أثارت قضية الحساب السرى لمكتبة الاسكندرية فى فرع البنك الأهلى بمصر الجديدة علامات استفهام ودهشة؛ حيث أن الرئيس السابق حسنى مبارك أودع كل التبرعات التى تمت للمكتبة باسم والدته ثم عندما توفيت نقل التوكيل بالتصرف فيها إلى السيدة سوزان مبارك والتى تقدر بحوالى 140 مليون دولار. بذل الدكتور محسن زهران مدير مكتبة الاسكندرية السابق وهو الاستاذ المعروف للتخطيط العمرانى بكلية هندسة الاسكندرية، والذى ساهم مع الدكتور فؤاد حلمى فى عمل التخطيط العمرانى للاسكندرية لعام 2017 جهدا خارقا فى متابعة أعمال الإنشاءات فى مكتبة الاسكندرية منذ عام 1995 حتى عام 2001 وحتى تتطابق الرسومات فى المسابقة العالمية مع التنفيذ الفعلى للمشروع؛ الطريف أن الدكتور محسن زهران عندما كان يطلب من الرئاسة جزءًا من الأموال المتبرع منها ومنها فى يوم الإعلان العالمى لدعم مشروع المكتبة فى مدينة أسوان والتى تبرع فيها الشيخ زايد رحمه الله والسلطان قابوس حوالى 65 مليون دولار، وكان رد الرئيس مبارك والهانم سوزان مبارك أن تتم سداد مستخلصات المقاولين من وزارة المالية وليس من التبرعات. ولايملك الرجل إلا أن يصمت فى دهشة وإلا ماذا يقول؟ وأى شئ يقال؟ وظل هذا الغموض والدهشة حتى تم تمويل مشروع المكتبة من خزانة الدولة حتى عام 2001. والتساؤل من أين كان يحصل العاملون فى المكتبة من استشاريين وإداريين وفنيين على مرتباتهم؟ ولذلك أعتقد أن الدكتور اسماعيل سراج مدير المكتبة لابد أنه سأل عندما تولى أمور المكتبة بعد أن اكتملت منشآتها على حالتها عن الأمور المالية وكيفية تمويلها ومن المؤكد أنه كان يعلم جيدًا أن هناك تبرعات من رؤساء الدول واليونسكو. ألم يتساءل حتى مع نفسه أين ذهبت هذه التبرعات ومن الذى كان مرشحا لليونسكو؟ أظن أن الدكتور حسين سراج يعلم جيدًا أن هناك تبرعات بملايين الدولارات وأظن أيضا أنه كان يعلم أن هذه التبرعات يتصرف فيها الرئيس السابق والهانم. ألم يكن من الواجب عليه أن يسأل عن مصير هذه الملايين من الدولارات المتبرع بها؟ وإذا كان الدكتور سراج يعلم ولم يسأل عن مصير هذه التبرعات فتلك مصيبة، وإذا كان يعلم وسكت وآثر الصمت حفاظًا على كرسيه فالمصيبة أكبر. ولذلك استفاد من صمته المريب وظل رئيسا للمكتبة حوالى 11 عاما متصلة فى هذا المنصب المرموق والذى أتاه على الجاهز يتعزيز من الهانم متجاهلة الجهد الشاق الذى بذله الدكتور زهران الذى كان يبيت فى موقع العمل وكذلك الدكتور مصطفى العبادى استاذ الحضارة اليونانية صاحب فكرة احياء مكتبة الاسكندرية والذى تبناها بعد ذلك رئيسا جامعة الاسكندرية السابقان الدكتور لطفى دويدار والدكتور فريد مصطفى. الذين لم يتركز عليهم ولا حتى شكرهم! ولذلك فإن بيان الدكتور إسماعيل سراج مدير المكتبة الذى أصدره ومفاده أنه ينفى بشكل قاطع عدم علمه بوجود الحساب السرى ولا كيفية تمويله ولا المتصرف فيه يفتقد المصداقية والشفافية ولا يعبر عن الحقيقة لأنه ليس من المعقول أن يصمت طوال 10 سنوات عن الملايين من الدولارات المتبرع بها للمكتبة ولا يسأل عن مصيرها! ألم يكن من المصداقية والشفافية أنه كان يعلم ولكنه لم يكن يملك من الشجاعة أن يسأل خوفًا على كرسيه والمرتب الباهظ الذى يتقاضاه؟!