرت العالم كله بعد ثورة 25 يناير وفضحت كل المؤامرات والدسائس بين النظام السابق وإسرائيل فما الهدف من وراء ذلك؟ هل لنبتعد عن قضايانا الأساسية ونتفرغ لقضايا فرعية تبعدنا عن مسارنا الوطنى، فهذه النقابة تذكرنا بنقابة الصحفيين المستقلين التى كان يقودها « المطعنىّ» برعاية صفوت الشريف وكان جزاء «المطعنىّ» السجن.. لقد نفى د. البرعى ان تكون هذه نقابة مهنية تمارس العمل الصحفى وقال إنها نقابة عمالية تقدم خدمات اجتماعية وتدافع عن العاملين بالصحافة ولكن هناك نقابة عامة للعاملين بالصحافة والطباعة والإعلام ونقابة الصحفيين،إن ما قاله عن الفرق بين النقابة المهنية والعمالية موجود على الورق فقط وفى مخيلة د. البرعى، لكن الواقع غير ذلك فالنقابة التى قدمت أوارقها للبرعى تعطى خطابات لمزاولة مهنة الصحافة وأصبح كل من هب ودب يعمل صحفيا والآن يصبح كل من ليس له عمل يعمل صحفيا دون قيود بسبب هذه النقابة.. النوايا الحسنة تؤدى إلى كوارث حقيقية لقد فتح د. البرعى بابا للفوضى بل تعدت هذه الفوضى إلى نقابتنا وهو ما لا نقبله شكلا وموضوعا.. لماذا يا برعى لا تولى اهتماما بإيجاد فرص عمل وإيجاد علاقات متوازنة بين الوزارات ورجال الأعمال والشركات الخاصة لتتحمل عبء التشغيل من منطلق المسئولية الاجتماعية لرجال الأعمال فى إطار المشاركة المجتمعية وتصبح وزارة عاملة وليست عاطلة عن أداء دورها الحقيقى، لماذا لا تشغل نفسك بالحد الأدنى والحد الأقصى للأجور والعدالة فى التوزيع، بدلا من هذا الاهتمام غير العادى بالحريات النقابية فى هذا الوقت بالذات والتى بسببها سيحدث فرقة وانشقاق بين العاملين فى مجال واحد فهل هذا وقتها؟! ولمصلحة من؟! إن هذا الوقت يحتاج إلى أن نتعاون ونعمل وننتج لا أن نتفرق ويحدث بيننا انشقاق يؤدى إلى تشرذم، فهذا ليس فى مصلحة وطننا العزيز بل فى مصلحة من يهمه تشتيت هذا الوطن وإحداث فرقة بين أبنائه فلا تكن مشاركا فى ذلك وإلا سنطلق على وزارة القوى العاملة وزارة الحريات النقابية. [email protected]