صدق أو لا تصدق، أن 69% من ثروات العالم الحالية بحوزة 1% فقط من البشر،أما النسبة الباقية من ثروة العالم والمقدرة ب31% فموزعة على 99% من سكان الأرض، هذا ما كشف عنه المحاضر الأمريكى العالمى نادر عشى خلال محاضرة ألقاها مؤخرا فى مركز التدريب بالغرفة التجارية فى المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية. وكانت مجلة «فوربس» الأمريكية الشهيرة قد ذكرت فى استطلاعها السنوى للعام الرابع والعشرين الذى يحدد أغنى أغنياء العالم فى عام 2010 قائمة ضمت 23 شخصية عربية من بينهم 9 سعوديين و6 لبنانيين و4 مصريين و4 إماراتيين، ويتصدر القائمة العالمية كارلوس سليم الحلو لبنانى الأصل ومالك شركة اتصالات المكسيك التى حصل عليها بعد ان طرحتها المكسيك للخصخصة وتقدر ثروته ب 53.5 بليون دولار أمريكى، ويليه مباشرة بيل جيتس مؤسس شركة مايكروسوفت وتقدر ثروته ب 53 بليون دولار أمريكى. أما على المستوى العربى، فقد صنفت قائمة «فوربس» الملياردير السعودى الوليد بن طلال، فى المركز الأول على مستوى العالم العربى، وجاء ترتيبه ال19 بين أغنياء العالم لعام 2010، للعام الحادى عشر على التوالي، بثروة بلغت قيمتها 19.4 مليار دولار. ويرى نادر عشى أن هؤلاء الأثرياء وغيرهم من أثرياء العالم قد حققوا أفضل عوائد على استثماراتهم دائما وذلك بفضل تأكدهم من أهدافهم الحقيقية، وتركيزهم على الحصول على النتائج المستهدفة بإصرار، وقناعتهم بقدرتهم على النجاح اضافة الى تمكنهم من نقل هذه الإرادة لكل من حولهم فى شركاتهم. وبينما كانت الأجيال السابقة ترغب فى تكوين الثروة فى وقت مبكر من العمر بهدف الاستمتاع بها عند التقاعد، جاء تقرير لمؤسسة «باركليز ويلث انسايتس» ليعكس موقفا مختلفا، حيث أصبح الأغنياء أكثر رغبة فى الاستمرار فى تحدى أنفسهم إلى ما بعد سن التقاعد المتعارف عليها. وقد كشف التقرير أن أصحاب الثروات فى الخليج هم الأكثر حماساً للعمل فى السنوات المتقدمة من العمر، وأن أصحاب الثروات الطائلة فى المملكة العربية السعودية (92%) والإمارات العربية المتحدة (91%) وقطر (89%)، هم الأكثر رغبة من بين الذين شملهم الاستطلاع، فى مواصلة العمل خلال السنوات المتقدمة من العمر. ورغم ما تبدو عليه الصورة الحالية من قتامة جراء تركز معظم ثروات العالم فى أيدى عدد قليل من البشر، إلا أن النظر إلى الجانب الآخر لما يفعله هؤلاء بثرواتهم كفيل أيضا ببث درجة من التفاؤل والأمل، إذ نرى أن أغلب هؤلاء الأثرياء يخصصون جزءا من ثرواتهم لمساعدة الفقراء والمرضى والمحتاجين ليس هذا فحسب بل فى تنمية مناطق بأكملها فى بعض دول العالم. وبالنظر إلى أشهر نموذجين أولهما مشروع « التعهد بالعطاء»، الذى أطلقه «بيل جيتس» مع ثالث ملياردير فى العالم «وارين بافيت» لإقناع مئات المليارديرات فى الولاياتالمتحدة بالتنازل عن أغلب ثرواتهم، حيث بدأت ثمرات المشروع تؤتى أكلها سريعا حسب مجلة «فوربس» بتعهد 38 مليارديرا أمريكيا بالتنازل عن نصف ثرواتهم للأعمال الخيرية، ليرتفع عدد الأثرياء المنخرطين فيه إلى 40 خلال أقل من عام ونصف العام. أما الثرى العربى الأول وهو الوليد بن طلال سنجده مهتما بمشروعات المسئولية الاجتماعية والعمل الخيرى والإنسانى سواء بالتبرعات المباشرة أو المبادرات من خلال مؤسسة الوليد بن طلال الخيرية والإنسانية لخدمة المجتمع والمشروعات التنموية فى المملكة العربية السعودية وبقية دول العالم.