حفلت نتائج الانتخابات البريطانية الأخيرة بالعديد من المفاجآت إذ رفض البريطانيون وبأغلبية ساحقة الانتقال إلى نظام الانتخاب البديل وبلغت نسبة الرافضين للتعديل 69% مقابل 31% مؤيدين. وقد أجرى الاستفتاء بناء على طلب الديمقراطيين الأحرار الشريك الأصغر فى الائتلاف الحكومى البريطانى الذى يرأسه النائب «نيك كليح»فى الوقت الذى دعى فيه حزب المحافظين الحاكم والذى يرأسه رئيس الوزراء «ديفيد كاميرون» بالتصويت ب «لا»، كما جاءت نتائج انتخابات اسكتلندا مفاجئة ايضاً للبريطانيين إثر فوز الحزب الوطنى الداعى إلى استقلال أسكتلندا بأغلبية فى البرلمان الأسكتلندى وهى المرة الاولى منذ 12 عاماً التى يتمكن فيها الحزب الوطنى الأسكتلندى من انتزاع عشرة مقاعد على الأقل من حزب العمال مما أدى إلى زيادة نصيبه من الأصوات بنسبة 13%، وقد بنى الحزب الوطنى الأسكتلندى فوزه على الغضب الشعبى من المخطط الوطنى لخفض العجز الذى وافق عليه المشرعون فى لندن وعلى خيبة الأمل من استراتيجية حملة حزب العمل فى اسكتلندا، وقد جاء انتصار الحزب الاسكتلندى لافتاً للانتباه نتيجة للنظام الانتخابى للبرلمان الاسكتلندى الذى صمم على نحو يجعل من الصعب حصول حزب واحد على أغلبية المقاعد. وبمجرد أن أعلن فوز الحزب الوطنى حتى أعلن «اليكس سالموند» زعيم الحزب عن نيته تقديم استفتاء حول الاستقلال لأسكتلندا وذلك فى غضون السنوات الخمس المقبلة، كما ذكر أن أى استفتاء على الاستقلال لن يجرى قبل عام 2013 رغم أنه لم يحدد موعداً بعد للاستفتاء وأكد «سالموند» نيته اجتماع ب «ديفيد كاميرون» لتحديد ما تعنيه نتيجة الاستفتاء للأسكتلنديين وقد سارع رئيس الوزراء البريطانى «ديفيد كاميرون» بإعلانه أنه سيدافع بكل ما لديه من قوة لإبقاء المملكة متحدة فى حال قرر الأسكتلنديون إجراء استفتاء على الاستقلال، ويتوقع مستشارو «كاميرون» سفره لاسكتلندا لإلقاء خطاب للدفاع عن المملكة المتحدة ووحدتها، وقال وزير الدولة البريطانى لشئون اسكتلندا «مايكل مور» إن حكومة المملكة المتحدة لن تمنع إجراء استفتاء على استقلال اسكتلندا عن المملكة المتحدة. وأضاف: لن نعيق إجراء أى استفتاء، كما ذكر أن الحكومة البريطانية لن تقوم بهذا الاستفتاء وأنه متروك للحكومة الاسكتلندية . يذكر أن أسكتلندا كانت مملكة مستقلة حتى مايو 1707 حين تم إقرار قانون الوحدة لعام 1707 الذى اتحدت بموجبه مملكتا إنجلترا وأسكتلندا فيما يعرف اليوم بمملكة بريطانيا العظمى والتى أصبحت أشبه بإقليم تابع لإنجلترا، حيث تم دمج المملكتين وأصبح لهذه المملكة برلمان واحد يمثل اسكتلندا فيه 45 نائباً فى مجلسه العمومى و16 عضواً فى مجلس لورداته ومنذ ذلك الحين لم تتمكن المعارضة الاسكتلندية من تحطيم هذه الوحدة.