تسبب موقع التواصل الاجتماعى الشهير « تويتر» فى إثارة حالة من الجدل فى إيران للمرة الثانية، بعد أن تبين أن المرشد الأعلى لإيران «آية الله على خامنئى» يمتلك حسابا خاصا على «تويتر» فى الوقت الذى تفرض فيه السلطات حملة صارمة لمنع المواطنين من استخدامه. وكانت المرة الأولى التى أثار فيها الموقع حالة من الجدل عقب أزمة الانتخابات الرئاسية فى يونيو 2009، حيث أدى تحكم السلطات فى وسائل الإعلام المحلية، وحجبها المواقع الإلكترونية المؤيدة للمرشح الإصلاحى «مير حسين موسوي»، ومنع الصحفيين الأجانب من تغطية الانتخابات والأحداث الدامية التى تلتها إلى لجوء الشباب الإيرانى إلى «تويتر» فى محاولة لإيصال أخبارهم إلى العالم الخارجى، والتعبير عن احتجاجهم، والمطالبة بإعادة الانتخابات، ووقف الحملات الأمنية الدامية ضد المتظاهرين، وأصبح «تويتر» مصدرا أساسيا للحصول على الأخبار الإيرانية، ونقلت شبكات عالمية مثل «سى إن إن» و«فوكس نيوز» وصحيفة «نيويورك تايمز» عن «تويتر» الذى استعصى على الرقابة الحكومية بإيران، حيث إن طبيعة تصميمه تسمح لمستخدميه بالوصول إليه، وبث الرسائل من خلاله بطرق مختلفة حتى دون الحاجة للدخول على الموقع نفسه، إذ صمم الموقع ليكون أقوى من أى نظام رقابى، مما جعل الحجب عليه من قبل السلطات الإيرانية أمراً صعباً جدا، وبالرغم من تمكن السلطات من حجب المدونات ومواقع اجتماعية أخرى مثل «فيس بوك» فلم تستطع منع الإيرانيين من استخدام تويتر، لذا قامت بمحاولة يائسة لتحجيم المشاركة الواسعة فيه من خلال إعلانها أنها ستحاكم أى شخص يستخدم «تويتر» للأغراض السياسية الخاصة بنتائج الانتخابات الإيرانية، وقالت إن مواقع التواصل الاجتماعى يقف خلفها أعداء إيران لقلب النظام الإسلامى، وبالفعل سجنت السلطات الإيرانية العديد من الصحفيين والمدونين بسبب نشرهم تعليقات على الإنترنت أو فقط لمجرد فتحهم حسابات على المواقع الاجتماعية، لذا كانت المفاجأة عندما كشفت صحيفة «الجارديان» البريطانية الأسبوع الماضى عن وجود حساب على «تويتر» يعتقد أنه باسم خامنئى، مما أدى لتعرض المرشد الأعلى لانتقادات لاذعة سواء من مدونين إيرانيين أو من زعماء المعارضة، حيث أشار المدون «حمزة غالبى» إلى السماح للبعض باستخدام موقع محظور بموجب القانون فى إيران ومنع آخرين من استخدامه، وقال غالبى متسائلا «ألسنا متساويين أمام القانون كما يفترض؟» وانتقد موسوى خطوة خامنئى فى موضوع على موقعه الإلكترونى بعنوان «إذا كان ممنوعا، فلماذا يستعمل مكتب المرشد الأعلى موقع تويتر»، ويمكن للذين لديهم حساب على موقع «تويتر» أن يتتبعوا أخبار آخرين على الموقع نفسه، ويكون لديهم فى الوقت نفسه متتبعون، وموقع خامنئى لا يتتبع أحدا، إلا أن لديه 960 متتبعا، ويعتمد الحساب الشعار نفسه لخامنئى على موقعه الرسمى، وتتألف غالبية النصوص على حساب خامنئى من أقوال وروابط إلى خطاباته وتصريحاته. وأعلنت لجنة حماية الصحفيين التى تتخذ من نيويورك مقرا لها أن أكثر من 5 ملايين موقع إلكترونى محظور داخل إيران، وتشير المنظمة إلى أن إيران فى طليعة البلدان التى سجنت مدونين وصحفيين، وقد سجن أكثر من 100 صحفى ومدون منذ انتخابات عام 2009.