رحبت كل الدول العربية والأفريقية بالنتائج التى انتهت إليها القمة العربية الأفريقية الثانية التى انعقدت فى مدينة سرت الليبية فى العاشر من أكتوبر الجارى ووصفت بأنها توطيد قوى للعلاقات العربية الأفريقية خصوصا بعد اعتماد مشروع الشراكة الاستراتيجية وخطة العمل. وتضمنت كلمة الرئيس مبارك أمام القمة الكثير من التأكيدات التى تؤسس لشراكة عملية لم تنقطع حتى فى ظل غياب هذه القمة لمدة 33 عاما. وكان من الملاحظ اهتمام العرب بالتنسيق مع الأفارقة فى كل المجالات وقد عرضت الكويت استضافة القمة الثالثة بعد ثلاث سنوات. وشدد القادة العرب والأفارقة على الاهتمام بمشروع الشراكة وخطة العمل والتى تبدأ من عام 2011 وحتى عام 2016، وأكدوا أن استراتيجية الشراكة تقوم على إنجازات القمة الأفريقية العربية الأولى التى انعقدت فى القاهرة عام 1977 باعتبارها الوسيلة الرئيسية لإحياء ودفع التعاون الأفريقى العربى، واتفقت القمة على تعبئة الموارد البشرية والمالية اللازمة لتنفيذ استراتيجية الشراكة وخطة العمل ودعوة المجتمع الدولى، ومجموعة الثمانية إلى الوفاء بتعهداتها بشأن إصلاح النظام المالى والنقدى العالمى، وتخفيف عبء المديونية ومشاركة وفدى مفوضية الاتحاد الأفريقى والأمانة العامة لجامعة الدول العربية فى الجلسات العلنية والمغلقة للمؤتمرات والاجتماعات التى تعقدها المنظمتان والتنسيق فى المحافل الدولية، كما أعربت القمة فى إعلان سرت عن الارتياح القائم بين مجلس السلم والأمن الأفريقى والعربى ودعت إلى تعزيز برامج التعاون المشترك وتنسيق المواقف من أجل إرساء السلم والأمن فى أفريقيا والمنطقة العربية، ودعا الإعلان إلى إحداث إصلاح شامل وجوهرى للأمم المتحدة ينسجم مع متطلبات العرب والأفارقة، بالإضافة إلى توسيع العضوية فى مجلس الأمن بما يتيح لمختلف الأقاليم الجغرافية المشاركة فى إدارة النظام الدولى وصياغة بنود الأجندة الدولية واهتمت القمة بما يجرى من نزاعات ومشاكل فى القارة الأفريقية خاصة حول المياه والغذاء والطاقة وبحثت بشكل موسع المخاطر التى تحدق بالسودان. وأبدت مخاوفها من خطورة التقسيم والانفصال، وقررت تشكيل لجنة من قادة الدول العربية والأفريقية لدعم الوحدة فى السودان ومنع أى تصعيد، خصوصا مع الاقتراب من الاستفتاء والقبول بنتائجه بما يعكس رغبة الجنوب. فيما أبدى الرئيس حسنى مبارك تطلعه إلى تطوير التعاون العربى الأفريقى ودعم آلياته ليصبح شراكة عربية أفريقية فاعلة وفقا لاستراتيجية شاملة وخطة العمل المحددة للتنفيذ فى إطار زمنى متفق عليه، وأشاد الرئيس مبارك بالجهود التى بذلتها مفوضية الاتحاد الأفريقى والجامعة العربية للإعداد للقمة وباستراتيجية الشراكة وخطة العمل. واعتبر الرئيس مبارك تعزيز الشراكة الأفريقية العربية الطريق الأمثل للتعامل مع قضايا السلم والأمن والتنمية، كما حذر من إظهار أى خلاف يحدث فى دارفور على أنه صراع عربى أفريقى. يذكر أن القمة شهدت توافقا بين القادة العرب والأفارقة حول القضايا المطروحة والوثائق التى صدرت عنها، وقد تبنى إعلان سرت دعم ومساندة نضال الشعب الفلسطينى وقيام دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس، والتأكيد على احترام سيادة السودان ووحدة أراضيه وتقديم الدعم الكامل لحكومة الصومال والعمل معها بعزم لتحقيق المصالحة الوطنية، إضافة لتثمين التعاون المشترك فى مجال الزراعة والأمن الغذائى ومعالجة تداعيات التغيير المناخى على دول المنطقتين.