على الرغم من النجاح الذى حققه الرئيس الأمريكى باراك أوباما بمقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، إلا أن ارتفاع معدل البطالة وسط المخاوف المتزايدة إزاء حالة الاقتصاد الأمريكى سيشكل الوتر الحساس الذى قد يقضى على آمال أوباما فى الفوز بولاية ثانية، وهو الوتر الذى بدأ الجمهوريون اللعب عليه من الآن، أى قبل 17 شهرا من موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة. وفى هذا السياق، أشارالكاتب بنيامين أبلباوم، فى صحيفة «نيويورك تايمز»، إلى أنه لم يحدث قط منذ فرانكلين روزفلت أن أعيد انتخاب أى رئيس أمريكى مع معدل للبطالة أعلى من 7،2%، موضحا أنه منذ روزفلت سعى عشرة رؤساء للفوز بولاية ثانية وأنه فى أربع حالات كانت معدلات البطالة أعلى من 6% يوم الانتخابات، وقد خسر ثلاثة منهم وهم جيرالد فورد وجيمى كارتر وجورج بوش الأب، لكن رونالد ريجان استطاع الفوز على الرغم من بلوغ معدلات البطالة 7.3% خلال شهر نوفمبر عام 1984 وذلك لأن المعدلات كانت تتراجع بحيث رأى الناخبون أنه كان يعمل على علاج المشكلة. ونصح أبلباوم الرئيس أوباما بأنه إذا كان يريد الاحتفاظ بمنصبه فعليه تحدى الارتفاع الحالى فى معدلات البطالة. وكان التقرير الشهرى للوظائف قد أظهر أن معدل البطالة عاد إلى الارتفاع للشهر الثانى على التوالى ليصل إلى 9.1% فى مايو الماضى. وقالت وزارة العمل إنه بينما كانت عقود العمل تتم بمعدل 220 ألفا فى الشهر خلال الفترة من فبراير إلى إبريل، فإن الاقتصاد الأمريكى لم يتمكن من توفير سوى 54 ألف فرصة عمل فى مايو. والأسوأ من ذلك أن الأغلبية الواسعة من الخبراء الاقتصاديين، بما فى ذلك مستشارى أوباما نفسه، يتوقعون حدوث تقدم متواضع بحلول نوفمبر 2012 موعد إجراء الانتخابات، حيث إنه مع وصول عجز الميزانية هذا العام إلى 1،4 تريليون دولار وحجم الدين القومى الأمريكى إلى 14.3 تريليون دولار، يضغط الجمهوريون على أوباما لخفض الإنفاق الحكومى مقابل تأييدهم طلبه برفع سقف الاقتراض، وهو ما قد يتسبب فى فقد المزيد من الوظائف. ورغم أن الاحتياطى الفيدرالى بإمكانه خفض معدلات البطالة من خلال ضخ المزيد من الأموال لإنعاش الاقتصاد، إلا أنه راغب عن فعل ذلك خوفا من زيادة معدلات التضخم. وقد أظهر استطلاع للرأى أجرته صحيفة واشنطن بوست وشبكة تليفزيون (ايه. بى. سى. نيوز) مؤخرا أن الزخم الذى حصل عليه أوباما بعد الإعلان عن قتل بن لادن آخذ فى التبدد بسبب قلق الأمريكيين من بطء وتيرة التعافى الاقتصادى حيث تراجعت نسبة الموافقين على أدائه لمهام منصبه إلى 42 بالمائة. ويبدو واضحا أن البطالة وتعثر تعافى الاقتصاد الأمريكى سيشكلان نقطة الضعف التى سيستغلها الجمهوريون لهزيمة أوباما فى الانتخابات، فمنذ اليوم الأول لبدء حملته للفوز بترشيح الحزب الجمهورى لخوض الانتخابات الرئاسية القادمة انتقد ميت رومنى الحاكم السابق لولاية ماساشوسيتس فى كلمة ألقاها فى ولاية نيوهامبشاير السياسة الاقتصادية لأوباما متهما إياه بالإفراط فى الإنفاق وعدم حماية الوظائف حيث قال إن «أرقام الوظائف التى نشرت تظهر أننا نعود للوراء وذلك هو الاتجاه الخاطئ لأمريكا. سياسات الرئيس أوباما فاقمت الركود، وكنتيجة لذلك فإن المزيد من الناس أصبحوا بلا عمل». وتعهد رومنى (64 عاما) فى حال انتخابه بتحقيق التوازن فى الميزانية الفيدرالية وبخفض الإنفاق الفيدرالى إلى نسبة 20% من الإنتاج المحلى. كما تعهد بأن يجعل الولاياتالمتحدة أكبر بلد «صانع للوظائف» فى العالم.