من المتوقع أن يقوم الرئيس مبارك بزيارة الكنيسة المعلقة، بمصر القديمة بعد التجديدات الشاملة التى لحقت بها والتى تمت بإشراف ورعاية اللواء على هلال رئيس قسم المشروعات بهيئة الآثار، وتمويل ودعم المجلس الأعلى للآثار ومتابعة مستمرة من د. زاهى حواس رئيس المجلس والفنان فاروق حسنى وزير الثقافة. وتمثل كنيسة الشهيدة دميانة المعروفة بالكنيسة المعلقة قيمة فنية وأثرية ومعمارية نادرة بصفتها أقدم كنيسة على مستوى العالم ومزاراً سياحياً متفرداً لكل اتباع الديانات السماوية والروحية، وقبله السائحين العرب والأجانب. ومما زاد المنطقة بهاءً وجلالاً مغارة النجاة التى كانت ملاذاً آمناً للعائلة المقدسة عندما جاءت إلى مصر منذ 20 قرناً، حيث اضطرت السيدة العذراء إلى حمل طفلها الرضيع السيد المسيح ومن خلفهما يوسف النجار حارساً أميناً ليقيموا فى «مغارة النجاة» فراراً من جبروت الملك اليهودى هيردوس ليحظى أبناء الشعب المصرى العظيم بشرف ضيافة العائلة المقدسة ودعوة السيد المسيح مبارك شعبى مصر. ومن المعلوم أن الكنيسة سميت بالمعلقة كما تقول هالة توفيق مرشدة سياحية لأنها محمولة على أعمدة الحصن الرومانى المعروف بحصن بابليون بارتفاع 13 متراً، ولذلك تعد الكنيسة المعلقة هى الوحيدة على مستوى العالم التى ليس لها قباب ولها سقف خشبى على شكل سفينة نوح التى حفظت اتباع نبى الله نوح من الطوفان فى رمز واضح للخلاص والنجاة. وإذا كانت شهرة الكنيسة قد ارتبطت بزيارة العائلة المقدسة لهذه البقعة المباركة، فإنها ارتبطت أيضاً بمعجزات الشهداء والقديسين والذين انطبقت عليهم الآية التى تقول: (أرنى إيمانك بدون أعمال، وأنا أريك بأعمالى إيمانى)، وأبرز هؤلاء القديسين كما يقول القس يعقوب سليمان راعى الكنيسة المعلقة الشهيد أبا سخيرون القلينى، وهذا القديس له معجزة تناقلتها كتب التاريخ وهى أن لشدة ايمانه استعان بقدرة الرب فى نقل كنيسة على اسمه، بالشعب الموجود فيها أثناء الصلاة من منطقة قلين فى كفر الشيخ إلى البيهو فى المنيا وهذا لا يحدث إلاّ بالإيمان المرتبط بالعمل. كما أن الكنيسة ارتبطت أيضاً بمعجزة نقل جبل المقطم، حيث تحدى المعز لدين الله الفاطمى عام 969 ميلادية الانبا إبرام بن زرعة البطريرك الثانى والستين قائلاً له إذا كان عندك إيمان فانقل جبل المقطم من مكانه كما جاء فى الكتاب المقدس، عندها التزم الانبا إبرام محرابه، واستمر فى صلاته ثلاثة أيام متواصلة إلى أن تجلت له السيدة العذراء فى صورتها المرسومة على العامود الخامس الموجود بصف الأعمدة القبلية بصحن الكنيسة وبشرته بنقل الجبل. وكما تقول كتب التاريخ فقد حدثت زلزلة عظيمة ذات صباح تشقق على أثرها جبل المقطم حيث تحرك من مكانه، وتناقل شهود العيان الخبر، عندها اعترف المعزلدين الله الفاطمى بقوة وبركة هذا القديس وسمح له بترميم الكنيسة المعلقة. ويؤكد القس يعقوب سليمان أن أول ترميم للكنيسة المعلقة كان فى عهد هارون الرشيد فى العصر العباسى الأول حيث تم تجديد جميع الكنائس القبطية، وفى عصر الدولة الفاطمية قام العزيز بالله الفاطمى بعملية ترميم شاملة، وإصلاح ما افسده الزمن، وسار على هديه أغلب حكام مصر. وبعد الترميمات العابرة التى قام بها ملوك ورؤوساء مصر شهدت اللوحات الرخامية أن الرئيس مبارك هو أول رئيس مصرى يخصص ميزانية مستقلة لتجديد شباب الآثار القبطية، والإسلامية، واليهودية، بصفته رئيس كل المصريين. وفى نفس السياق يقول اللواء على هلال رئيس قطاع المشروعات بالمجلس الأعلى للآثار إنه فى عام 1982 بدأت أولى عمليات ترميم الكنيسة المعلقة فى عهد الرئيس مبارك بعد طول غياب، وفى عام 1984 قام سيادته بزيارة الكنيسة ومعاينة ما تم من تجديد على الطبيعة حيث أحس الإخوة الأقباط -ولأول مرة- أنهم اصبحوا فى ذاكرة الرؤوساء. وبعدها توالت عمليات الترميم خاصة بعد ارتفاع نسبة المياه الجوفية وزلزال 92 الذى هز أساسات الكنيسة وضاعف من تصدعات الحوائط وهبوط الأرضيات وأبراج حصن بابليون. وتابع اللواء هلال أن تجديد الكنيسة المعلقة تكلف 150 مليون جنيه من الميزانية الخاصة للمجلس الأعلى للآثار تم انفاقها فى ثلاثة مشاريع الأول سحب المياه الجوفية المتراكمة من مياه النيل والصرف الصحى حيث تم عمل شبكات صرف على أعلى مستوى للتخلص من تلك المياه الخضراء والداكنة. ثم مشروع ترميم الايقونات والمحافظة على الطابع العام للكنيسة لإبراز النظام البازيليكى البديع الذى كان متبعاً فى بناء الكنائس المصرية فى المراحل الاولى، مع الاحتفاظ بالنقوش الجدارية، والحشوات والمشربيات الخشبية، والزخارف القبطية المتوارثة بعد الاستعانة بفريق ترميم روسى أدى مهمته على أكمل وجه. أما المشروع الثالث فكان بغرض تنسيق المنطقة بوجه عام وربط آثار المنطقة بشبكة إنذار مبكر لتجنب أية حوادث طارئة. هذا وقد استجاب د.زاهى حواس رئيس المجلس الأعلى للآثار لطلب العالم الكبير القس يعقوب سليمان راعى الكنيسة، بضرورة إنشاء مصعد للزوار والسياح كبار السن حتى تتمكن الكنيسة من تقديم خدمة متكاملة لهم بالإضافة إلى تكييف مركزى ليقى رواد الكنيسة والمصلين حرارة الصيف الحارقة.