فى خطوة وصفها البعض ب «اللحظة التاريخية» المهمة فى تاريخ العلاقات الدبلوماسية والسياسية بين كردستان العراق ومحيطه العربى افتتحت فى اربيل، القنصلية المصرية لتكون أول قنصلية عربية فى اقليم كردستان وذلك بحضور وزيرى الخارجية أحمد ابوالغيط ونظيره العراقى «هوشيار زيبارى» وبحضور رئيس برلمان كردستان العراق الدكتور كمال كركوكى و كريم سنجارى ممثلاً عن حكومة اقليم كردستان وعدد من ممثلى قنصليات الدول الأجنبية الموجودة فى اربيل، وخلال المباحثات التى أجراها رئيس اقليم كردستان مسعود بارزانى مع أبوالغيط فى اربيل تقدم بالشكر للرئيس حسنى مبارك والحكومة المصرية على افتتاح القنصلية مؤكدا أن أقليم كردستان ينظر باهتمام بالغ إلى تعزيز العلاقات مع مصر، معرباً عن أمله فى ان تخطو الدول العربية الأخرى الخطوة ذاتها من جهته أكد أبو الغيط خلال زيارته للسليمانية ولقائه ب جلال طلبانى رئيس العراق ورغبة مصر ببناء علاقات وطيدة بين مصر وكردسان العراق مشيدا بافتتاح القنصلية المصرية، كما أشار إلى رغبة مصر فى تشجيع الشركات المصرية وكبار التجار المصريين للعمل فى الاستثمار والمساهمة فى تنفيذ المشاريع الإعمارية فى جميع مناطق العراق. ووصف حسين عبدالرازق رئيس حزب بالتجمع سابقاً سياسة مصر بفتح قنصلية فى اربيل بالخطوة الذكية والايجابية، وقال إن مصر استأنفت علاقاتها الدبلوماسية مع العراق بخطوتين الأولى: إرسال سفير فى 2009 بعد أن ظلت السفارة مغلقة لمدة أربع سنوات اثر اختطاف القائم باعمالها وقتله فى 2005، والخطوة الثانية فتح القنصلية وأشار إلى أن زيارة جلال طلبانى لمصر ولقائه بالرئيس مبارك سهل هذه الخطوات، واشار إلى أن الأكراد هم جزء اساسى من الشعب العراقى، ورغم أن هناك تاريخا طويلا من الاتفاق والاختلاف بين الأكراد والحكومة المركزية فى بغداد إلا انه لم يحدث طوال تاريخ القضية الكردية أن كان هناك صراع بين الأكراد والعرب، كما أن هناك علاقات تاريخية بين مصر والشعب الكردستانى كما لعبت مصر دورا كبيراً فكان هناك خبراء وعلماء فى كردستان، وفى عهد جمال عبدالناصر أدركت مصر أهمية التعامل الصحيح مع الأكراد الذين قام الرئيس عبدالناصر باستقبالهم فى القاهرة وأنشأ لهم إذاعة، لذلك فالشعب الكردى لديه مشاعر طيبة تجاه مصر والمصريين وبالإضافة للعلاقات التى بين الشعبين فإن كردستان مقبلة على نهضة صناعية واقتصادية فهى فرصة للصناعة المصرية ورأس المال المصرى فى وقت تنشط فيه دول كثيرة من دول الجوار فى ظل غياب الدول العربية لافتاً إلى أن قنصلية مصرية هناك سيكون لمصلحة البلدين. ويشير فاروق مبروك رئيس البعثة المصرية للعراق سابقاً إلى ان فتح قنصلية فى أى دولة ليس لها مدلول سياسى وإنما هى معنية فى المقام الأول بمصالح رعاياها إلا أنها تعد خطوة لتدعيم العلاقات بين مصر والعراق وتشجيع للشركات المصرية أن يكون لها وجود فى هذا الإقليم وفى المقابل اكد على الكليدار المحلل والصحفى العراقى حرص مصر على دعم العملية السياسية والاستقرار بالعراق، وأشار إلى أن فتح قنصليات فى أى دولة مسألة متعارف عليها فى العلاقات الدبلوماسية بين الدول إلا أن فتح قنصلية فىأربيل ذات شقين الأول إيجابى وهو تطمين الأكراد بأن العرب ينظرون بالود لكل مكونات المجتمع العربى والقومية الكردية هم جزء من شعب العراق، والثانى سلبى: وهو التخوف من أن يستغل الأكراد وجود قنصليات ليمارسوا صلاحيات دولة وكأنها مستقلة وأن تتحول القنصليات فيما بعد إلى سفارات فهذا هو الجانب غير المرحب به بالنسبة لى كمواطن عراقى. ويرى مراقبون أن زيارة وزير الخارجية أبو الغيط لبغداد يمثل سبقاً عربياً فى الحضور للعراق وخاصة أنها تمثل أول زيارة لمسئول عربى رفيع المستوى بعد تشكيل الحكومة الجديدة وقبل أشهر قليلة من انعقاد القمة العربية فى العراق والتى يجرى الاستعداد لها حالياً، وأن تواجد مصر بالعراق عبر سفارة فى بغداد وقنصليتين فى البصرة وأربيل رسالة صريحة للدول العربية بالعودة لاحتضان العراق وتنشيط علاقاتها مع بغداد.