تفقدت السيدة الفاضلة سوزان مبارك قرينة السيد رئيس الجمهورية متحف الفن الإسلامى بباب الخلق بعد تطويره الذى استغرق ما يقرب من سبع سنوات، والذى قام الرئيس محمد حسنى مبارك بافتتاحه فى أغسطس الماضى ليعد أقدم متاحف الفنون الإسلامية حيث أنشئ المتحف فى عهد الخديو عباس واتسم بدوره الثقافى فى المجتمع حتى القرن الواحد والعشرين.بالرغم من حفاظ المتحف على طابعه القديم الذى أدى إلى تسجيله كأثر بعد مرور مائة عام إلا أنه بعد تطويره يعد نقلة إلى آفاق العصر الحديث بما يضمه من مقتنيات نادرة تشمل 2500 قطعة من مختلف عصور الفن الإسلامى ممثلة فى العصر الأموى والفاطمى والعباسى والطولونى والمملوكى والعثمانى والأيوبى، بالإضافة إلى مقتنيات نادرة مهداة من أسرة محمد على وكذلك الفن الإسلامى القادم من خارج مصر من تركيا وبلاد فارس (إيران). بدأت السيدة سوزان مبارك جولتها بالمتحف بتفقد مقتنيات الدولة الأيوبية التى تضمنت المعروضات الخشبية والخزفية المميزة لكل عصر، بالإضافة إلى المكاحل وأدوات الزينة وشاهدت قاعات السجاد والخط والألوان والأضواء وأيضاً الشبابيك المصنوعة من الجص المعشق بالزجاج وكذلك جرارات المياه والزخارف الهندسية للعمائر، كما شاهدت سيادتها فيلماً تسجيلياً عن مراحل تطوير المتحف، ثم تفقدت قاعة الطب فى العصور المختلفة بما تشمله من أدوات الجراحة ومزولة (تحديد) الوقت. نشأة المتحف يقول محمد عباس مدير عام متحف الفن الإسلامى إن فكرة إنشاء المتحف وضعت عام 1869 فى عهد الخديو عباس ووضع حجر الأساس له الخديو عباس حلمى الثانى عام 1899 تحت مسمى دار الآثار العربية. ثم افتتح فى الثامن والعشرين من ديسمبر عام 1903 ليضم داخل قاعاته سبعة آلاف قطعة أثرية مختلفة حتى زادت هذه المقتنيات النادرة إلى مائة ألف قطعة ما بين قطع مهداة من الأمراء والمماليك وبين اقتناء المجموعات الخاصة ومنها مجموعة د.على باشا إبراهيم، وفى عام 1952 تم تغيير مسمى المتحف إلى متحف الفن الإسلامى نظراً لما يضمه من قطع أثرية من بلاد سمرقند والصين شرقاً وحتى بلاد الأندلس والمغرب العربى غرباً على مر العصور بداية من القرن الأول الهجرى السابع الميلادى وحتى نهاية القرن الثانى عشر الهجرى الثامن عشر الميلادى. وحول أقسام المتحف المختلفة يقول عباس إن المدخل الرئيسى للمتحف يطل على شارع بورسعيد ليرى الزائر القسم الأيمن من المتحف وهو يمثل الفن الإسلامى فى مصر على مر العصور ويشتمل على ثلاث قاعات تضم كلا من العصر الأموى والعباسى والطولونى ثم ثلاث قاعات للعصر الفاطمى وقاعتين للعصر الأيوبى وثلاث قاعات للعصر المملوكى وقاعة تضم مقتنيات عصر المماليك والعصر العثمانى أما الجناح الأيسر للمتحف فقد خصص للفن الإسلامى القادم من خارج مصر مثل تركيا وبلاد فارس (إيران). ثم توجد قاعات متخصصة مثل قاعة النسيج وقاعة الخط وقاعة الحدائق التى تضم نافورة للمياه نادرة استغرق ترميمها أكثر من عامين بقسم الترميم بالقلعة، وقاعة العلوم وقاعة الهندسة ثم القاعة الأخيرة التى خصصت للطب فى العصر الإسلامى. أهم المقتنيات وعن أهم القطع الأثرية من المقتنيات ما يسمى بإبريق مروان بن محمد آخر الخلفاء الأمويين وهو مصنوع من البرونز وله دلالة خاصة للباحثين حيث يذكر أن هذا الإبريق تم صناعته فى مصر بطريقة قبطية فى العصر الإسلامى، ومن العصر المملوكى يوجد كرسى عشاء الناصر محمد بن قلاوون من النحاس المرصع بالذهب والفضة بالإضافة إلى قسم النسيج الذى يحتوى على عمامة صموئيل بن مرقص وهى أول عمامة نسيج يكتب عليها، أما فى العصر الفاطمى فيوجد الخزف ذى البريق المعدنى والذى يعد من أكثر التحف الخزفية على مر العصور التى تضم مدرستين للفنون الخزفية منها مدرسة الفنان مسلم بن الدهان ومدرسة الفنان القبطى سعد الذى يشتهر بنقوشه المسيحية فى العصر الإسلامى على الأوانى مما يؤكد على سماحة الدين الإسلامى وانتشار روح المواطنة والإخاء بين المسيحيين والمسلمين منذ قديم العصور. بالإضافة إلى وجود قطع نادرة مهداة للمتحف من الأمير يوسف كمال من أسرة محمد على التى تشتمل على قطع من النسيج والسجاد والخزف كما يضم المتحف أيضاً أقدم مصحف فى مصر مكتوب بالخط الكوفى يرجع تاريخه إلى عام 2 هجرى (8 ميلادى)، بالإضافة إلى مفتاح الكعبة الذى كان يرسل مع كسوة الكعبة إلى مصر. 24 ساعة مراقبة أما عن نظام المراقبة فيؤكد مدير المتحف أن نظام المراقبة مستمر 24 ساعة من خلال 83 كاميرا، مؤكداً أن أى شخص يقوم بلمس المعروضات أو محاولة تفحصها بالاقتراب منها يتم تصويره بشكل مباشر وتتم مشاهدته فى الإدارة العامة للمراقبة. وذكر عباس واقعة طريفة وغريبة حدثت بالمتحف وتم اكتشافها من خلال كاميرات المراقبة وهى أن قطة تسللت ودخلت إلى قاعات المتحف وتم غلق المتحف عليها وفوجئت إدارة المراقبة بوجود صوت غريب بقاعات المتحف إلى أن تم اكتشاف مكان القطة وتم فتح المتحف خصيصاً حرصاً على سلامتها وخروجها بدون خسائر. أما عن قسم الترميم بالمتحف يؤكد عباس أن القسم يضم خمسة عشر متخصصاً حاصلين على درجة الماجستير والدكتوراه فى ترميم التحف ومن ثم تم ترميم القطع الأثرية فيما يقرب من عامين لتبلغ تكلفة ترميم المتحف من حيث الإنشاءات والمقتنيات إلى 85 مليون جنيه تقريباً. وقد حرص على استقبال السيدة سوزان مبارك بمتحف الفن الإسلامى فاروق حسنى وزير الثقافة ود.ماجد جورج وزير البيئة وأنس الفقى وزير الإعلام ود.هانى هلال وزير التعليم العالى ود.عبدالعظيم وزير محافظ القاهرة ود.زاهى حواس أمين عام المجلس الأعلى للآثار والسادة سفراء اليونان وكندا واليابان وبلجيكا.