«البروستات».. تلك الغدة الموجودة فى منطقة الحوض أسفل البطن عند الرجال، وتقف بين مجرى البول الخلفى والتقاء المثانة، والتى يتفاوت حجمها من مرحلة عمرية لأخرى، تؤدى دورا مهما للغاية، حيث تقوم بإفراز المادة اللزجة التى تعرف بسائل البروستات أحد المكونات الرئيسية للسائل المنوى والتى تسبح فيها الحيوانات المنوية التى تفرزها الخصية. ورغم أن «البروستات» لم تكن تشكل هاجسا للرجال إلا فى مرحلة متأخرة من العمر، إلا أن الشباب أصبحوا يعانون حاليا من التهابات البروستات التى تتعرض للاحتقان جراء تأخر سن الزواج وتعرض الشباب للاستشارة الجنسية، كما يعانى المتزوجون من التهابات البروستات مما يؤثر على فحولتهم، وبالتالى يعرضهم لمتاعب نفسية. «أكتوبر» بحثت فى أمراض غدة البروستات وكشفت عن أن 25% من المترددين على عيادات المسالك البولية يشكون من أمراض البروستات منهم 15% من سن 20 إلى 40 سنة وهو ما يعنى أن البروستات التى كانت قديما تهدد كبار السن فقط أصبحت الآن تسبب آلاما نفسية وجنسية للشباب، حيث ترتبط التهابات البروستات بما يعرف بالاعتدال الجنسى أى الانتظام فى العملية الجنسية وعدم الإفراط أو التفريط فيها أو التعرض لاستشارة جنسية دائمة دون تفريغ للسائل المنوى. وإذا كانت نسب الزواج المبكر فى مصر لا تذكر مقابل تأخر شباب كثيرين فى الزواج مع تعرضهم للاستشارة الجنسية فإن البروستات تكون أكثر عرضة للاحتقان ثم الالتهاب وهو ما يهدد «فحولة» الشباب مبكرا. يقول الدكتور محمد القاضى استشارى المسالك البولية والمتخصص فى أمراض البروستات بالمعهد القومى للمسالك البولية والكلى إن أمراض البروستات تبدأ بالاحتقان ثم الالتهاب الحاد ثم المزمن والذى يؤثر على القدرة الجنسية وخاصة سرعة القذف عند الرجال ويأتى بعد الالتهاب الحاد التضخم الحميد الذى يصيب الرجال من سن 50 حتى 60 سنة، بينما ينتشر التضخم السرطانى للبروستات من بعد سن الستين. وأضاف أن أعراض التضخم الحميد للبروستات هى أعراض فى حد ذاتها مؤرقة عن بقية أمراض البروستات وتنقسم إلى قسمين من الأمراض أعراض مؤرقة مثل الإحساس بالحرقان أثناء التبول وكثرة عدد مرات التبول أثناء الليل والنوم مما يؤرق المريض بشدة لصعوبة الاستغراق فى النوم لفترة طويلة، كما لا يستطيع المريض فى بعض الأحيان التحكم فى التبول، أما الأعراض الأخرى فهى انسداد فى مجرى البول والإحساس بعدم القدرة على التفريغ الكامل للبول. وعن أسباب كثرة الشكوى من هذه الأعراض يقول د. القاضى إن متوسط الأعمار فى مصر ارتفع عن السابق، فبعد متوسط العمر من 40 إلى 55 سنة أصبح المتوسط الآن من 60 إلى 70 سنة، وبما أن أمراض تضخم البروستات تصيب الرجال عند الشيخوخة فإنه كلما زادت سن الرجل تضخمت معها غدة البروستات والتى يزداد وزنها فسيولوجيا مع الجسم. ويشير إلى أن التقدم فى التقنية الطبية والإقبال على الكشف عند أول الشعور بالألم هو ما كشف عن نسب كثيرة من المرضى كانت تفضل فى السابق عدم الذهاب إلى الطبيب للكشف عن أعراض الألم. ويقول الاستشارى إن الغالبية العظمى من الأورام السرطانية التى تصيب البروستات لا تحدث إلا بعد سن الستين خاصة عند المشاهير غير المعتدلين جنسيا، وتعتبر الأورام من الأمراض التى من الممكن أن يتعايش معها المريض لفترة طويلة. وعن العلاج قال القاضى إن هذه المرحلة تتطلب تدخلا جراحيا عن طريق استئصال جزء من البروستات وإذا كانت الحالة متدهورة يتم استئصال البروستات كاملة عن طريق عمليات الليزر أو التبخير، وحول الالتهابات التى تصيب الشباب قال إنها ناتجة عن احتقان فى الغدة التى تنشط فى مرحلة المراهقة نتيجة النشاط الجنسى الزائد، مؤكدا أن الأعراض التى تصيب الشباب من حرقان فى البول وآلام فى الظهر أو الخصيتين تبقى عادية جدا عند مرحلة البلوغ التى تتسم بحالة من الاضطراب الجنسى إما عن طريق الاستثارة وإما تفريغ ما أفرزه سائل غدة البروستات بشكل مستمر، وعن سبل وقاية الشباب فى هذه المرحلة من الاحتقان قال إنها تكون عن طريق عدم التعرض للاستثارة الجنسية إلى جانب الإقدام على الزواج مبكرا فضلا عن ممارسة رياضة المشى التى تساعد على سيلان الدم بشكل إيجابى ومن ثم منع الاحتقان بالغدة. ويتابع أنه فى حالة زواج الشباب فإن الزوج عليه ممارسة الجنس مع زوجته بصورة منتظمة مرتين على الأقل أسبوعيا وألا تزيد مدة البعد عن الاتصال الجنسى على شهر لأن أكثر المصابين بالالتهاب هم من المغتربين البعيدين عن زوجاتهم أو غير المنتظمين فى العملية الجنسية. لافتا إلى أن 15% من مرضى البروستات من الشباب، كما أن 25% من المترددين على عيادات المسالك البولية يعانون من التهابات أو تضخم الغدة. وعن نوعية الطعام الذى يتسبب فى ازدياد آلام البروستات يقول الدكتور علاء مشرف استشارى المسالك البولية إن كثرة الدهون فى الطعام تتسبب فى زيادة نسبة المصابين بالبروستات إلى جانب الجينات الوراثية التى يكون لها عامل كبير جدا فى انتقال أعراض المرض حيث إن شكوى البروستات من الأمراض الوراثية التى ترتبط غالبا بين الأقرباء من الدرجة الأولى وما إذا كانوا يعانون من أمراض البروستات أم لا، لافتا إلى أن تعرض أحد الأقارب للمرض يعطى احتمالا كبيرا فى إصابة آخرين به خاصة إذا وجدت مسببات المرض مثل الاستثارة الجنسية وعدم الاعتدال. ويضيف د. مشرف أن الوقاية من المرض تأتى عند الكشف المستمر بعد سن الأربعين لمحاصرة الألم قبل اتساعه وتأثيره على مجرى البول والعملية الجنسية. وعلى الرغم من التقدم العلمى فإن الطب لم يتوصل بعد إلى تحديد الأسباب الرئيسية لتعرض الشباب لالتهاب البروستات، مشيرا إلى أن كثيراً من الأطباء يتحدثون عن أن التفريغ المعتاد للحيوانات المنوية يؤدى إلى التقليل من أخطار مرض البروستات إلا أن هذا الذى يشوبه الخطأ خاصة أن أمريكا تسجل أعلى نسبة فى العالم للإصابة بأمراض البروستات على الرغم من الانفتاح الجنسى بها.