السفير اليمني يبحث مع رئيس جامعة الأزهر تعزيز التعاون    مدبولي: نؤكد ضرورة تكثيف الجهود لوقف الحرب في غزة    توريد 202 ألف و129 طنا من القمح إلى صوامع كفر الشيخ    انطلاق الدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الصيني    السيسي ونظيره الصيني يشهدان توقيع اتفاقيات تعاون في عدد من المجالات    أردوغان: روح الأمم المتحدة ماتت في غزة    جوتيريش يدين بشدة محاولة كوريا الشمالية إطلاق قمر صناعي عسكري    نهائي ساخن لدوري المؤتمر الأوروبي بين فيورنتينا وأولمبياكوس    ليكيب: مبابي لم يحصل على راتبه من باريس منذ شهر إبريل    بغداد بونجاح ينضم لصفوف الأهلي.. شوبير يكشف الحقيقة    ضبط عنصر إجرامي يدير وكراً لتصنيع المخدرات    "تعليم الجيزة" يكرم أعضاء المتابعة الفنية والتوجيهات وأعضاء القوافل المركزية    حريق يتسبب في تفحم محتويات شقة سكنية في منطقة الحوامدية    تأجيل محاكمة 5 متهمين بخطف شاب في التجمع    ضبط 10 آلاف عبوة سجائر مستوردة داخل مخزن غير مرخص بطنطا    خبيرة فلك تبشر مواليد برج الدلو في 2024    بالأسماء.. ننشر نتيجة الشهادة الإعدادية 2024 بمحافظة الوادي الجديد    حلم «عبدالناصر» الذى حققه «السيسى»    تقرير فلسطيني: عشرات المستعمرين يقتحمون المسجد الأقصى    «التعليم» تحقق في مزاعم تداول امتحانات الدبلومات الفنية 2024    جيش مصر قادر    3 فنانات يعلن خبر ارتباطهن في شهر مايو.. مي سليم آخرهن    تعرف على جدول قوافل «حياة كريمة» الطبية في البحر الأحمر خلال يونيو    أسعار العملات العربية مقابل الجنيه بالبنك الأهلي اليوم الأربعاء    رئيس جامعة حلوان يتفقد كلية التربية الرياضية بالهرم    وزيرة الهجرة تستقبل أحد أبناء الجالية المصرية في كندا    لجنة القيد تحت التمرين.. بداية مشوار النجومية في عالم الصحافة    صادرات الملابس الجاهزة ترتفع 23% أول 4 شهر من 2024    الخارجية: مصر تلعب دورًا فاعلًا في عمليات حفظ السلام    رئيس جهاز 6 أكتوبر يتابع سير العمل بمحطة مياه الشرب وتوسعاتها    ضبط سلع غذائية منتهية الصلاحية بالفيوم    مصر للطيران تسير اليوم أولى رحلات الجسر الجوى لنقل حجاج بيت الله الحرام    إدعى إصدار شهادات مُعتمدة.. «التعليم العالي» تغلق كيانًا وهميًا في الإسكندرية    فرقة aespa ترد على رسائل شركة HYPE للتخلص منها    مصطفى كامل يهنئ الدكتور رضا بدير لحصوله على جائزة الدولة التقديرية    ماجواير يستعد لمحادثات حاسمة مع مانشستر يونايتد    «السبكي» يستقبل رئيس «صحة النواب» في زيارة تفقدية لمستشفى شرم الشيخ الدولي    جامعة القاهرة: قرار بتعيين وكيل جديد لطب القاهرة والتأكيد على ضرورة زيادة القوافل الطبية    60% للشركة و25% للصيدلية، شعبة الأدوية تكشف حجم الاستفادة من زيادة أسعار الدواء    توضيح حكومي بشأن تحويل الدعم السلعي إلى نقدي    بعد ترميمه.. "الأعلى للآثار" يفتتح مسجد الطنبغا الماريداني بالدرب الأحمر    وزير الإسكان: نستهدف تحقيق أعلى معدلات الاستثمار السياحى    وزارة الصحة تكشف المضاعفات الخطرة للولادات القيصرية غير المبررة.. انفوجراف    أفضل دعاء الرزق وقضاء الديون.. اللهم ارزقني حلالًا طيبًا    الخارجية الروسية تعلق على تصريح رئيس الدبلوماسية الأوروبية حول شرعية ضرب أراضيها    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 29-5-2024    صلاة الفجر من مسجد الكبير المتعال فى بورسعيد.. فيديو وصور    محمد فاضل بعد حصوله على جائزة النيل: «أشعر بالفخر وشكرًا لوزارة الثقافة»    حج 2024| ما الفرق بين نيابة الرجل ونيابة المرأة في الحج؟    حج 2024| هل يجوز حلق المحرِم لنفسه أو لغيره بعد انتهاء المناسك؟    «كان زمانه أسطورة».. نجم الزمالك السابق: لو كنت مكان رمضان صبحي ما رحلت عن الأهلي    نصف شهر.. تعرف على الأجازات الرسمية خلال يونيو المقبل    واشنطن: هجوم رفح لن يؤثر في دعمنا العسكري لإسرائيل    بلاتر: كل دول العالم كانت سعيدة بتواجدي في رئاسة فيفا    حسين حمودة: سعيد بالفوز بجائزة الدولة التقديرية في الأدب لاتسامها بالنزاهة    المدير التنفيذي للأهلي: الخطيب لم ينفذ البرنامج الطبي الخاصة به بسبب نهائي إفريقيا    رئيس رابطة الأنديةل قصواء: استكمال دوري كورونا تسبب في عدم انتظام مواعيد الدوري المصري حتى الآن    أحمد دياب: فوز الأهلى والزمالك بالبطولات الأفريقية سيعود بالخير على المنتخب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أحاديث جمال مبارك
نشر في أكتوبر يوم 21 - 11 - 2010

خلال الأسبوع الماضى أدلى السيد جمال مبارك الأمين العام المساعد للحزب الوطنى الديمقراطى وأمين السياسات بحديثين تليفزيونيين مهمين، الأول فى قناة العربية فى برنامج حوار خاص مع الزميلة الأستاذة راندة أبوالعزم، والثانى مع الزميل الأستاذ خيرى رمضان فى برنامج مصر النهاردة فى التليفزيون المصرى، وجاء الحديثان عقب الاجتماع المهم الذى عقده الحزب الوطنى الديمقراطى وحضره الرئيس حسنى مبارك وأطلق فيه الحزب برنامجه الانتخابى كبرنامج متكامل لنيل ثقة المواطنين وأصواتهم فى الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها فى الثامن والعشرين من شهر نوفمبر الجارى.وضع أمين السياسات خلال هذين الحديثين النقاط على الحروف، ففى الوقت الذى حدد فيه رؤية الحزب الوطنى للمستقبل من خلال برنامجه الانتخابى الجديد، رصد حجم الإنجازات التى تحققت خلال السنوات الخمس الماضية وكيف تعهد الحزب بالتغيير والتطوير وأوفى بالكثير، وكيف يدرك الحزب حجم التحديات التى تواجهه مؤكداً أن الحزب عندما يطرح هذه الرؤية يدرك أنه الأقدر على توجيه دفة الانطلاقة نحو المستقبل، ولذلك فهو سيبنى على ما تحقق ويشعر بالفخر بما تحقق من تغيير حقيقى شهدته كافة أوجه الحياة فى مصر خلال السنوات الخمس الماضية.
فى إشاراته المهمة أكد جمال مبارك أن 8 سنوات من بداية انطلاقة الفكر الجديد كافية للحكم على هذا التوجه بعد أن تحول الحزب إلى إطار مؤسسى لا يرتبط بأشخاص.
وأشار إلى أن البداية كانت بإصلاح وتطوير البنيان الداخلى والتى شملت المستويين، المستوى المركزى ومستوى القاعدة، لافتا إلى أن الرأى العام يريد أن يعرف ما هو العائد الذى سينعكس عليه بقدر الإصلاح الذى تم، وهنا نستطيع أن نقول إن الحزب الوطنى يختلف تماما فى أسلوب اتخاذ القرارات داخل الحزب وأسلوب الانتخابات الداخلية وأن التطوير تم بشكل جذرى، منوها إلى أن الحزب الآن به انتخابات دورية كل سنتين وسابقا كانت تتم كل 5 أو 7 سنوات والمفهوم حينها أن كثرة الانتخابات تزيد من نسبة الانشقاقات داخل الحزب ولكن المفهوم الحالى أن دورية الانتخابات فى فترة بسيطة تفرز قيادات وكوادر جديدة وأن يعلم الكادر أنه سيتم تقييمه فى مدة بسيطة وهذا مما لا شك فيه سينعكس إيجابياً على مستوى الأداء داخل الحزب.
وأكد أن أساس العمل الحزبى هو الاحتكاك بالقواعد لافتا إلى أن جزءاً أساسياً من التطوير الذى تم أن نشعر القيادة البسيطة باحترامها ودورها المهم فى عملية التطوير.. وقال إنه عندما ينزل إلى الشارع مثلا فى برنامج الاستهداف الجغرافى للقرى الأكثر احتياجاً يعقد لقاءات جماهيرية مع الأهالى ليستمع إلى شكواهم على أرض الواقع.
وأضاف قائلاً: هنا أشعر أننا يجب أن نبذل جهدا كبيرا ومضاعفا، فعندنا الطاقات والقدرات لكى نسير بشكل أسرع لأن هدفنا إعطاء الناس أملاً وأن نطمئن الشباب أن هناك فرص عمل وأن نصل إلى الأسر الفقيرة التى تحتاج إلى الحماية.
وأعطى جمال مبارك الأولوية فى حديثيه للمستقبل ولكنه لم ينس توضيح العناوين الأهم والأبرز لأهم القضايا التى تشغل بال الناس قائلاً:
لقد نجحنا فى توفير 4 ملايين فرصة عمل وزيادة المعاشات وحماية ملايين الأسر من الارتفاعات العالمية فى الأسعار، مشيراً إلى أن البرنامج الانتخابى ليس مجرد واجهة.. وسيتم وضع 222 برنامجاً محلياً لكل دائرة من وحى البرنامج الانتخابى العام للحزب، مؤكداً ضم 15 مليون مستفيد إلى مظلة التأمين الصحى مع بدء تطبيق القانون الجديد والتركيز على الطبقات الأكثر فقراً.. وأن التطوير الشامل للتعليم يواكب متطلبات سوق العمل ويلبى الضغوط المتزايدة على العملية التعليمية، وأن الحزب الوطنى هو حزب الوسطية والاعتدال وسياساته تضمن ألا تنزلق مصر إلى منزلقات خطرة تعانيها بعض الدول من حولنا.. محذراً من أن هناك من يريد أن يجرنا للوراء ويهدم ما تم إنجازه فى السنوات الخمس الماضية.. وعلى من يعارض سياساتنا أن يقدم طرحاً بديلاً قابلاً للتنفيذ، وأن دعم الفلاح المصرى عنصر أساسى فى البرنامج الانتخابى للحزب وسياسات واضحة لتطوير قطاع الزراعة، وأن مواجهة الفساد على أولويات الحزب.. لا يوجد دليل على أننا تدخلنا لعرقلة أى تحقيق مع أحد أعضائه، قائلاً إننى لا أغضب من الهجوم ضدى.. وأسعد بالحوار مع من يخالفنى الرأى وأن أبناء الحزب الذين لم يحالفهم الاختيار مستمرون فى العمل الحزبى ولهم دور قوى فى المستقبل، معلنا أن الحزب لن يسمح للوزراء المرشحين لمجلس الشعب باستغلال وزاراتهم فى المعركة الانتخابية وأن نسبة المنشقين عن الحزب لا تقارن بنسبتهم فى انتخابات 2005.
إن بلدنا يستحق أن نتحمل من أجله الكثير، هكذا ختم السيد جمال مبارك أحد أحاديثه، ولعل دعوته للمواطنين للمشاركة فى اختيار ممثليهم فى البرلمان هو الترجمة الحقيقية لرغبة الحزب فى إجراء انتخابات حرة ونزيهة، فالضمانة الحقيقية لذلك هى خروج المواطنين للإدلاء بأصواتهم لاختيار من هو أحق بتمثيلهم كنائب فى البرلمان.
إن هذه الدعوة هى دعوة لصناعة المستقبل، مستقبل مصر وأبنائها، وصناعة هذا المستقبل لن يتم إلا بمشاركة شعبية حقيقية واختيار الحزب والنائب الذى يستطيع أن يقدم وعوداً يستطيع الوفاء بها وبرنامجاً قادراً على تنفيذه، فالتحدى كبير والمستقبل يحتاج لمن استطاع إنجاز الكثير فى الماضى والحاضر، وإلى النص الكامل للحديثين..فى قناة العربية:
الإنجاز كبير ولكن التحدى أكبر
* هل تم إنجاز البرنامج الانتخابى الذى أقره الرئيس مبارك بالكامل فى عام 2005؟
** تم إنجاز الكثير ومنذ أسبوع أصدرنا وثيقة تعبر عن سجل ما تحقق على مدار السنوات الخمس الماضية، طبعا كما تعلمين، الانتخابات الرئاسية والدورة الرئاسية مدتها 6 سنوات، ودورة مجلس الشعب مدتها 5 سنوات والسجل يبين أننا أنجزنا الكثير، وفى بعض القضايا بالطبع لم نستطع أن نرتفع بها لمعدل الإنجاز والهدف المطلوب، ولكننا عندما نستعرض سويا سواء على الجانب السياسى أو الجانب الاقتصادى أو الجانب الاجتماعى سنجد أن حجم الإنجاز كبير وضخم سواء كان إنجازا دستوريا أو تشريعيا أو إنجاز سياسات اقتصادية أو تشريعات اقتصادية جديدة أو سواء كان مردود هذا جميعه بشكل مباشر على معدلات نمو على فرص عمل جديدة أو استثمارات ضخمة وجهت للمرافق العامة أو على استهداف للأسر الفقيرة أو على تطوير فى منظومة المعاشات... إلى آخره من برامج عديدة تعهد بها الحزب بشكل محدد ومفسر عام 2005 وأنجز منها الكثير على مدار السنوات الخمس الماضية.
* نحن نرى اليوم صورة معكوسة لما حدث عام 2005، ففى عام 2005 أطلق الرئيس مبارك برنامجه الرئاسى ثم جاءت الانتخابات البرلمانية لتتبنى هذا البرنامج، والآن يطلق الحزب برنامجا للانتخابات البرلمانية وهناك مرشح للرئاسة فى عام 2011.. فهل هذا البرنامج لعام واحد فقط وهل تضمنون أن مرشح الرئاسة القادم يتبنى هذا البرنامج أيا كان هذا المرشح؟
** برنامج اليوم ليس برنامجا لعام واحد وإنما هو برنامج لخمس سنوات، إلى الدورة البرلمانية القادمة، والبرنامج الانتخابى للحزب له قواعد تحكمه فى صياغته تبدأ من طرح المبادئ والأولويات والركائز الأساسية من القيادة العليا للحزب من رئيس الحزب للحزب، ثم نبدأ من خلال حوار موسع، وهذا ما تم بشكل مكثف خلال الثلاثة أو الأربعة شهور الماضية، لندخل فى تفاصيل السياسات وفى الجانب الخاص بالموازنات المطلوبة ونخرج فى النهاية بتعهدات. ونخرج كأمانة سياسات مرة أخرى بمقترح للبرنامج يرفع مرة أخرى للمكتب السياسى للحزب الذى يقر هذا البرنامج أو يعدل منه، وفى النهاية فإن البرنامج لا يصاغ فى غرف مغلقة، بل هو تراكم من عمل مؤسسى يعبر فى النهاية عن فكر الحزب ويتم إقراره من المكتب السياسى.
وفى الانتخابات الرئاسية فإن المرشح سيبقى مرشح الحزب الوطنى وكل هذه التعهدات ستبقى تعهداته، مرشح الحزب الوطنى ستكون كل تعهداته هى ما تم إقراره فى برنامج الحزب، ويستطيع المرشح أن يطرح أفكارا إضافية أو قضايا استراتيجية أكبر أو يغير أو يطور، ولكن قضايا التعهدات الرئيسية لن تتغير لأن الموافقة النهائية عليها تتم من المكتب السياسى للحزب، وهذا البرنامج لخمس سنوات قادمة، وكما ذكرتِ، فنحن نعيش تجربة جديدة، جاءت ضمن التغيير والتحول الذى حدث خلال الخمس سنوات الأخيرة فى مصر، وأصبح لدينا شكل جديد للانتخابات الرئاسية بين أكثر من مرشح لها (انتخابات الرئاسة) برنامج ولها حملة انتخابية ولها قانون لأول مرة يحكمها، ولدينا أيضا انتخابات برلمانية لها ظروفها ولها طرق مراقبتها وإدارتها ولها تفاعلها المختلف عن الانتخابات الرئاسية.
* على خلفية ذكر الانتخابات الرئاسية لعام 2011، هل حسمتم أمر مرشح الحزب؟
** لا أعرف لماذا لا تريد بعض دوائر الإعلام أن تقتنع بأن ما نقوله عن حق، بوجود إطار مؤسسى واضح داخل الحزب لاتخاذ القرار وهذا الإطار واضح فى انتخابات داخل الحزب وفى صياغة السياسات العامة، وهذا الإطار المؤسسى واضح وتفصيلى وخضنا به تجربة فى الشهرين الماضيين لاختيار مرشحين فى انتخابات مجلس الشعب المقبلة، وأيضا إطار حاكم تفصيلى منصوص عليه فى نظام أساسى صوت عليه المؤتمر العام للحزب الوطنى عام 2002 وفى عام 2007 لاختيار مرشح الحزب فى الانتخابات الرئاسية.
وأى حديث لاختزال مؤسسة كبيرة مثل الحزب الوطنى له نظام أساسى واضح المعالم فى بعض الكلام الإعلامى.. لماذا لم يحسم الحزب مرشحه بعد، حيث يوجد توقيت ونظام مؤسسى الجميع يحترمه بدءا من الرئيس وصولا لأصغر قيادة فى الحزب.
* رئيس الوزراء ذكر منذ عدة أشهر أنه تم تقريبا إنجاز 80% من برنامج الحزب.. مظلة التأمين الصحى لم تمتد للجميع وقصور فى المحليات وتطبيق اللامركزية فضلا عن الفساد فى المحليات حسبما قال الدكتور زكريا عزمى «الفساد للركب» واستبدال حالة الطوارئ بقانون مكافحة الارهاب وتم إنجاز 60% فقط من مشروع المليون وحدة سكنية وفرص العمل ال4.5 مليون تحقق منها 4 ملايين فما تعليقك.. هل هذا يرضيك؟
** قلنا بوضوح إننا أنجزنا الكثير مما وعدنا به فى الخمس سنوات الماضية، دعينى أتحدث عن الجانب الإيجابى الحقيقى الماثل أمامنا الذى لا يريد البعض إقراره أو يحاول تصويره على أنه غير حقيقى فالمليون فرصة عمل لم تأت بالسهل ولا ننسى أن جزءا مهما جدا من الإصلاحات الاقتصادية التى قمنا بتبنيها لم تساعد فقط على تغير مناخ الاستثمار وتطوير البنية الأساسية، فإننا نتحدث عن 7.10% استثمارات أجنبية مباشرة عما كان عليه الوضع من عام 2000 إلى عام 2005، فضلا عن مضاعفة الصادرات المصرية غير البترولية للخارج.
وعندما نتحدث عن متوسط معدل نمو بلغ تقريبا 6.5% فى الخمس سنوات بالرغم من الأزمة العالمية الدولية، وقطاع السياحة الذى حققنا فيه الهدف، ومضاعفة أعداد السائحين، وعندما نتحدث عن الزيادة غير المسبوقة فى الإنفاق وعلى بعض الخدمات العامة مثل مرفق المياه والصرف الصحى الذى جعلنا له الأولوية فى القرى الأكثر احتياجا. وفى الجانب الاجتماعى ضاعفنا مساعدات الضمان الاجتماعى التى تقدم للأسر الفقيرة، وتقريبا ضاعفنا عدد المواطنين الذين يحصلون على البطاقة التموينية، وزودنا السلع الموجودة التى استطاعت حماية الطبقات غير القادرة من موجة التضخم التى منى بها العالم عام 2008 بسبب زيادة أسعار الحاصلات الزراعية بشكل عام، وتوجد زيادة أكثر من مضاعفة فى دخول العاملين بجهاز الدولة وكادر المعلم الجديد والزيادة فى رواتب المعلمين والأطباء والطفرة التى حدثت فى التخطيط العمرانى والأحوزة العمرانية داخل القرى المصرية وبعض هذه الإنجازات لا يفهمها كل ساكنى المدن بالقاهرة، وإنما يفهمها أكثر قاطنو المدن الريفية.
حدث الكثير فى السنوات الماضية فى ظل ظروف لم تكن سهلة وفى ظل أزمة مالية واقتصادية عاتية، وهذا هو التحدى الذى استطعنا من خلاله، وشعارنا فى هذه الحملة «صوتك لمن يملك برنامجا حقيقيا وينفذه» شعار بحق، فالتحدى فى المصداقية، وهذه هى الرسالة التى سنوصلها للمواطن، وفى عرض برنامجنا الانتخابى قمنا بطرح عدة أسئلة منها: هل وفيت بوعودك فى الخمس سنوات الماضية بشكل كبير، وهل قادر على أن تنفذ، وهل لديك رؤية مستقبلية، هل قادر على تحفيز المجتمع على أن يشارك فى تنفيذ هذا البرنامج. فهذا ما دخلنا فى تفاصيله اليوم فى عرض البرنامج الانتخابى، وأجيب الآن بالفعل عن قناعة بأننا وفينا.
* مراعاة معاناة المواطن من خلال البرنامج الجديد الذى طرحتموه خاصة فيما يخص الخدمات العامة ومكافحة الفقر والتعليم وجودته والبطالة... ولاحظنا شعور المواطن بعدم الرضا فى قطاعات كثيرة جدا ولكن هناك عدة تقارير من بينها تقرير للأمم المتحدة عن التنمية البشرية فى مصر يقول إن 20% من السكان من الفئات الفقيرة تعانى صعوبة الالتحاق بالمدارس و27% من الشباب من سن 18 إلى 29 لم يستكملوا التعليم الأساسى ونظام التعليم غير مؤهل لسوق العمل، والإنفاق الحكومى 5% فقط من الإنتاج المحلى على التعليم ومثله على الصحة فيما نجد 20% نسبة الإنفاق على الأمن.. فهل هذه الأولويات تختفى أو ترتب بصورة أخرى؟
** نعم مازالت هناك تحديات كبيرة فى التعليم ولكننا انتقلنا فى الخمس سنوات الماضية من مجرد التركيز على موضوع الكثافة لبناء مدارس التى بلغت ما يقترب من 3 آلاف مدرسة جديدة، وبدأنا نركز على ثقافة الجودة ومن هنا أدخلنا تعديلات تشريعية جديدة خاصة بالمعلم ليس فقط للارتقاء بدخله بل لنسمو بهذه المهنة من مجرد وظيفة لمهنة سامية وأصبح المعلم يحصل على شهادة لمزاولة هذه المهنة ويتم تجديدها كل 5 سنوات طبقا لدورات التدريب التى يحصل عليها فضلا عن إنشاء هيئة ضمان الجودة فى التعليم.
وتحدثنا عن الصحة ولم نقل إنه فى عام 2005 سنحل كل المشاكل وعمرنا ما قلنا هننهى مشكلة البطالة لكن قلنا عندنا القدرة إننا نوجد 4.5 مليون فرصة عمل وقاربنا من تحقيق هذا الهدف، وعمرنا ما قلنا هننهى الفقر فى كل ربوع الأسر ولكن قلنا هنعطى له أولوية فى الإنفاق ومضاعفة عدد الأسر فى التأمين الاجتماعى والبطاقات التموينية بدأنا وهنكثف الخمس سنوات القادمة فى البرنامج الذى أعلناه.. المشكلة دائما فى مصر وغير مصر عندما نتعامل مع موضوع الفقر دائما الصعوبة هى كيف أصل للفقير وتم رصد ألف قرية الأكثر فقرا فى مصر التى يتمركز فيها ما يقترب من 50% من الأسر الفقيرة فى برنامج بدأ منذ نحو عامين لكن سيتم تكثيفه فى الخمس سنوات القادمة، وهدفنا من خلال هذا البرنامج كما أعلنا اليوم أن نخرج ما يقرب من مليون ونصف أسرة من دائرة الفقر فهذه الأسر تحتاج حماية، والتحدى كيف أمكنهم لكى يصبح لديهم القدرة على الكسب.
* هناك استطلاعات للرأى أجراها الحزب الوطنى أوضحت أن الثقة فى الحكومة لا تتعدى 59% والثقة فى الحزب الوطنى لا تتعدى ال50%.. و34% من المصريين يرون أن أهم مشكلة فى مصر هى الفساد ثم الغلاء والبطالة وتأتى الانتخابات فى ذيل القائمة فكيف تتعاملون مع هذه القضايا خصوصا الفساد خاصة وأنتم أثرتوها أكثر من مرة؟
** لا أشك.. وأعتقد أنه يتفق الكثير من المؤيدين والمعارضين على أن الساحة السياسية فى مصر عام 2010 تختلف اختلافا كبيرا وجوهريا عما كانت عليه فى عام 2005 والأسباب كثيرة، الجزء الأكبر منها برنامج الإصلاح والتطوير الذى خضنا به السنين الماضية، وفعلا عن حق كل سنة نوكل إحدى الشركات المتخصصة لعمل استطلاع رأى لعينة ممثلة للمجتمع ونعلن هذا الاستطلاع على أعضائنا وعلى المجتمع.
* هل ترى أن هذا الرقم جيد؟
** طبعا أنا فى حزب سياسى وبنواجه معارضة ولسه قدامنا مشوار، هذه الحيوية وهذه القدرة عندما نطلع نقول وجهة نظر والمعارضة تطلع تواجهها بالمثل والقنوات الإعلامية المفتوحة التى يستطيع الجميع أن يعبر فيها عن وجهة نظر هذا النهج الجديد.. ولا الزمن نقدر نطلع نقول إن المواطن عنده ثقة فى الحكومة 90%، أنا «لا بقول جزء من بعض ما تغير على مدار السنين الماضية»، هذا التفاعل الإيجابى والتغير الإيجابى يمثل نقطة قوة كبيرة لنا كمجتمع ونحن نريد بناء مستقبل فى ظل تحديات مصرية كبيرة وفى ظل عالم متغير يفرض تحديات ويفرض فرصا ولا يمكن ومنقدرش أن نبين هذا المستقبل فى غرف مغلقة إلا من خلال الحوار والمعارضة والحكومة، ولم نصل بعد للهدف المطلوب ولكن ماشيين بقوة فى هذا الاتجاه.
* بعد 5 سنوات من برنامج الرئيس.. تسمع إن الناس متذمرة فى أوجه عديدة جدا غلاء الأسعار اللى كان آخره الطماطم وانقطاع التيار الكهربائى والبطالة واختناقات مرورية هل هذا مؤشر لفشل الحكومة فى هذه السياسات؟
** مرة أخرى أى برنامج للإصلاح والتطوير له أهداف معينة كما فعلنا فى 2005 وكما فعلنا اليوم فى برامج محددة وأهداف محددة مفيش أى حزب أو أى حكومة وهى مقبلة على مرحلة جديدة تستطيع أن تتخيل أو تتنبأ ببعض المشاكل أو الكوارث أو الضغوط التى من الممكن أن تواجهها من الداخل أو من الخارج فمثلا الأزمة المالية التى انتقلت للأزمة الاقتصادية العالمية فأنا أؤكد أنه بدون برنامج الإصلاح فى عام 2005 مش بس كنا قدرنا نحمى مؤسسات مالية ولم يكن لدينا القدرة أن نتوسع فى برامج الحماية، والزيادة فى أسعار الغذاء كان لها أثر كبير على الأسر غير القادرة.
الناس لا تأخذ مؤشرات ولكنها تتأثر فى حياتها اليومية بها، فعندما نمد مظلة حماية الغذاء إلى الأسر الأولى بالرعاية من خلال توسيع البطاقات والسلع، وكان له أثر كبير فى عام 2008، فالناس لا تأكل مؤشرات بالفعل، ولكن الأسر الفقيرة تأثرت بشكل إيجابى عندما ضاعفنا معاش الضمان الاجتماعى على ما يقرب من مليون و300 ألف أسرة فى السنوات الماضية، وأيضا عندما ضربنا فى خمسة تقريبا الموارد التى ذهبت إلى مشروعات الصرف الصحى فى القرى التى كانت محرومة من هذه الخدمات. الناس لا تأكل مؤشرات، ولكن المليون فرصة عمل الجديدة التى وفرت خلال الخمس سنوات ذهبت لمن؟، ذهبت إلى شباب وبعض المتعطلين، الناس لا تأكل مؤشرات ولكن الزيادة التى طرأت على دخول المعلمين، والأجهزة الإدارية فى الدولة، من الإمكان أن يرى البعض أنها ليست كافية فى دخول الإنتاج، نعم لذلك طرحنا اليوم ونتعهد بمضاعفة أجور العاملين فى أجهزة الدولة مرة أخرى، وسنستمر فى مكافحة التضخم، وسنتعامل مع بعض الاختلالات الموجودة فى أسلوب التجارة الداخلية، فالبنية الداخلية فى نظام التجارة الداخلية فى مصر مازالت تعانى مزيدا من الخلل، كما أن جزءا منها مسئول عن ارتفاعات الأسعار الوقتية فى بعض السلع كالطماطم وغيرها.
* ألا تخططون إلى تعديل وزارى؟
** أطالبك بالرجوع إلى الدستور المصرى، فالحزب لا يقرر تعديلا وزاريا، الحزب يسعى للحصول على الأغلبية، وطبقا للدستور المصرى رئيس الجمهورية هو الذى يشكل الحكومة، من المنطق والطبيعى أن يسعى الرئيس إلى تشكيل الحكومة من الأغلبية.
* تحدثتم عن الإصلاح السياسى وذكرتم التعديلات الدستورية التى بدأت بتعديل المادة 76 عام 2005 يليها التعديلات الدستورية عام 2007، وهناك مطالبات عديدة من جانب المعارضة لتعديل المواد 76 و77 و88 وعدد آخر من المواد.. فهل سنشهد تعديلات دستورية أخرى أو إصلاحات سياسية فى الفترة المقبلة التى تراجعت إلى حد ما؟
** كيف تراجعت ونحن أجرينا أوسع وأكبر عملية تعديل للدستور المصرى الذى أطلق عام 1971، عندما نرجع بالزمن إلى الوراء.. فهل كان من المتاح سؤال حزب معارض عن مخططه تجاه انتخابات الرئاسة وما هو برنامجه والقيادة التى سيرشحها، تعديل القوانين والدساتير ليست هى وحدها التى تحدث التغيير، بل الممارسة وتغيير الثقافة والتفاعل الذى يوجد فى المجتمع الآن هذا هو التجربة المتراكمة التى تحدث التغيير لكن لا يوجد شك أن جملة التعديلات الدستورية والتشريعية التى تمت بالسنوات الماضية لا يقتصر تأثيرها على اليوم، بل ستظهر آثارها فى المستقبل بشكل أكبر، نحن قلنا إننا أنجزنا جزءا كبيرا فى التعديلات الدستورية والتشريعية أغلبها كان على المستوى المركزى.
فى تعديلات دستورية تحدثنا عنها كثيرا غيرت كثيرا من ركائز الدستور المصرى بداية من أسلوب انتخاب رئيس الجمهورية.
* بعد إعلان الحزب عن مرشحيه استبعد الحزب ثلاثة من الذين كانوا يقيمون حملات لدعم سيادتكم مرشحا للرئاسة.. والبعض فسر ذلك بأنه عدم رغبة منك لترشيحهم ؟
** أتعجب من تسطيح الأمور لهذا القدر، لا أعلم تقصدين من بالتحديد، وموضوع الحملات وإلى آخره، موضوع لا التفت إليه كثيرا، لكن 3700 قيادة تقدمت على مقاعد البرلمان فى انتخابات قاعدية غير مسبوقة واضحة وشفافة وفى النهاية تم ترشيح قرابة 750 مرشحا و69 مرشحة، وأرغب فى التعرف هل هناك أحزاب أخرى خاضت هذه التجربة من قبل، هل سنختصر كل ما يحدث فى الحديث عن أشياء ليس لها أى مدلول.
لا أنا أو أى قيادة فى الحزب تدخلنا فى اختيار أو تزكية مرشح على مرشح آخر بل احتكمنا فى النهاية إلى المعايير التى أعلنها، ولا أرغب فى إضاعة الوقت فى الحديث عن مواضيع خارج ذلك السياق.
* بغض النظر عن استبعادهم أو دخولهم ما تقييم سيادتكم لحملات دعمك مرشحا للرئاسة؟
** عمرى ما كان لدى علم بهذه الحملات كنت بسمع عنها من خلال الإعلام ولم أهتم بها، ونحن مقبلون على تحد كحزب.. انتخابات مجلس شعب وكل منا لديه مسئولية تنظيمية محددة لسه هناك قطاعات فى وسائل الإعلام والرأى العام لا يستطيع أن يستوعب الإطار المؤسسى الذى طورناه ونعمل من خلاله وليس لى علم بهم ولا أكترث لهم لأن هناك تحديا وطنيا مقبلون عليه فى أسابيع قادمة وهو التركيز والوقت لكى نصل لثقة الناخبين ونستطيع أن ننفذ مشروعنا.
* لاحظنا أن فى خطاب الرئيس مبارك كان فى الفقرة الأولى «أقول لكل من لم يحالفهم الحظ فى الاختيار أن الحزب يحمل لهم كل الفخر والتقدير والاعتزاز».. هل نعتبر ذلك نوعا من الترضية لما قيل حول ثورات وانشقاقات أعضاء مرشحين آخرين ضد الحزب؟
** فى عام 2002 عندما بدأنا عملية التطوير المؤسسى كان أمامنا انتخابات مجلس الشورى فى ذلك الوقت انتخابات نصفية، وكنا نود تطوير أسلوب اختيار المرشحين وجلسنا مع قيادتنا وكانوا متساوين وقلنا إننا سنطور النظام إلى ما وصلنا إليه فى الانتخابات يضمن مشاركة الأعضاء والتصويت ونظامًا شفافًا ومعلنًا للجميع وفى النهاية يجب أن نرضى بنتائجه، فماذا نتوقع من 3700 نختار منهم 700 وشوية وهذا طبيعى وأنا لو مكانهم سأشعر بهذا وهذا طبيعى ووضعنا نظاما لمخاطبة البشر وهى أشياء مهمة للحزب ودوركم موجود ومكانكم فى الحزب موجود وكلها فرص كثيرة، وكلها قيادات لها احترامها ولها إسهامها، وهناك نواب سابقون لهم دورهم وهذا هو الكيان المؤسسى الذى نحاول ترسيخه، لكننى أنا لو مكانهم ممكن أن يكون عندى نفس الإحساس، وكلمة الرئيس أعتقد أنه سيستقبلها آلاف الأعضاء فى الحزب الذين لم يوفقوا فى الحزب بالمعنى الحقيقى لها.
وفى مصر النهاردة:
نظرة إلى المستقبل
* لا يمكن، ونحن نتحدث عن سياسة الحزب الوطنى، أن نتجاهل تيار «الفكر الجديد» الذى ارتبط بوجودك، وظهر منذ 8 سنوات فى الحزب الوطنى.. هل حقق أهدافه؟ وكيف تراه بعد تلك السنوات؟
** تيار الفكر الجديد لم يبدأ بوجودى فقط، وإنما ارتبط بعدد من القيادات التى كانت لديها نظرة للمستقبل فى مؤتمر الحزب عامى 2002 و2003، ووجدنا أن الساحة السياسية فى مصر تتغير والتحديات تزداد، ويجب أن يكون الحزب فى قلب هذه التحديات. أما بالنسبة للإصلاح داخل الحزب الوطنى فكان فكرنا هو إصلاح البيت من الداخل، وأتذكر عندما كنت بجوار الأمين العام السيد صفوت الشريف فى مؤتمر صحفى بعد مؤتمر الحزب الوطنى عام 2002، ومن ضمن الأسئلة التى وُجهت لى «هل القناعة الجديدة والفكر الجديد الذى قمتم بالتصويت عليه اليوم على مستوى القيادات فقط أم أنه وصل بالفعل إلى القاعدة؟»، وكانت إجابتى واضحة، وهى أن التحدى الحقيقى الوصول بتلك الأفكار إلى القاعدة فى الشارع والقرية المصرية.
* وهل حدث ذلك منذ 2002 حتى الآن؟
** بشكل كبير، فالرأى العام بعضه يهتم بما يحدث داخل الحزب، فى حين يهتم البعض الآخر بالنتائج المباشرة، ومنذ 2002 إلى اليوم والحزب الوطنى يختلف كثيرا فى أسلوب اتخاذ القرار داخل الحزب، وفى الانتخابات الداخلية التى تحدث كل عامين، فدورية الانتخابات تمد الحزب بحالة من الحيوية، ويجرى انتقاء الكوادر فعلا، وطورنا أمانة السياسات، وهى الأمانة التى يختزلها المجتمع فى شخصى، رغم أن الأمر بأكمله مؤسسى، والموضوع مش موضوع أمانة بيرأسها جمال مبارك، لكن البعض يتكلم فى قضايا ملهاش أى أساس من الواقع، والفكرة أعمق من ذلك بكثير.
* وما القضايا التى يناقشها الناس وليس لها أساس من الصحة؟
** أنت متابع لما يقال، فالناس يقولون إن التطوير والإصلاح اللى بيقولوا عليه مجرد مناظر، لأن البعض لا يعرف، والآخر غير مقتنع، ويقولون إنهم خلقوا أمانة السياسات ووضعوا فيها جمال مبارك ليقوم بدور بارز، وبعدين ابنى عليها كل اللى بيتقال، واللى متأكد إن المشاهدين هيسألوا فيه، وده انطباع موجود عند الناس يختلف كثيرا عن الواقع، فمن يقول إن الإصلاح ده كله منظر يخش ويسأل، ليرى أن النظام المؤسسى فى الحزب يبدأ من حوار على المستوى المحلى، ثم نقاشات على مستوى مركزى ثم نقاشات خارج الحزب مع أحزاب أخرى ومجتمع مدنى.
* ألا ترى أن 8 سنوات كافية لتقييم تجربة «الفكر الجديد» على المستوى السياسى والاقتصادى والمجتمعى؟
** بالطبع كافية، لكن الظروف تغيرت، والحزب الذى لا يتطور مع تغيرات الحياة لن يكون فاعلا.
* البعض يرى أن ظهور الفكر الجديد ارتبط ببعض القيادات، وانعكس ذلك فيما بعد على الحكومة، لكن المواطن يستشعر أن تلك القيادات ليست لصيقة به، فهم أناس مااتبهدلوش فى الأتوبيس، أو تعبوا فى الأرض عشان بيع المحصول.. الناس تشعر أن «الفكر الجديد» بمعزل عن الشارع؟
** أتفهم هذا الكلام إذا تحدثنا عن فرد، لكن العمل الحزبى مختلف، فكوادره موجودة فى كل القرى والمحافظات، وهذا الإطار المؤسسى يحتاج الكادر الموجود بين الناس، والسياسى ذا الخبرة، وكثير من السياسات تأتى من الكوادر الحزبية من تحت، عندما ننزل إليهم، أو يقومون هم بتوصيل نبض الشارع إلينا.
* وهل ترى أن اختيار قيادات الفكر الجديد كان موفقا.. لأن ذلك سينقلنى للحديث عن المشكلات الموجودة فى الشارع؟
** قبل عام 2002، كان النقد الموجه للحكومة أن أغلب الوزراء، إما حزبيين أو أنهم يصبحون حزبيين بعد وجودهم فى الوزارة، فكان الانتقاد هو قول البعض: فين قيادات الحزب السياسى الكبير اللى بتقولوا عليه، وفى 2004 عندما طلب الرئيس من أحمد نظيف تشكيل الحكومة وجد داخل الحزب الكوادر القادرة على تنفيذ هذا الفكر الجديد، فهناك فارق بين امتلاك أفكار جيدة وبين تنفيذها، لأننا سنستمع إلى وعود انتخابية كثيرة خلال الأيام المقبلة، ناس كتير هيوعودا بكل حاجة، لكن التحدى الحقيقى فى تنفيذ تلك الأفكار.
* لنضرب مثالا لذلك، هو جمال مبارك نفسه، فأنت ابن قائد عسكرى عظيم، عاش فى بيت الرئاسة، وعندما نزلت إلى القرى فى مشروع القرى الأكثر فقرا.. رغم أنك كنت بعيدا عن القرية، بحكم وجودك مع الرئيس، ثم إن بيت الرئاسة له ضوابطه.. وفجأة نزلت قرى مصرية شديدة الفقر.. أريد أن أعرف أول انطباع شعرت به؟
** لا أوافق على عبارة «فجأة نزلت»، فمنذ بداية عملى الحزبى، كان جزء أساسى من نشاطى هو النزول إلى المحافظات، والمشروع لم يبدأ «فجأة» أيضا، لأننى لا أتحدث عن نفسى فقط، وإنما عن قيادات الحزب بكاملها، والإطار المؤسسى كان فكره النزول للشارع، وأنا عنصر فى هذا الإطار.
* لكننى هنا أتحدث عن الجانب الشخصى فى التجربة؟
** بالطبع هناك انعكاس شخصى، فأنا لما بنزل ألف وأقعد مع الناس، والعائلات الكبيرة فى القرى، أنظر إلى المرأة المعيلة فى تلك القرى، أشعر أننا لابد أن نبذل جهدا مضاعفا، ونعمل بخطوات متسارعة، وأن أعطى الشباب أملا، زى شعار الحزب، وأطمنهم على مستقبلهم، ولما أشوف ناس على هذا الوضع، من الفقر أو قلة الحيلة، طبعا أتأثر بذلك.
* وهل ترى وقتها أننا تأخرنا أو أننا مقصرون؟
** لو سألتنى هل كان من الممكن تحقيق أهداف أسرع فى السنوات الثمانى الأخيرة؟ أجيبك بنعم، ولو سألتنى عن المشكلة فين؟ أقول لك إن التغيير مش سهل، فالتغيير داخل شركة أو مؤسسة أو حزب أغلبية صعب، ولدى قناعة بأن لدينا طاقات غير مستغلة بالشكل الصحيح لكى نخرج أعداداً أكبر منهم، ولو لم يكن لدينا رصيد فى السنوات الماضية، لما استطعنا أن نطلق هذا البرنامج بتلك الوعود الكبيرة.
* أحد المشاهدين يسأل: نسمع فى الحزب عن الفكر، لكن لماذا لا نستشعر بالتغيير.. هل لأن احتياجات الناس أكبر أم لأن مشاكل مصر أكبر من أن يتم استيعابها فى عدة سنوات؟
** فى السنوات الخمس الأخيرة حدث تطور كبير لكننا لن نخدع الناس، فالبعض لم يشعر بعد بتغيير ملموس، والبعض كان التغيير أقل من توقعاته، أو هناك من يقارن نفسه بالآخرين، وهنا يحس بالظلم نتيجة شعوره بعدم تكافؤ الفرص، ورغم أن 4 ملايين حصلوا على فرص عمل جديدة وزيادة فى الأجور، فإن العاطلين لايزالون أكبر بكثير، لكن الوعد الانتخابى كان بتشغيل 4.5 مليون شاب وقاربنا على الانتهاء منه، وهو ما حدث بالمثل فى المعاشات أيضا، وفى القرى، بلغ حجم مشروعات الصرف الصحى، والموازنات التى دخلت إلى هذا القطاع 5 أضعاف المرحلة الانتخابية السابقة فى الفترة بين 2000 و2005، وأرجو أن يواجه الإعلام من يعد بالقضاء على البطالة نهائيا فى السنوات الخمس المقبلة، ويسأله: هيعمل كده إزاى؟
* هل تصدق أن المواطن ينتخب الفرد من أجل برنامج انتخابى أم من أجل خدمات يقدمها المرشح للشخص، أو تجرى وفقا لعائلات كبرى مثلما يحدث فى الصعيد.. فهل هذا نوع من الوجاهة الانتخابية.. وكيف ترى البرنامج الحزبى؟
** يضحك.. سؤال كويس، ما أعتقدش إنه وجاهة، ففى 2005 حددنا أهدافا متفقا عليها، لكن بالعودة إلى سؤالك أقول: إحنا لسه، ومفيش شك أن هناك تطورا فى الحياة السياسية ونضوجا، لكن لاتزال عائلة المرشح فى الصعيد لها دور كبير، وهى ثقافة لن تتغير فى يوم وليلة، ولا شك أن ثقل المرشح وعائلته له وزن، وثقل الحزب ومساندته لمرشحه يؤثر، وأحيانا يصعب على المواطن قراءة هذه الأمور الكبرى. طب أنا هاروح أدى صوتى لمرشح عشان الكلام الكبير ده؟! لكن لدينا 222 برنامجا على مستوى كل دائرة تترجم البرنامج العام للحزب، ومن يعتقد أنه عندما يطلق وعودا وبرنامجا حزبيا دون وجود قاعدة شعبية وجماهيرية، فلن يؤثر، فعلى المواطن أن يفرق بين كلام الانتخابات والكلام اللى بجد، وكلام الحزب الوطنى بجد، لأن الناس اختبرتنا فى السنوات الخمس الماضية، لم نحقق كل الأهداف لكننا أوفينا بالكثير، وعرفنا أسباب عدم تحقيق أو إكمال برنامج 2005 وسنكمله فى 2010، ويترسخ عند البعض أن هذه الإصلاحات من أجل فئة معينة، وأنا أرى أن من حاول أن يستغل الحزب لتحقيق مكاسب شخصية يجب أن نحاسبه لا أن نوقف المسيرة بالكامل، واللى شايف كده يقول إيه البديل، فمثلا فى 2005 لم تكن هناك قناعة بأن البديل فى التوظيف لم يعد فى القطاع العام.
* ما الإطار الذى يضمن رؤية كاملة تبدأ من التعليم حتى سوق العمل؟
** ده موضوع كبير، التعليم أساس ومشكلة كبيرة، وستتحسن على مراحل، كان لدينا تعهدان رئيسيان: الأول هو إتاحة الأماكن بسبب الكثافة السكانية المتزايدة والمتسارعة، والثانى هو الجودة، وعندما أنشأنا هيئة ضمان الجودة، الناس قالت حلّنى ولو بعد 100 سنة، لكننى أضع ثقافة جديدة، ومشوار الإصلاح لا يكون دائما بكلام حلو وبسيط، وإنما مشوار مضن، ويجب أن تتحمل الهجوم الشرس من الإعلام والمعارضين.
* إلى جانب التعليم توجد الصحة، والبرنامج فى 2005 قدم مظلة للتأمين الصحى، خاصة مع انتشار الأمراض فى مصر؟
** أنت على حق، فى البرنامج الرئاسى كنا نتعهد بتقديم قانون التأمين الصحى وهو ما أخذ نقاشا طويلا جدا داخل الحزب وداخل المجتمع، وإذا أصبحنا أغلبية فى برلمان 2010 سنكمل ما بدأناه، وسيزيد عدد المستفيدين من التأمين الصحى، طبقا للنظام الجديد إلى 15 مليون مواطن.
* «عشان تطمن على مستقبل أولادك انتخب الوطنى» هذا شعار برنامج الحزب، ومع ذلك احنا قلقانين، ليه الإحساس ده؟
** هى جملة تلقائية وإنسانية، فأنا أخاطب مثلا أصحاب المعاشات، والحزب الوطنى يتعهد لمن لا يملكون معاشا أن يجدوا معاشا، وحتى الأثرياء ورجال الأعمال «قلقانين على أولادهم»، لكننا نخاطب المواطن البسيط والعامل والفلاح أولا، فالساحة السياسية بخير وهناك أفكار كثيرة مطروحة، وعندما أطالب الناخب بصوته، فأنا أطالبه بصوت للوسطية، كى تتجنب مصر مخاطر سياسية واقتصادية ، ولا تنزلق فيها، ومن حق المواطن أن يقلق، لكن من حقه أن يقارن بين برامج الحزب الوطنى وبرامج غيرى، ولك الحق أن تعرف كناخب من الحزب المناسب لك، ببرنامج محدد.
* مقارنة الناخب تقودنى لحال الأحزاب، وبالتالى سأختار الوطنى لأن الباقى ضعيف؟
** إذا لم أستطع تحقيق معدلات نمو 7?، وإذا لم نتمكن من تعزيز دور القطاع الخاص ومواجهة الفساد، فعلينا أن نقلق، وهناك من يريد أن يجرنا للوراء ويهدم إنجازات السنوات الخمس الماضية ومش عايز أتكلم عن المعارضة لأنها «مش موجودة معانا» فى الحلقة، فالمعارضة تعارض دون أن تطرح بديلا قابلا للتنفيذ، هتجيب فلوس منين للاستثمار؟!
* الناس تتساءل من المسؤول عن تدهور أحوال الفلاح فى مصر، واستغلال الأراضى الزراعية من أجل المبانى، فى الوقت الذى نادى فيه الحزب بالحديث عن الفلاح؟
** هذا السؤال ملىء بالألغام، فطوال الوقت نهتم بالفلاح، وعندما كنا ننزل الريف وجدنا الفلاح فى منتهى السعادة لأن دخله زاد، فالفلاح هو عصب القرية، «لما الآية اتعكست وانتهت موجة التضخم، الناس استريحت، والفلاح هو اللى بيشتكى، لأن الأسعار قلت، نأتى إلى الأرز»، فلدينا مشكلة فى إدارة منظومة المياه فى مصر، وأحد عناصر الأزمة هو إقناع الفلاح بذلك، لأنه يرى المياه هبة ربانية، لكن مع الوقت بدأ الفلاح يتفهم الأمور جيدا، ففى عملية الإصلاح يحدث ضرر مبدئى على الفئة المستهدف إصلاحها، والتنمية مشروع أساسى ولن تقوم بها الدولة بمفردها، لابد من تشجيع المستثمر فى الصحراء، وإن حدث سوء استخدام أو تعد، فلابد من التعامل معه لا أن نوقف المشروع بأكمله.
* لكن القطاع الخاص يشكو من تضارب القوانين؟
** أعرف ذلك، وهناك تشريع جديد لحل أزمة التعامل مع أراضى الدولة، ومعالجة التضارب فى القوانين، وأمور وضع اليد، والرؤية موجودة ونقوم بالتنفيذ، فمثلا فى المناطق الصناعية التوسعات كانت تقوم بها الدولة فقط، وهذا لم يعد يصلح الآن، فهذا المستقبل.
* تحدثت عن الفساد أكثر من مرة، وأحد بنود برنامج الحزب الوطنى يتعهد بمواجهة الفساد، فى حين كانت أكبر جرائم الفساد الكبرى مرتبطة بسوء استخدام السلطة وبشخصيات فى الحزب الوطنى، فما الضوابط، التى يكفلها الحزب حين يقول إنه سيهتم بمواجهة الفساد؟
** أحتاج تصحيح المعلومة، فأغلب قضايا الفساد الكبرى، هناك تسليط إعلامى يحاول إلصاقها بالحزب الوطنى، والمعيار هو هل نحاول أن نتحايل عندما نكتشف ذلك الفساد؟! وهل نعطل الأجهزة الرقابية؟! الإجابة لا، ففى القضايا الكبرى والصغرى نقوم بتقييمها بلجنة التقييم الحزبى، وفى أحد البرامج سمعت واحدا يقول: «ليه الوزير ما بيتحاكمش فى منصبه؟!»، وهو كلام غير صحيح لأنه لا يوجد ما يمنع ذلك.
* لكننا لم نسمع عن وزير تمت محاسبته ومحاكمته؟
** القانون يطبق، لكن المناقشة فى إنشاء هيئة محاسبة ذات شكل إجرائى، وليس هناك ما يمنع محاسبة المسئول حتى لو عنده حصانة، «وده ساب انطباع عند الناس» بأن الجانب الإجرائى غير موجود وهذا غير صحيح، لكن هناك فساداً آخر فى الجهاز الإدارى للدولة، وجزء كبير من الفلسفة أن نسهل الإجراءات وأن تنزع نفوذ الموظف، الذى يسمح له بالفساد، والرد على قضايا الفساد أن كل من أدين من الحزب تمت محاكمته ولم نتدخل ولا نستطيع أن نتدخل بأى شكل.
* هل لم يكن الحزب بحاجة إلى وجوه وكوادر جديدة أكثر؟
** قمنا بتغييرات كثيرة، وهى ما أفرزه تقييم ورأى أعضاء الحزب على مستوى المحافظات والدوائر المختلفة، فنحو 3700 مرشح، و700 مرشحة على كوتة المرأة قمنا بعمل اختبارات لهم، وما تعهدنا به خلال السنوات الماضية أن يكون لرأى الأعضاء الأهمية العظمى، وكنا حريصين على أن نستبعد كل من عليه شبهات من الترشيح، فلا أعتقد أن الحزب يريد ذلك.
* ما مشروعك السياسى الخاص؟
** «إنت مش أول واحد يسألنى السؤال ده، وسمعت إجابتى كتير، أنا مش هجاوب إجابة تقليدية»، مصر مقبلة على انتخابات مهمة، دائما يغلب علىّ طابع العمل المؤسسى ولى مهام محددة داخل الحزب، عندى إحساس بأننى أستطيع أن أعمل أكثر من العمل الشخصى، وليس لى طموحات شخصية رغم ما يدور فى ذهن الناس، أريد دورا أساعد به الحزب والدولة على التغيير، وأريد أن أساعد مرشح الحزب على تنفيذ برنامجه، وأمامنا مهام مهمة فى العامين المقبلين، وألمح فى عينيك عدم تصديق، لكن أمامنا تحديا كبيرا، ولن أقول إن هذا كلام عاطفى، لا نريد أن يكون الكلام عاطفيا، المهم أن يتم التنفيذ بشكل قوى وحقيقى فى مصر.
* ماذا تفعل حين يوجه إليك الهجوم والنقد؟
** من ينخرط فى العمل العام لابد أن يكون قادراً على المواجهة والتحمل وإلا فلن يكون قادراً على العطاء، وفى لقاءاتى مع الشباب أواجه أحياناً بهجوم عنيف، وعلى أن أحتوى هذا الهجوم وأتعامل معه بصورة إيجابية وأتحاور مع من يختلف معى، رغم بعض التجاوزات التى قد تثير ضيقى أحياناً إذا تضمنت إساءات، لكننى مع الوقت أتجاوزها، وأنا أسعد بالحوار مع من يخالفنى، لأنه ليس منطقياً أن نجلس فى غرف مغلقة مع من يوافقوننى الرأى فقط.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.