لا أحد ينكر الدور الذى قام به الأزهر الشريف خلال ثورة 25 يناير منذ بدايتها حيث ناشد د. أحمد الطيب فى أكثر من بيان شباب الثورة متعهدا بتبنى مطالبهم التى وصفها بالشرعية، حيث رفض شيخ الأزهر مزايدات البعض على دور الأزهر فى الثورة واتهامه بالتخلى عنها وأكد على أن موقف الأزهر كان واضحا منذ البداية بأنه مع المطالب المشروعة للشباب وموضحا أنه قد مضى وقت البيانات والنداءات وأن موقف الأزهر واضح نكشفه ونبلغه للناس ليعرفوه، انطلاقا من أن الأزهر الشريف مؤسسة دينية كبرى لها تاريخ يعلو على تاريخ الثورات والحكومات لأننا بحمد الله وبفضل ماقدمه شباب 25يناير نعيش بداية مرحلة جديدة نأمل أن تضمن فيه الحرية والديمقراطية وحتى الاختلاف فى الرأىوأشار د. أحمد الطيب أنه لايستطيع أحد أن يتزايد على موقف الأزهر الداعم لأية حركة تحرير داخل مصر وخارجها والأزهر لايتردد ولا يخاف. كما تجرأت بعض الحناجر الزاعقة فى الداخل والخارج ولم يكن ليمسك بالعصا من الوسط كما قيل، بل أمسك بالعصا وهو يتقلب بين طرفين: خوف قطرة دم تراق من هؤلاء الشباب وبين خوف على الوطن أن ينفرط عقده ويدخل فى مجهول لاترى فيه يمين من شمال. واستشهد قائلا: لقد كان الأزهر فى بياناته واضحا عندما قال «إن الإسلام يقرر الحقوق ويحمى الحريات ويرفض الظلم ويقف إلى جانب الشعوب فى مطالبها المشروعة فى العدل والحرية والعيش الكريم». وأشاد الأزهر فى الوقت نفسه بالتحام القوات المسلحة بالجماهير وتأكيدها بأنها لن تكون فى مواجهة مع الشعب، كما أعلن الأزهر أن أى عمل أو تصرف يؤدى إلى إراقة الدماء عمل محرم شرعا ومجرَّم أمام الله وأمام الناس، بل سبق كل الأصوات التى تركب الموجة الآن وتتاجر بالدين والأخلاق وتنتهز الفرصة لافراغ أحقادها وسمومها السوداء على الأزهر وعلمائه الشرفاء فى حين طالب بحق سائر القوى السياسية دون إقصاء فى إجراء حوار فورى يهدف إلى إحتواء الأزمة ورأب الصدع قائلا: وأنا أضع خطا تحت كلمة دون إقصاء ويعلم الجميع أنه بينما كانت الأصوات توجه سهامها نحو الشباب ويصفون الضحايا بأنهم قتلى معركة، خرج الأزهر بقولته التى لا لبس فيها ولا غموض بأن هؤلاء الشباب شهداء. وأوضح الدكتور الطيب أن الأزهر قال ذلك وجهر به فى الوقت الذى كان فيه المنافقون يكيلون النفاق جزافا للنظام ويشكلون مواقفهم حسب اتجاه الرياح، فهذه هى مواقف الأزهر الذى أمسك بعصا الحق ولم يمسك بالعصا من الوسط كما يزايد الآن بعض المنتفعين والانتهازيين والباحثين عن أدوار فى العهد الجديد. وطالب د. أحمد الطيب الجميع بمراجعة بيانات الأزهر حتى يتأكدوا من أن الأزهر لم يتملق السلطة القائمة آنذاك، ولن يتملق السلطة القائمة الآن، فالأزهر وقف أمام الولاياتالمتحدة حين أرادت أن تتدخل فى شأن مصر، والذى تصدى للفاتيكان وجمد حواره معه فى لغة حاسمة وقاطعة والأزهر الذى أصر ولايزال على التمسك بموقف صارم من إسرائيل ويرفض تدنيس المقدسات وحصار غزة، كما يرفض التطبيع، ويقف إلى جانب الحق الفلسطينى إلى آخر مدى ويقف أيضا بالمرصاد لمؤامرات التغريب والأمركة. ومن جانبه قال الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية إن الوقت الراهن هو وقت الأمل والعمل وليس تأجيج أحقاد قديمة يجب فيه أن نتطلع إلى المستقبل بحيوية ونشاط عازمين فيه على تحقيق مستقبل أفضل لوطننا ولأولادنا وألا ندع أى شئ يفرق وحدتنا أو يلتهم النشاط والمكتسبات التى حققتها ثورة الشباب المباركة، وقال فى بيان إننا إذ نؤيد طموحات الشعب المصرى فى هذه المرحلة الدقيقة فى حياة الوطن، وندعو الجميع لضمان حماية المقاصد العليا الخمسة للشريعة وهى حفظ الدين والنفس والمال والعرض والعقل التى تشترك فيها كل البشرية. ويدعو العلماء والدعاة إلى تبنى خطاب دينى جديد يتناسب وروح العصر الذى نعيش فيه متسلحا بأدواته ينشر بين شبابنا قيم الاعتدال والوسطية والتسامح والحوار ويواجه جميع دعاوى الغلو والتطرف التى تظهر من الحين للآخر ويتصدى لأى صوت ينسب للإسلام والمسلمين ما ليس فيهم. واختتم كلامه قائلا إن المشاركة الحقيقية والمخلصة من كافة المواطنين والعمل بروح الفريق هى الضمانة الحقيقية لنجاح مسيرة هذه الأمة العزيزة لاستعادة دورها على جميع المستويات الإنسانية.