فى حارة عبد الواحد بمنطقة كفر عشرى التابع لمنطقة مينا البصل يوجد منزل قديم عمره أكثر من مائتى عام فى هذا المنزل تجد السكان يربّون الماعز والخراف والدجاج وحالة المنزل تدعو للأسى والترحم.. هذا المنزل ولد فيه أديب الثورة العرابية عبد الله النديم هذا الذى عمل فرانا وبائع لبان.. والذى خالط عامة الشعب. وهو التلميذ الذى جاور الإمام محمد عبده رائد الإصلاح فى قهوة متاتيا بالعتبة بالقاهرة ليسمع جمال الدين الأفغانى الرجل كان يوزع «السعوط» «النشوق» بيد ويوزع الثورة باليد الأخرى». كان ذلك فى الربع الأخير من القرن التاسع عشر.. عندما اندلعت الثورة العرابية.. وكان النديم هو لسان حال هذه الثورة.. بعد أن تحول النديم من مضحكاتى وحكّاء فى الموالد وعلى المقاهى يعيش وسط الناس.. أخذ النديم على عاتقه أن ينشر الثورة العرابية بالسخرية من الخديو ومن الإنجليز وقلب مصر رأسا على عقب.. وكان خطيب الثورة العرابية عبد الله النديم.. يتجول فى محافظات مصر ليدعو لتأييد عرابى الفلاح المصرى قائد الثورة. وأصدر فى ذلك الوقت مجلة «التنكيت والتبكيت» وعندما فشلت ثورة عرابى بفعل الخيانة وقبض على قادتها.. وأعلنت سلطة الاحتلال البريطانى 10 آلاف جنيه ذهبا ثمنا لرأس عبد الله النديم الذى أشعل الثورة.. ولكن النديم اختفى فى بحر الشعب الذى احتضنه وظهر بعد 9 سنوات كانوا يبحثون عنه فى كل شبر من مصر. ولكن البسطاء احتضنوه ومات الشاعر والأديب والخطيب الصعلوك فقيرا وسط الناس ولأنه لا كرامة لنبى فى وطنه.. فمازال المنزل الذى ولد فيه فقيرا حقيرا آه لو كان فى مكان آخر لكرموه.. وخلدوا ذكراه.. ولم يبق منه فى الإسكندرية سوى مدرسة تحمل اسم على استحياء «سبحان الله!