غاب معظم الفنانين من أصدقاء الفنان الراحل محمد الدفراوى عن حفل التأبين الذى نظمته له جمعية «المتحابين فى الله» السبت الماضى، بمقر الجمعية بشارع فيصل. وحضر التأبين فقط الفنانون جمال عبدالناصر وأحمد ماهر وهو أحد اعضاء الجمعية، وفاروق نجيب الذى أصر على الحضور متكئا على عكاز، وبدا عليه الإجهاد الشديد، والفنان الكوميدى نبيل الهجرسى، فيما حضر الفنان يوسف شعبان متأخرا بعد أن اهتدى إلى عنوان الجمعية بصعوبة. فى البداية تحدث الفنان جمال عبدالناصر قائلا: الدفراوى كان بمثابة الأب بالنسبة لى.. كان الراحل القدير رجلا عطوفا وحنونا جدا، وكان دائم السؤال عنى، وهو من جيل الفنانين العمالقة الذين نفتقدهم الآن، ومن الصعب تعويضهم.. وبرر عبدالناصر غياب الفنانين عن التأبين بانشغالهم طوال الوقت. أما الفنان أحمد ماهر فقد بكى بحرقة فى حفل تأبين الدفراوى حيث كانت تجمعهما صداقة حميمة منذ كان ماهر طالبا فى أكاديمية الفنون، وكان الدفراوى أستاذا له.. وقال ماهر: «كنت أتابع أعماله حتى تخرجت وشاركت معه فى عدة أعمال فنية منها مسلسل «ذئاب الجبل» وهذه الأعمال جعلتنى قريبا منه جدا، فهو إنسان وصديق ومالا يعرفه عنه الكثيرون أنه كان إنسانا خجولا جدا وصديقا صدوقا لكل المقربين منه، وعلى رأسهم الفنان أنور اسماعيل شفاه الله.. وقد تعلمت من الفنان الراحل الكثير فهوأحد رموز الفن التى احترمت فنها ولم يقدم أدوارا يخجل منها هو أو أسرته. وأضاف أحمد ماهر قائلا: التقيت بالدفراوى الإنسان فى جمعية «المتحابين فى الله» ولم أكن أعلم أنه عضو فيها وأنا من مؤسسيها، ودعا إلى أن تتبع حفلات التأبين لنقابة المهن التمثيلية حتى يلتزم الفنانون بالحضور. من جانبه انتقد الفنان الكوميدى نبيل الهجرسى غياب الفنانين عن التأبين، قائلا: «هذا شىء مخجل بالفعل، وكان من المفترض على نقابة المهن التمثيلية أن ترسل مندوبا عنها لحضور حفل تأبين فنان كبير ومعطاء مثل الراحل محمد الدفراوى. وحكى الهجرسى عن صداقته للفنان الراحل قائلا : كان إنسانا حساسا وصديقا مخلصا، ورغم أننى أكبر إخوتى فإننى أعتبر الدفراوى رحمه الله أخى الأكبر، وهذا يعود لأخلاقه الحميدة وإحساسه الصادق دون افتعال، فهو فنان ملتزم ومخلص لعمله لدرجة أنه كان يذهب لعمله وهو مريض حتى فى آخر أيامه وعندما انكسرت ساقه كان يذهب لعمله ولكل مناسبة يدعى إليها. وبدأ الفنان فاروق نجيب كلامه بقوله: ما كنت أتمنى أن أكون موجوداً فى هذا اليوم، رحم الله الدفراوى الذى كنت أتمنى أن أموت قبله فهو عشرة طويلة وأول من ساهم فى ظهورى الفنى حيث رشحنى لمسرحية «حكاية الواد بلية» عندما كان هو رئيس المسرح الحديث وذلك لاقتناعه بموهبتى الفنية وهو ما جعلنى قريبا منه جدا وقدمنا معا برنامجا إذاعيا بعنوان «الغلط فين»، كنا نقدمه فى الإذاعة ورغم مرضه فإنه كان يتصل بى ليطمئن على. وتحدث الضابط مهندس عمرو محمد الدفراوى عن والده الراحل قائلا: كان أبا عظيما، وعمرى ما خجلت من فنه أو أدواره فهو كان يختار أدوراه بعناية وطوال فترة عمله فى الفن لم تخرج عليه أية شائعة تضر بتاريخه الفنى، وتعلمت منه احترامى لنفسى وللآخرين، كما علمنى كيف أحترم بيتى وأسرتى،وعلمنى أنا وإخوتى عبير وعلاء كيف نتعامل مع أبنائنا. شارك الراحل محمد الدفراوى فى عدد كبير من الأعمال السينمائية والتليفزيونية والمسرحية، وكان أشهر أفلامه «عمارة يعقوبيان» «النوم فى العسل»، «الإرهابى»، «الباشا تلميذ»، «الطريق إلى إيلات»، «الناجون من النار»، ومن أهم مسلسلاته «إمام الدعاة»، «أهالينا»، «ذئاب الجبل»، وتوفى عن عمر يناهز الثمانين عاما.