لست من الدراويش ولست سلفيا.. ولا إخوانيا أو صوفيا أو ملتحفا بأية عباءة من عباءات الدين.. ورغم كل ذلك فإننى أعتقد أن أسامة بن لادن لم يكن إرهابيا.. بل كان مجاهدا فى سبيل الله بطريقته التى قد نتفق أو نختلف حولها، ولكن تلك مسألة أخرى أو ليس الذين «نعتوه» بالإرهاب هم أنفسهم أولئك الذين ادعوا أن حركة (حماس) فى فلسطينالمحتلة (حركة إرهابية)؟! رغم أن حركة حماس تدافع عن حقوق الشعب الفلسطينى فى التحرر والاستقلال والخلاص من الاحتلال الصهيونى وتمنحها هذا الحق كل الأعراف والقوانين والمواثيق الدولية.. إلا أمريكا والصهاينة والغرب المنافق لأمريكا.. فإنهم دائما يتبعون سياسة (الكيل بمكيالين) أو ما يسمى (ازدواجية المعايير) أى أن الحق والعدل يصبحان كذلك وفقا للأرض التى يتم الحديث عنها، وكذلك الشعب فإن كان عربا مسلمين فعلا يصبح الحق المكفول بالقانون كحق الدفاع عن الأرض وتحريرها (إرهابيا) وهكذا!! فما الذى جعل «بن لادن» يغادر حياة الترف والنعيم المقيم إلى حياة الكهوف والجبال والصخور؟ أليس هو (إرهاب الدولة) الذى مارسته وتمارسه أمريكا وصنيعتها الصهيونية طوال تاريخهما مع العرب والمسلمين؟! أليس انحياز أمريكا الأعمى إلى «الباطل» والعدوان والهمجية والبربرية الصهيونية هو الذى دفع بن لادن إلى جبال باكستان واستمراره فيها بعد انهاء الغزو السوفيتى لأفغانستان لكى يقاوم الظلم الأمريكى الصهيونى لبنى عقيدته؟! وإذا كان «بن لادن» فى عرف هؤلاء «إرهابيا» - وهذا غير صحيح- فإن «إرهابهم» أسوأ وأكثر حقارة وخسة. وإلا فبماذا نصف عدوان الكيان الصهيونى على مدرسة بحر البقر فى مصر (أبريل 1970) واغتيالهم لعشرات الأطفال التلاميذ بالمدرسة واستشهادهم وهم فى سن الطفولة والبراءة على يد الجندى الصهيونى الجبان مدعوما من الامبريالية الأمريكية؟! أليس ذلك هو «إرهاب الدولة» المنظم وإرهاب قطاع الطرق والبلطجية؟! أيضا شهداؤنا فى مصنع أبى زعبل فى نفس العام 1970 ألم يكونوا «مدنيين» عزل؟ فالذين «يتباكون» على قتل «بن لادن» للمدنيين العزل اسألهم: فهل كان «أطفالنا» فى بحر البقر وعمالنا فى مصنع أبى زعبل «عسكريين» ونالوا الشهادة فى ميدان القتال؟! أبدا.. لكنها «العنصرية» البغيضة التى تجرى فى دمائهم جميعا.. فدماؤهم «أغلى» من دمائنا.. وجنسهم أعلى من جنسنا.. والواحد منهم بألف من أبنائنا.. هكذا رؤيتهم المريضة واعتقادهم الاستعلائى. كما أن شهداءنا الأطفال فى مجزرة قانا «1» بجنوب لبنان عام 1994 على يد الإرهابى شيمون بيريز كانوا أيضا مدنيين تماما كالمدنيين الذين اغتالهم بن لادن وجماعته من المجاهدين.. فما الفارق؟.. لا شىء سوى أن بن لادن كان ردا للفعل، لكن الفاعل الأصلى هو أمريكى «صهيونى» والبادئ دائما أظلم.. وكذلك شهداؤنا فى مذبحة قانا (2) منذ سنوات قليلة.. هل كانوا عسكريين أم مدنيين عزل يقيمون فى الخيام؟ ومذبحة (دير ياسين) عام 1948 التى قادها الإرهابى مناحم بيجين.. رئيس وزراء العصابة الصهيونية الأسبق والتى راح ضحيتها مئات الفلسطينيين المدنيين والأبرياء.. ماذا كانت جريمتهم؟ لا شىء.. سوى أن الصهاينة يستمتعون بممارسة القتل والإرهاب والوحشية ضد كل ما هو عربى وما هو مسلم! والمجازر التى ارتكبتها الصهيونية فى مخيمات أشقائنا الفلسطينيين فى فلسطينالمحتلة خاصة مجزرة جنين الشهيرة أبريل 2002.. أليست كلها أعمالاً إرهابية؟ ثم المجازر الصهيونية فى غزة 2008 وأوائل 2009 واستخدام الأسلحة المحرمة دوليا ضد الأطفال والنساء والشيوخ واغتيالهم داخل منازلهم ومباركة وتشجيع وتأييد أمريكى.. أليس ذلك إرهابا أسوأ بكثير من إرهاب بن لادن كما يزعمون أنه «إرهابى»؟! ثم احتلال العراق عام 2003 على يد البلطجى الدولى جورج بوش الصغير وقتل مئات الآلاف بل أكثر من مليون عراقى شقيق فى حرب إبادة جماعية وجعل أرض العراق مسرحا لتجريب أحدث أنواع الأسلحة الأمريكية والصهيونية.. أليس ذلك إرهاباً وهمجية وبربرية وانحطاطا؟ سجلهم فى الإرهاب حافل وملىء وقوائم إرهابهم طويلة لا تنتهى.. لكن إرهابهم يسمونه «الحرية والديمقراطية» كما فى العراق على سبيل المثال!! هم المعتدون والقتلة والمجرمون وبن لادن وجماعته كانوا عن أنفسهم وبلدانهم وعقيدتهم يدافعون.. لم يكن أسامة بن لادن أبدا.. إرهابيا.. بل هم «الإرهابيون». تحية للمجاهد الشهيد «أسامة بن لادن» والعار لمن يصفونه ويعدونه «إرهابيا».