أكد د. أيمن أبو حديد مدير مركز البحوث الزراعية أن قطاع الإنتاج الحيوانى من أهم القطاعات التى تشارك فى ظاهرة الاحتباس الحرارى. وأشار فى مقالة مهمة ضمن سلسلة مقالات ينشرها مركز معلومات التغيرات المناخية والمعمل المركزى للمناخ الزراعى إلى أن القرن العشرين شهد تغيرات مناخية كبيرة انعكست سلبيا على البيئة بصفة عامة وعلى نظم الإنتاج بصفة خاصة ولا سيما القطاع الزراعى الذى يساهم بنحو 20% من إجمالى الدخل القومى بمصر كما أنه يوفر فرصا كبيرة للعمل حوالى 35% من إجمالى القوى العاملة بمصر ومن هذه التغيرات التى تحدث فى ظاهرة الاحتباس الحرارى التى تحدث فى الكرة الأرضية وهذه الظاهرة هى التى تؤدى إلى تغير المناخ وليست عرضا لتغير المناخ. وقد يرجع بعض العلماء هذه الظاهرة إلى التلوث فقط وبما أنه بزيادة النشاط البشرى وتسارع التنمية فإن المناخ يتغير لأن النشاط البشرى يؤثر فى تركيب مكونات الغلاف الجوى للأرض وذلك عن طريق تراكم الغازات وخاصة ثانى أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز وهى غازات معروفة بالغازات الدفيئة ولها خاصية جذب الحرارة وبالتالى فإن تراكمها يتسبب فى الاحتباس الحرارى. ويعد الإنتاج الحيوانى من الأنشطة التى تؤثر فى ظاهرة الاحتباس الحرارى وتتأثر بها، ويمثل الإنتاج الحيوانى أحد العناصر الأساسية من عناصر الإنتاج الزراعى التى تدر دخلا كبيرا، بالإضافة إلى توفير العديد من فرص العمل والتى تلعب دورا مهما فى حياة السكان كمصدر أساسى للمواد الغذائية التى لا غنى عنها وتساهم فى كثير من الصناعات الغذائية والدوائية والنسيج والملابس وتمد الأرض الزراعية بالأسمدة العضوية ولذلك سوف يتم إلقاء الضوء على كيفية تأثير الإنتاج الحيوانى فى ظاهرة الاحتباس الحرارى حيث يقوم قطاع الإنتاج الحيوانى بإنتاج مجموعة من الغازات التى تشارك فى ظاهرة الاحتباس الحرارى ومن هذه الغازات ثانى أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز، حيث ينتج الميثان من آكلات الأعشاب كنتيجة ثانوية للتخمرات التى تحدث بالكرش، وتنتج كل من الحيوانات المجترة «الأبقار والأغنام» والحيوانات غير المجترة «الخيول، الخنازير» الميثان، بالرغم من أن الحيوانات المجترة تعتبر أكبر مصدر قادر على هضم السليلوز بسبب وجود كائنات دقيقة محددة فى الكرش. وتعتمد كمية الميثان المنبعثة على النوع والعمر ووزن الحيوان وجودة وكمية الغذاء والطاقة المبذولة من الحيوان. وكذلك ينتج الميثان من تحلل المخلفات الحيوانية تحت ظروف لا هوائية. هذه الظروف تحدث غالبا عند وجود أعداد كبيرة من الحيوانات فى منطقة مغلقة «مزارع الألبان. مزارع تسمين العجول، مزارع الدواجن» وكذلك ينبعث أكسيد النيتروز من معاملة المخلفات الحيوانية حيث إنه خلال تخزين السماد العضوى فإن بعض نيتروجين السماد يتحول إلى نيتروز وتكون انبعاثات النتيروز متعلقة بمعالجة السماد قبل إضافته للتربة ولذلك تعتبر الأبقار من المصادر المهمة للميثان بسبب التخمرات التى تحدث بالكرش. التخمرات الداخلية: ينتج الميثان من خلال عملية الهضم العادية للحيوانات وتعتمد كمية الميثان المنتجة والمنبعثة من الحيوان الواحد أساسا على ما يلى: أ- الجهاز الهضمى نوع الجهاز الهضمى ذو تأثير مهم على معدل انبعاث الميثان. حيث إن الحيوانات المجترة تنتج كميات كبيرة من غاز الميثان بالمقارنة بالحيوانات أحادية المعدة بسبب قلة التخمرات التى تحدث داخل الكرش. ب- الغذاء المأكول عموما كلما زاد الغذاء المأكول ارتفع الميثان المنبعث .. كمية الغذاء المأكول لها علاقة إيجابية بحجم الحيوان ومعدل النمو والإنتاج «إنتاج لبن وإنتاج صوف وحمل وإنتاج لحم» وتنتج البقرة الحلابة حوالى 118 كجم ميثان/ سنة. المخلفات الحيوانية تتألف مخلفات الحيوانات من مواد عضوية عندما تتحلل هذه المواد العضوية فى بيئة لا هوائية «فى غياب الأكسجين» تنشط بكتريا إنتاج الميثان وتنتج غاز الميثان. ويتوقف انبعاث الغازات من المخلفات الحيوانية على حسب كيفية تخزين المخلفات الحيوانية سواء فى صورة سائلة أو صلبة. حيث إنه فى الصورة السائلة تنشط التخمرات اللاهوائية وتنتج كمية كبيرة من غاز الميثان بالمقارنة بالتخزين فى الصورة الصلبة، كذلك ينبعث أكسيد النيتروز من المخلفات عند احتوائها على نترات أو نيتريت. وتتوقف كمية أكسيد النيتروز المنتجة على حسب نظام ومدة تخزين المخلفات. وبهذه الصورة يساهم الإنتاج الحيوانى فى ظاهرة الاحتباس الحرارى.