تكررت خلال العام الماضى حوادث المناجم فى العديد من دول العالم، ولعل أبرزها أزمة عمال المنجم فى تشيلى الذين تم إنقاذهم بعد 69 يوما قضوها على عمق أكثر من 600 متر تحت الأرض، ثم تكررت حوادث المناجم فى كل من نيوزيلندا وسورينام والصين ، وقبل ذلك وقعت حوادث مشابهة فى تركيا وغانا وسيبريا والولاياتالمتحدةالأمريكية. فى شهر أبريل وقع فى الولاياتالمتحدةالأمريكية انفجار فى منجم «أوبر بيغ برانش» فى مونتكول بفيرجينيا الغربية، ولقى 29 شخصا حتفهم، وفى شهر مايو حدث انفجار فى منجم الفحم الحجرى «راسبادسكايا» فى منطقة كيميروفو فى سيبريا الغربية. وبعد دخول عمال الإنقاذ إلى المنجم حدث انفجار ثان،ولقى 66 شخصا على الأقل حتفهم.وفى نفس الشهر تحول منجم «قرادون» التركى للفحم فى زونكولداك بالقرب من البحر الأسود إلى مسرح لانفجار عنيف حدث على عمق خمسمائة قدم تحت الأرض، وأدى لمقتل 30 من عمال المناجم. وشهد شهر يونيو وقوع انفجار عنيف لغاز الميثان فى منجم للفحم فى سان فرناندو بالقرب من مدينة أماغا الواقعة شمالى غرب كولومبيا وأدى إلى مقتل 73 شخصا، وفى الشهر ذاته سقط سبعون قتيلا ضحايا عندما انهار منجم الذهب «دونكوا أون أوفى» فى جنوب غانا، بعدما تهاوى نفق عمودى بسبب الأمطار الغزيرة. وفى شهر أغسطس كان منجم «سان خوسيه» للنحاس الواقع قرب مدينة كوبيابو شمالى تشيلى فى صدارة الأحداث التى تابعها العالم باهتمام، فقد انهار أحد أنفاق المنجم، مما أدى إلى انقطاع طريق الخروج أمام 33 عاملاً كانوا داخل المنجم. وهرب العمال إلى مكان آمن، على عمق 600 متر تحت الأرض،ومكثوا كذلك لمدة حتى تمكن رجال الإنقاذ من حفر قناة عمودية لتزويدهم عبرها بالطعام والشراب. وبعد 69 يوماً نجحت عملية الإنقاذ التى أشرف عليها شخصيا الرئيس التشيلى سيباستيان بينيرا وحظيت باهتمام إعلامى دولى فى إخراج جميع العمال سالمين. كما انهارت فى أغسطس أيضا بعض الأنفاق داخل منجم مهجور للذهب فى مدينة الكالو الفنزويلية. وقتل فى الحادث ستة أشخاص كانوا يعملون دون رخصة قانونية. ووقعت خلال شهر نوفمبر الماضى ثلاثة حوادث للمناجم، كان أولها فى الصين حيث تمكن رجال الإنقاذ من انتشال 22 عاملاً وسبعة مسعفين، بعد أن تعرض منجم للفحم قرب مدينة نيجيانج فى إقليم سيشوان، لفيضان. وفى منجم للذهب فى سورينام قرب بلدة لانجاتابتيه انهار أحد الجدران فى منجم يبلغ عمقه عشرات الأمتار. وقتل فى المنجم سبعة من العمال ، وانتشل عمال الإنقاذ اثنين آخرين أحياء، بينما تمكن ثلاثة عمال من الخروج بأنفسهم.وفى نيوزيلندا فقد 29 عاملا بعد انفجار فى منجم الفحم فى جريموث، فى الجزيرة الجنوبية. ولم يعرف بعد مصير المفقودين. وفى ظل التوقعات باستمرار حوادث المناجم خلال العام الحالى لاستمرار الظروف المهيئة لوقوع مثل هذه الحوادث المميتة،وأهمها تردى أوضاع المناجم وشروط السلامة فيها وخصوصا فى دول آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، يؤكد الخبراء أن حوادث مناجم الفحم تعد الأكثر خطورة حيث يقول الخبير دى راوتر إن «الفحم يحتوى فى طبيعته على غازات، وهذه الغازات تتحرر أثناء عملية استخراج الفحم، لذلك من الضرورى أن تكون هناك مسارب جيدة للتهوية، إضافة إلى شروط السلامة الأخرى، وفى حالة وجود نسبة عالية من الغاز فإن أى شرارة صغيرة يمكن أن تؤدى إلى انفجار قاتل. أما فى مناجم المعادن (كالذهب والنحاس) فإن مشكلة الغاز لا وجود لها تقريباً.» وتتزايد الأخطار، فى المناجم المهجورة أو غير القانونية، فهى غالباً مناجم قديمة، ومهملة، مما يؤثر بقوة على شروط السلامة فيها.