مشاركة الرئيس مبارك لقضاة مصر فى الاحتفال بالعيد الأول للقضاء المصرى الذى أقيم بدار القضاء العالى يوم الأحد الماضى.. لها دلالتها بالغة الأهمية التى تؤكد احترام وتقدير مصر كلها ممثلة فى رئيسها للقضاء والقضاة، وحيث أعرب الرئيس فى بداية الاحتفال عن سعادته للقاء القضاة فى هذا الصرح الشامخ وأن يتحدث إليهم من منبر دار القضاء العالى الذى يعد رمزا شاهقا لسيادة القانون ولهيبة القضاء والقضاة. ولقد جاء قرار إقامة احتفال سنوى بعيد القضاء بمبادرة من الرئيس - وحسبما أوضح فى كلمته - استجابة لمطلب مجلس القضاء الأعلى وذلك تأكيدا للمكانة الرفيعة لسدنة العدل وللرسالة السامية التى يحملون أمانتها والمسئولية التى ينهضون بأعبائها بشرف وإخلاص وتجرد. احترام الرئيس للقضاء والقضاة تبدى بوضوح فى كلمته فى الاحتفال بعبارات واضحة، حيث حرص على التذكير بالتزامه منذ توليه الرئاسة باحترام الفصل بين السلطات والنأى بالقضاء عن شبهة التأثير فى أحكامه أو مظنة التدخل فى أعماله، وكذلك صون استقلال السلطة القضائية التى تتولاها المحاكم على اختلاف درجاتها، والتمسك بسيادة القانون عن اقتناع وإيمان ويقين. وتأكيدا لحرصه التام على استقلال القضاء. أوضح الرئيس أن الحفاظ على استقلال السلطة القضائية لا يكون فى مواجهة غيرها من السلطات فحسب، وإنما يتعين الدفاع عن هذا الاستقلال فى مواجهة أى مساس بحياد القضاء ونزاهته وأى تصرف ينال من تجرد القضاة ومصداقيتهم. وفى إشارة لا تخفى دلالتها، لم يفت الرئيس التأكيد على أن الحكمة تقتضى أن تظل شئون القضاء بيد القضاة ولا يصح أن تكون محلا لسجال أجهزة الإعلام أو تصرفات تنزلق بقضاة مصر لما ينال من وقارهم وهيبتهم وكرامتهم. ولأن احترام القضاء واستقلاله كان العنوان الكبير للاحتفال الذى شهده الرئيس، ولأنه المبدأ الذى التزم به منذ توليه رئاسة مصر، ومثلما استهل الرئيس كلمته بالتأكيد على هذا المعنى فقد اختتمها بالتأكيد أيضا على أن قضاء مصر سيظل حصنا حصينا للعدالة والدستور وسيظل قضاته بمكانتهم الرفيعة موضع فخر مصر والمصريين.