رفضت لقب «الخاطبة» بالرغم من قيامها بتزويج أكثر من ألفى عريس وعروسة.. أطلق عليها البعض لقب «أم العرايس» ووصفها علماء الاجتماع بأنها خبيرة علم نفس لأنها تستطيع التوفيق بين طباع شخصيتين مختلفتين والحكم على مستقبل تجارب الزواج بالفشل أو النجاح إنها الحاجة آمال إبراهيم عبد الله البالغة من العمر 70 عاما.. يعرفها معظم عائلات المعادى ومدينة نصر ومصر الجديدة ويلهث وراءها العديد من الفتيات طمعا فى إيجاد «فتى الأحلام» المناسب عن طريقها. تحدثت لنا عن أسرارها وأطلعتنا على أطرف وأشهر الزيجات التى كانت سببا فيها.. وتعرفنا من خلالها على طباع الفتاة المصرية على مدار ال 30 عاما الأخيرة. تقول الحاجة آمال: فى خمسينيات القرن الماضى وعندما كنت طفلة كانت لى ذكريات جميلة مع الإذاعى الكبير «بابا شارو» وأذكر أن الرئيس محمد نجيب والزعيم جمال عبد الناصر زارا الإذاعة للاحتفال بعيد الثورة ودخلا إلى الاستوديو وقاما بالتقاط صورة تذكارية معى أنا وزملائى الصغار ومنهم الفنانة الجميلة صفاء أبو السعود. وفى مدرسة المعادى الثانوية تعرفت على المذيعة الشهيرة سهير شلبى وعفاف شاكر أخت الفنانة شادية ود. سامية الساعاتى أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس حاليا. وأذكر أننا كنا نقوم بعمل حفلة كل فترة لنتقابل فيها ونتذكر أيام الدراسة. وأضافت أول حالة زواج استطعت فيها التوفيق بين العروسين كانت فى وزارة التموين حيث كنت أعمل مديرة إدارة الخدمات بشركة تابعة للوزارة وذلك منذ ما يقرب من 35 سنة، وأذكر أن جميع العاملين بالشركة حضروا الفرح دون علمهم بأننى كنت السبب فى زواج العروسين فقد كنت أوفق بين زملائى فى كتمان وبدون أن أتباهى بذلك. وقالت: بالرغم من إحالتى للمعاش منذ ما يقرب من عشر سنوات فإننى مازلت أمارس هذه الهواية وبمجهود أكبر من ذى قبل وعلى مدار ال 35 سنة الماضية استطعت أن أوفق بين أكثر من ألفى عريس وعروسة معظمهم من أعضاء أندية شهيرة مثل نادى اليخت والدفاع الجوى ونادى الزهور. وبالرغم من ذلك أرفض لقب «خاطبة» لأننى لا أتقاضى مليما واحدا من أحد فهدفى هو خدمة الناس لدرجة أننى أبكى من الفرحة عند مشاهدة العروسين فى الكوشة. وأذكر أنه تمت حالتى طلاق فقط من بين الزيجات التى كنت سببا فيها ومع ذلك لم أكن السبب فى زواج ابنى وابنتى أو كما يقولون «باب النجار مخلع». وأذكر أن البعض لقبنى ب «أم العرايس» والمذيعة الشهيرة رولا خرسا قالت لى أنت أشهر خاطبة فى مصر. وقام د. أحمد المجدوب أستاذ علم الاجتماع الراحل بعمل دراسة عنى وقال إننى خبيرة فى علم النفس وانبهر بكلماتى الداعية عمرو خالد. وواصلت الحاجة آمال حديثها قائلة: فى عيد الأم أتلقى آلاف التليفونات من الذين قمت بتزويجهم. وأذكر أننى قمت بالتوفيق بين عرسان فى مصر وأنا فى السعودية وذلك من خلال التليفون المحمول كما قمت بتزويج أخت مذيعة شهيرة فى التليفزيون وبنت مدرب كرة قدم مشهور ولاعبين فى أندية الأهلى والزمالك. أول جوازة وعن أول جوازة كانت سببا فيها قالت: كانت لابن عمتى ويدعى حسن وذلك بعد أن توفيت زوجته وتركت له أطفالا وذهبت لزيارته ذات مرة ووجدت أبناءه نائمين دون غطاء فى عز الشتاء القارص ففكرت فى أن أزوجه وكنت أعرف فى ذلك الوقت بنتا يتيمة كانت تتربى مع أبناء خالها فذهبت إليها وطلبت منها أن تذهب معى إلى بيت حسن دون علمها بشأن هذا الزواج. وعندما دخلت إلى البيت وشاهدت أطفاله الصغار بكت بشدة وأخذت تداعبهم ثم انصرفنا. وبعدها طلبت من حسن أن يأتى ليرى العروسة التى اخترتها له. ثم تزوجا وذلك منذ ما يقرب من 35 سنة وبعدها استمررت فى عملى. وأذكر أنه جاءنى مرة رجل متزوج وطلب منى أن أبحث له عن زوجة فرفضت وطلبت منه ألا يتزوج على زوجته. وفوجئت بأن زوجته هى التى قامت بالاتصال بى وطلبت منى أن أبحث لزوجها عن عروسة بالفعل حققت لها رغبتها وتمت الزيجة. والطريف أنه ذات مرة كانت لى زميلة فى الشركة توفيت وبعدها بفترة اتصل بى ابنها ويعمل طبيب. فقلت له عندى بنت وحاصلة على بكالوريوس زراعة وساكنة فى ميدان الجامع فسألنى عن اسمها فقلت له. «جى جى» فضحك كثيرا وقال «يا طنط آمال دى أختى». وأشارت إلى أنها تضع حيلا لكى تعقد الزواج بين شخصين قائلة: فى بعض الأوقات أصنع سيناريوهات وحيلا لتزويج بنات يرفضن الزواج عن طريق خاطبة وبعد إصرار الأمهات أقوم بحجز أربع «ترابيزات» فى أحد الأندية الشهيرة السابق ذكرها حتى يرى العرسان بعضهم البعض. كما أننى أقوم بأخذ العريس وأمه ونزور العروسة مرة واثنين ثم أحضر جميع الاتفاقات بينهم من «الألف إلى الياء» حتى إذا حدثت مشاكل أو بعض الاختلافات أقوم بالتوفيق بينهم. وكذلك أتحرى عن العريس جيدا مثل المفتش كرومبو وأطلب من أهل العروسة القيام بالسؤال عنه وعن أصله وفصله وإذا اتصل بى أحد وطلب منى أن أبحث له عن عروسة يجب أن أرى شخصيته وأتعرف على طباعه حتى أجد له من تناسبه وكذلك الأمر بالنسبة للعروسة لأننى اعتبر أن الزواج أمانة وحتى أحافظ على بنات العائلات من المساجين والبلطجية. وأضافت: منذ فترة قريبة قمت بالتوفيق بين عريس وعروسة. وشقيق العروسة اتصل بى لحضور احتفال الخطبة ولكننى كنت فى العين السخنة فأرسل لى سيارة أخذتنى وحضرت الخطبة فى وقت متأخر من الليل بسبب إصرارهم على عدم «تلبيس» الشبكة بدون حضورى. أحلام البنات وكشفت أنه على مدى ال 35 سنة الماضية اختلفت طباع البنت المصرية وتغيرت أحلامها. وعندما أجد عروسة أو عريسا ذات طباع سيئة لا أزوجهما. وأذكر أنه ذات مرة طلبت منى واحدة أن أبحث لها عن عريس بشرط أنه يكون طبيبا أو مهندسا بالرغم من أنها دبلوم تجارة. وأيضا أحضرت لفتاة عريسا يسكن فى مصر الجديدة بجانب إحدى الشخصيات المهمة ولكن مع والدته فطلبت منه الفتاة بيع شقته وشراء أخرى بعيدا عن والدته حتى توافق على الزواج فرفض وقمت بتحيته على ذلك. وأوضحت أن الفتاة فى الماضى كانت لا تطلب طلبات مطلقا أما الآن فهناك من تطلب شروطا معينة ليست فى العريس فحسب ولكن فى لون السيارة الملاكى وماركتها أيضا. وفى الزيجات التى أسعى فيها دائما ما أدعو العرائس إلى الحشمة والأخلاق الحميدة وكذلك العرسان وأقدم لهم الهدايا وأكون حزينة إذا لم توفق «الجوازة» وأشعر بحالة من الاكتئاب. ووجهت الحاجة آمال كلمة للآباء قائلة: أطالب الآباء بأن تكون شروطهم بسيطة حتى يتم الزواج ويجب أن يشعر العريس بأن والد الفتاة مثل والده حتى لا تكون هناك أزمة عنوسة. لأنه فى بعض الحالات تتم كتابة أشياء كثيرة جدا فى «القائمة» التى لا قيمة لها وتكون على كاهل العريس.